51 ـ عبدالله بن ميمون ـ القداح المكي، من أصحاب الإمام جعفر بن محمد الصادق. احتج به الترمذي(1) ، وذكره الذهبي فوضع على اسمه رمز الترمذي اشارة الى اخراجه عنه، وذكر: أنه يروي عن جعفر بن محمد وطلحة بن عمرو(2) .
52 ـ عبدالرحمن بن صالح الأزدي ـ هو أبو محمد الكوفي. ذكره صاحبه وتلميذه عباس الدوري، فقال: كان شيعياً، وذكره ابن عدي فقال: احترق بالتشيع، وذكره صالح بن جزرة فقال: كان يعترض عثمان، وذكره أبو داود فقال: ألف كتاباً في مثالب الصحابة، رجل سوء، ومع ذلك فقد روى عنه عباس الدوري والإمام البغوي، وأخرج له النسائي. وذكره الذهبي في ميزانه(3) فوضع على اسمه رمز النسائي، اشارة إلى احتجاجه به، ونقل من أقوال الأئمة فيه ما سمعت. وذكر أن ابن معين وثقة. وأنه مات سنة خمس وثلاثين ومئتين. ودونك حديثه في السنن(4) عن شريك وجماعة من طبقته.
53 ـ عبدالرزاق بن همام ـ بن نافع الحميري الصنعاني، كان من أعيان الشيعة وخيرة سلفهم الصالحين، وقد عده ابن قتيبة في كتابه ـ المعارف ـ من رجالهم(5) ، وذكر ابن الأثير وفاته في آخر حوادث سنة 211 من تاريخه الكامل(6) فقال: وفيها توفي عبدالرزاق بن همام الصنعاني المحدث، (قال) وهو من مشايخ أحمد، وكان يتشيع(7) اهـ. وذكره المتقي الهندي أثناء البحث عن
____________
(1) روي عنه في: صحيح الترمذي.
(2) الميزان للذهبي: 2/512.
(3) الميزان للذهبي: 2/569.
(4) روي عنه في: سنن النسائي.
(5) المعارف لابن قتيبة ص624.
(6) ص137 من جزئه السادس. (منه قدس).
(7) الكامل لابن الأثير: 6/406 ط دار صادر.
--- ... الصفحة 150 ... ---
(9/24)
________________________________________
الحديث 5994 من كنزه فنص على تشيعه(1) ، وذكره الذهبي في ميزانه فقال: عبدالرزاق بن همام بن نافع الامام أبو بكر الحميري مولاهم الصنعاني أحد الأعلام الثقات، ثم استرسل في ترجمته إلى أن قال: وكتب شيئاً كثيراً وصنف الجامع الكبير وهو خزانة علم، ورحل الناس إليه، أحمد، واسحاق، ويحيى، والذهلي، والرمادي، وعبد، ثم أضاف في أحواله إلى أن نقل كلام العباس بن عبدالعظيم في تكذيبه، فأنكر الذهبي عليه ذلك، وقال: هذا ما وافق العباس عليه مسلم، بل سائر الحفاظ، وأئمة العلم يحتجون به، ثم تتابع في ترجمته، فنقل عن الطيالسي أنه قال: سمعت ابن معين يقول: سمعت من عبدالرزاق كلاماً يوماً فاستدللت به على تشيعه، فقلت: ان أساتيذك الذين أخذت عنهم، كلهم اصحاب سنة، معمر، ومالك، وابن جريح، وسفيان، والاوزاعي، فعمن أخذت هذا المذهب ـ مذهب التشيع ـ فقال: قدم علينا جعفر بن سليمان الضبعي، فرأيته فاضلاً حسن الهدي، فأخذت هذا عنه(2) . قلت: يعترف عبدالرزاق في كلامه هذا بالتشيع، ويدعي أنه أخذه عن جعفر الضبعي، لكن محمد بن أبي بكرالمقدمي كان يرى أن جعفر الضبعي قد أخذ التشيع عن عبدالرزاق، وكان يدعو على عبدالرزاق بسبب ذلك فيقول ـ كما في ترجمة جعفر الضبعي من الميزان ـ: فقدت عبدالرزاق، ما أفسد جعفراً غيره ـ يعني بالتشيع(3) اهـ. وقد أكثر ابن معين من الاحتجاج بعبدالرزاق، مع اعتراف عبدالرزاق بالتشيع أمامه كما سمعت. وقال أحمد بن أبي خيثمة(4) : قيل لابن معين أن أحمد يقول: ان عبيدالله بن موسى يرد حديثه للتشيع، فقال ابن معين: والله
____________
(1) راجع ص391 من الجزء 6 من الكنز. (منه قدس).
(2) الميزان للذهبي: 2/ 609 ـ 614.
(3) نفس المصدر: 1/409.
(4) كما في ترجمة عبدالرزاق من الميزان. (منه قدس).
--- ... الصفحة 151 ... ---
(9/25)
________________________________________
الذي لا إله إلا هو أن عبدالرزاق لأعلى في ذلك من عبيدالله مئة ضعف، ولقد سمعت من عبدالرزاق أضعاف ما سمعت من عبيدالله(1) وقال أبو صالح محمد بن إسماعيل الضراري(2) . بلغنا ونحن بصنعاء عند عبدالرزاق أن أحمد وابن معين وغيرهما تركوا حديث عبدالرزاق أو كرهوه ـ لتشيعه ـ فدخلنا من ذلك غم شديد، وقلنا: قد أنفقنا ورحلنا وتعبنا، ثم خرجت مع الحجيج إلى مكة فلقيت بها يحيى فسألته، فقال: يا ابا صالح لو ارتد عبدالرزاق عن الإسلام ما تركنا حديثه(3) وذكره ابن عدي فقال(4) : حدث بأحاديث في الفضائل لم يوافقه عليها أحد(5)(6) .
____________
(1) نفس المصدر: 2/611.
(2) كما في ترجمة عبدالرزاق من الميزان أيضاً. (منه قدس).
(3) نفس المصدر: 2/162.
(4) كما في ترجمة عبدالرزاق من الميزان أيضاً. (منه قدس).
(5) هذان الحديثان اللذان قد ذكرهما في الهامش سوف يأتيان مع مصادرهما تحت رقمي (574 و582).
(9/26)
________________________________________
(6) بلى وافقه عليها المنصفون، وعدوها في الصحاح بكل ارتياح، وانما خالفه فيها النواصب والخوارج، فمنها ما رواه أحمد بن الأزهر وهو حجة بالاتفاق قال: حدثني عبدالرزاق خلوة من حفظه، أنبأنا معمر، عن الزهري، عن عبيدالله، عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نظر إلى علي فقال: أنت سيد في الدنيا سيد في الآخرة من أحبك فقد أحبني، ومن أبغضك فقد ابغضني، وحبيبك حبييب الله وبغيضك بغيض الله، والويل لمن أبغضك. اهـ. أخرجه الحاكم في ص128 من الجزء 3 من المستدرك، ثم قال: صحيح على شرط الشيخين، ومنها ما رواه عبدالرزاق عن معمر، عن ابن نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس، قالت فاطمة: يا رسول الله زوجتني عائلاً لا مال له، قال: أما ترضين أن أطلع الله إلى أهل الأرض فاختار منهم رجلين، فجعل أحدهما اباك، والآخر بعلك. قلت: وهذا الحديث قد أخرجه الحاكم ص 129 من الجزء 3 من المستدرك من طريق سريح بن يونس، عن أبي حفص عن الاعمش عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعاً. (منه قدس).
--- ... الصفحة 152 ... ---
(9/27)
________________________________________
وبمثالب لغيرهم مناكير(1)(2) ونسبوه إلى التشيع(3) اهـ. قلت: ومع ذلك فقد قيل لأحمد بن حنبل(4) ، هل رأيت أحسن حديثاً من عبدالرازاق؟ قال: لا(5) ، وأخرج ابن القيسراني في آخر ترجمة عبدالرزاق من كتابه ـ الجمع بين رجال الصحيحين ـ بالاسناد إلى الإمام أحمد، قال: إذا اختلف الناس في حديث معمر، فالقول ما قال عبدالرزاق(6) . اهـ. وقال مخلد الشعيري: كنت عند عبدالرزاق فذكر رجل معاوية، فقال عبدالرزاق(7) لا تقذر مجلسنا بذكر ولد أبي سفيان، وعن زيد بن المبارك قال: كنا عند عبدالرزاق فحدثنا بحديث بن الحدثان، فلما قرأ قول عمر لعلي والعباس: جئت أنت تطلب ميراثك من ابن أخيك، وهذا جاء يطلب ميراث امرأته من أبيها، قال عبد الرزاق ـ كما في ترجمته من الميزان ـ: انظر الى هذا الأنوك؛ يقول: من ابن أخيك! من أبيها! لا يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم(8) . قلت: ومع هذا فقد أخذوا بأجمعهم عنهه، واحتجوا على بكرة أبيهم به، حتى قيل ـ كما في ترجمته من وفيات ابن
____________
(1) حاشا لله أن تكون مناكير إلا عند معاوية أو فئته الباغية، فمنها ما رواه عبدالرزاق على ابن عيينة، عن علي بن زيد بن جذعان، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد مرفوعاً: اذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه (منه قدس).
(2) تاريخ الطبري: 10/58. وقد تقدم الحديث مع مصادره تحت رقم (271).
(3) الميزان للذهبي: 2/610.
(4) كما في ترجمة عبدالرزاق من الميزان. (منه قدس).
(5) نفس المصدر: 2/614.
(6) الجمع بين الصحيحين للقيسراني.
(7) كما في ترجمته في الميزان. (منه قدس).
(8) الميزان للذهبي: 2/610 و611.
(9/28)
________________________________________
--- ... الصفحة 153 ... ---
خلكان ـ: ما رحل الناس إلى أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مثل ما رحلوا إليه، قال في الوفيات: روى عنه أئمة الإسلام في زمانه، منهم سفيان بن عيينة، وهو من شيوخه، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وغيرهم. اهـ(1) قلت: ودونك حديثه في الصحاح كلها، وفي المسانيد بأسرها، فإنها مشحونة منه(2) . كانت ولادته رحمه الله سنة ست وعشرين ومئة، وطلب العلم وهو ابن عشرين سنة، وتوفي في شوال سنة احدى عشرة ومئتين، وادرك من أيام الإمام أبي عبدالله الصادق اثنتين وعشرين سنة(3) عاصره فيها، ومات في أيام الإمام أبي جعفر الجواد قبل وفاته عليه الصلاة والسلام بتسع سنين(4) حشره الله في زمرتهم، كما أخلص لله عز وجل في ولايتهم.
____________
(1) وفيات الأعيان لابن خلكان: 3/216 ـ 217 ط دار صادر.
(2) روي عنه في كل من: صحيح البخاري ك الشهادات ب اذا تسارع قوم في اليمين: 3/161، صحيح مسلم ك الطهارة ب الائتمار: 1/119، صحيح الترمذي: 5/324 ح3865، سنن أبي داود: 4/241 ح4757، سنن ابن ماجة: 1/8 ح16 و27، سنن النسائي ك الطهارة ب التسمية عند الوضوء: 1/61.
(3) لأنه، صلوات الله وسلامه عليه، توفي سنة مئة وثمان وأربعين، له خمس وستون سنة. (منه قدس).
