ورد في بعض أخبار الآحاد أنّ رأس الإمام الحسين (عليه السلام) في مصر وليس في كربلاء ، وقبر الإمام علي (عليه السلام) ليس مضبوطاً جداً حتّى الكعبة المشرفة موقعها ليس دقيقاً ! بسبب قضايا سياسية قديمة منها أنّ يزيد بن معاوية أمر بضرب الكعبة بالمنجنيق وبعده ضربها أيضاً عبد الله بن مروان .! وعلى كل حال فهذا لا يعني عدم قبول الصلاة لاختلاف مكان الكعبة أو مثلاً انحراف المصلّي عن موقع القبلة ؛ لإنّ لله تعالى المشارق والمغارب وأَيْنما نولي وجوهنا فثمّ وجه الله تعالى أنّه واسعٌ عليمٌ ، ولو أنّ رجلاً قُتِلَ بالمشرق فرضى بقتله رجلٌ في المغرب لكان الراضي عند الله عزّ وجل شريك القاتل ، فالأعمال بالنيات والله يحاسبنا على ما كسبت قلوبنا ؛ لإنّ الإسلام دين الفطرة .
والأئمة (عليهم السلام) أعظم من أن يضمهم قبرٌ في الأرض ؛ لأنّهم أحياءٌ ولكن لا نشعر بحياتهم وهم يرزقون عند الله عزّ وجلّ ، والله ربنا موجودٌ في كل مكانٍ أحاط بكل شيءٍ علماً وأحصى كل شيءٍ في إمامٍ مبين ، فهم يرون ويطلعون على أعمال المسلمين كما ورد في تفسير هذه الآية الكريمة : ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾ - [سُّورَةُ التَّوْبَةِ : 105.] ؛ لأنّهم أولياء الأمور المفروضة طاعتهم بعد طاعة الله تعالى ورسوله المصطفى مُحمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، قَالَ تَعَالَى : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾ - [سُّورَةُ النِّسَاءِ : 59.] . وهذا يعني أنّ من أطاع او استغاث بالرسول فقد اطاع الله ، قَالَ تَعَالَى : ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ﴾ - [سُّورَةُ النِّسَاءِ : 80.] ، ومن أطاع أيضاً او استغاث بأولياء الأمور الذين هم الأئمة (عليهم السلام) من عترة النبي محمد (صَلّى الله عليهم وسلّم) فقد أطاع الله أيضاً . ولا يجوز أبداً أن يوجب الله طاعة أحد على الإطلاق إلّا من ثبتت عصمته وعلم أنّ باطنه كظاهره وأمن منه الغلط والأمر بالقبيح .
فالروحانيّة الخاصة بهم تحضر عند كل من يذكرهم ويستنجد بهم ويصل مدى محيطها لمسافاتٍ بعيدةٍ جداً ، فالموتى يسمعون حتّى لو كانوا كفّاراً فكيف بالأئمة (عليهم السلام) ؟! ورد أنّ النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أشرف على قليب بدر وفيه جثث أقطاب المشركين ، فقال : «قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا» ؟ فاعترض عليه بعض الصحابة وقالوا : أتتكلّم مع الموتى ؟! فقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : «إِنَّهُمْ أَسْمَعُ مِنْكُمْ وَأَبْصَرُ» .
كذلك انتشار الملائكة قرب قبورهم ومجاورتهم عندهم يجلبُ كُل خيرٍ وبركةٍ ، بل أنّ هنالك أنواعاً من الملائكة تُسمّى بـ"الملائكة النقّالة" ، ووظيفة تلك الملائكة تكمن في نقل جثامين وأعضاء الميت من قبرٍ إلى قبرٍ أو من مكانٍ طاهرٍ إلى مكان نجسٍ والعكس صحيح ، أو حتّى معاذ الله أنّ الأرض تبتلع كل من عمل قوم لوطٍ حتى تنزله إلى جوفها ثم ترسله لجهنم .
فَعَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ :
«إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى مَلَائِكَةً مُوَكَّلَيْنَ يَنْقُلُونَ الْأَمْوَاتِ إِلَّى حَيْثُ يُنَاسِبُهُمْ» .
