شُكرُ النّعمَة
حينما نتحدث عن أبناء هذا الجيل الذي ابتعد بصراحة عن الكثير من أخلاق أهل البيت عليهم
السلام حول محور الأخلاق وتكامل الإيمان لدى أئمتنا المعصومين نجدهم ينفرون من ذلك؛ ليس
ذلك نقصاً في دينهم والعياذ بالله ولكن لما يجدون من عجز واضح وكبير في أنفسنا وأنفسهم.
هذا حينما نقارن أنفسنا بأخلاق مَن يخدمهم أو يصحبهم فما بالك بأخلاق آل محمد صلى الله عليه
واله فعلينا أن نبحث عن قدوة تملك الكثير من الخلق الرفيع؛ لتكون البداية لسلوك الطريق إلى الله.
شيخ عجوز في أربعينيات القرن الماضي في ضواحي الحلة، يعمل بين يديه شابان مفعمان بالحيوية
والصحة كلّما نظر إليهما ردّد عبارة (الحمد لله الذي يقبل اليسير ويُعطي الكثير) حتى صارت
ديدنه، سأله أحد الزبائن: لماذا تردّد هذه العبارة يا شيخ؟
أجاب: عشت لسنوات محروماً من الذرية حتى كبرت، لم أدع طبيباً إلّا راجعته ولا طريقة إلّا
جربتها. ذات يوم قالت زوجتي لنصلِّ معاً ونتوسل بالله. وقد بكت زوجتي كثيراً من شدّة إلحاحها،
سمعتها تقول: ربّي ارزقني أي ذرية وإن كانت (كومة لحم) بهذه العبارة.
فعلاً استجاب الله عز وجل لنا ورزقنا بطفل ذكر، معوّق، مشلول، حمدنا الله ورضينا بل كنّا سعداء
جداً وخاصة أمّه التي اعتنت به عناية كبيرة حتى تعلّقت به، كان يكبر ويكبر لكنه عاجز
(كومة لحم) في سرير، شيئاً فشيئاً عزف عن الطعام والشراب ولم يرضه شيئاً، لم أعرف السبب؛
ومن حبّ أمّه وتعلّقها به عرفت مشكلته قالت: ابحث له عن عروس مناسبة، لقد كبر ولابدّ من
تزويجه.
ولأن الشيخ معروف بثرائه ووجاهته بين أبناء القرية عرض مشكلته في المضيف قائلاً سأعطي أيّ
مهر للأب الذي يزوّج ابنته لابني المشلول، هكذا تمّ العرس، وبعد أيام قلائل توفي الشاب المشلول.
رفضت الزوجة الشابة العودة إلى أهلها وبقيت تخدم العجوزين كابنة لهم، بعد أشهر أحسّت بآثار
الحمل لديها، وهذان الشابان هما ثمرة صبرنا جميعاً.
د. هناء حطاب جميل
تم نشره في المجلة العدد71
حينما نتحدث عن أبناء هذا الجيل الذي ابتعد بصراحة عن الكثير من أخلاق أهل البيت عليهم
السلام حول محور الأخلاق وتكامل الإيمان لدى أئمتنا المعصومين نجدهم ينفرون من ذلك؛ ليس
ذلك نقصاً في دينهم والعياذ بالله ولكن لما يجدون من عجز واضح وكبير في أنفسنا وأنفسهم.
هذا حينما نقارن أنفسنا بأخلاق مَن يخدمهم أو يصحبهم فما بالك بأخلاق آل محمد صلى الله عليه
واله فعلينا أن نبحث عن قدوة تملك الكثير من الخلق الرفيع؛ لتكون البداية لسلوك الطريق إلى الله.
شيخ عجوز في أربعينيات القرن الماضي في ضواحي الحلة، يعمل بين يديه شابان مفعمان بالحيوية
والصحة كلّما نظر إليهما ردّد عبارة (الحمد لله الذي يقبل اليسير ويُعطي الكثير) حتى صارت
ديدنه، سأله أحد الزبائن: لماذا تردّد هذه العبارة يا شيخ؟
أجاب: عشت لسنوات محروماً من الذرية حتى كبرت، لم أدع طبيباً إلّا راجعته ولا طريقة إلّا
جربتها. ذات يوم قالت زوجتي لنصلِّ معاً ونتوسل بالله. وقد بكت زوجتي كثيراً من شدّة إلحاحها،
سمعتها تقول: ربّي ارزقني أي ذرية وإن كانت (كومة لحم) بهذه العبارة.
فعلاً استجاب الله عز وجل لنا ورزقنا بطفل ذكر، معوّق، مشلول، حمدنا الله ورضينا بل كنّا سعداء
جداً وخاصة أمّه التي اعتنت به عناية كبيرة حتى تعلّقت به، كان يكبر ويكبر لكنه عاجز
(كومة لحم) في سرير، شيئاً فشيئاً عزف عن الطعام والشراب ولم يرضه شيئاً، لم أعرف السبب؛
ومن حبّ أمّه وتعلّقها به عرفت مشكلته قالت: ابحث له عن عروس مناسبة، لقد كبر ولابدّ من
تزويجه.
ولأن الشيخ معروف بثرائه ووجاهته بين أبناء القرية عرض مشكلته في المضيف قائلاً سأعطي أيّ
مهر للأب الذي يزوّج ابنته لابني المشلول، هكذا تمّ العرس، وبعد أيام قلائل توفي الشاب المشلول.
رفضت الزوجة الشابة العودة إلى أهلها وبقيت تخدم العجوزين كابنة لهم، بعد أشهر أحسّت بآثار
الحمل لديها، وهذان الشابان هما ثمرة صبرنا جميعاً.
د. هناء حطاب جميل
تم نشره في المجلة العدد71
تعليق