(4) لأن وفاة الجواد، عليه السلام، كانت سنة مئتين وعشرين وله خمس وعشرون سنة، وأخطأ من قال ان عبدالرزاق روى عن الباقر، فإن الباقر توفي، عليه الصلاة والسلام، سنة أربع عشر ومئة، وله سبع وخمسون سنة، قبل مولد عبد الرزاق باثني عشر عاماً(*) . (منه قدس).
(*) اختلف في سنة وفاة الإمام الباقر عليه السلام على ستة أقوال فقيل توفي:
1 ـ سنة 127 هـ 2 ـ سنة 118 هـ 3 ـ سنة 117 هـ 4 ـ سنة 116 هـ 5 ـ سنة 114 هـ وهو المشهور 6 ـ سنة 113 هـ.
(10/1)
________________________________________
كما اختلف في مقدار عمره الشريف على سبعة أقوال: 1 ـ أنه توفي وله من العمر (73 سنة) 2 ـ 63 سنة 3 ـ 61 سنة 4 ـ 60 سنة 5 ـ توفي وعمره (58 سنة) وهو المشهور 6 ـ عمره (56 سنة) 7 ـ عمره (55 سنة). راجع حياة الإمام محمد الباقر: 2/392 وما بعدها.
--- ... الصفحة 154 ... ---
كما أخلص لله عز وجل في ولايتهم.
54 ـ عبدالملك بن أعين ـ أخو زرارة، وحمران، وبكير وعبدالرحمن، وملك، وموسى، وضريس، وأم الأسود بني أعين، وكلهم من سلف الشيعة، وقد فازوا بالقدح المعلى من خدمة الشريعة، ذرية مباركة صالحة، وهي على مذهبهم ومشربهم. أما عبدالملك فقد ذكره الذهبي في ميزانه فقال ـ عبدالملك بن أعين (ع خ م) ـ عن أبي وائل وغيره قال أبو حاتم: صالح الحديث، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال آخر. هو صدوق يترفض، قال، قال ابن عيينة: حدثنا عبدالملك وكان رافضياً، وقال أبو حاتم: من عتق الشيعة صالح الحديث، حدث عنه السفيانان، وأخرجا له مقروناً بغيره في حديث(1) . اهـ. قلت: وذكره ابن القيسراني في كتاب الجمع بين رجال الصحيحين، فقال: عبدالملك بن أعين أخو حمران الكوفي وكان شيعياً، سمع ابا وائل في التوحيد عند البخاري، وفي الإيمان عند مسلم(2) ، وروى عنه سفيان بن عيينة عندهما(3) اهـ. قلت: مات في أيام الصادق، فدعا له واجتهد في ذلك وترحم عليه، وروى أبو جعفر بن بابويه أن الصادق عليه السلام زار قبره بالمدينة ومعه أصحابه(4) ، فطوبى له وحسن مآب.
55 ـ عبيدالله بن موسى ـ العبسي الكوفي، شيخ البخاري في صحيحه، ذكره ابن قتيبة في أصحاب الحديث في كتابه المعارف(5) وصرح ثمة بتشيعه، ولما
____________
(1) الميزان للذهبي: 2/651.
(2) روي عنه في: صحيح البخاري ك التوحيد باب قول الله تعالى (وجوه يومئذ ناضرة) 8/185، صحيح مسلم ك الإيمان ب وعيد من اقتطع حق مسلم: 1/69.
(3) الجمع بين الصحيحين للقيسراني: 1/315 ط حيدر آباد.
(10/2)
________________________________________
(4) مشيخة الصدوق مطبوع في آخر من لا يحضره الفقيه: 4/97 ط النجف.
(5) راجع منه ص177. (منه قدس).
--- ... الصفحة 155 ... ---
أورد جملة من رجال الشيعة في باب الفرق من معارفه(1)(2) عده منهم أيضاً وترجمه ابن سعد في الجزء 6 من طبقاته فنص على تشيعه(3) وأنه أيضاً يروي أحاديث في التشيع، فضعف بذلك عند كثير من الناس (قال) وكان صاحب قرآن(4) ، وذكر ابن الأثير وفاته في آخر حوادث سنة 213 من كامله(5) فقال: وعبيدالله بن موسى العبسي الفقيه، وكان شيعياً وهو من مشائخ البخاري في صحيحه(6) وذكره الذهبي في ميزانه فقال: عبيدالله بن موسى العبسي الكوفي شيخ البخاري ثقة في نفسه، لكنه شيعي منحرف، وثقه أبو حاتم وابن معين (قال) وقال أبو حاتم: أبو نعيم أتقن منه، وعبيدالله أثبتهم في اسرائيل، وقال أحمد بن عبدالله العجلي: كان ـ عبيدالله بن موسى ـ عالماً بالقرآن رأساً فيه، ما رأيته رافعاً رأسه وما رُئي ضاحكاً قط، وقال أبو داود: كان ـ عبيدالله العبسي ـ شيعياً منحرفاً… الخ(7) . وذكره الذهبي ـ في آخر ترجمة مطر بن ميمون من الميزان ـ أيضاً فقال: عبيدالله ثقة شيعي، وكان ابن معين يأخذ عن عبيدالله بن موسى، وعن عبدالرزاق، مع علمه بتشيعهما(8) ، قال أحمد بن أبي خيثمة ـ كما في ترجمة عبدالرزاق، من ميزان الذهبي ـ سألت ابن معين وقد قيل له: ان أحمد يقول: ان عبيدالله بن موسى يرد حديثه للتشيع، فقال ابن معين: كان ـ والله الذي لا إله إلا هو ـ عبدالرزاق أعلى في ذلك من عبيدالله مئة ضعف،
____________
(1) المعارف لابن قتيبة: 519 و624 ط دار الكتب بمصر.
(2) ص 206. (منه قدس).
(3) ص 279 (منه قدس).
(4) الطبقات الكبرى لابن سعد: 6/400 ط دار صادر. وثقة الحسكاني في شواهد التنزيل: 1/79 ط بيروت.
(5) ص139 من جزئه السادس (منه قدس).
(6) الكامل لابن الأثير: 6/139.
(7) الميزان للذهبي: 3/16.
(8) الميزان للذهبي: 4/128.
--- ... الصفحة 156 ... ---
(10/3)
________________________________________
ولقد سمعت من عبدالرزاق أضعاف ما سمعت من عبيدالله(1) . قلت: وقد احتج الستة وغيرهم بعبيدالله في صحاحهم(2) ودونك حديثه في كل من الصحيحين عن شيبان بن عبدالرحمن، أما حديثه في صحيح البخاري فعن كل من الأعمش، وهشام بن عروة، واسماعيل بن أبي خالد، وأما حديثه في صحيح مسلم فعن اسرائيل، والحسن بن صالح، وأسامة بن زيد، روى عنه البخاري بلا واسطة، وروى عنه بواسطة كل من اسحاق بن ابراهيم، وأبي بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن اسحاق البخاري، ومحمود بن غيلان، وأحمد بن أبي سريج، ومحمد بن الحسن بن اشكاب ومحمد بن خالد الذهلي، ويوسف بن موسى القطان، أما مسلم فقد روى عنه بواسطة كل من الحجاج بن الشاعر، والقاسم بن زكريا، وعبدالله الدارمي، واسحاق بن منصور، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابراهيم بن دينار، وابن نمير، قال الذهبي في الميزان: مات سنة 213 (قال): وكان ذا زهد وعبادة واتقان(3) . قلت: كانت وفاته مستهل ذي القعدة، رحمه الله تعالى وقدس ضريحه.
56 ـ عثمان بن عمير ـ أبو اليقظان الثقفي الكوفي البجلي، يقال له: عثان بن أبي زرعة، وعثمان بن قيس، وعثمان بن أبي حميد، قال أبو أحمد الزبيري: كان يؤمن بالرجعة. وقال أحمد بن حنبل: أبو اليقظان خرج في الفتنة مع ابراهيم بن عبدالله بن حسن، وقال ابن عدي: رديء المذهب يؤمن بالرجعة، على أن الثقات قد رووا عنه مع ضعفه(4) . قلت: كانوا اذا أرادوا تنقيص المحدث الشيعي والحط من قدره نسبوا اليه القول بالرجعة، وبذلك ضعفوا
____________
(1) الميزان للذهبي: 2/611.
(2) روي عنه في: صحيح البخاري ك الايمان ب بني الاسلام على خمس: 1/8، صحيح الترمذي: 5/320 ح3854، سنن أبي داود: 4/97 ح4249، سنن النسائي ك السهو ب السلام باليد: 3/64، سنن ابن ماجة: 1/44 ح120.
(3) الميزان للذهبي: 3/16.
(4) الميزان للذهبي: 3/50.
--- ... الصفحة 157 ... ---
(10/4)
________________________________________
عثمان بن عمير، حتى قال ابن معين: ليس بشيء. ومع كل ما تحاملوا به عليه، لم يمتنع مثل الأعمش، وسفيان، وشعبة، وشريك، وأمثالهم من طبقتهم عن الأخذ عنه، وقد أخرج له أبو داود الترمذي(1) وغيرهما في سننهم، محتجين به، ودونك حديثه عندهم عن أنس وغيره. وقد ذكره الذهبي في ميزانه فنقل من أحواله وأقوال العلماء فيه ما قد سمعت، ووضع على اسمه د ت ق رمزاً إلى من أخرج له من أصحاب السنن.
57 ـ عدي بن ثابت ـ الكوفي، ذكره ابن معين فقال: شيعي مفرط وقال الدارقطني: رافضي غال وهو ثقة، وقال الجوزجاني: مائل عن القصد، وقال المسعودي: ما أدركنا أحداً أقول بقول الشيعة من عدي بن ثابت، وذكره الذهبي في ميزانه فقال: هو عالم الشيعة، وصادقهم، وقاضيهم، وامام مسجدهم، ولو كانت الشيعة مثله لقل شرهم(2) ، ثم استرسل في ترجمته فنقل من اقوال العلماء فيه كما سمعت، ونقل توثيقه عن الدارقطني، وأحمد بن حنبل، وأحمد العجلي، وأحمد النسائي، ووضع على اسمه الرمز الى أن أصحاب الصحاح الستة مجمعة على الاخرج عنه(3) ، ودونك حديثه في صحيحي البخاري ومسلم عن كل من البراء بن عازب، وعبدالله بن يزيد وهو جده لأمه، وعبدالله بن أبي أوفى، وسليمان بن صرد، وسعيد بن جبير، أما حديثه عن زر بن حبيش، وأبي حازم الأشجعي، فانما هو في صحيح مسلم، روى عنه الأعمش، ومسعر، وسعيد، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وزيد بن أبي أنيسة، وفضيل بن غزوان.
58 ـ عطية بن سعد ـ بن جنادة العوفي أبو الحسن الكوفي التابعي الشهير،
____________
(1) روي عنه في: صحيح الترمذي، سنن أبي داود.
(2) الميزان للذهبي: 3/61.
(3) روي عنه في: صحيح البخاري ك بدء الخلق ب حب الأنصار من الايمان: 1/48، صحيح الترمذي: 5/306 ح3819 و3871، سنن أبي داود: 3/111 ح2860، سنن النسائي ك النكاح ب نكاح ما نكح الآباء: 6/109، سنن ابن ماجة: 1/42 ح114 و116.
