سيرة عبد الله الرضيع (ع) .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
*** اسمه ونسبه (ع) .
عبد الله بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) المعروف بعلي الأصغر .
أُمّه الرباب بنت امرئ القيس بن عدي الكلبية .
*** ولادته (ع) :
ولد في مثل هذا اليوم 9 من رجب عام 60 ﻫ بالمدينة المنوّرة .
*** كيفية استشهاده (ع) وتاريخ الاستشهاد :
عاد الإمام الحسين (ع) إلى المخيم ليودّع عياله ، وإذا بزينب الكبرى (عليها السلام) استقبلته بعبد الله الرضيع قائلةً : أخي ، يا أبا عبد الله ، هذا الطفل قد جفّ حليب أُمّه ، فاذهب به إلى القوم ، علّهم يسقونه قليلاً من الماء ، فأخذه منها وجعل يُقبّله وهو يقول : وَيْلٌ لِهَؤُلَاءِ الْقَوْمِ إِذَا كَانَ جَدُّكَ مُحَمَّدٌ المُصْطَفَى خَصْمَهُمْ .
ثمّ خرج راجلاً يحمل الطفل الرضيع ، وكان يُظلّله من حرارة الشمس ، فقال (ع) : أيّها الناس ، إن كانَ ذنبٌ للكبارِ فما ذنبُ الصغار؟
اختلف القوم فيما بينهم ، فمنهم مَن قال : لا تسقوه ، ومنهم مَن قال : أُسقوه ، ومنهم مَن قال : لا تُبقوا لأهل هذا البيت باقية ، عندها التفت عمر بن سعد إلى حرملة بن كاهل الأسدي وقال له : يا حرملة ، اقطع نزاع القوم .
يقول حرملة : فهمت كلام الأمير ، فسدّدت السهم في كبد القوس ، وصرت انتظر أين أرميه ، فبينما أنا كذلك إذ لاحت منّي التفاتة إلى رقبة الطفل ، وهي تلمع على عضد أبيه الحسين (ع) كأنّها إبريق فضّة ، عندها رميته بالسهم ، فلمّا وصل إليه السهم ذبحه من الوريد إلى الوريد ، وكان الرضيع مغمىً عليه من شدّة الظمأ ، فلمّا أحسّ بحرارة السهم رفع يديه من تحت قماطه واعتنق أباه الحسين(ع) ، وصار يرفرف بين يديه كالطير المذبوح .
عندئذٍ وضع الحسين (ع) يده تحت نحر الرضيع حتّى امتلأت دماً ، ورمى بها نحو السماء قائلاً : اللّهم لا يكن عليكَ أهونَ من فصيلِ ناقةِ صالح . ثمّ قال : هَوَّنَ عَلَيَّ مَا نَزَلَ بِي أَنَّهُ بِعَيْنِ الله .
قال الإمام الباقر(ع) : فَلَمْ يَسْقُطْ مِنْ ذَلِكَ الدَّمِ قَطْرَةٌ إِلَى الْأَرْضِ . وسمع (ع) قائلاً يقول : دعه يا حسين ، فإنّ لهُ مُرضِعاً في الجنّة.
ثمّ عاد به الحسين(ع) إلى المخيم ، فاستقبلته سكينة وقالت : أبة يا حسين ، لعلّك سقيت عبد الله ماءً وأتيتنا بالبقية ؟ أجابها (ع) : بُنيَّ سكينة ، هذا أخوكِ مذبوحٌ من الوريدِ إلى الوريد - 1 -
استُشهد (ع) في العاشر من المحرّم 61ﻫ بواقعة الطف ، ودفنه أخوه الإمام زين العابدين (ع) بجنب أبيه الحسين (ع) في كربلاء المقدّسة .
