إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الإمام الهادي يفسر صحة الخلقة - الجزء الرابع

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الإمام الهادي يفسر صحة الخلقة - الجزء الرابع

    بسم الله الرحمن الرحيم
    فهذا شرح جميع الخمسة الأمثال التي ذكرها الصادق عليه السلام أنها تجمع المنزلة بين المنزلتين وهما الجبر والتفويض.

    فإذا اجتمع في الانسان كمال هذه الخمسة الأمثال وجب عليه العمل كملا لما أمر الله عز وجل به ورسوله، وإذا نقص العبد منها خلة كان العمل عنها مطروحا بحسب ذلك.

    فأما شواهد القرآن على الاختبار والبلوى بالاستطاعة التي تجمع القول بين القولين فكثيرة. ومن ذلك قوله: " ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم ".
    وقال: " سنستدرجهم من حيث لا يعلمون ". وقال: " آلم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ". وقال في الفتن التي معناها الاختبار: " ولقد فتنا سليمان - الآية - " وقال في قصة موسى عليه السلام: " فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري " وقول موسى: " إن هي إلا فتنتك ".
    أي اختبارك. فهذه الآيات يقاس بعضها ببعض ويشهد بعضها لبعض. وأما آيات البلوى بمعنى الاختبار قوله: " ليبلوكم فيما آتاكم "، وقوله: " ثم صرفكم عنهم ليبتليكم "، وقوله: " إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة، وقوله: " خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا "، وقوله: " وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات "، وقوله: " ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض ".

    وكل ما في القرآن من بلوى هذه الآيات التي شرح أولها فهي اختبار وأمثالها في القرآن كثيرة. فهي إثبات الاختبار والبلوى: إن الله جل وعز لم يخلق الخلق عبثا ولا أهملهم سدى ولا أظهر حكمته لعبا وبذلك أخبر في قوله: " أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا ".
    فإن قال قائل: فلم يعلم الله ما يكون من العباد حتى
    اختبرهم؟
    قلنا: بلى، قد علم ما يكون منهم قبل كونه وذلك قوله. " ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه" وإنما اختبرهم ليعلمهم عدله ولا يعذبهم إلا بحجة بعد الفعل، وقد أخبر بقوله: " ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا " وقوله: " وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ". وقوله: " رسلا مبشرين ومنذرين ".

    فالاختبار من الله بالاستطاعة التي ملكها عبده وهو القول بين الجبر والتفويض.
    وبهذا نطق القرآن وجرت الاخبار عن الأئمة من آل الرسول صلى الله عليه وآله.
    فإن قالوا: ما الحجة في قول الله: " يهدي من يشاء ويضل من يشاء " وما أشبهها؟
    قيل: مجاز هذه الآيات كلها على معنيين: أما أحدهما فإخبار عن قدرته أي إنه قادر على هداية من يشاء وضلال من يشاء وإذا أجبرهم بقدرته على أحدهما لم يجب لهم ثواب ولا عليهم عقاب على نحو ما شرحنا في الكتاب، والمعنى الآخر أن الهداية منه تعريفه كقوله: " وأما ثمود فهديناهم " أي عرفناهم " فاستحبوا العمى على الهدى " فلو أجبرهم على الهدى لم يقدروا أن يضلوا، وليس كلما وردت آية مشتبهة كانت الآية حجة على محكم الآيات اللواتي أمرنا بالأخذ بها، من ذلك قوله: " منه آيات محكمات هن أم الكتاب واخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم - الآية- "،
    وقال: " فبشر عباد * الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه " أي أحكمه وأشرحه " أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب ".

    وفقنا الله وإياكم إلى القول والعمل لما يحب ويرضى وجنبنا وإياكم معاصيه بمنه وفضله والحمد لله كثيرا كما هو أهله وصلى الله على محمد وآله الطيبين وحسبنا الله ونعم الوكيل.

    المصدر:
    تحف العقول.







المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X