--- ... الصفحة 158 ... ---
(10/5)
________________________________________
ذكره الذهبي في الميزان فنقل عن سالم المرادي بأن عطية: كان يتشيع(1) ، وذكره الامام ابن قتيبة ـ في أصحاب الحديث من المعارف تبعاً لحفيده العوفي القاضي ـ أعني الحسين بن الحسن بن عطية المذكور ـ فقال: وكان عطية بن سعد فقيهاً في زمن الحجاج، وكان يتشيع، وحيث أورد ابن قتيبة بعض رجال الشيعة في باب الفرق من المعارف، عد عطية العوفي منهم أيضاً(2) ، وذكره ابن سعد في الجزء السادس من طبقاته(3) بما يدل على رسوخ قدمه وثباته في التشيع، وأن أباه سعد بن جنادة كان من أصحاب علي، وقد جاءه وهو بالكوفة، فقال: يا أمير المؤمنين انه ولد لي غلام فسمه، قال عليه السلام: هذا عطية الله، فسمي عطية. قال ابن سعد: وخرج عطية مع ابن الأشعث على الحجاج، فلما انهزم جيش ابن الأشعث هرب عطية الى فارس، فكتب الحجاج إلى محمد بن القاسم: ان ادع عطية فان لعن علي بن أبي طالب والا فاضربه اربعمائة سوط واحلق رأسه ولحيته، فدعاه فأقرأه كتاب الحجاج، فأبى عطية أن يفعل، فضربه أربعمئة سوط، وحلق رأسه ولحيته فلما ولي قتيبة خراسان خرج عطية اليه، فلم يزل بخراسان حتى ولي عمر بن هبيرة العراق، فكتب اليه عطية يسأله الاذن في القدوم، فأذن له، فقدم الكوفة، ولم يزل بها إلى أن توفي سنة احدى عشرة ومئة (قال): وكان ثقة وله أحاديث صالحة(4) . اهـ. قلت: وله ذرية كلهم من شيعة آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم وفيهم فضلاء ونبلاء، أولو شخصيات بارزة، كالحسين بن الحسن بن عطية، ولي قضاء الشرقية بعد حفص بن غياث(5) ، ثم نقل إلى عسكر المهدي، وتوفي سنة احدى ومئتين وكمحمد بن سعد بن الحسن بن عطية ولي قضاء بغداد(6) وكان من المحدثين،
____________
(1) الميزان للذهبي: 3/79.
(2) المعارف لابن قتيبة ص 624.
(3) ص212. (منه قدس).
(4) الطبقات الكبرى لابن سعد: 6/304 ط دار صادر.
(5) كما في ص176 من معارف ابن قتيبة. (منه قدس).
(10/6)
________________________________________
(6) يعلم ذلك من ترجمة جده سعد بن جنادة في القسم الأول من الاصابة. (منه قدس).
--- ... الصفحة 159 ... ---
يروي عن أبيه سعد عن عمه الحسين بن الحسن بن عطية.
ولنرجع إلى عطية العوفي فنقول: احتج به أبو داود والترمذي(1) ودونك حديثه في صحيحيهما عن ابن عباس، وأبي سعيد، وابن عمر، وله عن عبدالله بن الحسن عن أبيه، عن جدته الزهراء سيدة نساء أهل الجنة، أخذ عنه ابنه الحسن بن عطية، والحجاج بن أرطأة، ومسعر والحسن بن عدوان وغيرهم.
59 ـ العلاء بن صالح ـ التيمي الكوفي، ذكره أبو حاتم فقال ـ كما في ترجمة العلاء من الميزان ـ(2) : كان من عتق الشيعة. قلت: ومع ذلك فقد احتج به أبو داود، والترمذي(3) ، ووثقه ابن معين، وقال أبو حاتم، وأبو زرعة: لا بأس به، ودونك حديثه عن يزيد بن أبي مريم والحكم بن عتيبة، في صحيحي الترمذي وأبي داود، ومسانيد السنة، ويروي عنه أبو نعيم، ويحيى بن بكير، وجماعة من تلك الطبقة، وهو غير العلاء بن أبي العباس الشاعر المكي، لأن العلاء الشاعر من مشايخ السفيانيين، وقد روى عن أبي الطفيل، فهو متقدم على العلاء بن صالح، على أن ابن صالح كوفي، والشاعر مكي، وقد ذكرهما الذهبي في ميزانه، ونقل القول: بأنهما من رجال الشيعة عن سلفه، ولعلاء الشاعر مدائح في أمير المؤمنين كحجج قاطعة، وأدلة على الحق ساطعة، وله مراثٍ في سيد الشهداء، شكرها الله له ورسوله والمؤمنون.
60 ـ علقمة بن قيس ـ بن عبدالله النخعي أبو شبل، عم الأسود وإبراهيم ابني يزيد، كان من أولياء آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وعده الشهرستاني في
____________
(1) روي عنه في: صحيح الترمذي: 4/110 ح2716، سنن أبي داود: 3/279 ح3468، سنن ابن ماجة: 2/766 ح2283.
وكان من أصحاب الامام الباقر عليه السلام كما ذكره البرقي في رجاله.
(2) الميزان للذهبي: 3/101.
(3) روي عنه في: صحيح الترمذي: 1/158 ح249، سنن أبي داود: 1/289 ح1106، سنن ابن ماجة: 1/44 ح120.
(10/7)
________________________________________
--- ... الصفحة 160 ... ---
الملل والنحل(1) من رجال الشيعة، وكان من رؤوس المحدثين الذين ذكرهم أبو اسحاق الجوزجاني، فقال: كان من أهل الكوفة قوم لا يحمد الناس مذاهبهم ـ بسبب تشيعهم ـ هم رؤوس محدثي الكوفة… الخ(2) ، وكان علقمة، وأخوه أبي من اصحاب علي وشهدا معه صفين، فاستشهد أُبي وكان يقال له أُبي الصلاة لكثرة صلاته، وأما علقمة فقد خضب سيفه من دماء الفئة الباغية، وعرجت رجله فكان من المجاهدين في سبيل الله، ولم يزل عدواً لمعاوية حتى مات، وقد كتب أبو بردة اسم علقمة في الوفد إلى معاوية أيام خلافته، فلم يرض علقمة حتى كتب إلى أبي بردة: امحني امحني، أخرج ذلك كله ابن سعد في ترجمة علقمة من الجزء 6 من الطبقات(3)(4) . أما عدالة علقمة وجلالته عند أهل السنة مع علمهم بتشيعه فمن المسلمات، وقد احتج به أصحاب الصحاح الستة وغيرهم(3) ، ودونك حديثه في صحيحي البخاري ومسلم عن كل من ابن مسعود، وأبي الدرداء وعائشة، أما حديثه عن عثمان، وأبي مسعود، ففي صحيح مسلم روى عنه في الصحيحين ابن اخته ابراهيم النخعي وروى عنه في صحيح مسلم عبدالرحمن بن زيد، وابراهيم بن يزيد، والشعبي. مات رحمه الله تعالى سنة اثنتين وستين بالكوفة.
61 ـ علي بن بديمة ـ ذكره الذهبي في ميزانه، فنقل القول عن أحمد بن حنبل: بأنه صالح الحديث، وأنه: رأس في التشيع، وأن ابن معين وثقه، وأنه
____________
(1) الملل والنحل للشهرستاني: 1/190 ط 2 دار المعرفة.
(2) الميزان للذهبي: 1/66.
(3) راجع ترجمة علقمة ص57. (منه قدس).
(4) الطبقات الكبرى لابن سعد: 6/86 ـ 92 دار صادر.
(5) روي عنه في: صحيح البخاري ك الصلاة ب التوجه نحو القبلة: 1/104، صحيح مسلم ك الصلاة ب الندب إلى وضع الأيدي على الركب: 1/216، صحيح الترمذي: 5/257 ح3712، سنن النسائي ك النكاح ب الحث على النكاح: 6/56، سنن ابن ماجة: 2/1397 ح4173.
--- ... الصفحة 161 ... ---
(10/8)
________________________________________
يروي عن عكرمة وغيره، وأن شعبة ومعمر أخذا عنه(1) . وقد وضع على اسمه الرمز الى أن أصحاب السنن(2) أخرجوا عنه.
62 ـ علي بن الجعد ـ أبو الحسن الجوهري البغدادي مولى بني هاشم، أحد شيوخ البخاري، عده ابن قتيبة من رجال الشيعة في كتاب المعارف(3) ، يروي عنه ـ كما في ترجمته من الميزان(4) ـ: أنه مكث ستين سنة يصوم يوماً ويفطر يوماً، وقد ذكره ابن القيسراني في كتابه الجمع بين رجال الصحيحين(5) فقال: روى عنه البخاري(6) في كتابه اثني عشر حديثاً. قلت: توفي سنة ثلاثين ومئتين، وهو ابن ست وتسعين سنة.
63 ـ علي بن زيد ـ بن عبدالله بن زهير بن أبي مليكة بن جذعان أبو الحسن القرشي التيمي البصري، ذكره أحمد العجلي فقال: كان يتشيع، وقال يزيد بن زريع: كان علي بن زيد رافضياً، ومع ذلك فقد أخذ عنه علماء التابعين كشعبة، وعبدالوارث، وخلق من تلك الطبقة، وكان أحد فقهاء البصرة الثلاثة، قتادة، وعلي بن زيد، وأشعث الحداني، وكانوا عمياناً، ولما مات الحسن البصري قالوا لعلي بن زيد: اجلس مجلسه وذلك لظهور فضله، وكان من الجلالة بحيث لا يجالسه إلاّ وجوه الناس، وقلما يتفق ذلك في البصرة لشيعي في تلك الأوقات، وقد ذكره الذهبي في ميزانه فأورد كل ما ذكرناه من أحواله، وترجمه القيسراني في كتابه ـ الجمع بين رجال الصحيحين(7) ـ فذكر أن مسلماً أخرج له مقروناً
____________
(1) الميزان للذهبي: 3/115.
(2) روي عنه في: صحيح الترمذي: 4/319 ح5040، سنن أبي داود: 3/331 ح3696، سنن ابن ماجة: 2/1389 ح4148.
(3) المعارف لابن قتيبة: 624 ط دار الكتب.
(4) الميزان للذهبي: 3/116.
(5) الجمع بين الصحيحين للقيسراني: 1/355 ط حيدر آباد.
(6) روي عنه في: صحيح البخاري ك العلم ب أثم من كذب على النبي: 1/35.
(7) الميزان للذهبي: 3/127. روي عنه في: صحيح مسلم ك الجهاد باب غزوة أحد: 2/101.
--- ... الصفحة 162 ... ---
(10/9)
________________________________________
بثابت البناني، وأنه سمع أنس بن مالك في الجهاد. توفي رحمه الله تعالى سنة أحدى وثلاثين ومئة.
64 ـ علي بن صالح ـ أخو الحسن بن صالح، ذكرنا شيئاً من فضائله في أحوال أخيه الحسن، وهو من سلف الشيعة وعلمائهم(1) كأخيه، احتج به مسلم في البيوع من صحيحه(2) ، روى علي بن صالح عن سلمة بن كهيل، وروى عنه وكيع وهما شيعيان أيضاً. ولد رحمه الله تعالى هو وأخوه الحسن توأمين سنة مئة. ومات علي سنة إحدى وخمسين ومئة.
