بسم الله الرحمن الرحيم و الحمدلله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمند و اله الطاهرين
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الكاتب. الحاج مروان رحمة العاملي
لماذا ننتظر الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه ؟
اشكالية المنهج والخطاب في القضية المهدوية
أوقات الأزمات التاريخية تشتد دعاوى المهدوية والمسيحية ونهايات العالم ، فلما تمضى الأزمة كما مضى ما قبلها تنسى الناس القصة وعادوا يتزاوجون ويشربون ويأكلون دون خوف او همّ وترقب ، وهذه من الامور التي تكرر نفسها او بعبارة اصح امر طبيعي ان يتوجه الناس خلال الازمات الشديدة الى الاهتمام بالنبؤات واخبار المغييبات ولا يشذ مسلم او مسيحي عن هذا الامر ، ويكثر فيها الدجالين والمدعين ايضا ، حتى الملوك والرؤساء وكثير من اللادينيين يتوجهون الى العرافين لاستشراف المستقبل في أوقات الازمات وبصرف النظر عن ان هذه الاخبار عند المسلمين او النبؤات عند المسيحيين صحيحة او لا ، لكنها تحمل بمجملها سمة الغموض وتحتمل اكثر من تفسير
لكن المحير فعلا انه برغم كل هذا التقدم العلمي والتكنولوجي حتى في الغرب لا زال الناس يلجاون الى اخبار ونبؤات النصوص الدينية والغير دينية لشعورهم ان هذه النصوص تملك الاجابات الكبرى على كل تساؤلاتهم المحيرة .
وكيف لعالِم ان يُكلم مجتمعاً تمّت تربيته على المنهج الحسي الذي يزرع فيه الظن أن هذه القضية هي ضد منهج العقل أو يقال له _ إيحاءً أو مباشرةً _: إن منهجك في التفكير هو منهج علمي رائع بخلاف الفكر الذي يؤمن بأمور غيبية وما أشبه ذلك من الإيهامات التي يوهمون بها مجتمعاتنا ، بينما في نفس الوقت لا يستطيع الثبات الفكري على رأي لتلمس الحقيقة فقد تمّت تربية الناس على عدم الثبات على فكرة وعلى عدم التمييز الحقيقي للخطأ والصواب وللمصلحة والمفسدة، فكل ساعة يمكن أن ينقلب إلى عكس ما كان يعتمده ويدافع عنه.
فليختبر كل منا طريقة تفكيره قد يعرض علينا الرأي بأدلته فنقول : هذا صحيح ثمّ يعرض علينا رأي مخالف تماماً ومع ادلته فنقول: صحيح ثم تنقلب القضية فننفي الرأي الاول ثم نتناقش ونختلف ليتبيّن بعد ذلك أنَّ القضية لم تكن فكرية، وإنما مجرد طرح أفكار . هذه الكارثة العقلية في الاستدلال وتحقيق المعرفة هي ظاهرة غارقة في القدم ولكن المفروض أن لا تكون بنفس حدتها في زمننا هذا بعد تطور وسائل المعرفة لكن المشكلة اننا لم نتعلم طريقة التفكير الصحيح لنستطيع الثبات في عالم متغير والبعض الاخر لا يستطيع الخروج من قوالب تربيته الطائفية التقليدية .
علينا اولا أن نواجه قضية مهمة في طبيعة التفكير فأوّل سؤال يجب أن نسأل أنفسنا به: هل الغَيبة مستحيلة عقلاً، أم هي ممكنة؟
والسؤال الثاني : هل هناك غيبة حدثت فعلاً ؟ وهل هناك قناعة خارج حدود التمذهب الضيق لوجود غيبة فعلية؟
ثمّ نحاول أن ندرس القيمة الحقيقية للنصوص الدالة على التبشير بالغيبة, ابتداءً قبل وقوعها، ثمّ على النصوص الدالة على وقوع الغيبة انتهاءً.
وبعد أن نخرج من حوارنا الداخلي مع أنفسنا, علينا أن نتحرر من مرض الاستخفاف والسطحية ونركّز على الحقيقة القرآنية وعلى أن الغيبة لم تكن عملية طارئة مفاجئة في وجودها الواقعي للبشر فتحتاج إلى تفسير أرضي ، وإنما هي عملية مدروسة منصوص عليها قبل حدوثها وهي من قبل الله لأمر يعلمه الله وهو خارج نطاق القدرة العقلية التي نمتلكها لأنها خارج نطاق المألوف فهي ليست ذات مصلحة مرتبطة بنا وبامراضنا وبلاءاتنا ، وإنما هي حقيقة، ذات علاقة كونية مرتبطة بإرادة الله "ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين"
والعقل باعتباره مدرك للحسن والقبح العقليين ويدرك الحقائق ولا يعني ذلك أن العقل قادر على إدراك ما هو خارج مجاله اي تفسير أحكام الغيبة او حكمة الغيبة الذي يحتاج إلى معرفة من الله ونحن لم نجد لها تفسيراً صريحاً من الله .
