قَالَ تَعَالَى : ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾ - [سُّورَةُ الْفَتْحِ : 29.]
بيّنت الآية الكريمة صفات الصحابة الفعليين الملتزمين والمرابطين للنبي محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، وقد حددت خصائص أو مزايا أو شروط يجب توافرها في من يريد أن يكون صحابياً مع النبي محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، وتلك الشروط :
1- ﴿وَالَّذِينَ مَعَهُ﴾ ، المعيّة الدائمة مع النبي .
2- ﴿أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ﴾ ، الغلظة على العدو .
3- ﴿رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾ ، المودّة والألفة بينهم .
3- ﴿تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا﴾ ، العبادة والطاعة .
4- ﴿يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا﴾ ، السعي في إرضاء الله ورسوله .
5- ﴿سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ﴾ ، سيماء الصالحين في وجوههم .
إذاً الصحبة لها مقرون أدقُّ وهو ما وافق الآخر فكراً وعقيدةً وأخلاقاً ، فليس كل من عاصر الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وجلس مجلسه يطلق عليه صحابي ؛ لأنه قليلٌ من الصحابة من تحلّى بتلك المزايا والخصائص التي وضعتها الآية الكريمة ، مضافاً إلى أنّ الآية ذكرت بعدها : ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ﴾ ، ضمير (منهم) للذين معه ، وهذه تبعيضية لا بيانيّة فهي لا تشمل جميع الصحابة والناس المحيطين بالنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) . كما أنّها اشترطت المغفرة والأجر العظيم لهم في حال إذا ما بقوا على إيمانهم واستمروا بعمل الصالحات ، أما غير ذلك كالذين آمنوا أولاً ثم أرتدوا من بعد ما تبين لهم الهدى وأشركوا فكفروا ، كما في قوله تعالى : ﴿إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ * فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ * أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ * وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ﴾ - [سُّورَةُ مُحَمَّدٍ : 25 - 30.] أو كالمنافقين الذين أبطنوا النفاق وأظهروا الإيمان وهم لم يؤمنوا أصلاً ، كما في قوله تعالى : ﴿وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ﴾ - [سُّورَةُ التَّوْبَةِ : 101.] أو كالمنقلبين على أعقابهم القهقهرى ، كما في قوله تعالى : ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ﴾ - [سُّورَةُ آلَ عِمْرَانَ : 144.] فهؤلاء قطعاً غير مشمولين بالآية الكريمة .

بيّنت الآية الكريمة صفات الصحابة الفعليين الملتزمين والمرابطين للنبي محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، وقد حددت خصائص أو مزايا أو شروط يجب توافرها في من يريد أن يكون صحابياً مع النبي محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، وتلك الشروط :
1- ﴿وَالَّذِينَ مَعَهُ﴾ ، المعيّة الدائمة مع النبي .
2- ﴿أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ﴾ ، الغلظة على العدو .
3- ﴿رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾ ، المودّة والألفة بينهم .
3- ﴿تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا﴾ ، العبادة والطاعة .
4- ﴿يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا﴾ ، السعي في إرضاء الله ورسوله .
5- ﴿سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ﴾ ، سيماء الصالحين في وجوههم .
إذاً الصحبة لها مقرون أدقُّ وهو ما وافق الآخر فكراً وعقيدةً وأخلاقاً ، فليس كل من عاصر الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وجلس مجلسه يطلق عليه صحابي ؛ لأنه قليلٌ من الصحابة من تحلّى بتلك المزايا والخصائص التي وضعتها الآية الكريمة ، مضافاً إلى أنّ الآية ذكرت بعدها : ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ﴾ ، ضمير (منهم) للذين معه ، وهذه تبعيضية لا بيانيّة فهي لا تشمل جميع الصحابة والناس المحيطين بالنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) . كما أنّها اشترطت المغفرة والأجر العظيم لهم في حال إذا ما بقوا على إيمانهم واستمروا بعمل الصالحات ، أما غير ذلك كالذين آمنوا أولاً ثم أرتدوا من بعد ما تبين لهم الهدى وأشركوا فكفروا ، كما في قوله تعالى : ﴿إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ * فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ * أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ * وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ﴾ - [سُّورَةُ مُحَمَّدٍ : 25 - 30.] أو كالمنافقين الذين أبطنوا النفاق وأظهروا الإيمان وهم لم يؤمنوا أصلاً ، كما في قوله تعالى : ﴿وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ﴾ - [سُّورَةُ التَّوْبَةِ : 101.] أو كالمنقلبين على أعقابهم القهقهرى ، كما في قوله تعالى : ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ﴾ - [سُّورَةُ آلَ عِمْرَانَ : 144.] فهؤلاء قطعاً غير مشمولين بالآية الكريمة .
تعليق