65 ـ علي بن غراب ـ أبو يحيى الفزاري الكوفي، قال ابن حبان: كان غالياً في التشيع. قلت: ولذا قال الجوزجاني، ساقط. وقال أبو داود: تركوا حديثه، ولكن ابن معين والدارقطني وثقاه، وأبو حاتم قال لا بأس به وأبو زرعة قال هو عندي صدوق، وأحمد بن حنبل قال: ما اراه إلا كان صدوقاً. وابن معين قال: المسكين صدوق، والذهبي ذكره في ميزانه ونقل من اقوال أئمة الجرح والتعديل فيه ما قد سمعت(3) ، ووضع على اسمه س ق اشارة إلى من احتج به من اصحاب السنن(4) . يروي عن هشام بن عروة، وعبيدالله بن عمر. وقد ذكره ابن سعد في الجزء 6 من طبقاته(5) فقال: روى عنه اسماعيل بن رجاء حديث الاعمش في عثمان… الخ. مات رحمه الله تعالى بالكوفة أول سنة أربع وثمانين ومئة أيام هارون.
66 ـ علي بن قادم ـ أبو الحسن الخزاعي الكوفي، شيخ أحمد بن الفرات،
____________
(1) المعارف لابن قتيبة: 624.
(2) روي عنه في: صحيح مسلم ك البيوت ب من استسلف: 1/700، صحيح الترمذي: 5/300 ح3804.
(3) الميزان للذهبي: 3/149.
(4) روي عنه في: سنن النسائي ك النكاح باب البكر يزوجها أبوها: 6/86.
(5) صفحة 273. (منه قدس).
--- ... الصفحة 163 ... ---
(10/10)
________________________________________
ويعقوب الفسوي، وخلق من طبقتهما، سمعوا واحتجوا به، ذكره ابن سعد في الجزء 6 من طبقاته(1) فنص على أنه: كان شديد التشيع. قلت: ولذا ضعفه يحيى، أما أبو حاتم فقد قال: محله الصدق، وقد ذكره الذهبي في الميزان(2) فنقل من أقوال العلماء فيه ما نقلناه، ووضع على اسمه الرمز إلى أن أبا داود والترمذي(3) أخرجا له، يروي عندهما عن سعيد بن أبي عروبة، وفطر. مات رحمه الله تعالى سنة ثلاث عشرة ومئتين أيام المأمون.
67 ـ علي بن المنذر ـ الطرائفي، شيخ الترمذي، والنسائي، وابن صاعد، وعبدالرحمن بن أبي حاتم، وغيرهم من طبقتهم، أخذوا عنه واحتجوا به. ذكره الذهبي في ميزانه(4) فوضع على اسمه ت س ق اشارة إلى من أخرجوا حديثه من ارباب السنن، ونقل عن النسائي النص: على أن علي بن المنذر شيعي محض ثقة، وأن ابن حاتم قال: صدوق ثقة، وأنه يروي عن ابن فضيل، وابن عيينة، والوليد بن مسلم، فالنسائي يشهد بأنه شيعي محض، ثم يحتج بحديثه في الصحيح(5) . فليعتبر المرجفون المجحفون. مات ابن المنذر رحمه الله تعالى سنة ست وخمسين ومئتين.
68 ـ علي بن هاشم ـ بن البريد أبو الحسن الكوفي الخزاز العائذي. أحد مشائخ الامام أحمد، ذكره أبو داود فقال: ثبت متشيع وقال ابن حبان: علي بن هاشم كان مفرطاً في التشيع، وقال البخاري: كان علي بن هاشم وأبوه غاليين في مذهبهما. قلت: ولذا تركه البخاري، لكن الخمسة احتجوا به، وابن معين وغيره
____________
(1) صفحة 282. (منه قدس).
(2) الميزان للذهبي: 3/150.
(3) روي عنه في: صحيح الترمذي: 5/300 ح3804.
(4) الميزان للذهبي: 3/157.
(5) روي عنه في: صحيح الترمذي: 5/303 ح3810، سنن ابن ماجة: 1/9 ح21.
--- ... الصفحة 164 ... ---
(10/11)
________________________________________
وثقوه، وعده أبو داود في الأثبات، وقال أبو زرعة: صدوق، وقال النسائي: ليس به بأس، وذكره الذهبي في الميزان(1) فنقل من اقوالهم فيه ما نقلناه، وأخرج الخطيب البغدادي في أحوال علي بن هاشم من تاريخه(2) عن محمد بن سليمان الباغندي قال: قال علي بن المديني: علي بن هاشم بن البريد كان صدوقاً، وكان يتشيع، وأخرج عن محمد بن علي الآجري، قال: سألت أبا داود عن علي بن هاشم بن البريد، فقال: سئل عنه عيسى بن يونس فقال: أهل بيت تشيع، وليس ثم كذب، وأخرج عن ابراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال: هاشم بن البريد وابنه علي بن هاشم غاليان في سوء مذهبهما. اهـ. قلت: احتج الخمسة(3) مع هذا كله بعلي بن هاشم، ودونك حديثه في النكاح من صحيح مسلم عن هشام بن عروة، وفي الاستئذان عن طلحة بن يحيى، روى عنه في صحيح مسلم أبو معمر اسماعيل بن ابراهيم، وعبدالله بن ابان، وروى عنه أيضاً أحمد بن حنبل، وابنا أبي شيبة، وخلق من طبقتهم كان علي بن هاشم شيخهم، قال الذهبي: مات رحمه الله سنة أحدى وثمانين ومئة، (قال): فعله أقدم مشيخة الامام أحمد وفاة.
69 ـ عمار بن زريق ـ الكوفي، عده السليماني من الرافضة، كما نص عليه الذهبي في أحوال عمار من الميزان(4) ، ومع رفضه فقد احتج به مسلم، وأبو داود، والنسائي(5) ، ودونك حديثه في صحيح مسلم عن كل من الأعمش، وأبي اسحاق السبيعي، ومنصور، وعبدالله بن عيسى، روى عنه عند مسلم أبو
____________
(1) الميزان للذهبي: 3/160.
(2) راجع صفحة 116 من جزئه 12. (منه قدس).
(3) روي عنه في سنن النسائي ك النكاح ب اذا استشار رجل رجلاً: 6/77، صحيح مسلم.
(4) الميزان: 3/164.
(5) روي عنه في: سنن أبي داود: 4/312 ح5052.
--- ... الصفحة 165 ... ---
الجواب، وأبو الاحوص سلام، وأبو أحمد الزبيري، ويحيى بن آدم.
(10/12)
________________________________________
70 ـ عمار بن معاوية ـ أو ابن أبي معاوية، ويقال ابن خباب، وقد يقال ابن صالح الدهني البجلي الكوفي، يكنى أبا معاوية، كان من أبطال الشيعة، وقد أوذي في سبيل آل محمد، حتى قطع بشر بن مروان عروقبيه في التشيع، وهو شيخ السفيانيين، وشعبة، وشريك، والأبار، أخذوا عنه، واحتجوا به، وقد وثقه أحمد، وابن معين، وأبو حاتم، والنسائي، وأخرج له مسلم وأصحاب السنن الأربعة، وذكره الذهبي، فنقل من أحواله ما نقلناه وعقد له في الميزان ترجمتين(1) ، وصرح بتشيعه ووثاقته، وأنه ما علم أحداً تكلم فيه الا العقيلي، وأنه لا مغمز فيه الا التشيع، ودونك حديثه في الحج من صحيح مسلم(2) ، عن أبي الزبير. مات سنة ثلاث وثلاثين ومئة، رحمه الله تعالى.
71 ـ عمرو بن عبدالله ـ أبو اسحاق السبيعي الهمداني الكوفي الشيعي، بنص كل من ابن قتيبة في معارفه، والشهرستاني في كتاب الملل والنحل(3) ، وكان من رؤوس المحدثين الذين لا يحمد النواصب مذاهبهم في الفروع والأصول، اذ نسجوا فيه على منوال أهل البيت، وتعبدوا باتباعهم في كل ما يرجع الدين، ولذا قال الجوزجاني ـ كما في ترجمة زبيد من الميزان ـ: كان من أهل الكوفة قوم لا يحمد الناس مذاهبهم هم رؤوس محدثي الكوفة، مثل أبي اسحاق، ومنصور، وزبيد اليامي، والأعمش، وغيرهم من أقرانهم، احتملهم الناس لصدق ألسنتهم في الحديث، وتوقفوا عندما ارسلوا. اهـ.(4) قلت: ومما توقف النواصب فيه من مراسيل أبي اسحاق ما رواه عمرو بن اسماعيل الهمداني ـ كما في ترجمته من الميزان ـ عن أبي اسحاق (قال): «قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «علي كشجرة أنا أصلها، وعلي فرعها، والحسن والحسين ثمرها، والشيعة ورقها»
____________
(1) الميزان: 3/170.
(2) روي عنه في: سنن النسائي: 1/86.
(3) المعارف لابن قتيبة: 624، الملل والنحل للشهرستاني: 1/190.
(4) الميزان: 2/66.
--- ... الصفحة 166 ... ---
(10/13)
________________________________________
(1) . وما قال المغيرة إنما أهلك أهل الكوفة أبو اسحاق وأعمشكم، الا لكونهما شيعيين مخلصين لآل محمد، حافظين ما جاء في السنة من خصائصهم عليهم السلام، وقد كانا من بحار العلم قوامين بأمر الله، احتج بكل منهما أصحاب الصحاج الستة وغيرهم(2) ، ودونك حديث أبي اسحاق في كل من الصحيحين عن البراء بن عازب، ويزيد بن أرقم، وحارثة بن وهب، وسليمان بن صرد، والنعمان بن بشير، وعبدالله بن يزيد الخطمي، وعمرو بن ميمون، روى عنه في الصحيحين كل من شعبة، والثوري، وزهير، وحفيده يوسف بن اسحاق بن أبي اسحاق، وقال ابن خلكان ـ كما في ترجمته من الوفيات: ولد لثلاث سنين بقين من خلافة عثمان، وتوفي سنة سبع وعشرين، وقيل ثمان وعشرين، وقيل تسع وعشرين ومئة، وقال يحيى بن معين والمدائني: مات سنة
____________
(1) يوجد في: ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 1/478 ح998.
وقريب من هذا الحديث يوجد في: كفاية الطالب للكنجي الشافعي ص317 و425 ط الحيدرية وص 178 و278 ط الغري، شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي: 1/290 ح397 و588 و: 2/140 ح837، مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي ص90 ح133 و340 ط طهران، ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 1/128 ح179 و181 و182 و183 و184، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص91 و245 و256 ط اسلامبول وص104 و291 و305 ط الحيدرية و: 1/88 و: 2/69 و280 ط العرفان صيدا، مقتل الحسين للخوارزمي الحنفي: 1/108، الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي: 9 ط الحيدرية وص11 ط آخر، المستدرك للحاكم: 3/160، الغدير للأميني: 3/8، احقاق الحق للتستري: 5/462 و: 7/180 ط طهران، فرائد السمطين: 1/51 و52 و: 2/30 ح369، ترجمة الإمام الحسين من تاريخ دمشق لابن عساكر: 123.
(10/14)
________________________________________
(2) روي عنه في: صحيح البخاري ك الصلاة ب التوجه الى القبلة: 1/104، صحيح مسلم ك الايمان ب كون هذه الأمة نصف أهل الجنة: 1/112، صحيح الترمذي: 5/299 ح3803، سنن أبي داود: 3/25 ح2559، سنن ابن ماجة: 1/44 ح119.
--- ... الصفحة 167 ... ---
اثنتين وثلاثين ومئة، والله أعلم(1) .