*** زيارته (ع) :
ورد في زيارة الناحية المقدّسة للإمام المهدي (ع) :
اَلسَّلاَمُ عَلَى عَبْدِ اَللهِ بْنِ اَلحُسَيْنِ ، اَلطِّفْلِ اَلرَّضِيعِ ، وَاَلمَرْمِيِّ اَلصَّرِيعِ ، اَلمُتَشَحِّطِ دَماً ، اَلمُصَعَّدِ دَمُهُ فِي اَلسَّمَاءِ ، اَلمَذْبُوحِ بِالسَّهْمِ فِي حَجْرِ أَبِيهِ ، لَعَنَ اَللهُ رَامِيَهُ حَرْمَلَةَ بْنَ كَاهِلٍ اَلْأَسَدِيَّ وَذَوِيهِ - 2 -
*** رثاؤه (ع) :
ممّن رثاه الشيخ محمّد رضا الخزاعي (رحمه الله) بقوله :
ولَو تَراهُ حَاملاً طِفلَهُ ** رَأيْتَ بَدراً يَحملُ الفَرقدا
مُخضَّباً من فَيضِ أوداجِهِ ** ألبَسَهُ سَهمُ الرَّدى مجسدا
تَحسبُ أنَّ السَّهمَ في نَحرِهِ ** طَوقٌ يُحلِّي جِيدَهُ عَسْجَدا
وَمُذ رَنَتْ ليلى إليهِ غَدَتْ ** تَدعُو بِصَوتٍ يُصدِعُ الجلمدا
تَقولُ عبدُ اللهِ ما ذَنبُهُ ** مُنفطماً آبَ بِسَهمِ الرَّدى
قَد كُنتُ أَرجُو فيهِ لي سَلوةً ** فخَيَّبوا ما كنتُ أرجو العِدى
لم يَمنحوهُ الوِردَ إذْ صَيَّروا ** فَيضَ وريدَيهِ لهُ مَورِدا
أفديهِ مِنْ مُرتضِعٍ ظَامياً ** بمُهجَتِي لو أنَّهُ يُفتَدَى - 3 -
( منقول : بقلم : محمد أمين نجف ) .
مع تصرف يسير .
***************************
الهوامش :
1 ـ اُنظر : اللهوف في قتلى الطفوف ، ص 69 *** بحار الأنوار ، ج 45 ، ص 46 *** المجالس العاشورية ، ص 390 .
2 ـ المزار الكبير ، ص 489.
3 ـ المجالس العاشورية ، ص 391 .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
*** اسمه ونسبه (ع) .
عبد الله بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) المعروف بعلي الأصغر .
أُمّه الرباب بنت امرئ القيس بن عدي الكلبية .
*** ولادته (ع) :
ولد في مثل هذا اليوم 9 من رجب عام 60 ﻫ بالمدينة المنوّرة .
*** كيفية استشهاده (ع) وتاريخ الاستشهاد :
عاد الإمام الحسين (ع) إلى المخيم ليودّع عياله ، وإذا بزينب الكبرى (عليها السلام) استقبلته بعبد الله الرضيع قائلةً : أخي ، يا أبا عبد الله ، هذا الطفل قد جفّ حليب أُمّه ، فاذهب به إلى القوم ، علّهم يسقونه قليلاً من الماء ، فأخذه منها وجعل يُقبّله وهو يقول : وَيْلٌ لِهَؤُلَاءِ الْقَوْمِ إِذَا كَانَ جَدُّكَ مُحَمَّدٌ المُصْطَفَى خَصْمَهُمْ .
ثمّ خرج راجلاً يحمل الطفل الرضيع ، وكان يُظلّله من حرارة الشمس ، فقال (ع) : أيّها الناس ، إن كانَ ذنبٌ للكبارِ فما ذنبُ الصغار؟
اختلف القوم فيما بينهم ، فمنهم مَن قال : لا تسقوه ، ومنهم مَن قال : أُسقوه ، ومنهم مَن قال : لا تُبقوا لأهل هذا البيت باقية ، عندها التفت عمر بن سعد إلى حرملة بن كاهل الأسدي وقال له : يا حرملة ، اقطع نزاع القوم .
يقول حرملة : فهمت كلام الأمير ، فسدّدت السهم في كبد القوس ، وصرت انتظر أين أرميه ، فبينما أنا كذلك إذ لاحت منّي التفاتة إلى رقبة الطفل ، وهي تلمع على عضد أبيه الحسين (ع) كأنّها إبريق فضّة ، عندها رميته بالسهم ، فلمّا وصل إليه السهم ذبحه من الوريد إلى الوريد ، وكان الرضيع مغمىً عليه من شدّة الظمأ ، فلمّا أحسّ بحرارة السهم رفع يديه من تحت قماطه واعتنق أباه الحسين(ع) ، وصار يرفرف بين يديه كالطير المذبوح .
