بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين اللهم صل على محمد وآل محمد .
دائما ما يتبحر ويغوص فقهائنا وعلمائنا الأعلام - (أدام الله بقائهم) - في أعماق المسائل الفقهية الشرعية والعقائدية ورغم تحملهم الجهد والعناء في هذا الطريق لكنهم يتلذذون بهذا الأمر في سبيل وصول الفتوى سهلة ويسيرة وجاهزة إلى عوام الشيعة - أيدهم الله تعالى - لكي لا يقعوا في الشك ويحتاروا في معرفة الحكم الشرعي في بعض المسائل التي يريدونها .
ونتطرق لبعض نماذج فقهاء وعلماء المذهب الحق الذين كرسوا وقتهم وبذلوا مهجتهم في طريق طلب العلم وهم :
أولاً : الشيخ الطوسي :
(( ذكر أن الشيخ نصير الدين الطوسي رحمه الله كان شديد العلاقة بطلب العلم والتوغل في الحقائق العلمية ، العقلية والدينية . فكان يفرش حوله الكتب المتنوعة ، فيطالعها على حساب ساعات نومه . ولما كان يمل من كتاب يتناول كتابا آخر في موضوع آخر ، وكان يجعل بجانبه إناء فيه ماء يرش به على وجهه بين حين وآخر لكي يتغلب على نعاسه عند منتصف الليل . وكم حدث له أن اكتشف معلومة دقيقة في أثناء بحثه ومطالعاته فقام من مكانه منبسطا ينادي فرحا : ( أين الملوك وأبناء الملوك من هذه اللذة ؟! )) . (1) .
ثانياً : السيد المجدد الشيرازي :
(( يروي آية الله الشيخ الزنجاني حادثة عن المرحوم الميرزا الشيرازي الكبير قائلاً : ذات يوم لدغ عقرب الميرزا المجدد الشيرازي (طاب ثراه) ، فكان صوت أنينه يسمع من بعيد . فأحب بعض أصدقائه و تلامذته أن يشغله بشيء لعله ينسی الألم شيئاً ما ، فاستغلوا شدة شغفه بالمسائل العلمية و طرحوا عليه مجموعة من الأسئلة الفقهية ، فدخل الميرزا رحمه الله في بحث استغرق ساعتين أو ثلاثة ، و نسي طوال هذه المدة آلامه كلياً )) . (2) .
ثالثاً : السيد محمد باقر الصدر :
(( سأل بعض الطلاب السيّد الصدر (رحمه الله) : لو سألكم أحدٌ كيف صار محمّد باقر الصدر محمّد باقر الصدر؟
فأجاب (رحمه الله) : إنّ محمّد باقر الصدر يساوي 10 ٪ مطالعة و 90 ٪ فكراً .
فسأله : في اليوم والليلة كم ساعة تطالعون ؟
فأجاب (رحمه الله) : لا تسلني هكذا ولكن سلني بشكل آخر : قل لي : في اليوم والليلة كم ساعة كنتم مع الكتاب ؟
فقال : ما الفرق بين السؤالين ؟
فأجاب (رحمه الله) : إذا سألتني كم ساعةً تطالع ؟ أقول لك : أطالع عشر ساعات أو ثماني ساعات . ولكن إذا سألتني كم ساعةً كنت مع الكتاب ؟ أقول لك : ما دمتُ مستيقظاً وغيرَ نائم فأنا مع الكتاب . عندما أسير في الشارع أتأمّل مسألةً أريد حلّها ، وعندما أقف عند القصّاب ففي ذهني مسألةٌ أحاول حلّها ، وعندما أجلس على الطعام للأكل ففي ذهني مسألةٌ أريد حلّها ، وعندما أستلقي على الفراش للنوم ففي ذهني مسألةٌ أريد حلّها . إذاً كنتُ دائماً مع الكتاب ، فالكتاب كان يعيش معي وأعيش مع الكتاب )) . (3) .
------------------------
(1)جامع المقدمات / الصفحة 194.
(2) شرح الأحوال / لآية الله الأراکي / الصفحة 580 .
(3)السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق / الجزء 2 / الصفحة 292 .
