إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

محور برنامج منتدى الكفيل 68

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تراتيل فاطمة
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة ابو محمد الذهبي مشاهدة المشاركة

    لقد امتاز أبو الفضل العبّاس (عليه السّلام) في ولادته على سائر الناس بما يمتاز به العظماء من أولياء الله في ولادتهم ، حيث كانت ولادته محفوفة بالإرهاصات ، ومشحونة بالقرائن والمقدّمات الدالّة على عظم منزلة المولود عند الله تعالى ، ومقامه الشامخ لديه .

    نسبه الشريف: هو العباس بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بن عبد المطلب.
    أمه: فاطمة بنت حزام بن خالد بن ربيعه بن الوحيد بن كعب بن عمار بن كلاب بن ربيعه.

    ألقابه:
    اشتهر بين العامة والخاصة بأنه سلام الله عليه باب الحوائج لكثرة ما صدر منه من الكرامات وقضاء الحاجات ومن هنا قيل فيه.
    باب الحوائج ما دعته مروعة في حاجة الا ويقضى حاجها
    وقيل له (قمر بني هاشم) لوضاءته وجمال هيئته وان اسرة وجهه تبرق كالبدر المنير فكان لا يحتاج في الليلة الظلماء إلى ضياء.

    اما الولادة لقد أشرق الكون بمولد قمر بني هاشم يوم بزوغ نوره من افق المجد العلوي مرتضعاً ثدي البسالة متربياً في حجر الخلافة وقد ضربت فيه الإمامة بعرق نابض فترعرع ومزيج روحه الشهامة والاباء والنزوع عن الدنايا وما شوهد مشتداً بشبيبته الغضة الا وملء اهابه إيمان ثابت وحشو ردائه حلم راجح ولب ناضج وعلم ناجع فلم يزل يقتص أثر السبط الشهيد عليه السلام الذي خُلق لا جله وكُون لأن يكون ردءاً له في صفات الفضل ومخائل الرفعة وملامح الشجاعة والسؤدد والخطر فان خطى سلام الله عليه فإلى الشرف وان قال فعن الهدى والرشاد وان رمق فإلى الحق وان مال فعن الباطل وان ترفع فعن الضيم وان تهالك فدون الدين.
    مما لا شك فيه أن لنفسيات الآباء ونزعاتهم وكمياتهم من العلم والخطر أو الانحطاط والضعة دخلاً تاماً في نشأة الأولاد وتربيتهم أن لم نقل أن مقتضاهما هو العامل الوحيد في تكيف نفسيات الناشئة بكيفيات فاضلة أو رذيلة فلا يكاد يرتأي صاحب أي خطة الا أن يكون خلفه على خطته ولا ان الخلف يتحرى غير ما وجد عليه سلفه ولذلك تجد في الغالب مشاكلة بين الجيل الأول والثاني في العادات والاهواء والمعارف والعلوم اللهم الا أن يسود هناك تطور يكبح ذلك الاقتضاء.
    وعلى هذا الناموس يسعنا أن نعرف مقدار ما عليه أبو الفضل عليه السلام من العلم والمعرفة وحسن التربية بنشوئه في البيت العلوي منبثق أوار العلم ومحط أسرار اللاهوت ومختبأ نواميس الغيب فهو بيت العلم والعمل بيت الجهاد والورع بيت المعرفة والايمان:
    بيت علا سمك الضراح رفعة فكان أعلا شرفاً وامنعاً
    اعزه الله فما تهبط في كعبته الاملاك الاخضعاً
    المشاركة الأصلية بواسطة ابو محمد الذهبي مشاهدة المشاركة


