يقول المفكر المسيحي إنطوان بارا وهو يشرح جملة السيدة زينب عليها السلام (مارأيت الا جميلا) :
وحق للحوراء أن تفرح وتغرّد بجمال ما رأت، ولم لا إذا كان في ذبح أخيها لدين جده، وكيف لا تبتهج وترى المشهد ورديا كلما نظرت إلى رأس أخيها ورؤوس آل البيت الكرام على أسنة الرماح وحولها هالات من نور وإشعاع تعلن في مرتفعها فوق الرؤوس أصالة الموقف الرسالي، وترسل رسالة واضحة لأعداء العقيدة ومن آزرهم. فرحها السماوي الذي أعلنته بعبارتها الشهيرة كان امتنانا وشكرا لجميل العناية الإلهية التي أهّلتها لهذا الدور الجلل في مسيرة دين جدها المصطفى(صلى الله عليه واله) وأعانتها على إتمامه رغم ضعفها الراهن وهي تعبة وفي حالة يرثى لها من الإرهاق والحزن والألم والثكل، وقد نسيت كل هذه الآلام التي تبثها هذه المواقف المهينة في أعتى الرجال حينما كان يراودها خاطر ارتداد الضمائر وعودتها من جب آثارها إلى حظيرة النبوة وهي ما كان يعوّل عليه أخوها عندما ثار وانتفض، وتسمو بمواقفها وخطابها رافعة رأسها الشامخ بالحكمة والرفعة رغم قيدها مع الأسارى، وترى جميلا في وقفتها الخالدة التي لم يسجل التاريخ شبيها لها حينما واجهت يزيد وقرعته أمام الجمع وشفت نفسها من أفعاله وسجلت ظلمه لآل البيت الكرام في حكم بليغة ستتناقلها لاحقا الأجيال وتصبح دستورا لمحاكمة ذلك الحاكم الغشوم وكل من شابهه، إذ حينما تنيخ العماوة الإيمانية على النفس مما أسهل سقوطها لدى أقل هفوة، وهذا ما رتبته المشيئة العليا لزينب من دور في تسلسل الملحمة التي كانت فيها شاهدة عيان كان لزاما عليها أن تكمل ما بدأته منذ خروجها مع أخيها حتى اللحظات الأخيرة فوق أرض المصارع ورفعها لجسده الطاهر المحزوز الرأس وهتافها ضارعة لربها: (ربّ تقبل منا هذه القربان).
وبنفس راضية مرضية رأت جمالا لا يُحَدّ في هذا المشهد الختامي الدامي الذي أنهى المجالدة الميدانية، واستعدت لما تبقى من دورها الإعلامي العظيم الذي سوف يفضح أعداء الله ورسوله وأعداء أخيها السبط الشهيد والمتربصين لآل البيت الكرام عند كل عطفة وزاوية.
فرحَت بما احتوته ملحمة خلود العقيدة من مصائب ومحن ودموع تحولت كلها إلى قوس قزح جماليات أما عيني العقيلة بعد أن هدأت حناياها بنجاحها الساحق في دورها الكبير. فحق لها أن تفرح وأن ترى الجمال بما جرى لها ولأخيها وتحسبه مكافأة إلهية لإخلاصها النادر لنداء السماء.
المصدر: كتاب زينب صرخة اكملت مسيرة
وحق للحوراء أن تفرح وتغرّد بجمال ما رأت، ولم لا إذا كان في ذبح أخيها لدين جده، وكيف لا تبتهج وترى المشهد ورديا كلما نظرت إلى رأس أخيها ورؤوس آل البيت الكرام على أسنة الرماح وحولها هالات من نور وإشعاع تعلن في مرتفعها فوق الرؤوس أصالة الموقف الرسالي، وترسل رسالة واضحة لأعداء العقيدة ومن آزرهم. فرحها السماوي الذي أعلنته بعبارتها الشهيرة كان امتنانا وشكرا لجميل العناية الإلهية التي أهّلتها لهذا الدور الجلل في مسيرة دين جدها المصطفى(صلى الله عليه واله) وأعانتها على إتمامه رغم ضعفها الراهن وهي تعبة وفي حالة يرثى لها من الإرهاق والحزن والألم والثكل، وقد نسيت كل هذه الآلام التي تبثها هذه المواقف المهينة في أعتى الرجال حينما كان يراودها خاطر ارتداد الضمائر وعودتها من جب آثارها إلى حظيرة النبوة وهي ما كان يعوّل عليه أخوها عندما ثار وانتفض، وتسمو بمواقفها وخطابها رافعة رأسها الشامخ بالحكمة والرفعة رغم قيدها مع الأسارى، وترى جميلا في وقفتها الخالدة التي لم يسجل التاريخ شبيها لها حينما واجهت يزيد وقرعته أمام الجمع وشفت نفسها من أفعاله وسجلت ظلمه لآل البيت الكرام في حكم بليغة ستتناقلها لاحقا الأجيال وتصبح دستورا لمحاكمة ذلك الحاكم الغشوم وكل من شابهه، إذ حينما تنيخ العماوة الإيمانية على النفس مما أسهل سقوطها لدى أقل هفوة، وهذا ما رتبته المشيئة العليا لزينب من دور في تسلسل الملحمة التي كانت فيها شاهدة عيان كان لزاما عليها أن تكمل ما بدأته منذ خروجها مع أخيها حتى اللحظات الأخيرة فوق أرض المصارع ورفعها لجسده الطاهر المحزوز الرأس وهتافها ضارعة لربها: (ربّ تقبل منا هذه القربان).
وبنفس راضية مرضية رأت جمالا لا يُحَدّ في هذا المشهد الختامي الدامي الذي أنهى المجالدة الميدانية، واستعدت لما تبقى من دورها الإعلامي العظيم الذي سوف يفضح أعداء الله ورسوله وأعداء أخيها السبط الشهيد والمتربصين لآل البيت الكرام عند كل عطفة وزاوية.
فرحَت بما احتوته ملحمة خلود العقيدة من مصائب ومحن ودموع تحولت كلها إلى قوس قزح جماليات أما عيني العقيلة بعد أن هدأت حناياها بنجاحها الساحق في دورها الكبير. فحق لها أن تفرح وأن ترى الجمال بما جرى لها ولأخيها وتحسبه مكافأة إلهية لإخلاصها النادر لنداء السماء.
المصدر: كتاب زينب صرخة اكملت مسيرة
تعليق