72 ـ عوف بن أبي جميلة ـ البصري أبو سهل يعرف بالأعرابي وليس بأعرابي الأصل، ذكره الذهبي في ميزانه(2) فقال: وكان يقال له عوف الصدق، وقيل: كان يتشيع، وقد وثقه جماعة، ثم نقل القول: بكونه شيعياً عن جعفر بن سليمان، ونقل القول: بكونه رافضياً عن بندار. قلت: وعده ابن قتيبة في كتابه المعارف من رجال الشيعة(3) أخذ عنه روح، وهوذة، وشعبة؛ والنضر بن شميل؛ وعثمان بن الهيثم، وخلق من طبقتهم؛ واحتج به أصحاب الصحاح الستة(4) وغيرهم، ودونك حديثه في صحيح البخاري عن كل من الحسن، وسعيد، وابني أبي الحسن البصري، ومحمد بن سيرين، وسيار بن سلامة، وحديثه في صحيح مسلم عن النضر بن شميل، أما حديثه عن أبي رجاء العطاردي فموجود في الصحيحين. مات رحمه الله تعالى سنة ست وأربعين ومئة.
ـ ف ـ
73 ـ الفضل بن دكين ـ واسم دكين عمرو بن حماد بن زهير الملائي الكوفي، يعرف بأبي نعيم، شيخ البخاري في صحيحه، عده من رجال الشيعة جماعة من الجهابذة، كابن قتيبة في المعارف(5) ، وذكره الذهبي في ميزانه فقال: الفضل بن دكين أبو نعيم حافظ حجة الا أنه يتشيع، ونقل أن ابن الجنيد الختلي قال: سمعت ابن معين يقول: كان أبو نعيم اذا ذكر انساناً فقال: هو جيد، وأثنى عليه فهو شيعي، واذا قال: فلان كان مرجئاً، فاعلم أنه صاحب سنة لا بأس به،
____________
(1) وفيات الأعيان لابن خلكان: 3/459 ط دار صادر و: 3/129 ط السعادة، مرآة الجنان لليافعي: 1/269.
(2) الميزان للذهبي: 3/305.
(3) المعارف لابن قتيبة ص624.
(10/15)
________________________________________
(4) روي عنه في: صحيح الترمذي: 5/301 ح3806، سنن أبي داود: 4/261 ح4743، سنن النسائي ك الطهارة ب الماء الدائم: 1/49.
(5) المعارف لابن قتيبة ص624.
--- ... الصفحة 168 ... ---
قال الذهبي: هذا القول دال على أن يحيى بن معين كان يميل الى الارجاء(1) . قلت: وقال أيضاً على أنه كان يرى الفضل شيعياً جلداً، ونقل الذهبي ـ في ترجمة خالد بن مخلد من ميزانه ـ عن الجوزجاني القول: بأن أبا نعيم كان كوفي المذهب يعني التشيع(2) ، وبالجملة فان كون الفضل بن دكين شيعياً مما لا ريب فيه، وقد احتج به أصحاب الصحاح الستة(3) ، ودونك حديثه في صحيح البخاري عن كل من همام بن يحيى، وعبدالعزيز بن أبي سلمة، وزكريا بن أبي زائدة، وهشام الدستوائي، والأعمش، ومسعر، والثوري، ومالك، وابن عيينة، وشيبان، وزهير، أما حديثه في صحيح مسلم فعن كل من سيف بن أبي سليمان، واسماعيل بن مسلم، وأبي عاصم محمد بن أيوب الثقفي، وأبي العميس، وموسى بن علي، وأبي شهاب موسى بن نافع، وسفيان، وهشام بن سعد، وعبدالواحد بن أيمن، واسرائيل، روى عنه البخاري بلا واسطة، وروى مسلم عنه بواسطة حجاج بن الشاعر، وعبد بن حميد، وابن أبي شيبة، وأبي سعيد الأشج، وابن نمير، وعبدالله الدارمي، واسحاق الحنظلي، وزهير بن حرب. كان مولده سنة ثلاثين ومئة، وتوفي رحمه الله تعالى بالكوفة، ليلة الثلاثاء لانسلاخ شعبان سنة عشرة ومئتين أيام المعتصم، وقد ذكره ابن سعد في الجزء 6 من طبقاته(4) فقال: وكان ثقة مأموناً كثير الحديث، حجة.
74 ـ فضيل بن مرزوق ـ الأغر الرواسي الكوفي أبو عبدالرحمن، ذكره الذهبي في ميزانه فقال: كان معروفاً بالتشيع، ونقل القول بتوثيقه عن سفيان بن
____________
(1) الميزان: 3/350.
(2) الميزان: 1/641.
(10/16)
________________________________________
(3) روي عنه في: صحيح البخاري ك العلم باب كتابة العلم: 1/36، صحيح مسلم ك الايمان ب أدنى أهل الجنة منزلة: 1/99 صحيح الترمذي: 2/6 ح499، سنن أبي داود: 4/107 ح4283، سنن النسائي ك الزينة ب لبس العمائم: 8/211.
ص 279. (منه قدس).
--- ... الصفحة 169 ... ---
عيينة، وابن معين (قال): وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، ثم نقل عن الهيثم بن جميل أنه ذكر فضيل بن مرزوق فقال: كان من ائمة الهدى، زهداً وفضلاً(1) . قلت: احتج مسلم في الصحيح(2) بحديثه عن شقيق بن عقبة في الصلاة، واحتج في الزكاة بحديثه عن عدي بن ثابت، روى عنه عند مسلم يحيى بن آدم، وأبو أسامة في الزكاة، وروى عنه في السن وكيع، ويزيد، وأبو نعيم، وعلي بن الجعد، وخلق من طبقتهم، وكذب عليه زيد بن الحباب فيما رواه عنه من حديث التأمير، مات رحمه الله تعالى سنة ثمان وخمسين ومئة.
75 ـ فطر بن خليفة ـ الحناط الكوفي، سأل عبدالله بن أحمد أباه عن فطر بن خليفة فقال: ثقة صالح الحديث، حديثه حديث رجل كيس، إلا أنه يتشيع، وروى عباس عن ابن معين: أن فطر بن خليفة ثقة شيعي، وقال أحمد: كان فطر عند يحيى ثقة، ولكنه خشبي مفرط. قلت: ولذا قال أبو بكر بن عياش: ما تركت الرواية عن فطر بن خليفة إلا لسوء مذهبه ـ أي لا مغمز فيه سوى أن مذهبه مذهب الشيعة ـ وقال الجوزجاني: فطر بن خليفة زائغ، وسمعه جعفر الأحمر يقول في مرضه: ما يسرني أن يكون لي مكان كل شعرة في جسدي ملك يسبح الله تعالى، لحبي أهل البيت عليهم السلام، ويروي فطر عن أبي الطفيل، وأبي وائل، ومجاهد؛ وقد أخذ عنه أبو أسامة، ويحيى بن آدم، وقبيصة، وغير واحد من تلك الطبقة، وثقة أحمد وغيره، وقال أبو حاتم: صالح الحديث. وقال النسائي: ليس به بأس، وقال مرة: هو ثقة حافظ كيس وقال ابن سعد: ثقة ان شاء الله، وأورده الذهبي في ميزانه(3) فنقل من أحواله وأقوال العلماء فيه ما ذكرناه(4) ، ولما ذكر
____________
(1) الميزان للذهبي: 3/362.
(10/17)
________________________________________
(2) روي عنه في: صحيح مسلم ك الصلاة: 1/252، صحيح الترمذي: 5/326 ح3871.
(3) الميزان للذهبي: 3/363، الطبقات الكبرى لابن سعد: 6/364 ط دار صادر، المعارف لابن قتيبة ص624 ط دار الكتب بمصر.
وأورده ابن سعد في ص253 من الجزء السادس من طبقاته. (منه قدس).
--- ... الصفحة 170 ... ---
ابن قتيبة في معارفه رجال الشيعة عد فطراً منهم، وقد أخرج البخاري في صحيحه حديث فطر عن مجاهد، روى الثوري عن فطر في الأدب عند البخاري، وأخرج أصحاب السنن(1) الأربعة وغيرهم عن فطر. مات رحمه الله تعالى سنة ثلاث وخمسين ومئة.
52 ـ عبدالرحمن بن صالح الأزدي ـ هو أبو محمد الكوفي. ذكره صاحبه وتلميذه عباس الدوري، فقال: كان شيعياً، وذكره ابن عدي فقال: احترق بالتشيع، وذكره صالح بن جزرة فقال: كان يعترض عثمان، وذكره أبو داود فقال: ألف كتاباً في مثالب الصحابة، رجل سوء، ومع ذلك فقد روى عنه عباس الدوري والإمام البغوي، وأخرج له النسائي. وذكره الذهبي في ميزانه(3) فوضع على اسمه رمز النسائي، اشارة إلى احتجاجه به، ونقل من أقوال الأئمة فيه ما سمعت. وذكر أن ابن معين وثقة. وأنه مات سنة خمس وثلاثين ومئتين. ودونك حديثه في السنن(4) عن شريك وجماعة من طبقته.
53 ـ عبدالرزاق بن همام ـ بن نافع الحميري الصنعاني، كان من أعيان الشيعة وخيرة سلفهم الصالحين، وقد عده ابن قتيبة في كتابه ـ المعارف ـ من رجالهم(5) ، وذكر ابن الأثير وفاته في آخر حوادث سنة 211 من تاريخه الكامل(6) فقال: وفيها توفي عبدالرزاق بن همام الصنعاني المحدث، (قال) وهو من مشايخ أحمد، وكان يتشيع(7) اهـ. وذكره المتقي الهندي أثناء البحث عن
____________
(1) روي عنه في: صحيح الترمذي.
(2) الميزان للذهبي: 2/512.
(3) الميزان للذهبي: 2/569.
(4) روي عنه في: سنن النسائي.
(5) المعارف لابن قتيبة ص624.
(6) ص137 من جزئه السادس. (منه قدس).
(7) الكامل لابن الأثير: 6/406 ط دار صادر.
--- ... الصفحة 150 ... ---
(9/24)
________________________________________
الحديث 5994 من كنزه فنص على تشيعه(1) ، وذكره الذهبي في ميزانه فقال: عبدالرزاق بن همام بن نافع الامام أبو بكر الحميري مولاهم الصنعاني أحد الأعلام الثقات، ثم استرسل في ترجمته إلى أن قال: وكتب شيئاً كثيراً وصنف الجامع الكبير وهو خزانة علم، ورحل الناس إليه، أحمد، واسحاق، ويحيى، والذهلي، والرمادي، وعبد، ثم أضاف في أحواله إلى أن نقل كلام العباس بن عبدالعظيم في تكذيبه، فأنكر الذهبي عليه ذلك، وقال: هذا ما وافق العباس عليه مسلم، بل سائر الحفاظ، وأئمة العلم يحتجون به، ثم تتابع في ترجمته، فنقل عن الطيالسي أنه قال: سمعت ابن معين يقول: سمعت من عبدالرزاق كلاماً يوماً فاستدللت به على تشيعه، فقلت: ان أساتيذك الذين أخذت عنهم، كلهم اصحاب سنة، معمر، ومالك، وابن جريح، وسفيان، والاوزاعي، فعمن أخذت هذا المذهب ـ مذهب التشيع ـ فقال: قدم علينا جعفر بن سليمان الضبعي، فرأيته فاضلاً حسن الهدي، فأخذت هذا عنه(2) . قلت: يعترف عبدالرزاق في كلامه هذا بالتشيع، ويدعي أنه أخذه عن جعفر الضبعي، لكن محمد بن أبي بكرالمقدمي كان يرى أن جعفر الضبعي قد أخذ التشيع عن عبدالرزاق، وكان يدعو على عبدالرزاق بسبب ذلك فيقول ـ كما في ترجمة جعفر الضبعي من الميزان ـ: فقدت عبدالرزاق، ما أفسد جعفراً غيره ـ يعني بالتشيع(3) اهـ. وقد أكثر ابن معين من الاحتجاج بعبدالرزاق، مع اعتراف عبدالرزاق بالتشيع أمامه كما سمعت. وقال أحمد بن أبي خيثمة(4) : قيل لابن معين أن أحمد يقول: ان عبيدالله بن موسى يرد حديثه للتشيع، فقال ابن معين: والله
____________
(1) راجع ص391 من الجزء 6 من الكنز. (منه قدس).