    وقد روي أن أمير المؤمنين (عليه السّلام) قال لأخيه عقيل (عليه السّلام) وكان نسابة عالماً بأنساب العرب وأخبارهم: أنظر لي امرأة قد ولدتها الفحولة من العرب لأتزوجها فتلد لي غلاماً فارساً فقال له تزوج أُمّ البنين الكلابية فإنه ليس في العرب أشجع من آبائها فتزوجها...
    وقيل أتى زهير إلى عبد الله بن جعفر بن عقيل قبل أن يقتل فقال له يا أخي ناولني هذه الرّاية فقال له عبد الله، أو فيَّ قصور عن حملها قال لا ولكن لي بها حاجة قال فدفعها إليه وأخذها زهير وأتى تجاه العبّاس بن أمير المؤمنين وقال يا ابن أمير المؤمنين أريد أن أحدثك بحديث وعيته فقال حدث فقد حلا وقت الحديث.. حدث ولا حرج عليك فإنما تروي لنا متواتر الإسناد
    فقال له أعلم يا أبا الفضل أن أباك أمير المؤمنين (عليه السّلام) لما أراد أن يتزوج بأمك أُمّ البنين بعث لأخيه عقيل وكان عارفاً بأنساب العرب فقال (عليه السّلام) يا أخي أريد منك أن تخطب لي امرأة من ذوي البيوت والحسب والنّسب والشّجاعة لكي أصيب منها ولداً يكون شجاعاً وعضداً ينصر ولدي هذا وأشار إلى الحُسين (عليه السّلام) ليواسيه في طف كربلا وقد أدخرك أبوك لمثل هذا اليوم فلا تقصر عن حلائل أخيك وعن أخواتك قال فارتعد العبّاس وتمطى في ركابه حتى قطعه وقال يا زهير تشجعني في مثل هذا اليوم والله لأرينك شيئاً ما رأيته قط...إلخ.
    ولما رجع العبّاس من مكالمته مع شمر حين عرض عليه الكتاب الذّي فيه أمان له ولأخوته استقبلته الحوراء زينب وقد سمعت كلامه مع الشّمر قالتّ له أخي أريد أن أحدثك بحديث قال حدثي يا زينب لقد حلا وقت الحديث.
    قالتّ أعلم يا ابن والدّي لما ماتت أمنا فاطمة قال أبي لأخيه عقيل أريد منك أن تختار لي امرأة من ذوي البيوت والشّجاعة حتى أصيب منها ولداً ينصر ولدي الحُسين بطف كربلاء وقد أدخرك أبوك لمثل هذا اليوم فلا تقصر يا أبا الفضل.
    فلمّا سمع العبّاس كلامها تمطى في ركابي سرجه حتى قطعهما وقال لها في مثل هذا اليوم تشجعيني وأنا ابن أمير المؤمنين فلمّا سمعت كلامه سرت سروراً عظيماً.
    عرفنا أن خبر الاختيار رواه فيمن رواه العقيلة زينب وزهير بن القين.
    وهنا لو سَئل سائل: لم عول أمير المؤمنين (عليه السّلام) أخيه عقيل في الاختيار ولم يختر هو لنفسه فهل كان عقيل أعرف منه بأصول العرب مع أنكم تعتقدون أن الإمام أعلم من غيره في كل العلوم وأعرف ممن سواه بكل شيء.
    الجواب: نعم هو كذلك عندنا ولكن كانت العادة التّي اقتضتها همم الأكابر من الملوك والعظماء أنه إذا أراد التّزويج لنفسه أو لواحد من ولده أناب عنه من يقوم به من خاصته من يعتمد عليه من أهل المعرفة والحزم ليختار له ترفعا منهم عن ذلك لأن المرأة مهما بلغت من الجلالة وعظم القدر هي بالنّسبة إلى ذلك العظيم لا ترقى إليه ويرى أن مباشرته للخطبة بنفسه انحطاطاً لقدره وهذا نبينا مُحمّد (صلّى الله عليه وآله) لما أراد التّزويج بخديجة(عليها السّلام) مع رغبته التّامة فيها وعلو قدر خديجة وعظم شأنها في قريش لم يباشر (صلّى الله عليه وآله) خطبتها بنفسه وإنما باشر ذلك أعمامه أبو طالب والزّبير وحمزة والقضايا التّاريخية إذا سرت عليها أرتك ما نقوله جلياً.
    وثانياً: إن رجوع العالم إلى من هو أدنى منه في العلم في سؤال أو مشاورة لا ينفي الأول من العلم وحصانة الرّأي، والشّواهد في ذلك كثيرة ذكر القرآن (عز شأنه) لحبيبه مُحمّد (صلّى الله عليه وآله): (وشاورهم في الأمر).
    ومن تتبع التّاريخ يرى أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) الذّي: (لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) شاور أصحابه في مواقف عديدة وأخذ بمشورتهم، وأشاروا عليه وقبل رأيهم، أترى أنه دخل على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في هذه المشاورة نقص في العلم والرّأي، الجواب: كلا.
    وقد ذكر الله (عز وجل) في كتابه المجيد حول هذا الموضوع أكثر من خمس آيات: وقد قيل: (وكم سائل عن أمره وهو عالم) وغير خفي ما أخبر به الذّكر الحكيم من طلب سليمان (عليه السّلام) أصحابه إحضار قصر بلقيس حتى أحضره وصيه آصف بن برخيا ترى أنه (عليه السّلام) لا يستطيع إحضاره هو.
    كما ولا يخفى اقتراح موسى (عليه السّلام) على ربه المساعدة من أخيه هارون على تأدية الرّسالة إلى فرعون، وغيرها وغيرها من الشّواهد الدّالة على ذلك.
    ونظرة ثانية كأنما أراد أمير المؤمنين (عليه السّلام) في اعتماده على أخيه عقيل ليختار له امرأة لا لاظهار شخصية أخيه في هذا العلم فحسب، بل وحتى تكون شهادته عالية الشّأن دامغة الحجة فإذا وصم الأعداء في أنسابهم بوصمة تغنت بها الرّكبان وتحدثت بها أهل المحافل وإذا مدح أحد في نسبه كانت كلمته مضرب المثل وحجة عند أهل الأنساب، فعلى هذا وذاك قال (عليه السّلام) لأخيه عقيل يا أخي أريد منك أن تختار لي
    اهلا بك اخي ابو محمد

    ونحن نعيش هذه الايام ايام ولادات الائمة الطاهرين نتقدم باجمل التبريكات الى مقام صاحب العصر والزمان

    والى مقام العلماء الاجلاء والامة الاسلامية بهذه المناسبة


    شكرا لك اخي على هذه الروايات التي تبين لنا مقام مولانا الامام العباس عليه السلام

    الذي اختصه رب العالمين بميزات قل نظيرها فقد كانت عناية امير المؤمنين به واضحة

    وتربية السيدة الجليلة ام البنين وحرصها على اكمال رسالتها مع امير المؤمنين عليه السلام والسيدة الزهراء عليها السلام

    لها الاثر في صقل هذه الشخصية النورانية التي عانقت قلوبنا فسكنتها منذ الصغر

    لقد استوقفتني هذه الكلمات اخي وارجو من جنابك ايضاحها مع التقدير لاننا هنا نبغي الافادة من فيوضات ابي الفضل واستلهام النور من

    نبراسها :


    (حيث كانت ولادته محفوفة بالإرهاصات ، ومشحونة بالقرائن والمقدّمات الدالّة على عظم منزلة المولود عند الله تعالى ، ومقامه الشامخ لديه ).


    اخي الكريم نود معرفة هذه القرائن والمقدمات لكي نزداد نورا بمقام سيدي ونور عيني ابي الفضل عليه السلام

    وجزاك الله خيرا عن كل كلمة تذكرها

    اترك تعليق:


  • تراتيل فاطمة
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة صادق مهدي حسن مشاهدة المشاركة
    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وآل محمد

    ===============

    بين الرابع من شعبان والعاشر من محرم .. ولد العباس (ع) مرتين

    أما الأولى فكانت من رحم الوفاء .. أم البنين (عليها السلام).

    وأما الثانية فكانت من رحم كربلاء الخلود..

    وأسألوا الفرات الذي ما زال مستغرباَ كيف رمى العباس الماء من يديه !

    والعباس قصة من قصص العشق

    بدئها ومنتهاها ..

    الحسين..

    الحسين..

    الحسين..


    اهلا بالاخ المتالق صادق مهدي صاحب الردود المتميزة

    ما اجمل كلماتك اخي بحق سيدي ومولاي ابي الفضل العباس عليه السلام

    كلمات اقل ما يقال عنها انها تمثل حب الموالين ورؤيتهم لمولاهم

    لقد تغنى بحبه الشعراء ومنهم الشاعر محمد حسن الحائري الذي قال:

    ابو الاباء وابن بجدة اللقا رقى من العلياء خير مُرتقى

    ذاك ابو الفضل اخو المعالي سلالة الجلال والجمال

    وقال الخطيب الشيخ محسن ابو الحب :

    وحاز علا لو حازت الشمس بعضه لما حجبتها يوم دجن سحائبه

    ابو الفضل لاتحصى مواقف فضله فمن ذا يجاريه ومن ذا يقاربه

    والكثير الكثير من الشعراء الذين سكن حب المولى قلوبهم فهاموا به

    جعلنا الله واياكم ممن ينالون شفاعته شكرا لك اخي

    اترك تعليق:


  • تراتيل فاطمة
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة خادمة الحوراء زينب 1 مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين
    +++++++++++++++++++++++++++++
    نبارك لكم مولد قمر العشيرة وكافل العقيلة وحامل اللواء سيدي ومولاي أبا الفضل العباس(ع)
    كما ابارك لأختي الغالية ام سارة هذه الجهود التي تبذلها وهي تنتقل من قسم الى أخر مثل النحلة عيني
    باردة عليك ايتها الراقية والرائعة ان شاء الله كل جهودك مذخورة لك عند صاحب الجود والكرم ساقى
    العطاشى المولى ابا الفضل العباس كما اقدم جزيل شكري وتقديري لأخي العزيزة (تراتيل فاطمة)لمحورها
    الراقي جعله الله في ميزان حسناتها وفقكم الله وشهر شعبان مبارك على الجميع




    المشاركة الأصلية بواسطة خادمة الحوراء زينب 1 مشاهدة المشاركة


    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
    اللهم صل على محمد وال محمد
    ----------------------------

    ليس في دنيا الأنساب نسب أسمى ولا أرفع من نسب أبي الفضل العباس فهو من صحيح الأسرة العلوية التي هي من أجل وأشرف الأسر التي عرفتها الإنسانية في جميع أدوارها تلك الأسرة العريقة في أعجب والشرف التي أحدث العالم الإسلامي بعناصر الفضيلة والتضحية في سبيل الخير وأضاءت الحياة العامة بروح التقوى والإيمان.
    فأبو الفضل سليل هذه الأسرة المباركة هو ابن عليّ أمير المؤمنين (عليه السلام) وكفى به فخراً أما أمه فهي السيدة الزكية فاطمة بنت حزام بن خالد، التي ولدتها الفحول - كما وصفها علي (عليه السلام) فهي تتحدر من أسرة ذائعة الصيت بين العرب بالنبل والشهامة والشجاعة والكرام وقد عرفت بالنجدة، وليس في العرب من هو أشجع من أهلها ولا أفرس، ومن قولها ملاعب الأسنة أبو براء الذي لم بعرف الناس مثله في الشجاعة.
    وأبو الفضل الذي ولد سنة (26) هو في اليوم الرابع من شهر شعبان بالمدينة وسماه والده أمير المؤمنين (عليه السلام) عباساً ولا ريب أنه أستشف ما وراء الغيب أنه سيكون بطلا من أبطال الإسلام وسيكون عبوساً في وجه المنكر والباطل ومنطلق البسمات في وجه الخير كان الساعد الأيمن لأخيه الإمام الحسين (عليه السلام) في ثورته المباركة في كربلاء، كما أراد له أبوه تماماً.
    فقد حمل اللواء منذ خروج الحسين (عليه السلام) من يثرب حتى انتهى إلى كربلاء بقبضة من حديد فلم يسقط منه حتى قطعت يداه وهوى صريعاً بجنب العلقمي .. ذلك النهر الذي سمي العباس بطله بعد أن هزم الجيش الذي كان يحوطه بقوى مكثفة وجندل الأبطال من حوله واحتل ماءه عدة مرات فعرف لأجل ذلك بالسقاء لقيامه بسقاية عطاشى أهل البيت (عليه السلام) حينما فرض ابن مرجانه الحصار على الماء وأقام جيوشه على الفرات ليموت الحسين وأصحابه عطشاً مما دفع العباس إلى أن يستحيل قوة مدمرة وصاعقة مرعبة تدحر الجيوش العادية وتحامي عن كتائب جيش الحق بحسن التدبير وقوة البأس حتى لقب بكبش الكتيبة وهو وسام رفيع لا يمنح آنذاك إلا للقائد الأعلى في الجيش مثله مثل لقب العميد الذي قلد به أبو الفضل أيضاً فكان بحق عميد جيش الحسين وقائد قواته المسلحة وحامي ظعينته كذلك فقد كان الراعي والحارس والكافل لمخدرات النبوة وعقائل الوحي وقد بذل قصارى جهوده في حمايتهن وحراستهن وخدمتهن فهو الذي كان يقوم بترحيلهن وإنزالهن من المحامل طيلة الطريق من يثرب إلى كربلاء.
    وكان إلى جانب ذلك القمر في روعة بهائه وجميل صورته ولذا لقب بقمر بني هاشم ومثلما كان قمراً لأسرته العلوية فقد كان قمراً في دنيا الإسلام إذا أضاء الطريق للفوز بإحدى الحسنيين النصر أو الشهادة في سبيل المبدأ.
    وكان أبو الفضل نعم الأخ المواسي لأخيه والناصح الأمين له في كل حياته وما تقدم عليه في حركة أو سكون و لا تخلف عنه كذلك بل كان طوع أمره ورهن إشارته.
    ولأجل ذلك كله استحق العباس هذه المكانة المرموقة والجاه العظيم عند الله ورسوله والأئمة والناس أجمعين حتى أصبح باباً للحوائج ما دعا الله طالب حاجة وقدّمه بين يدي حاجته وتوسل به إلا قضاها الله له إكراما لهذا المولى المعظم والعبد الصالح المكرم في الأرض والسماء، وما قصده مكروب إلا كشف الله ما به من محن الأيام وكوارث الزمان تبياناً لعظمة منزلة أبي الفضل العباس (عليه السلام).
    ولا يسع المرء إلا أن يقف إجلالاً وإكبارا لموقف بطل العلقمي العظيم يوم آثر آخاه على نفسه فضرب أروع مثال في التضحية والإيثار، ومن يتصور العباس وهو يرمي الماء من كفه مع شدة عطشه إذ يتذكر عطش أخيه الحسين وعياله فيخاطب نفسه قائلاً:
    يا نفس من بعد الحسين هوني وبعــــده لا كــــنت أو تكــــــــوني
    هـــذا حــسين وارد المنـــــــــون وتــــشربين بارد المــــــــــعيـــــن
    من يتصور هذا المشهد الرائع من الإيثار وشرف النفس والغيرة على الأخوة، فلا يقف على رؤوس أصابعه محاولاً استشراف هذه القمة العالية والسنام الشامخ من المجد وعلو الكعب في الأخلاق الفاضلة والخصال الطيبة أملاً أن يصيبه وابلٌ من صيبّها أو أن يغرف غرفة من بحرها اللجيّ تنفعه في رحلته نحو الكمال المنشود.
    والشيء الذي يدعو إلى الاعتزاز بتضحية أبي الفضل ونصرته لأخيه الحسين (عليه السلام) أنها لم تكن بدافع الأخوة والرحم الماسة وغير ذلك من الاعتبارات السائدة بين الناس وإنما كانت بدافع الإيمان الخالص بالله تعالى ذلك أن الإيمان هو الذي تفاعل مع عواطف العباس وصار عنصراً من عناصره ومقوماً من مقوماته وقد أدلى بذلك في رجزه عند ما قطعوا يمينه التي كانت تقيض براً وعطاءاً للناس قائلاً:
    والله أن قطعتم يميني إني أحامي أبداً عن ديني
    وعن إمام صادق اليقين




