بسم الله الرحمن الرحيم
أعلم أن الله تعالى أنما يقبل التوبة الصحيحة بشروطها ، ومنها غسل وسخ القلوب بالدموع ، بعد اشتعال نيران الندامة فيها وكلما زادت نيران الندم اشتعالا كلما تحقق الأمل بتكفير الذنب ، وبذلك تحقق علامة الصدق في التوبة، وعليه فلا بد من تبديل حلاوة الشهوات بمرارة الندم ، ليكون علامة على تبديل السيئات بالحسنات .. ألم تسمع قصة ذلك النبي من بني إسرائيل الذي سأل الله التوية لعبد أمضي حياته جاهدا في عبادة ربه ، فلم يقبل الله تعالى توبته لأنه كان يجد حلاوة المعصية - التي تاب منها - في قلبه .!!
ومن هنا قالوا أنه لا بد من إذابة اللحم الذي نبت على الحرام ، فهو لحم فاسد ومفسد الصحيح .
ولا بد من تعلق قصده بترك كل محرم ، وأداء كل واجب في الحال في الاستقبال إلى أن يلقى ربه ، كما أنه لا بد من تدارك ما قد فاته في سالف أيامه ، ان على التائب أن يستقصي في نفسمه عالم ما قبل البلوغ وحين البلوغ وبعد البلوغ ، لينظر إلى تصرفاته في أموال الآخرين و سواء كانت بعمد أم خطا ، مكلفا كان أو غير مكلف .. فإذا كان حقا مالياً ووجد صاحبه ولو كان وارثاً استحل
منه والارد تلك المظلمة حين القدرة والاستطاعه ثم ينظر في الطاعات ، فما ترك منها يلتزم بقضائها وكفارتها .. ثم ينظر إلى الحقوق الشرعية كالخمس والزكاة وما في ذمته ، فيوصلها إلى مصارفها الشرعية لئلا يبقى في حياته ما يحتاج إلى تدارك وتعويض ، فإنه لو مات على تلك الحالة أبتلي بالعذاب الأليم والى جميع ما ذكر يشير قول أمير المؤمنين عليه السلام : الاستغفار واقع على ستة معان :
أولها الندم على ما مضى ، ثم العزم على ترك العود اليه أبدا ، وأن تؤدي إلى المخلوقين حقوقهم ، حتى تلقى الله أملس ليس عليك تبعه ، وأن تعمد إلى كل فريضة عليك ضيعتها فتؤدي حقها ، وأن تصل إلى اللحم الذي تبت على السحت فتذيبه بالأحزان ، حتى يلصق الجلد بالعظم وينشأ بينهما لحم جديد ، وأن تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية ، فعند ذلك تقول : أستغفر الله ، ومن المناسب أن تكون الطاعة - في مقام التوبة - من جنس المعصية ، فإذا كان عاصياً بسفر محرم فتذركه انما يكون بسفر طاعة ونحو ذلك ، مما يطول ذكر امثلته ٠٠
ولا بد أن يحقق في نفسه شيئاً من الحزن والندامة الصادقة ، ثم يتوب بالطريقة التي ذكرها السيد بن طاووس في ما رواه عن النبي (صل الله عليه وآله وسلم ) وهي : أن يغتسل ويتوضأ ، ثم يصلي أربع ركعات : يقرأ في كل منها والحمد مرة و { قل هو الله أحد} ثلات مرات - { والمعوذتين } مرة ثم يستعفر سبعين مرة ، ثم يختم بكلمة : لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ، ثم يقول سبع مرات :
(( يا عزيز!.. يا غفار !.. اغفر لي ذنوبي و ذنوب جميع المؤمنين والمؤمنات ، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ))
فإن من قام بهذا العمل قبلت توبته ، وفرت نتوبه ، ورضي عنه خصماؤه يوم القيامة ، ومات على الإيمان وعما سلب منه الدين ، ويفسح في قبره وينور فيه ، ويرضى عنه أبواه ، ويغفر لأبويه ولذريته ، ويوسع في رزقه ، ويرفق به ملك الموت عند موته ، ويخرج الروح من جسده بيسر وسهولة ٠٠ ومن المناسب - قبل هذا العمل - أن يقدم شيئا عن الصدقة ولو كانت قليلة ، لأن صدقة السر تطفئ غضب الرب تعالى .. وأن يذهب إلى مكان خالي جالساً على التراب ، متذكراً معاصيته واحدة بعد أخرى ، مصرحاً بزمانه ومكانه ، ملتمساً من ربه المغفرة ، معترفاً بالندامة .. وهكذا يحسن التفصيل في الاعتراف بجزئيات الذنوب ، ببكاء وحزن كما أنه من المناسب أيضا بعد ذلك ، قراءة دعاء التوبة في الصحيفة السجادية وأوله : يا من لا يصفه نتعت، الواصفين ..الصحيفة ص138 وكذلك المناجاة الأولى من المناجاة الخمسة عشر .. ثم يقسم على الله تعالى بحق المقربين لديه أن يقبل توبته ، ثم يسأله العزم على الثباث ، وليغلب على ظنه أن الله تعالى يقبل التوبة ويعفو عن السيئات ، فهو يعامل عبده بمقدار حسن ظنه به ، كما دل عليه الروايات ولو خالف التوية وعاد إلى المعصية ، فعليه بالتوبة مرة بعد أخرى ولا ينبغي له أن ينتابه اليأس من العودة إلى الذنب فإنه أرحم من كل رحيم
أعلم أن الله تعالى أنما يقبل التوبة الصحيحة بشروطها ، ومنها غسل وسخ القلوب بالدموع ، بعد اشتعال نيران الندامة فيها وكلما زادت نيران الندم اشتعالا كلما تحقق الأمل بتكفير الذنب ، وبذلك تحقق علامة الصدق في التوبة، وعليه فلا بد من تبديل حلاوة الشهوات بمرارة الندم ، ليكون علامة على تبديل السيئات بالحسنات .. ألم تسمع قصة ذلك النبي من بني إسرائيل الذي سأل الله التوية لعبد أمضي حياته جاهدا في عبادة ربه ، فلم يقبل الله تعالى توبته لأنه كان يجد حلاوة المعصية - التي تاب منها - في قلبه .!!