(2) الميزان للذهبي: 2/ 609 ـ 614.
(3) نفس المصدر: 1/409.
(4) كما في ترجمة عبدالرزاق من الميزان. (منه قدس).
--- ... الصفحة 151 ... ---
(9/25)
________________________________________
الذي لا إله إلا هو أن عبدالرزاق لأعلى في ذلك من عبيدالله مئة ضعف، ولقد سمعت من عبدالرزاق أضعاف ما سمعت من عبيدالله(1) وقال أبو صالح محمد بن إسماعيل الضراري(2) . بلغنا ونحن بصنعاء عند عبدالرزاق أن أحمد وابن معين وغيرهما تركوا حديث عبدالرزاق أو كرهوه ـ لتشيعه ـ فدخلنا من ذلك غم شديد، وقلنا: قد أنفقنا ورحلنا وتعبنا، ثم خرجت مع الحجيج إلى مكة فلقيت بها يحيى فسألته، فقال: يا ابا صالح لو ارتد عبدالرزاق عن الإسلام ما تركنا حديثه(3) وذكره ابن عدي فقال(4) : حدث بأحاديث في الفضائل لم يوافقه عليها أحد(5)(6) .
____________
(1) نفس المصدر: 2/611.
(2) كما في ترجمة عبدالرزاق من الميزان أيضاً. (منه قدس).
(3) نفس المصدر: 2/162.
(4) كما في ترجمة عبدالرزاق من الميزان أيضاً. (منه قدس).
(5) هذان الحديثان اللذان قد ذكرهما في الهامش سوف يأتيان مع مصادرهما تحت رقمي (574 و582).
(9/26)
________________________________________
(6) بلى وافقه عليها المنصفون، وعدوها في الصحاح بكل ارتياح، وانما خالفه فيها النواصب والخوارج، فمنها ما رواه أحمد بن الأزهر وهو حجة بالاتفاق قال: حدثني عبدالرزاق خلوة من حفظه، أنبأنا معمر، عن الزهري، عن عبيدالله، عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نظر إلى علي فقال: أنت سيد في الدنيا سيد في الآخرة من أحبك فقد أحبني، ومن أبغضك فقد ابغضني، وحبيبك حبييب الله وبغيضك بغيض الله، والويل لمن أبغضك. اهـ. أخرجه الحاكم في ص128 من الجزء 3 من المستدرك، ثم قال: صحيح على شرط الشيخين، ومنها ما رواه عبدالرزاق عن معمر، عن ابن نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس، قالت فاطمة: يا رسول الله زوجتني عائلاً لا مال له، قال: أما ترضين أن أطلع الله إلى أهل الأرض فاختار منهم رجلين، فجعل أحدهما اباك، والآخر بعلك. قلت: وهذا الحديث قد أخرجه الحاكم ص 129 من الجزء 3 من المستدرك من طريق سريح بن يونس، عن أبي حفص عن الاعمش عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعاً. (منه قدس).
--- ... الصفحة 152 ... ---
(9/27)
________________________________________
وبمثالب لغيرهم مناكير(1)(2) ونسبوه إلى التشيع(3) اهـ. قلت: ومع ذلك فقد قيل لأحمد بن حنبل(4) ، هل رأيت أحسن حديثاً من عبدالرازاق؟ قال: لا(5) ، وأخرج ابن القيسراني في آخر ترجمة عبدالرزاق من كتابه ـ الجمع بين رجال الصحيحين ـ بالاسناد إلى الإمام أحمد، قال: إذا اختلف الناس في حديث معمر، فالقول ما قال عبدالرزاق(6) . اهـ. وقال مخلد الشعيري: كنت عند عبدالرزاق فذكر رجل معاوية، فقال عبدالرزاق(7) لا تقذر مجلسنا بذكر ولد أبي سفيان، وعن زيد بن المبارك قال: كنا عند عبدالرزاق فحدثنا بحديث بن الحدثان، فلما قرأ قول عمر لعلي والعباس: جئت أنت تطلب ميراثك من ابن أخيك، وهذا جاء يطلب ميراث امرأته من أبيها، قال عبد الرزاق ـ كما في ترجمته من الميزان ـ: انظر الى هذا الأنوك؛ يقول: من ابن أخيك! من أبيها! لا يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم(8) . قلت: ومع هذا فقد أخذوا بأجمعهم عنهه، واحتجوا على بكرة أبيهم به، حتى قيل ـ كما في ترجمته من وفيات ابن
____________
(1) حاشا لله أن تكون مناكير إلا عند معاوية أو فئته الباغية، فمنها ما رواه عبدالرزاق على ابن عيينة، عن علي بن زيد بن جذعان، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد مرفوعاً: اذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه (منه قدس).
(2) تاريخ الطبري: 10/58. وقد تقدم الحديث مع مصادره تحت رقم (271).
(3) الميزان للذهبي: 2/610.
(4) كما في ترجمة عبدالرزاق من الميزان. (منه قدس).
(5) نفس المصدر: 2/614.
(6) الجمع بين الصحيحين للقيسراني.
(7) كما في ترجمته في الميزان. (منه قدس).
(8) الميزان للذهبي: 2/610 و611.
(9/28)
________________________________________
--- ... الصفحة 153 ... ---
خلكان ـ: ما رحل الناس إلى أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مثل ما رحلوا إليه، قال في الوفيات: روى عنه أئمة الإسلام في زمانه، منهم سفيان بن عيينة، وهو من شيوخه، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وغيرهم. اهـ(1) قلت: ودونك حديثه في الصحاح كلها، وفي المسانيد بأسرها، فإنها مشحونة منه(2) . كانت ولادته رحمه الله سنة ست وعشرين ومئة، وطلب العلم وهو ابن عشرين سنة، وتوفي في شوال سنة احدى عشرة ومئتين، وادرك من أيام الإمام أبي عبدالله الصادق اثنتين وعشرين سنة(3) عاصره فيها، ومات في أيام الإمام أبي جعفر الجواد قبل وفاته عليه الصلاة والسلام بتسع سنين(4) حشره الله في زمرتهم، كما أخلص لله عز وجل في ولايتهم.
____________
(1) وفيات الأعيان لابن خلكان: 3/216 ـ 217 ط دار صادر.
(2) روي عنه في كل من: صحيح البخاري ك الشهادات ب اذا تسارع قوم في اليمين: 3/161، صحيح مسلم ك الطهارة ب الائتمار: 1/119، صحيح الترمذي: 5/324 ح3865، سنن أبي داود: 4/241 ح4757، سنن ابن ماجة: 1/8 ح16 و27، سنن النسائي ك الطهارة ب التسمية عند الوضوء: 1/61.
(3) لأنه، صلوات الله وسلامه عليه، توفي سنة مئة وثمان وأربعين، له خمس وستون سنة. (منه قدس).
(4) لأن وفاة الجواد، عليه السلام، كانت سنة مئتين وعشرين وله خمس وعشرون سنة، وأخطأ من قال ان عبدالرزاق روى عن الباقر، فإن الباقر توفي، عليه الصلاة والسلام، سنة أربع عشر ومئة، وله سبع وخمسون سنة، قبل مولد عبد الرزاق باثني عشر عاماً(*) . (منه قدس).
(*) اختلف في سنة وفاة الإمام الباقر عليه السلام على ستة أقوال فقيل توفي:
1 ـ سنة 127 هـ 2 ـ سنة 118 هـ 3 ـ سنة 117 هـ 4 ـ سنة 116 هـ 5 ـ سنة 114 هـ وهو المشهور 6 ـ سنة 113 هـ.
(10/1)
________________________________________
كما اختلف في مقدار عمره الشريف على سبعة أقوال: 1 ـ أنه توفي وله من العمر (73 سنة) 2 ـ 63 سنة 3 ـ 61 سنة 4 ـ 60 سنة 5 ـ توفي وعمره (58 سنة) وهو المشهور 6 ـ عمره (56 سنة) 7 ـ عمره (55 سنة). راجع حياة الإمام محمد الباقر: 2/392 وما بعدها.
--- ... الصفحة 154 ... ---
كما أخلص لله عز وجل في ولايتهم.
54 ـ عبدالملك بن أعين ـ أخو زرارة، وحمران، وبكير وعبدالرحمن، وملك، وموسى، وضريس، وأم الأسود بني أعين، وكلهم من سلف الشيعة، وقد فازوا بالقدح المعلى من خدمة الشريعة، ذرية مباركة صالحة، وهي على مذهبهم ومشربهم. أما عبدالملك فقد ذكره الذهبي في ميزانه فقال ـ عبدالملك بن أعين (ع خ م) ـ عن أبي وائل وغيره قال أبو حاتم: صالح الحديث، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال آخر. هو صدوق يترفض، قال، قال ابن عيينة: حدثنا عبدالملك وكان رافضياً، وقال أبو حاتم: من عتق الشيعة صالح الحديث، حدث عنه السفيانان، وأخرجا له مقروناً بغيره في حديث(1) . اهـ. قلت: وذكره ابن القيسراني في كتاب الجمع بين رجال الصحيحين، فقال: عبدالملك بن أعين أخو حمران الكوفي وكان شيعياً، سمع ابا وائل في التوحيد عند البخاري، وفي الإيمان عند مسلم(2) ، وروى عنه سفيان بن عيينة عندهما(3) اهـ. قلت: مات في أيام الصادق، فدعا له واجتهد في ذلك وترحم عليه، وروى أبو جعفر بن بابويه أن الصادق عليه السلام زار قبره بالمدينة ومعه أصحابه(4) ، فطوبى له وحسن مآب.
55 ـ عبيدالله بن موسى ـ العبسي الكوفي، شيخ البخاري في صحيحه، ذكره ابن قتيبة في أصحاب الحديث في كتابه المعارف(5) وصرح ثمة بتشيعه، ولما
____________
(1) الميزان للذهبي: 2/651.
(2) روي عنه في: صحيح البخاري ك التوحيد باب قول الله تعالى (وجوه يومئذ ناضرة) 8/185، صحيح مسلم ك الإيمان ب وعيد من اقتطع حق مسلم: 1/69.
(3) الجمع بين الصحيحين للقيسراني: 1/315 ط حيدر آباد.
(10/2)
________________________________________
(4) مشيخة الصدوق مطبوع في آخر من لا يحضره الفقيه: 4/97 ط النجف.
(5) راجع منه ص177. (منه قدس).