    المشاركة الأصلية بواسطة خادمة الحوراء زينب 1 مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اللهم صل على محمد وال محمد
    ***********************
    مواساة العبّاس (عليه السّلام) للسيّدة زينب (عليها السلام)
    كما أن مواساة أبي الفضل العبّاس (عليه السّلام) كان وفاءً منه لما عاهد عليه أباه أمير المؤمنين (عليه السّلام) في حقّ أخته المبجّلة عقيلة بني هاشم ، السيّدة زينب (عليها السلام) وذلك في ليلة إحدى وعشرين من شهر رمضان أيضاً أي في ليلة استشهاد الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) حيث كان الإمام قد جمع خاصته وذويه وأولاده وبنيه للوداع معهم .
    أنّ السيّدة زينب (عليها السّلام) لمّا رأت أباها أمير المؤمنين (عليه السّلام) قد جمع أولاده وأهل بيته ساعة الاحتضار وأخذ يودّعهم ويوصيهم ويعيّن الوصيّ والإمام من بعده عليهم تقدّمت إليه وقالت بكلّ حزن وأسى على ما كانت تراه بأبيها وعلى ما أخبرها به من وقعت كربلاء : اُريد يا أبتاه وأنت بعدُ في الحياة أن تختار لي من إخوتي مَنْ يواسيني في رخائي وشدّتي ويكفلني في سفري وحضري .
    فقال لها أمير المؤمنين (عليه السّلام) بكلّ عطف وحنان( هؤلاء إخوتك ورجال أهل بيتك فاختاري منهم مَنْ تريدين فإنّهم أكفاء لما ترومين )
    فقالت (عليها السلام) وببصيرة كاملة : يا أبتاه ، إنّ الحسن والحسين (عليه السّلام) أئمّتي وسادتي وعليَّ أن أخدمهما وأقوم بحمايتهما وأن اُواسيهما واُؤثرهما على نفسي ولكنّي اُريد من إخوتي مَنْ يخدمني ويواسيني ويقوم بحمايتي وكفالتي .
    فقال (عليه السّلام) لها وهو يرقّ على حالها ومصابها بأبيها ( اختاري منهم مَنْ شئتِ )
    فأجالت السيّدة زينب (عليها السلام) ببصرها على إخوتها حتّى إذا وقع نظرها على أخيها أبي الفضل العبّاس (عليه السّلام) لم تتجاوزه إلى غيره وإنّما التفتت إلى أبيها أمير المؤمنين (عليه السّلام) وأشارت بيدها إلى أخيها أبي الفضل العبّاس (عليه السّلام)وقالت : يا أبتاه ، اُريد أخي هذا .
    عندها التفت الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) إلى ولده أبي الفضل العبّاس (عليه السّلام) وأشار عليه بالدنو منه فلما دنا منه أخذ بيده ووضع يد السيّدة زينب (عليها السلام) في يده وقال ( ولدي عبّاس عليك بأختك هذه فإنّها بقيّة اُمّها الزهراء (عليها السلام) فلا تقصّر في خدمتها ورعايتها ولا تتوان في حفظها وحمايتها )
    فقال أبو الفضل العبّاس (عليه السّلام) وقد تحادرت دموعه على خدَيه : يا أبتاه لأنعمنَّكَ عيناً ولأكوننَّ عند حسن ظنّك فإنّي سأبذل قصارى جهدي وغاية جدّي ومجهودي في حفظها وحراستها وأرعى حرمتها وحقّها .
    وهنا أخذ الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) يطيل النظر إلى ولده العبّاس (عليه السّلام) وإلى ابنته السيّدة زينب (عليه السّلام) ويبكي من موقفهما وموافقتهما وكأنّه يستعرض ما سيجري عليهما ويتذكّر ما سيصيبهما من الشهادة والأسر في كربلاء .
    فكان أبو الفضل العبّاس نِعْمَ الأخ المواسي ليس لأخيه فحسب بل لاُخته أيضاً فإنّه هو الذي واسى أخاه الإمام الحسين (عليه السّلام) في عطشه فلم يشرب الماء مع الحصول عليه والوصول إليه كما إنّه واسى في نفس الوقت أخته المكرّمة عقيلة بني هاشم السيّدة زينب (عليه السّلام) عطشها وظمأها أيضاً إضافة إلى وفائه بالعهد لهما وتنفيذه وصيّة أبيه بالنسبة إليهما




    اهلا بالاخت الغالية التي لطالما اسعدتنا وافادتنا بمواضيعها النقية

    التي تسكب لنا منها معينا صافيا من علوم اهل البيت عليهم السلام


    وتحرص على ان لاتترك طيبا الا ونثرته علينا في منتدانا الراقي


    اختي الغالية وقفتُ عاجزة امام كلماتك التي قلتِ فيها :

    ( من يتصور هذا المشهد الرائع من الإيثار وشرف النفس والغيرة على الأخوة، فلا يقف على رؤوس أصابعه محاولاً استشراف هذه القمة العالية والسنام الشامخ من المجد وعلو الكعب في الأخلاق الفاضلة والخصال الطيبة أملاً أن يصيبه وابلٌ من صيبّها أو أن يغرف غرفة من بحرها اللجيّ تنفعه في رحلته نحو الكمال المنشود.)
    من الصعب علينا اختي تصور هذه المواقف التي ذكرتيها لانها وبكل بساطة تفوق الخيال


    ومهما تكلمنا عن سيدي ابي الفضل سيضل هو البطل الاسطوري النبيل الذي لن يكرره الزمن

    ماذا نقول عن إمام قال فيه المعصوم الامام السجاد عليه السلام:

    (رحم الله عمي العباس فلقد أثر وابلى ، وفدى اخاه بنفسه حتى قطعت يداه ، فابدله الله عز وجل جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة كما جعل لجعفر بن ابي طالب ، وان للعباس عند الله تبارك وتعالى منزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة)

    هل يمكننا تخيّل منزلته التي يغبطها عليه جميع الشهداء بما فيهم شهداء بدر الاوائل

    وهل بعد هذه الاوسمة القدسية كلام او قول يقال.