ومن هنا قالوا أنه لا بد من إذابة اللحم الذي نبت على الحرام ، فهو لحم فاسد ومفسد الصحيح .
ولا بد من تعلق قصده بترك كل محرم ، وأداء كل واجب في الحال في الاستقبال إلى أن يلقى ربه ، كما أنه لا بد من تدارك ما قد فاته في سالف أيامه ، ان على التائب أن يستقصي في نفسمه عالم ما قبل البلوغ وحين البلوغ وبعد البلوغ ، لينظر إلى تصرفاته في أموال الآخرين و سواء كانت بعمد أم خطا ، مكلفا كان أو غير مكلف .. فإذا كان حقا مالياً ووجد صاحبه ولو كان وارثاً استحل
منه والارد تلك المظلمة حين القدرة والاستطاعه ثم ينظر في الطاعات ، فما ترك منها يلتزم بقضائها وكفارتها .. ثم ينظر إلى الحقوق الشرعية كالخمس والزكاة وما في ذمته ، فيوصلها إلى مصارفها الشرعية لئلا يبقى في حياته ما يحتاج إلى تدارك وتعويض ، فإنه لو مات على تلك الحالة أبتلي بالعذاب الأليم والى جميع ما ذكر يشير قول أمير المؤمنين عليه السلام : الاستغفار واقع على ستة معان :
أولها الندم على ما مضى ، ثم العزم على ترك العود اليه أبدا ، وأن تؤدي إلى المخلوقين حقوقهم ، حتى تلقى الله أملس ليس عليك تبعه ، وأن تعمد إلى كل فريضة عليك ضيعتها فتؤدي حقها ، وأن تصل إلى اللحم الذي تبت على السحت فتذيبه بالأحزان ، حتى يلصق الجلد بالعظم وينشأ بينهما لحم جديد ، وأن تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية ، فعند ذلك تقول : أستغفر الله ، ومن المناسب أن تكون الطاعة - في مقام التوبة - من جنس المعصية ، فإذا كان عاصياً بسفر محرم فتذركه انما يكون بسفر طاعة ونحو ذلك ، مما يطول ذكر امثلته ٠٠
ولا بد أن يحقق في نفسه شيئاً من الحزن والندامة الصادقة ، ثم يتوب بالطريقة التي ذكرها السيد بن طاووس في ما رواه عن النبي (صل الله عليه وآله وسلم ) وهي : أن يغتسل ويتوضأ ، ثم يصلي أربع ركعات : يقرأ في كل منها والحمد مرة و { قل هو الله أحد} ثلات مرات - { والمعوذتين } مرة ثم يستعفر سبعين مرة ، ثم يختم بكلمة : لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ، ثم يقول سبع مرات :
(( يا عزيز!.. يا غفار !.. اغفر لي ذنوبي و ذنوب جميع المؤمنين والمؤمنات ، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ))
فإن من قام بهذا العمل قبلت توبته ، وفرت نتوبه ، ورضي عنه خصماؤه يوم القيامة ، ومات على الإيمان وعما سلب منه الدين ، ويفسح في قبره وينور فيه ، ويرضى عنه أبواه ، ويغفر لأبويه ولذريته ، ويوسع في رزقه ، ويرفق به ملك الموت عند موته ، ويخرج الروح من جسده بيسر وسهولة ٠٠ ومن المناسب - قبل هذا العمل - أن يقدم شيئا عن الصدقة ولو كانت قليلة ، لأن صدقة السر تطفئ غضب الرب تعالى .. وأن يذهب إلى مكان خالي جالساً على التراب ، متذكراً معاصيته واحدة بعد أخرى ، مصرحاً بزمانه ومكانه ، ملتمساً من ربه المغفرة ، معترفاً بالندامة .. وهكذا يحسن التفصيل في الاعتراف بجزئيات الذنوب ، ببكاء وحزن كما أنه من المناسب أيضا بعد ذلك ، قراءة دعاء التوبة في الصحيفة السجادية وأوله : يا من لا يصفه نتعت، الواصفين ..الصحيفة ص138 وكذلك المناجاة الأولى من المناجاة الخمسة عشر .. ثم يقسم على الله تعالى بحق المقربين لديه أن يقبل توبته ، ثم يسأله العزم على الثباث ، وليغلب على ظنه أن الله تعالى يقبل التوبة ويعفو عن السيئات ، فهو يعامل عبده بمقدار حسن ظنه به ، كما دل عليه الروايات ولو خالف التوية وعاد إلى المعصية ، فعليه بالتوبة مرة بعد أخرى ولا ينبغي له أن ينتابه اليأس من العودة إلى الذنب فإنه أرحم من كل رحيم
تعليق