وورد لم يمت مخالف في أرضٍ شريفة إلّا حملته الملائكة النقّالة ، فقد حكي أنّ أيام المولى يوسف الكليدار (حامل مفاتيح مرقد الإمام علي عليه الصلاة والسلام في النجف الأشرف) جاء بجنازةٍ لتدفن في الأرض المقدّسة ، فرأى الكليدار أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام) في منامه يقول له : «يَأْتُونَ غَداً بِجَنَازَةٍ عَلَى حِمَارٍ يَسُوقُهَا رَجُلٌ ، الْمَيِّتُ أَعُورٌ والْحِمَارُ أَعُورٌ وَاَلْسَائِقُ أعُورٌ ، فَلَا تَقْبَلْ دَفْنَهَا عِنْدِي وَإِنْ أَعْطُوكَ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَباً» . فلمّا أصبح الصباح جاءوا بتلك الجنازة على تلك الأوصاف ، فامتنع من دفنها فبذلوا له مالاً كثيراً فقال في نفسه : "ادفنها ثمّ اخرجها وانقلها من النّجف" . فقبض المال وأمكن مِن دفن الجنازة في الحرم الأقدس ! فلمّا كان الليل أتى ليخرجها وإذا بسلسلةٍ رأسها عند الميّت والرّأس الآخرُ ينتهي إلى القبر المُقدَّس ، وكذا رأى سلاسل أخر في باقي القبور . فلمّا ضمّهُ الفراشُ ونام رأى أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام) يقول له :«يَا يُوسُفَ لَمْ تَمْتَثِلْ أَمْرِي وَأَمْكَنْتَ مِنْ دَفْنِ الْجِنَازَةِ ! وَمَا كَفَاكَ هَذَا ؟ حَتَّى أَرْدْتَ أَنْ تَنْقُلَهُ بَعْدَ إِسْتِجَارَتِهِ بِي» . فتاب على يد الإمام (عليه الصلاة والسلام) وصار معدوداً في زُمرة الصلحاء . وذكر الشيخ النوري عن الشيخ جعفر كاشف الغطاء :- «أنّ رجلاً عشّاراً مات فَدُفِنَ في النّجف ، ومات رجلٌ مؤمنٌ فَدُفِنَ في الخطوة - موضع قريب البصرة - ، فاتّفق حفر قبر العشّار فوجدوا فيه ذلك المؤمن ! ثم جاءوا إلى قبر المؤمن فوجدوا العشّار» .
المصدر : (الأنوار العلويّة للشيخ جعفر النقدي : ص٤٣٢.)
والأئمة (عليهم السلام) أعظم من أن يضمهم قبرٌ في الأرض ؛ لأنّهم أحياءٌ ولكن لا نشعر بحياتهم وهم يرزقون عند الله عزّ وجلّ ، والله ربنا موجودٌ في كل مكانٍ أحاط بكل شيءٍ علماً وأحصى كل شيءٍ في إمامٍ مبين ، فهم يرون ويطلعون على أعمال المسلمين كما ورد في تفسير هذه الآية الكريمة : ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾ - [سُّورَةُ التَّوْبَةِ : 105.] ؛ لأنّهم أولياء الأمور المفروضة طاعتهم بعد طاعة الله تعالى ورسوله المصطفى مُحمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، قَالَ تَعَالَى : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾ - [سُّورَةُ النِّسَاءِ : 59.] . وهذا يعني أنّ من أطاع او استغاث بالرسول فقد اطاع الله ، قَالَ تَعَالَى : ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ﴾ - [سُّورَةُ النِّسَاءِ : 80.] ، ومن أطاع أيضاً او استغاث بأولياء الأمور الذين هم الأئمة (عليهم السلام) من عترة النبي محمد (صَلّى الله عليهم وسلّم) فقد أطاع الله أيضاً . ولا يجوز أبداً أن يوجب الله طاعة أحد على الإطلاق إلّا من ثبتت عصمته وعلم أنّ باطنه كظاهره وأمن منه الغلط والأمر بالقبيح .