    اترك تعليق:


  • تراتيل فاطمة
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة مقدمة البرنامج مشاهدة المشاركة
    تراتيل فاطمة


    عضو جديد
    الحالة :
    رقم العضوية : 186800
    تاريخ التسجيل : 16-02-2015
    الجنسية : العراق
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 75
    التقييم : 10


    ولادة الكفيل



    هو العباس ابن أمير المؤمنين عليه السلام أشرق نوره في اليوم الرابع من شهر شعبان المعظم سنة

    (26)هـ، وقد امتلأ البيت العلوي بالسرور والحبور لولادة هذا المولود الذي سيكون له شأن عظيم، قد

    ابتهج به والده أمير المؤمنين وأقام مراسيم الولادة، فأذّن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى

    وكانت فرحة السيدة زينب بهذا المولود لا توصف، وقد سألت أباها عن

    سبب هذا التعلّق الشديد به، فأجابها بما معناه أنه سيكون كفيلها وحاميها، ولكنهما سيفترقان، فسألته هل

    سيتركها هو أم هي من تتركه؟ فاخبرها بأنها ستتركه على رمضاء كربلاء، وهكذا فقد نشأ الإمام العباس

    عليه السلام في بيت كان مهبط جبرائيل والملائكة، تحوطه الأنوار الإلهية من كلّ جانب، تربى في حجر

    أمير المؤمنين عليه السلام وسقاه من علمه وأخلاقه، وعاش مع جامعتين للعلوم الإلهية تفيضان بالتعاليم

    الحقة والرقي به إلى أوج العظمة، الإمامين الهُمامين الحسن والحسين عليهما السلام ينهل من علمهما

    الذي علّمهما رسول الله صلى الله عليه وآله، وكانت ترعاه عقيلة الهاشميين وهي العالمة غير المعلّمة،
    وبعد فقد حوى أبو الفضل من صفاء النفس

    والجبلة الطيبة والعنصر الزاكي ما يفتح له أبوابا من العلم ويوقفه على كنوز المعرفة، وعليه فقد أبت

    ذاته المقدسة إلا أن تكون متجلية بأنوار العلوم والفضائل، وقد جاء عن المعصومين عليهم السلام:
    "إن العباس زُقّ العلم زقاً"


    ****************************************
    ********************************
    ***********************


    اللهم صل على محمد وال محمد

    قرُبت علينا اشراقة شهرنا الاغر وانواره البهية

    لنكون مع فداء وتضحية الحسين عليه السلام

    ومع نبض وفاء ابي الفضل عليه السلام

    ومع دعاء وتراتيل السجاد عليه السلام


    ومع شبيه الرسول الاكرم علي الاكبر عليه السلام


    ومع نور امامنا المهدي الموعود عجل الله فرجه وسهل مخرجه الكريم


    وسيُتوج برنامجكم المبارك بتاج ولادة حامل اللواء وكافل الحوراء

    قمر العشيرة وبدر الهواشم (عليه الاف التحيةوالسلام )

    فمبارك لكم جميعا والف مبارك اشراقة الوفاء والفداء


    اشراقة التسليم والمواساة


    اشراقة التضحية والايثار


    بتلك الروح الاعظم والاكرم ....

    وشكري للعزيزة الطيبة اختي (تراتيل فاطمة )على موضوعها المبارك المعطاء

    وهي لاتحتاج لوصية بان تكون مع الردود المواليةوالعباسية والولائية عليه ....

    ودمتم لكل خير وابداع فاهو كفيلكم قد اشرق نوره ....




















    بسمه تعالى

    اتقدم بوافر شكري الى الاخت المبدعة الرائعة ( ام سارة) التي لطالما تابعتُ ابداعها سواء أكان على الاذاعة او على المنتدى

    وكيف لا نتابعها وعبق رحيقها يتضوع نداه في ارجاء منتدانا الراقي الذي تشرفنا بالانضواء تحت خيامه

    غاليتي لقد وضعتِ على عاتقي مسؤولية اتمنى ان اكون على قدر حمل اعبائها لاكون جديرة بالرد على ابداعات اخوتي واخواتي

    التي اقف خجلى امام كلماتهم الراقية التي تلامس شغاف القلوب.

    اتمنى من الله ان يوفقنا في هذا المحور المبارك بحق مقام ابي الفضل العباس عليه السلام.

    اترك تعليق:


  • المخرجة مها الصائغ
    رد
    نهنىء العالم الإسلامي والمراجع العظماء والاعضاء في منتدى الكفيل وكافة المسلمين بولادة كافل السيدة زينب - عليها السلام - الامام العباس - عليه السلام - سبع القنطرة
    ماذا يعني لك الكفيل عليه السلام ...؟؟؟
    الكفيل يعنى لي كل شيء فأنا شخصيا اعتبر الامام العباس - عليه السلام - كافل السيدة زينب - عليها السلام - وايضا كافلى فلا يخيب كل من سأله

    ومالذي تعلمته منه ...؟؟؟؟
    الصبر والاخوة

    وهل لمست من فيوضه وكراماته لمحبيه ...؟؟؟؟
    اكيد الحمد لله ما يخيب كل من سأله فكل شيء اريده اريده اقصده واتكلم معه وهو يعطينى الجواب والحمد لله
    فالائمة عليهم السلام لا يخيبون من يقصد لهم

    تحياتي لكم مها الصائغ



    اترك تعليق:


  • ابو محمد الذهبي
    رد


    وقد روي أن أمير المؤمنين (عليه السّلام) قال لأخيه عقيل (عليه السّلام) وكان نسابة عالماً بأنساب العرب وأخبارهم: أنظر لي امرأة قد ولدتها الفحولة من العرب لأتزوجها فتلد لي غلاماً فارساً فقال له تزوج أُمّ البنين الكلابية فإنه ليس في العرب أشجع من آبائها فتزوجها...
    وقيل أتى زهير إلى عبد الله بن جعفر بن عقيل قبل أن يقتل فقال له يا أخي ناولني هذه الرّاية فقال له عبد الله، أو فيَّ قصور عن حملها قال لا ولكن لي بها حاجة قال فدفعها إليه وأخذها زهير وأتى تجاه العبّاس بن أمير المؤمنين وقال يا ابن أمير المؤمنين أريد أن أحدثك بحديث وعيته فقال حدث فقد حلا وقت الحديث.. حدث ولا حرج عليك فإنما تروي لنا متواتر الإسناد
    فقال له أعلم يا أبا الفضل أن أباك أمير المؤمنين (عليه السّلام) لما أراد أن يتزوج بأمك أُمّ البنين بعث لأخيه عقيل وكان عارفاً بأنساب العرب فقال (عليه السّلام) يا أخي أريد منك أن تخطب لي امرأة من ذوي البيوت والحسب والنّسب والشّجاعة لكي أصيب منها ولداً يكون شجاعاً وعضداً ينصر ولدي هذا وأشار إلى الحُسين (عليه السّلام) ليواسيه في طف كربلا وقد أدخرك أبوك لمثل هذا اليوم فلا تقصر عن حلائل أخيك وعن أخواتك قال فارتعد العبّاس وتمطى في ركابه حتى قطعه وقال يا زهير تشجعني في مثل هذا اليوم والله لأرينك شيئاً ما رأيته قط...إلخ.
    ولما رجع العبّاس من مكالمته مع شمر حين عرض عليه الكتاب الذّي فيه أمان له ولأخوته استقبلته الحوراء زينب وقد سمعت كلامه مع الشّمر قالتّ له أخي أريد أن أحدثك بحديث قال حدثي يا زينب لقد حلا وقت الحديث.
    قالتّ أعلم يا ابن والدّي لما ماتت أمنا فاطمة قال أبي لأخيه عقيل أريد منك أن تختار لي امرأة من ذوي البيوت والشّجاعة حتى أصيب منها ولداً ينصر ولدي الحُسين بطف كربلاء وقد أدخرك أبوك لمثل هذا اليوم فلا تقصر يا أبا الفضل.
    فلمّا سمع العبّاس كلامها تمطى في ركابي سرجه حتى قطعهما وقال لها في مثل هذا اليوم تشجعيني وأنا ابن أمير المؤمنين فلمّا سمعت كلامه سرت سروراً عظيماً.
    عرفنا أن خبر الاختيار رواه فيمن رواه العقيلة زينب وزهير بن القين.
    وهنا لو سَئل سائل: لم عول أمير المؤمنين (عليه السّلام) أخيه عقيل في الاختيار ولم يختر هو لنفسه فهل كان عقيل أعرف منه بأصول العرب مع أنكم تعتقدون أن الإمام أعلم من غيره في كل العلوم وأعرف ممن سواه بكل شيء.
    الجواب: نعم هو كذلك عندنا ولكن كانت العادة التّي اقتضتها همم الأكابر من الملوك والعظماء أنه إذا أراد التّزويج لنفسه أو لواحد من ولده أناب عنه من يقوم به من خاصته من يعتمد عليه من أهل المعرفة والحزم ليختار له ترفعا منهم عن ذلك لأن المرأة مهما بلغت من الجلالة وعظم القدر هي بالنّسبة إلى ذلك العظيم لا ترقى إليه ويرى أن مباشرته للخطبة بنفسه انحطاطاً لقدره وهذا نبينا مُحمّد (صلّى الله عليه وآله) لما أراد التّزويج بخديجة(عليها السّلام) مع رغبته التّامة فيها وعلو قدر خديجة وعظم شأنها في قريش لم يباشر (صلّى الله عليه وآله) خطبتها بنفسه وإنما باشر ذلك أعمامه أبو طالب والزّبير وحمزة والقضايا التّاريخية إذا سرت عليها أرتك ما نقوله جلياً.
    وثانياً: إن رجوع العالم إلى من هو أدنى منه في العلم في سؤال أو مشاورة لا ينفي الأول من العلم وحصانة الرّأي، والشّواهد في ذلك كثيرة ذكر القرآن (عز شأنه) لحبيبه مُحمّد (صلّى الله عليه وآله): (وشاورهم في الأمر).
    ومن تتبع التّاريخ يرى أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) الذّي: (لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) شاور أصحابه في مواقف عديدة وأخذ بمشورتهم، وأشاروا عليه وقبل رأيهم، أترى أنه دخل على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في هذه المشاورة نقص في العلم والرّأي، الجواب: كلا.
    وقد ذكر الله (عز وجل) في كتابه المجيد حول هذا الموضوع أكثر من خمس آيات: وقد قيل: (وكم سائل عن أمره وهو عالم) وغير خفي ما أخبر به الذّكر الحكيم من طلب سليمان (عليه السّلام) أصحابه إحضار قصر بلقيس حتى أحضره وصيه آصف بن برخيا ترى أنه (عليه السّلام) لا يستطيع إحضاره هو.
    كما ولا يخفى اقتراح موسى (عليه السّلام) على ربه المساعدة من أخيه هارون على تأدية الرّسالة إلى فرعون، وغيرها وغيرها من الشّواهد الدّالة على ذلك.
    ونظرة ثانية كأنما أراد أمير المؤمنين (عليه السّلام) في اعتماده على أخيه عقيل ليختار له امرأة لا لاظهار شخصية أخيه في هذا العلم فحسب، بل وحتى تكون شهادته عالية الشّأن دامغة الحجة فإذا وصم الأعداء في أنسابهم بوصمة تغنت بها الرّكبان وتحدثت بها أهل المحافل وإذا مدح أحد في نسبه كانت كلمته مضرب المثل وحجة عند أهل الأنساب، فعلى هذا وذاك قال (عليه السّلام) لأخيه عقيل يا أخي أريد منك أن تختار لي

    اترك تعليق:


  • ابو محمد الذهبي
    رد

    لقد امتاز أبو الفضل العبّاس (عليه السّلام) في ولادته على سائر الناس بما يمتاز به العظماء من أولياء الله في ولادتهم ، حيث كانت ولادته محفوفة بالإرهاصات ، ومشحونة بالقرائن والمقدّمات الدالّة على عظم منزلة المولود عند الله تعالى ، ومقامه الشامخ لديه .

    نسبه الشريف: هو العباس بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بن عبد المطلب.
    أمه: فاطمة بنت حزام بن خالد بن ربيعه بن الوحيد بن كعب بن عمار بن كلاب بن ربيعه.

    ألقابه:
    اشتهر بين العامة والخاصة بأنه سلام الله عليه باب الحوائج لكثرة ما صدر منه من الكرامات وقضاء الحاجات ومن هنا قيل فيه.
    باب الحوائج ما دعته مروعة في حاجة الا ويقضى حاجها
    وقيل له (قمر بني هاشم) لوضاءته وجمال هيئته وان اسرة وجهه تبرق كالبدر المنير فكان لا يحتاج في الليلة الظلماء إلى ضياء.

