بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة واتم التسليم على المبعوث رحمة للعالمين محمد البشير النذير واله الغرر الميامين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثيرا ما نتحدث عن اساليب التربية التي يجب ان تتوسط
بين القوةوالحزم وبين اللين والرقة والتي ستنطبع في اعماق نفسه...
ففي شخصية الابن حاجة الى من يعطيه القوة .....
فإذا كان القيم عليه ضعيفاً امامه فإنه يفقد الشعوربالأمان.
وهذا ما يفسر ايضاً في بعض المرات عدم رغبة المرأة بالزوج الضعيف الشخصية ...
وقد نجد الابن مهما قدمت الام له هو محتاج للاب
باعتبار ان الاب يشعره بالامان بينما لا تعطيه الأم التي يتحسس ضعفها أمامه في مواقف
بسبب عاطفتها المفرطة -عند البعض منهن -
إن الحزم في هذا المقام يعني ان يطلق المعلم او المربي كلمته ولا يتنازل عنها.
ففي ذلك ايحاء تربوي بأن عليه عدم التنازل عن إراداته.
ولكن لابد لايصال ذلك من اسلوب يبتعد بالحزم عن القهر بحيث يستوعب الابن معنى الحزم بدلاً
من ان يخضع له خضوعاً أعمى.
ولاتزال تربية الابن بحاجة الى شيء من هيبة الأب التي تعينه على التوازن الداخلي
ولكن هناك فرقاً بين هيبة تنطلق من قوة الشخصية ،وبين هيبة تنطلق من عنف وقسوة وقهر
واشعار للطرف الآخر بالضعف والاهانة والذل
لأن الهدف من الحزم تربية شخصيتة وبذر عناصر الرجولة المستقبلية فيه
بالطريقة التي تجعله قادراً على ان يفكر وحده ومع الآخرين فإذا كانت مفردة الهيبة في التربية ضرورية
فهذا لا يعني ان يستغلها الأهل لتطويع الطفل لما يريدون بشكل كامل ...
ونحن عندما نربي اطفالنا على ان يقولوا نعم لكل ما نفرضه عليهم
فسوف تتعمق هذه النعم لتتحول الى نعم أمام كل ظالم وحاكم ومستبد يملك قوة القهر
التي كانت لدى الأب بشكل مطلق سوف نخلق فيه ذهنية الخضوع لكل مستبد ولكل طاغ ولكل قوي.
لهذايجب ان نفرق بين الطاعة المنفتحة وبين الطاعة العمياء...
فعلى الاب ان يجعل هيبة في البيت بين ابنائه لكن ليس بالقوة بل بالخلق الحسن والتعامل الجيد
ويستمد الابن هيبته من ابيه ويصبح ذا شخصية قوية اذا كَبُرْ.
ليكون عوناً وسنداً لامه ولاخواته واخوته ايضاً
بدل ان يكون جباراً عنيدا.....
وساكون مع نبض اقلامكم لنعرف عمق تربية الاب وتاثيرها على شخصية ولده ...
تعليق