فالروحانيّة الخاصة بهم تحضر عند كل من يذكرهم ويستنجد بهم ويصل مدى محيطها لمسافاتٍ بعيدةٍ جداً ، فالموتى يسمعون حتّى لو كانوا كفّاراً فكيف بالأئمة (عليهم السلام) ؟! ورد أنّ النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أشرف على قليب بدر وفيه جثث أقطاب المشركين ، فقال : «قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا» ؟ فاعترض عليه بعض الصحابة وقالوا : أتتكلّم مع الموتى ؟! فقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : «إِنَّهُمْ أَسْمَعُ مِنْكُمْ وَأَبْصَرُ» .
كذلك انتشار الملائكة قرب قبورهم ومجاورتهم عندهم يجلبُ كُل خيرٍ وبركةٍ ، بل أنّ هنالك أنواعاً من الملائكة تُسمّى بـ"الملائكة النقّالة" ، ووظيفة تلك الملائكة تكمن في نقل جثامين وأعضاء الميت من قبرٍ إلى قبرٍ أو من مكانٍ طاهرٍ إلى مكان نجسٍ والعكس صحيح ، أو حتّى معاذ الله أنّ الأرض تبتلع كل من عمل قوم لوطٍ حتى تنزله إلى جوفها ثم ترسله لجهنم .
فَعَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ :
«إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى مَلَائِكَةً مُوَكَّلَيْنَ يَنْقُلُونَ الْأَمْوَاتِ إِلَّى حَيْثُ يُنَاسِبُهُمْ» .
وورد لم يمت مخالف في أرضٍ شريفة إلّا حملته الملائكة النقّالة ، فقد حكي أنّ أيام المولى يوسف الكليدار (حامل مفاتيح مرقد الإمام علي عليه الصلاة والسلام في النجف الأشرف) جاء بجنازةٍ لتدفن في الأرض المقدّسة ، فرأى الكليدار أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام) في منامه يقول له : «يَأْتُونَ غَداً بِجَنَازَةٍ عَلَى حِمَارٍ يَسُوقُهَا رَجُلٌ ، الْمَيِّتُ أَعُورٌ والْحِمَارُ أَعُورٌ وَاَلْسَائِقُ أعُورٌ ، فَلَا تَقْبَلْ دَفْنَهَا عِنْدِي وَإِنْ أَعْطُوكَ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَباً» . فلمّا أصبح الصباح جاءوا بتلك الجنازة على تلك الأوصاف ، فامتنع من دفنها فبذلوا له مالاً كثيراً فقال في نفسه : "ادفنها ثمّ اخرجها وانقلها من النّجف" . فقبض المال وأمكن مِن دفن الجنازة في الحرم الأقدس ! فلمّا كان الليل أتى ليخرجها وإذا بسلسلةٍ رأسها عند الميّت والرّأس الآخرُ ينتهي إلى القبر المُقدَّس ، وكذا رأى سلاسل أخر في باقي القبور . فلمّا ضمّهُ الفراشُ ونام رأى أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام) يقول له :«يَا يُوسُفَ لَمْ تَمْتَثِلْ أَمْرِي وَأَمْكَنْتَ مِنْ دَفْنِ الْجِنَازَةِ ! وَمَا كَفَاكَ هَذَا ؟ حَتَّى أَرْدْتَ أَنْ تَنْقُلَهُ بَعْدَ إِسْتِجَارَتِهِ بِي» . فتاب على يد الإمام (عليه الصلاة والسلام) وصار معدوداً في زُمرة الصلحاء . وذكر الشيخ النوري عن الشيخ جعفر كاشف الغطاء :- «أنّ رجلاً عشّاراً مات فَدُفِنَ في النّجف ، ومات رجلٌ مؤمنٌ فَدُفِنَ في الخطوة - موضع قريب البصرة - ، فاتّفق حفر قبر العشّار فوجدوا فيه ذلك المؤمن ! ثم جاءوا إلى قبر المؤمن فوجدوا العشّار» .
المصدر : (الأنوار العلويّة للشيخ جعفر النقدي : ص٤٣٢.)
تعليق