اللهم صل على محمد وآل محمد
إن رب العالمين في كتابه الكريم يعاتب بني آدم عتاباً بليغا، فيقول تعالى: {وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ}.. لو أن الإنسان يقرأ هذه الآية في جوف الليل، ويحولها إلى مناجاة مبكية، فهو في قمة الرضوان الإلهي.. وفي آية ثانية يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيم }.. ويقول في آية ثالثة: {مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا}.. فالذي يتأمل في مضامين هذه الآيات، من المتوقع أن توجب له هزة في الأعماق..
كنت أمشي مع أحد العلماء فاقترحت عليه أن نتأمل في هذه الآيات، وإذا بهذا العالم -وهو عالم كبير- يرتبك ويتغير حاله، فذهب إلى مدينة أخرى ليعتكف ويفكر فيما هو فيه!.. وبعد فترة التقيت به وسألته عن سبب تركه لبلده ، فقال: بأن وضعه كله انقلب، وصار يفكر أنه أين، وما هو مطلوب منه!..
هذه الثورة الباطنية يسمونها في عرف الأخلاقيين: (حالة اليقظة).. والقضية ليست متوقفة على السن، وقد رأيت من هو في سن مبكرة ويعيش هذا الشعور..
-------------------------
الشيخ حبيب الكاظمي
تعليق