عندئذٍ وضع الحسين (ع) يده تحت نحر الرضيع حتّى امتلأت دماً ، ورمى بها نحو السماء قائلاً : اللّهم لا يكن عليكَ أهونَ من فصيلِ ناقةِ صالح . ثمّ قال : هَوَّنَ عَلَيَّ مَا نَزَلَ بِي أَنَّهُ بِعَيْنِ الله .
قال الإمام الباقر(ع) : فَلَمْ يَسْقُطْ مِنْ ذَلِكَ الدَّمِ قَطْرَةٌ إِلَى الْأَرْضِ . وسمع (ع) قائلاً يقول : دعه يا حسين ، فإنّ لهُ مُرضِعاً في الجنّة.
ثمّ عاد به الحسين(ع) إلى المخيم ، فاستقبلته سكينة وقالت : أبة يا حسين ، لعلّك سقيت عبد الله ماءً وأتيتنا بالبقية ؟ أجابها (ع) : بُنيَّ سكينة ، هذا أخوكِ مذبوحٌ من الوريدِ إلى الوريد - 1 -
استُشهد (ع) في العاشر من المحرّم 61ﻫ بواقعة الطف ، ودفنه أخوه الإمام زين العابدين (ع) بجنب أبيه الحسين (ع) في كربلاء المقدّسة .
*** زيارته (ع) :
ورد في زيارة الناحية المقدّسة للإمام المهدي (ع) :
اَلسَّلاَمُ عَلَى عَبْدِ اَللهِ بْنِ اَلحُسَيْنِ ، اَلطِّفْلِ اَلرَّضِيعِ ، وَاَلمَرْمِيِّ اَلصَّرِيعِ ، اَلمُتَشَحِّطِ دَماً ، اَلمُصَعَّدِ دَمُهُ فِي اَلسَّمَاءِ ، اَلمَذْبُوحِ بِالسَّهْمِ فِي حَجْرِ أَبِيهِ ، لَعَنَ اَللهُ رَامِيَهُ حَرْمَلَةَ بْنَ كَاهِلٍ اَلْأَسَدِيَّ وَذَوِيهِ - 2 -
*** رثاؤه (ع) :
ممّن رثاه الشيخ محمّد رضا الخزاعي (رحمه الله) بقوله :
ولَو تَراهُ حَاملاً طِفلَهُ ** رَأيْتَ بَدراً يَحملُ الفَرقدا
مُخضَّباً من فَيضِ أوداجِهِ ** ألبَسَهُ سَهمُ الرَّدى مجسدا
تَحسبُ أنَّ السَّهمَ في نَحرِهِ ** طَوقٌ يُحلِّي جِيدَهُ عَسْجَدا
وَمُذ رَنَتْ ليلى إليهِ غَدَتْ ** تَدعُو بِصَوتٍ يُصدِعُ الجلمدا
تَقولُ عبدُ اللهِ ما ذَنبُهُ ** مُنفطماً آبَ بِسَهمِ الرَّدى
قَد كُنتُ أَرجُو فيهِ لي سَلوةً ** فخَيَّبوا ما كنتُ أرجو العِدى
لم يَمنحوهُ الوِردَ إذْ صَيَّروا ** فَيضَ وريدَيهِ لهُ مَورِدا
أفديهِ مِنْ مُرتضِعٍ ظَامياً ** بمُهجَتِي لو أنَّهُ يُفتَدَى - 3 -
( منقول : بقلم : محمد أمين نجف ) .
مع تصرف يسير .
***************************
الهوامش :
1 ـ اُنظر : اللهوف في قتلى الطفوف ، ص 69 *** بحار الأنوار ، ج 45 ، ص 46 *** المجالس العاشورية ، ص 390 .
2 ـ المزار الكبير ، ص 489.
3 ـ المجالس العاشورية ، ص 391 .
تعليق