ولذلك فإن جميع التفسيرات تبقى للحكمة الظاهرة لنا والمصلحة البينة لبني الإنسان والسبب في ذلك كونها تفسيرات ذوقية واجتهادات شخصية وافكار شخصية خاضعة لميزان الخطأ والصواب.
ولهذا لا يمكن من خلال ذلك تشكيل أيّة إشكالية بناءً على التصورات الظنية لسبب هذه الظاهرة أو لشكلها. ولهذا فإن السؤال لا يتوجه على الله بقول القائلين: ما فائدة أن يرسل الله ملائكته الكرام بالتكاليف السنوية لشخص غائب ومختف عن البشر في حين أن التكاليف موجهة إلى البشر .؟
البعض يقول بالتصويب ويرى أن لله أحكاماً في الواقع ولكن الإنسان غير مكلف بها وهو (أي المصوّب) يعتمد هذه النظرية ليؤسس مذهباً عجيباً لقلب منظومة الشريعة وتحويلها من كونها صادرة عن الله تبارك وتعالى إلى كون الله عز وجل تابعاً للمشرّع الأرضي ولم يسأل القائل بهذا القول نفسه: ما فائدة الحكم بدون تكليف؟
يتبع
ورجاء ما حدا يعلق قبل اكمال الموضوع لانه نتيجة مباحثات جرت مع بعض العلماء الافاضل منذ ٢٦ سنة دونتها حينها واعمل على افراغها الان تلخيصا ويمكن تكون اجوبة بعض الاستفسارات متضمنة في القسم الثاني "يتبع"
ملاحظة.. الكاتب هو الحاج العزيز ابا محمد مروان رحمة العاملي و بانتظار التتمه ارجو المتابعه لزيادة الفائدة
ابراهيم علي عوالي العاملي
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الكاتب. الحاج مروان رحمة العاملي
لماذا ننتظر الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه ؟
اشكالية المنهج والخطاب في القضية المهدوية
أوقات الأزمات التاريخية تشتد دعاوى المهدوية والمسيحية ونهايات العالم ، فلما تمضى الأزمة كما مضى ما قبلها تنسى الناس القصة وعادوا يتزاوجون ويشربون ويأكلون دون خوف او همّ وترقب ، وهذه من الامور التي تكرر نفسها او بعبارة اصح امر طبيعي ان يتوجه الناس خلال الازمات الشديدة الى الاهتمام بالنبؤات واخبار المغييبات ولا يشذ مسلم او مسيحي عن هذا الامر ، ويكثر فيها الدجالين والمدعين ايضا ، حتى الملوك والرؤساء وكثير من اللادينيين يتوجهون الى العرافين لاستشراف المستقبل في أوقات الازمات وبصرف النظر عن ان هذه الاخبار عند المسلمين او النبؤات عند المسيحيين صحيحة او لا ، لكنها تحمل بمجملها سمة الغموض وتحتمل اكثر من تفسير
لكن المحير فعلا انه برغم كل هذا التقدم العلمي والتكنولوجي حتى في الغرب لا زال الناس يلجاون الى اخبار ونبؤات النصوص الدينية والغير دينية لشعورهم ان هذه النصوص تملك الاجابات الكبرى على كل تساؤلاتهم المحيرة .
وكيف لعالِم ان يُكلم مجتمعاً تمّت تربيته على المنهج الحسي الذي يزرع فيه الظن أن هذه القضية هي ضد منهج العقل أو يقال له _ إيحاءً أو مباشرةً _: إن منهجك في التفكير هو منهج علمي رائع بخلاف الفكر الذي يؤمن بأمور غيبية وما أشبه ذلك من الإيهامات التي يوهمون بها مجتمعاتنا ، بينما في نفس الوقت لا يستطيع الثبات الفكري على رأي لتلمس الحقيقة فقد تمّت تربية الناس على عدم الثبات على فكرة وعلى عدم التمييز الحقيقي للخطأ والصواب وللمصلحة والمفسدة، فكل ساعة يمكن أن ينقلب إلى عكس ما كان يعتمده ويدافع عنه.