وبه نستعين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين اللهم صل على محمد وآل محمد .
دائما ما يتبحر ويغوص فقهائنا وعلمائنا الأعلام - (أدام الله بقائهم) - في أعماق المسائل الفقهية الشرعية والعقائدية ورغم تحملهم الجهد والعناء في هذا الطريق لكنهم يتلذذون بهذا الأمر في سبيل وصول الفتوى سهلة ويسيرة وجاهزة إلى عوام الشيعة - أيدهم الله تعالى - لكي لا يقعوا في الشك ويحتاروا في معرفة الحكم الشرعي في بعض المسائل التي يريدونها .
ونتطرق لبعض نماذج فقهاء وعلماء المذهب الحق الذين كرسوا وقتهم وبذلوا مهجتهم في طريق طلب العلم وهم :
أولاً : الشيخ الطوسي :
(( ذكر أن الشيخ نصير الدين الطوسي رحمه الله كان شديد العلاقة بطلب العلم والتوغل في الحقائق العلمية ، العقلية والدينية . فكان يفرش حوله الكتب المتنوعة ، فيطالعها على حساب ساعات نومه . ولما كان يمل من كتاب يتناول كتابا آخر في موضوع آخر ، وكان يجعل بجانبه إناء فيه ماء يرش به على وجهه بين حين وآخر لكي يتغلب على نعاسه عند منتصف الليل . وكم حدث له أن اكتشف معلومة دقيقة في أثناء بحثه ومطالعاته فقام من مكانه منبسطا ينادي فرحا : ( أين الملوك وأبناء الملوك من هذه اللذة ؟! )) . (1) .
ثانياً : السيد المجدد الشيرازي :
(( يروي آية الله الشيخ الزنجاني حادثة عن المرحوم الميرزا الشيرازي الكبير قائلاً : ذات يوم لدغ عقرب الميرزا المجدد الشيرازي (طاب ثراه) ، فكان صوت أنينه يسمع من بعيد . فأحب بعض أصدقائه و تلامذته أن يشغله بشيء لعله ينسی الألم شيئاً ما ، فاستغلوا شدة شغفه بالمسائل العلمية و طرحوا عليه مجموعة من الأسئلة الفقهية ، فدخل الميرزا رحمه الله في بحث استغرق ساعتين أو ثلاثة ، و نسي طوال هذه المدة آلامه كلياً )) . (2) .
ثالثاً : السيد محمد باقر الصدر :
(( سأل بعض الطلاب السيّد الصدر (رحمه الله) : لو سألكم أحدٌ كيف صار محمّد باقر الصدر محمّد باقر الصدر؟
فأجاب (رحمه الله) : إنّ محمّد باقر الصدر يساوي 10 ٪ مطالعة و 90 ٪ فكراً .
فسأله : في اليوم والليلة كم ساعة تطالعون ؟
فأجاب (رحمه الله) : لا تسلني هكذا ولكن سلني بشكل آخر : قل لي : في اليوم والليلة كم ساعة كنتم مع الكتاب ؟
فقال : ما الفرق بين السؤالين ؟
فأجاب (رحمه الله) : إذا سألتني كم ساعةً تطالع ؟ أقول لك : أطالع عشر ساعات أو ثماني ساعات . ولكن إذا سألتني كم ساعةً كنت مع الكتاب ؟ أقول لك : ما دمتُ مستيقظاً وغيرَ نائم فأنا مع الكتاب . عندما أسير في الشارع أتأمّل مسألةً أريد حلّها ، وعندما أقف عند القصّاب ففي ذهني مسألةٌ أحاول حلّها ، وعندما أجلس على الطعام للأكل ففي ذهني مسألةٌ أريد حلّها ، وعندما أستلقي على الفراش للنوم ففي ذهني مسألةٌ أريد حلّها . إذاً كنتُ دائماً مع الكتاب ، فالكتاب كان يعيش معي وأعيش مع الكتاب )) . (3) .
------------------------
(1)جامع المقدمات / الصفحة 194.
(2) شرح الأحوال / لآية الله الأراکي / الصفحة 580 .
(3)السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق / الجزء 2 / الصفحة 292 .
تعليق