--- ... الصفحة 155 ... ---
أورد جملة من رجال الشيعة في باب الفرق من معارفه(1)(2) عده منهم أيضاً وترجمه ابن سعد في الجزء 6 من طبقاته فنص على تشيعه(3) وأنه أيضاً يروي أحاديث في التشيع، فضعف بذلك عند كثير من الناس (قال) وكان صاحب قرآن(4) ، وذكر ابن الأثير وفاته في آخر حوادث سنة 213 من كامله(5) فقال: وعبيدالله بن موسى العبسي الفقيه، وكان شيعياً وهو من مشائخ البخاري في صحيحه(6) وذكره الذهبي في ميزانه فقال: عبيدالله بن موسى العبسي الكوفي شيخ البخاري ثقة في نفسه، لكنه شيعي منحرف، وثقه أبو حاتم وابن معين (قال) وقال أبو حاتم: أبو نعيم أتقن منه، وعبيدالله أثبتهم في اسرائيل، وقال أحمد بن عبدالله العجلي: كان ـ عبيدالله بن موسى ـ عالماً بالقرآن رأساً فيه، ما رأيته رافعاً رأسه وما رُئي ضاحكاً قط، وقال أبو داود: كان ـ عبيدالله العبسي ـ شيعياً منحرفاً… الخ(7) . وذكره الذهبي ـ في آخر ترجمة مطر بن ميمون من الميزان ـ أيضاً فقال: عبيدالله ثقة شيعي، وكان ابن معين يأخذ عن عبيدالله بن موسى، وعن عبدالرزاق، مع علمه بتشيعهما(8) ، قال أحمد بن أبي خيثمة ـ كما في ترجمة عبدالرزاق، من ميزان الذهبي ـ سألت ابن معين وقد قيل له: ان أحمد يقول: ان عبيدالله بن موسى يرد حديثه للتشيع، فقال ابن معين: كان ـ والله الذي لا إله إلا هو ـ عبدالرزاق أعلى في ذلك من عبيدالله مئة ضعف،
____________
(1) المعارف لابن قتيبة: 519 و624 ط دار الكتب بمصر.
(2) ص 206. (منه قدس).
(3) ص 279 (منه قدس).
(4) الطبقات الكبرى لابن سعد: 6/400 ط دار صادر. وثقة الحسكاني في شواهد التنزيل: 1/79 ط بيروت.
(5) ص139 من جزئه السادس (منه قدس).
(6) الكامل لابن الأثير: 6/139.
(7) الميزان للذهبي: 3/16.
(8) الميزان للذهبي: 4/128.
--- ... الصفحة 156 ... ---
(10/3)
________________________________________
ولقد سمعت من عبدالرزاق أضعاف ما سمعت من عبيدالله(1) . قلت: وقد احتج الستة وغيرهم بعبيدالله في صحاحهم(2) ودونك حديثه في كل من الصحيحين عن شيبان بن عبدالرحمن، أما حديثه في صحيح البخاري فعن كل من الأعمش، وهشام بن عروة، واسماعيل بن أبي خالد، وأما حديثه في صحيح مسلم فعن اسرائيل، والحسن بن صالح، وأسامة بن زيد، روى عنه البخاري بلا واسطة، وروى عنه بواسطة كل من اسحاق بن ابراهيم، وأبي بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن اسحاق البخاري، ومحمود بن غيلان، وأحمد بن أبي سريج، ومحمد بن الحسن بن اشكاب ومحمد بن خالد الذهلي، ويوسف بن موسى القطان، أما مسلم فقد روى عنه بواسطة كل من الحجاج بن الشاعر، والقاسم بن زكريا، وعبدالله الدارمي، واسحاق بن منصور، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابراهيم بن دينار، وابن نمير، قال الذهبي في الميزان: مات سنة 213 (قال): وكان ذا زهد وعبادة واتقان(3) . قلت: كانت وفاته مستهل ذي القعدة، رحمه الله تعالى وقدس ضريحه.
56 ـ عثمان بن عمير ـ أبو اليقظان الثقفي الكوفي البجلي، يقال له: عثان بن أبي زرعة، وعثمان بن قيس، وعثمان بن أبي حميد، قال أبو أحمد الزبيري: كان يؤمن بالرجعة. وقال أحمد بن حنبل: أبو اليقظان خرج في الفتنة مع ابراهيم بن عبدالله بن حسن، وقال ابن عدي: رديء المذهب يؤمن بالرجعة، على أن الثقات قد رووا عنه مع ضعفه(4) . قلت: كانوا اذا أرادوا تنقيص المحدث الشيعي والحط من قدره نسبوا اليه القول بالرجعة، وبذلك ضعفوا
____________
(1) الميزان للذهبي: 2/611.
(2) روي عنه في: صحيح البخاري ك الايمان ب بني الاسلام على خمس: 1/8، صحيح الترمذي: 5/320 ح3854، سنن أبي داود: 4/97 ح4249، سنن النسائي ك السهو ب السلام باليد: 3/64، سنن ابن ماجة: 1/44 ح120.
(3) الميزان للذهبي: 3/16.
(4) الميزان للذهبي: 3/50.
--- ... الصفحة 157 ... ---
(10/4)
________________________________________
عثمان بن عمير، حتى قال ابن معين: ليس بشيء. ومع كل ما تحاملوا به عليه، لم يمتنع مثل الأعمش، وسفيان، وشعبة، وشريك، وأمثالهم من طبقتهم عن الأخذ عنه، وقد أخرج له أبو داود الترمذي(1) وغيرهما في سننهم، محتجين به، ودونك حديثه عندهم عن أنس وغيره. وقد ذكره الذهبي في ميزانه فنقل من أحواله وأقوال العلماء فيه ما قد سمعت، ووضع على اسمه د ت ق رمزاً إلى من أخرج له من أصحاب السنن.
57 ـ عدي بن ثابت ـ الكوفي، ذكره ابن معين فقال: شيعي مفرط وقال الدارقطني: رافضي غال وهو ثقة، وقال الجوزجاني: مائل عن القصد، وقال المسعودي: ما أدركنا أحداً أقول بقول الشيعة من عدي بن ثابت، وذكره الذهبي في ميزانه فقال: هو عالم الشيعة، وصادقهم، وقاضيهم، وامام مسجدهم، ولو كانت الشيعة مثله لقل شرهم(2) ، ثم استرسل في ترجمته فنقل من اقوال العلماء فيه كما سمعت، ونقل توثيقه عن الدارقطني، وأحمد بن حنبل، وأحمد العجلي، وأحمد النسائي، ووضع على اسمه الرمز الى أن أصحاب الصحاح الستة مجمعة على الاخرج عنه(3) ، ودونك حديثه في صحيحي البخاري ومسلم عن كل من البراء بن عازب، وعبدالله بن يزيد وهو جده لأمه، وعبدالله بن أبي أوفى، وسليمان بن صرد، وسعيد بن جبير، أما حديثه عن زر بن حبيش، وأبي حازم الأشجعي، فانما هو في صحيح مسلم، روى عنه الأعمش، ومسعر، وسعيد، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وزيد بن أبي أنيسة، وفضيل بن غزوان.
58 ـ عطية بن سعد ـ بن جنادة العوفي أبو الحسن الكوفي التابعي الشهير،
____________
(1) روي عنه في: صحيح الترمذي، سنن أبي داود.
(2) الميزان للذهبي: 3/61.
(3) روي عنه في: صحيح البخاري ك بدء الخلق ب حب الأنصار من الايمان: 1/48، صحيح الترمذي: 5/306 ح3819 و3871، سنن أبي داود: 3/111 ح2860، سنن النسائي ك النكاح ب نكاح ما نكح الآباء: 6/109، سنن ابن ماجة: 1/42 ح114 و116.
--- ... الصفحة 158 ... ---
(10/5)
________________________________________
ذكره الذهبي في الميزان فنقل عن سالم المرادي بأن عطية: كان يتشيع(1) ، وذكره الامام ابن قتيبة ـ في أصحاب الحديث من المعارف تبعاً لحفيده العوفي القاضي ـ أعني الحسين بن الحسن بن عطية المذكور ـ فقال: وكان عطية بن سعد فقيهاً في زمن الحجاج، وكان يتشيع، وحيث أورد ابن قتيبة بعض رجال الشيعة في باب الفرق من المعارف، عد عطية العوفي منهم أيضاً(2) ، وذكره ابن سعد في الجزء السادس من طبقاته(3) بما يدل على رسوخ قدمه وثباته في التشيع، وأن أباه سعد بن جنادة كان من أصحاب علي، وقد جاءه وهو بالكوفة، فقال: يا أمير المؤمنين انه ولد لي غلام فسمه، قال عليه السلام: هذا عطية الله، فسمي عطية. قال ابن سعد: وخرج عطية مع ابن الأشعث على الحجاج، فلما انهزم جيش ابن الأشعث هرب عطية الى فارس، فكتب الحجاج إلى محمد بن القاسم: ان ادع عطية فان لعن علي بن أبي طالب والا فاضربه اربعمائة سوط واحلق رأسه ولحيته، فدعاه فأقرأه كتاب الحجاج، فأبى عطية أن يفعل، فضربه أربعمئة سوط، وحلق رأسه ولحيته فلما ولي قتيبة خراسان خرج عطية اليه، فلم يزل بخراسان حتى ولي عمر بن هبيرة العراق، فكتب اليه عطية يسأله الاذن في القدوم، فأذن له، فقدم الكوفة، ولم يزل بها إلى أن توفي سنة احدى عشرة ومئة (قال): وكان ثقة وله أحاديث صالحة(4) . اهـ. قلت: وله ذرية كلهم من شيعة آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم وفيهم فضلاء ونبلاء، أولو شخصيات بارزة، كالحسين بن الحسن بن عطية، ولي قضاء الشرقية بعد حفص بن غياث(5) ، ثم نقل إلى عسكر المهدي، وتوفي سنة احدى ومئتين وكمحمد بن سعد بن الحسن بن عطية ولي قضاء بغداد(6) وكان من المحدثين،
____________
(1) الميزان للذهبي: 3/79.
(2) المعارف لابن قتيبة ص 624.
(3) ص212. (منه قدس).
(4) الطبقات الكبرى لابن سعد: 6/304 ط دار صادر.
(5) كما في ص176 من معارف ابن قتيبة. (منه قدس).
(10/6)
________________________________________
(6) يعلم ذلك من ترجمة جده سعد بن جنادة في القسم الأول من الاصابة. (منه قدس).
--- ... الصفحة 159 ... ---
يروي عن أبيه سعد عن عمه الحسين بن الحسن بن عطية.
ولنرجع إلى عطية العوفي فنقول: احتج به أبو داود والترمذي(1) ودونك حديثه في صحيحيهما عن ابن عباس، وأبي سعيد، وابن عمر، وله عن عبدالله بن الحسن عن أبيه، عن جدته الزهراء سيدة نساء أهل الجنة، أخذ عنه ابنه الحسن بن عطية، والحجاج بن أرطأة، ومسعر والحسن بن عدوان وغيرهم.
59 ـ العلاء بن صالح ـ التيمي الكوفي، ذكره أبو حاتم فقال ـ كما في ترجمة العلاء من الميزان ـ(2) : كان من عتق الشيعة. قلت: ومع ذلك فقد احتج به أبو داود، والترمذي(3) ، ووثقه ابن معين، وقال أبو حاتم، وأبو زرعة: لا بأس به، ودونك حديثه عن يزيد بن أبي مريم والحكم بن عتيبة، في صحيحي الترمذي وأبي داود، ومسانيد السنة، ويروي عنه أبو نعيم، ويحيى بن بكير، وجماعة من تلك الطبقة، وهو غير العلاء بن أبي العباس الشاعر المكي، لأن العلاء الشاعر من مشايخ السفيانيين، وقد روى عن أبي الطفيل، فهو متقدم على العلاء بن صالح، على أن ابن صالح كوفي، والشاعر مكي، وقد ذكرهما الذهبي في ميزانه، ونقل القول: بأنهما من رجال الشيعة عن سلفه، ولعلاء الشاعر مدائح في أمير المؤمنين كحجج قاطعة، وأدلة على الحق ساطعة، وله مراثٍ في سيد الشهداء، شكرها الله له ورسوله والمؤمنون.