فليختبر كل منا طريقة تفكيره قد يعرض علينا الرأي بأدلته فنقول : هذا صحيح ثمّ يعرض علينا رأي مخالف تماماً ومع ادلته فنقول: صحيح ثم تنقلب القضية فننفي الرأي الاول ثم نتناقش ونختلف ليتبيّن بعد ذلك أنَّ القضية لم تكن فكرية، وإنما مجرد طرح أفكار . هذه الكارثة العقلية في الاستدلال وتحقيق المعرفة هي ظاهرة غارقة في القدم ولكن المفروض أن لا تكون بنفس حدتها في زمننا هذا بعد تطور وسائل المعرفة لكن المشكلة اننا لم نتعلم طريقة التفكير الصحيح لنستطيع الثبات في عالم متغير والبعض الاخر لا يستطيع الخروج من قوالب تربيته الطائفية التقليدية .
علينا اولا أن نواجه قضية مهمة في طبيعة التفكير فأوّل سؤال يجب أن نسأل أنفسنا به: هل الغَيبة مستحيلة عقلاً، أم هي ممكنة؟
والسؤال الثاني : هل هناك غيبة حدثت فعلاً ؟ وهل هناك قناعة خارج حدود التمذهب الضيق لوجود غيبة فعلية؟
ثمّ نحاول أن ندرس القيمة الحقيقية للنصوص الدالة على التبشير بالغيبة, ابتداءً قبل وقوعها، ثمّ على النصوص الدالة على وقوع الغيبة انتهاءً.
وبعد أن نخرج من حوارنا الداخلي مع أنفسنا, علينا أن نتحرر من مرض الاستخفاف والسطحية ونركّز على الحقيقة القرآنية وعلى أن الغيبة لم تكن عملية طارئة مفاجئة في وجودها الواقعي للبشر فتحتاج إلى تفسير أرضي ، وإنما هي عملية مدروسة منصوص عليها قبل حدوثها وهي من قبل الله لأمر يعلمه الله وهو خارج نطاق القدرة العقلية التي نمتلكها لأنها خارج نطاق المألوف فهي ليست ذات مصلحة مرتبطة بنا وبامراضنا وبلاءاتنا ، وإنما هي حقيقة، ذات علاقة كونية مرتبطة بإرادة الله "ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين"
والعقل باعتباره مدرك للحسن والقبح العقليين ويدرك الحقائق ولا يعني ذلك أن العقل قادر على إدراك ما هو خارج مجاله اي تفسير أحكام الغيبة او حكمة الغيبة الذي يحتاج إلى معرفة من الله ونحن لم نجد لها تفسيراً صريحاً من الله .
ولذلك فإن جميع التفسيرات تبقى للحكمة الظاهرة لنا والمصلحة البينة لبني الإنسان والسبب في ذلك كونها تفسيرات ذوقية واجتهادات شخصية وافكار شخصية خاضعة لميزان الخطأ والصواب.
ولهذا لا يمكن من خلال ذلك تشكيل أيّة إشكالية بناءً على التصورات الظنية لسبب هذه الظاهرة أو لشكلها. ولهذا فإن السؤال لا يتوجه على الله بقول القائلين: ما فائدة أن يرسل الله ملائكته الكرام بالتكاليف السنوية لشخص غائب ومختف عن البشر في حين أن التكاليف موجهة إلى البشر .؟
البعض يقول بالتصويب ويرى أن لله أحكاماً في الواقع ولكن الإنسان غير مكلف بها وهو (أي المصوّب) يعتمد هذه النظرية ليؤسس مذهباً عجيباً لقلب منظومة الشريعة وتحويلها من كونها صادرة عن الله تبارك وتعالى إلى كون الله عز وجل تابعاً للمشرّع الأرضي ولم يسأل القائل بهذا القول نفسه: ما فائدة الحكم بدون تكليف؟
يتبع
ورجاء ما حدا يعلق قبل اكمال الموضوع لانه نتيجة مباحثات جرت مع بعض العلماء الافاضل منذ ٢٦ سنة دونتها حينها واعمل على افراغها الان تلخيصا ويمكن تكون اجوبة بعض الاستفسارات متضمنة في القسم الثاني "يتبع"
ملاحظة.. الكاتب هو الحاج العزيز ابا محمد مروان رحمة العاملي و بانتظار التتمه ارجو المتابعه لزيادة الفائدة
ابراهيم علي عوالي العاملي
تعليق