    اما الولادة لقد أشرق الكون بمولد قمر بني هاشم يوم بزوغ نوره من افق المجد العلوي مرتضعاً ثدي البسالة متربياً في حجر الخلافة وقد ضربت فيه الإمامة بعرق نابض فترعرع ومزيج روحه الشهامة والاباء والنزوع عن الدنايا وما شوهد مشتداً بشبيبته الغضة الا وملء اهابه إيمان ثابت وحشو ردائه حلم راجح ولب ناضج وعلم ناجع فلم يزل يقتص أثر السبط الشهيد عليه السلام الذي خُلق لا جله وكُون لأن يكون ردءاً له في صفات الفضل ومخائل الرفعة وملامح الشجاعة والسؤدد والخطر فان خطى سلام الله عليه فإلى الشرف وان قال فعن الهدى والرشاد وان رمق فإلى الحق وان مال فعن الباطل وان ترفع فعن الضيم وان تهالك فدون الدين.
    مما لا شك فيه أن لنفسيات الآباء ونزعاتهم وكمياتهم من العلم والخطر أو الانحطاط والضعة دخلاً تاماً في نشأة الأولاد وتربيتهم أن لم نقل أن مقتضاهما هو العامل الوحيد في تكيف نفسيات الناشئة بكيفيات فاضلة أو رذيلة فلا يكاد يرتأي صاحب أي خطة الا أن يكون خلفه على خطته ولا ان الخلف يتحرى غير ما وجد عليه سلفه ولذلك تجد في الغالب مشاكلة بين الجيل الأول والثاني في العادات والاهواء والمعارف والعلوم اللهم الا أن يسود هناك تطور يكبح ذلك الاقتضاء.
    وعلى هذا الناموس يسعنا أن نعرف مقدار ما عليه أبو الفضل عليه السلام من العلم والمعرفة وحسن التربية بنشوئه في البيت العلوي منبثق أوار العلم ومحط أسرار اللاهوت ومختبأ نواميس الغيب فهو بيت العلم والعمل بيت الجهاد والورع بيت المعرفة والايمان:
    بيت علا سمك الضراح رفعة فكان أعلا شرفاً وامنعاً
    اعزه الله فما تهبط في كعبته الاملاك الاخضعاً

    اترك تعليق:


  • خادمة الحوراء زينب 1
    رد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اللهم صل على محمد وال محمد
    ***********************
    مواساة العبّاس (عليه السّلام) للسيّدة زينب (عليها السلام)
    كما أن مواساة أبي الفضل العبّاس (عليه السّلام) كان وفاءً منه لما عاهد عليه أباه أمير المؤمنين (عليه السّلام) في حقّ أخته المبجّلة عقيلة بني هاشم ، السيّدة زينب (عليها السلام) وذلك في ليلة إحدى وعشرين من شهر رمضان أيضاً أي في ليلة استشهاد الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) حيث كان الإمام قد جمع خاصته وذويه وأولاده وبنيه للوداع معهم .
    أنّ السيّدة زينب (عليها السّلام) لمّا رأت أباها أمير المؤمنين (عليه السّلام) قد جمع أولاده وأهل بيته ساعة الاحتضار وأخذ يودّعهم ويوصيهم ويعيّن الوصيّ والإمام من بعده عليهم تقدّمت إليه وقالت بكلّ حزن وأسى على ما كانت تراه بأبيها وعلى ما أخبرها به من وقعت كربلاء : اُريد يا أبتاه وأنت بعدُ في الحياة أن تختار لي من إخوتي مَنْ يواسيني في رخائي وشدّتي ويكفلني في سفري وحضري .
    فقال لها أمير المؤمنين (عليه السّلام) بكلّ عطف وحنان( هؤلاء إخوتك ورجال أهل بيتك فاختاري منهم مَنْ تريدين فإنّهم أكفاء لما ترومين )
    فقالت (عليها السلام) وببصيرة كاملة : يا أبتاه ، إنّ الحسن والحسين (عليه السّلام) أئمّتي وسادتي وعليَّ أن أخدمهما وأقوم بحمايتهما وأن اُواسيهما واُؤثرهما على نفسي ولكنّي اُريد من إخوتي مَنْ يخدمني ويواسيني ويقوم بحمايتي وكفالتي .
    فقال (عليه السّلام) لها وهو يرقّ على حالها ومصابها بأبيها ( اختاري منهم مَنْ شئتِ )
    فأجالت السيّدة زينب (عليها السلام) ببصرها على إخوتها حتّى إذا وقع نظرها على أخيها أبي الفضل العبّاس (عليه السّلام) لم تتجاوزه إلى غيره وإنّما التفتت إلى أبيها أمير المؤمنين (عليه السّلام) وأشارت بيدها إلى أخيها أبي الفضل العبّاس (عليه السّلام)وقالت : يا أبتاه ، اُريد أخي هذا .
    عندها التفت الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) إلى ولده أبي الفضل العبّاس (عليه السّلام) وأشار عليه بالدنو منه فلما دنا منه أخذ بيده ووضع يد السيّدة زينب (عليها السلام) في يده وقال ( ولدي عبّاس عليك بأختك هذه فإنّها بقيّة اُمّها الزهراء (عليها السلام) فلا تقصّر في خدمتها ورعايتها ولا تتوان في حفظها وحمايتها )
    فقال أبو الفضل العبّاس (عليه السّلام) وقد تحادرت دموعه على خدَيه : يا أبتاه لأنعمنَّكَ عيناً ولأكوننَّ عند حسن ظنّك فإنّي سأبذل قصارى جهدي وغاية جدّي ومجهودي في حفظها وحراستها وأرعى حرمتها وحقّها .
    وهنا أخذ الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) يطيل النظر إلى ولده العبّاس (عليه السّلام) وإلى ابنته السيّدة زينب (عليه السّلام) ويبكي من موقفهما وموافقتهما وكأنّه يستعرض ما سيجري عليهما ويتذكّر ما سيصيبهما من الشهادة والأسر في كربلاء .
    فكان أبو الفضل العبّاس نِعْمَ الأخ المواسي ليس لأخيه فحسب بل لاُخته أيضاً فإنّه هو الذي واسى أخاه الإمام الحسين (عليه السّلام) في عطشه فلم يشرب الماء مع الحصول عليه والوصول إليه كما إنّه واسى في نفس الوقت أخته المكرّمة عقيلة بني هاشم السيّدة زينب (عليه السّلام) عطشها وظمأها أيضاً إضافة إلى وفائه بالعهد لهما وتنفيذه وصيّة أبيه بالنسبة إليهما




    التعديل الأخير تم بواسطة خادمة الحوراء زينب 1; الساعة 19-05-2015, 12:34 AM.

    اترك تعليق:


  • خادمة الحوراء زينب 1
    رد


    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
    اللهم صل على محمد وال محمد
    ----------------------------

    ليس في دنيا الأنساب نسب أسمى ولا أرفع من نسب أبي الفضل العباس فهو من صحيح الأسرة العلوية التي هي من أجل وأشرف الأسر التي عرفتها الإنسانية في جميع أدوارها تلك الأسرة العريقة في أعجب والشرف التي أحدث العالم الإسلامي بعناصر الفضيلة والتضحية في سبيل الخير وأضاءت الحياة العامة بروح التقوى والإيمان.
    فأبو الفضل سليل هذه الأسرة المباركة هو ابن عليّ أمير المؤمنين (عليه السلام) وكفى به فخراً أما أمه فهي السيدة الزكية فاطمة بنت حزام بن خالد، التي ولدتها الفحول - كما وصفها علي (عليه السلام) فهي تتحدر من أسرة ذائعة الصيت بين العرب بالنبل والشهامة والشجاعة والكرام وقد عرفت بالنجدة، وليس في العرب من هو أشجع من أهلها ولا أفرس، ومن قولها ملاعب الأسنة أبو براء الذي لم بعرف الناس مثله في الشجاعة.
    وأبو الفضل الذي ولد سنة (26) هو في اليوم الرابع من شهر شعبان بالمدينة وسماه والده أمير المؤمنين (عليه السلام) عباساً ولا ريب أنه أستشف ما وراء الغيب أنه سيكون بطلا من أبطال الإسلام وسيكون عبوساً في وجه المنكر والباطل ومنطلق البسمات في وجه الخير كان الساعد الأيمن لأخيه الإمام الحسين (عليه السلام) في ثورته المباركة في كربلاء، كما أراد له أبوه تماماً.
    فقد حمل اللواء منذ خروج الحسين (عليه السلام) من يثرب حتى انتهى إلى كربلاء بقبضة من حديد فلم يسقط منه حتى قطعت يداه وهوى صريعاً بجنب العلقمي .. ذلك النهر الذي سمي العباس بطله بعد أن هزم الجيش الذي كان يحوطه بقوى مكثفة وجندل الأبطال من حوله واحتل ماءه عدة مرات فعرف لأجل ذلك بالسقاء لقيامه بسقاية عطاشى أهل البيت (عليه السلام) حينما فرض ابن مرجانه الحصار على الماء وأقام جيوشه على الفرات ليموت الحسين وأصحابه عطشاً مما دفع العباس إلى أن يستحيل قوة مدمرة وصاعقة مرعبة تدحر الجيوش العادية وتحامي عن كتائب جيش الحق بحسن التدبير وقوة البأس حتى لقب بكبش الكتيبة وهو وسام رفيع لا يمنح آنذاك إلا للقائد الأعلى في الجيش مثله مثل لقب العميد الذي قلد به أبو الفضل أيضاً فكان بحق عميد جيش الحسين وقائد قواته المسلحة وحامي ظعينته كذلك فقد كان الراعي والحارس والكافل لمخدرات النبوة وعقائل الوحي وقد بذل قصارى جهوده في حمايتهن وحراستهن وخدمتهن فهو الذي كان يقوم بترحيلهن وإنزالهن من المحامل طيلة الطريق من يثرب إلى كربلاء.
    وكان إلى جانب ذلك القمر في روعة بهائه وجميل صورته ولذا لقب بقمر بني هاشم ومثلما كان قمراً لأسرته العلوية فقد كان قمراً في دنيا الإسلام إذا أضاء الطريق للفوز بإحدى الحسنيين النصر أو الشهادة في سبيل المبدأ.
    وكان أبو الفضل نعم الأخ المواسي لأخيه والناصح الأمين له في كل حياته وما تقدم عليه في حركة أو سكون و لا تخلف عنه كذلك بل كان طوع أمره ورهن إشارته.
    ولأجل ذلك كله استحق العباس هذه المكانة المرموقة والجاه العظيم عند الله ورسوله والأئمة والناس أجمعين حتى أصبح باباً للحوائج ما دعا الله طالب حاجة وقدّمه بين يدي حاجته وتوسل به إلا قضاها الله له إكراما لهذا المولى المعظم والعبد الصالح المكرم في الأرض والسماء، وما قصده مكروب إلا كشف الله ما به من محن الأيام وكوارث الزمان تبياناً لعظمة منزلة أبي الفضل العباس (عليه السلام).
    ولا يسع المرء إلا أن يقف إجلالاً وإكبارا لموقف بطل العلقمي العظيم يوم آثر آخاه على نفسه فضرب أروع مثال في التضحية والإيثار، ومن يتصور العباس وهو يرمي الماء من كفه مع شدة عطشه إذ يتذكر عطش أخيه الحسين وعياله فيخاطب نفسه قائلاً:
    يا نفس من بعد الحسين هوني وبعــــده لا كــــنت أو تكــــــــوني
    هـــذا حــسين وارد المنـــــــــون وتــــشربين بارد المــــــــــعيـــــن
    من يتصور هذا المشهد الرائع من الإيثار وشرف النفس والغيرة على الأخوة، فلا يقف على رؤوس أصابعه محاولاً استشراف هذه القمة العالية والسنام الشامخ من المجد وعلو الكعب في الأخلاق الفاضلة والخصال الطيبة أملاً أن يصيبه وابلٌ من صيبّها أو أن يغرف غرفة من بحرها اللجيّ تنفعه في رحلته نحو الكمال المنشود.
    والشيء الذي يدعو إلى الاعتزاز بتضحية أبي الفضل ونصرته لأخيه الحسين (عليه السلام) أنها لم تكن بدافع الأخوة والرحم الماسة وغير ذلك من الاعتبارات السائدة بين الناس وإنما كانت بدافع الإيمان الخالص بالله تعالى ذلك أن الإيمان هو الذي تفاعل مع عواطف العباس وصار عنصراً من عناصره ومقوماً من مقوماته وقد أدلى بذلك في رجزه عند ما قطعوا يمينه التي كانت تقيض براً وعطاءاً للناس قائلاً:
    والله أن قطعتم يميني إني أحامي أبداً عن ديني
    وعن إمام صادق اليقين




    التعديل الأخير تم بواسطة خادمة الحوراء زينب 1; الساعة 19-05-2015, 12:36 AM.

    اترك تعليق:


  • صادق مهدي حسن
    رد
    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وآل محمد

    ===============

    بين الرابع من شعبان والعاشر من محرم .. ولد العباس (ع) مرتين

    أما الأولى فكانت من رحم الوفاء .. أم البنين (عليها السلام).

    وأما الثانية فكانت من رحم كربلاء الخلود..

    وأسألوا الفرات الذي ما زال مستغرباَ كيف رمى العباس الماء من يديه !

    والعباس قصة من قصص العشق

    بدئها ومنتهاها ..

    الحسين..

    الحسين..

    الحسين..


    اترك تعليق:

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X