60 ـ علقمة بن قيس ـ بن عبدالله النخعي أبو شبل، عم الأسود وإبراهيم ابني يزيد، كان من أولياء آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وعده الشهرستاني في
____________
(1) روي عنه في: صحيح الترمذي: 4/110 ح2716، سنن أبي داود: 3/279 ح3468، سنن ابن ماجة: 2/766 ح2283.
وكان من أصحاب الامام الباقر عليه السلام كما ذكره البرقي في رجاله.
(2) الميزان للذهبي: 3/101.
(3) روي عنه في: صحيح الترمذي: 1/158 ح249، سنن أبي داود: 1/289 ح1106، سنن ابن ماجة: 1/44 ح120.
(10/7)
________________________________________
--- ... الصفحة 160 ... ---
الملل والنحل(1) من رجال الشيعة، وكان من رؤوس المحدثين الذين ذكرهم أبو اسحاق الجوزجاني، فقال: كان من أهل الكوفة قوم لا يحمد الناس مذاهبهم ـ بسبب تشيعهم ـ هم رؤوس محدثي الكوفة… الخ(2) ، وكان علقمة، وأخوه أبي من اصحاب علي وشهدا معه صفين، فاستشهد أُبي وكان يقال له أُبي الصلاة لكثرة صلاته، وأما علقمة فقد خضب سيفه من دماء الفئة الباغية، وعرجت رجله فكان من المجاهدين في سبيل الله، ولم يزل عدواً لمعاوية حتى مات، وقد كتب أبو بردة اسم علقمة في الوفد إلى معاوية أيام خلافته، فلم يرض علقمة حتى كتب إلى أبي بردة: امحني امحني، أخرج ذلك كله ابن سعد في ترجمة علقمة من الجزء 6 من الطبقات(3)(4) . أما عدالة علقمة وجلالته عند أهل السنة مع علمهم بتشيعه فمن المسلمات، وقد احتج به أصحاب الصحاح الستة وغيرهم(3) ، ودونك حديثه في صحيحي البخاري ومسلم عن كل من ابن مسعود، وأبي الدرداء وعائشة، أما حديثه عن عثمان، وأبي مسعود، ففي صحيح مسلم روى عنه في الصحيحين ابن اخته ابراهيم النخعي وروى عنه في صحيح مسلم عبدالرحمن بن زيد، وابراهيم بن يزيد، والشعبي. مات رحمه الله تعالى سنة اثنتين وستين بالكوفة.
61 ـ علي بن بديمة ـ ذكره الذهبي في ميزانه، فنقل القول عن أحمد بن حنبل: بأنه صالح الحديث، وأنه: رأس في التشيع، وأن ابن معين وثقه، وأنه
____________
(1) الملل والنحل للشهرستاني: 1/190 ط 2 دار المعرفة.
(2) الميزان للذهبي: 1/66.
(3) راجع ترجمة علقمة ص57. (منه قدس).
(4) الطبقات الكبرى لابن سعد: 6/86 ـ 92 دار صادر.
(5) روي عنه في: صحيح البخاري ك الصلاة ب التوجه نحو القبلة: 1/104، صحيح مسلم ك الصلاة ب الندب إلى وضع الأيدي على الركب: 1/216، صحيح الترمذي: 5/257 ح3712، سنن النسائي ك النكاح ب الحث على النكاح: 6/56، سنن ابن ماجة: 2/1397 ح4173.
--- ... الصفحة 161 ... ---
(10/8)
________________________________________
يروي عن عكرمة وغيره، وأن شعبة ومعمر أخذا عنه(1) . وقد وضع على اسمه الرمز الى أن أصحاب السنن(2) أخرجوا عنه.
62 ـ علي بن الجعد ـ أبو الحسن الجوهري البغدادي مولى بني هاشم، أحد شيوخ البخاري، عده ابن قتيبة من رجال الشيعة في كتاب المعارف(3) ، يروي عنه ـ كما في ترجمته من الميزان(4) ـ: أنه مكث ستين سنة يصوم يوماً ويفطر يوماً، وقد ذكره ابن القيسراني في كتابه الجمع بين رجال الصحيحين(5) فقال: روى عنه البخاري(6) في كتابه اثني عشر حديثاً. قلت: توفي سنة ثلاثين ومئتين، وهو ابن ست وتسعين سنة.
63 ـ علي بن زيد ـ بن عبدالله بن زهير بن أبي مليكة بن جذعان أبو الحسن القرشي التيمي البصري، ذكره أحمد العجلي فقال: كان يتشيع، وقال يزيد بن زريع: كان علي بن زيد رافضياً، ومع ذلك فقد أخذ عنه علماء التابعين كشعبة، وعبدالوارث، وخلق من تلك الطبقة، وكان أحد فقهاء البصرة الثلاثة، قتادة، وعلي بن زيد، وأشعث الحداني، وكانوا عمياناً، ولما مات الحسن البصري قالوا لعلي بن زيد: اجلس مجلسه وذلك لظهور فضله، وكان من الجلالة بحيث لا يجالسه إلاّ وجوه الناس، وقلما يتفق ذلك في البصرة لشيعي في تلك الأوقات، وقد ذكره الذهبي في ميزانه فأورد كل ما ذكرناه من أحواله، وترجمه القيسراني في كتابه ـ الجمع بين رجال الصحيحين(7) ـ فذكر أن مسلماً أخرج له مقروناً
____________
(1) الميزان للذهبي: 3/115.
(2) روي عنه في: صحيح الترمذي: 4/319 ح5040، سنن أبي داود: 3/331 ح3696، سنن ابن ماجة: 2/1389 ح4148.
(3) المعارف لابن قتيبة: 624 ط دار الكتب.
(4) الميزان للذهبي: 3/116.
(5) الجمع بين الصحيحين للقيسراني: 1/355 ط حيدر آباد.
(6) روي عنه في: صحيح البخاري ك العلم ب أثم من كذب على النبي: 1/35.
(7) الميزان للذهبي: 3/127. روي عنه في: صحيح مسلم ك الجهاد باب غزوة أحد: 2/101.
--- ... الصفحة 162 ... ---
(10/9)
________________________________________
بثابت البناني، وأنه سمع أنس بن مالك في الجهاد. توفي رحمه الله تعالى سنة أحدى وثلاثين ومئة.
64 ـ علي بن صالح ـ أخو الحسن بن صالح، ذكرنا شيئاً من فضائله في أحوال أخيه الحسن، وهو من سلف الشيعة وعلمائهم(1) كأخيه، احتج به مسلم في البيوع من صحيحه(2) ، روى علي بن صالح عن سلمة بن كهيل، وروى عنه وكيع وهما شيعيان أيضاً. ولد رحمه الله تعالى هو وأخوه الحسن توأمين سنة مئة. ومات علي سنة إحدى وخمسين ومئة.
65 ـ علي بن غراب ـ أبو يحيى الفزاري الكوفي، قال ابن حبان: كان غالياً في التشيع. قلت: ولذا قال الجوزجاني، ساقط. وقال أبو داود: تركوا حديثه، ولكن ابن معين والدارقطني وثقاه، وأبو حاتم قال لا بأس به وأبو زرعة قال هو عندي صدوق، وأحمد بن حنبل قال: ما اراه إلا كان صدوقاً. وابن معين قال: المسكين صدوق، والذهبي ذكره في ميزانه ونقل من اقوال أئمة الجرح والتعديل فيه ما قد سمعت(3) ، ووضع على اسمه س ق اشارة إلى من احتج به من اصحاب السنن(4) . يروي عن هشام بن عروة، وعبيدالله بن عمر. وقد ذكره ابن سعد في الجزء 6 من طبقاته(5) فقال: روى عنه اسماعيل بن رجاء حديث الاعمش في عثمان… الخ. مات رحمه الله تعالى بالكوفة أول سنة أربع وثمانين ومئة أيام هارون.
66 ـ علي بن قادم ـ أبو الحسن الخزاعي الكوفي، شيخ أحمد بن الفرات،
____________
(1) المعارف لابن قتيبة: 624.
(2) روي عنه في: صحيح مسلم ك البيوت ب من استسلف: 1/700، صحيح الترمذي: 5/300 ح3804.
(3) الميزان للذهبي: 3/149.
(4) روي عنه في: سنن النسائي ك النكاح باب البكر يزوجها أبوها: 6/86.
(5) صفحة 273. (منه قدس).
--- ... الصفحة 163 ... ---
(10/10)
________________________________________
ويعقوب الفسوي، وخلق من طبقتهما، سمعوا واحتجوا به، ذكره ابن سعد في الجزء 6 من طبقاته(1) فنص على أنه: كان شديد التشيع. قلت: ولذا ضعفه يحيى، أما أبو حاتم فقد قال: محله الصدق، وقد ذكره الذهبي في الميزان(2) فنقل من أقوال العلماء فيه ما نقلناه، ووضع على اسمه الرمز إلى أن أبا داود والترمذي(3) أخرجا له، يروي عندهما عن سعيد بن أبي عروبة، وفطر. مات رحمه الله تعالى سنة ثلاث عشرة ومئتين أيام المأمون.
67 ـ علي بن المنذر ـ الطرائفي، شيخ الترمذي، والنسائي، وابن صاعد، وعبدالرحمن بن أبي حاتم، وغيرهم من طبقتهم، أخذوا عنه واحتجوا به. ذكره الذهبي في ميزانه(4) فوضع على اسمه ت س ق اشارة إلى من أخرجوا حديثه من ارباب السنن، ونقل عن النسائي النص: على أن علي بن المنذر شيعي محض ثقة، وأن ابن حاتم قال: صدوق ثقة، وأنه يروي عن ابن فضيل، وابن عيينة، والوليد بن مسلم، فالنسائي يشهد بأنه شيعي محض، ثم يحتج بحديثه في الصحيح(5) . فليعتبر المرجفون المجحفون. مات ابن المنذر رحمه الله تعالى سنة ست وخمسين ومئتين.
68 ـ علي بن هاشم ـ بن البريد أبو الحسن الكوفي الخزاز العائذي. أحد مشائخ الامام أحمد، ذكره أبو داود فقال: ثبت متشيع وقال ابن حبان: علي بن هاشم كان مفرطاً في التشيع، وقال البخاري: كان علي بن هاشم وأبوه غاليين في مذهبهما. قلت: ولذا تركه البخاري، لكن الخمسة احتجوا به، وابن معين وغيره
____________
(1) صفحة 282. (منه قدس).
(2) الميزان للذهبي: 3/150.
(3) روي عنه في: صحيح الترمذي: 5/300 ح3804.
(4) الميزان للذهبي: 3/157.
(5) روي عنه في: صحيح الترمذي: 5/303 ح3810، سنن ابن ماجة: 1/9 ح21.
--- ... الصفحة 164 ... ---
(10/11)
________________________________________
وثقوه، وعده أبو داود في الأثبات، وقال أبو زرعة: صدوق، وقال النسائي: ليس به بأس، وذكره الذهبي في الميزان(1) فنقل من اقوالهم فيه ما نقلناه، وأخرج الخطيب البغدادي في أحوال علي بن هاشم من تاريخه(2) عن محمد بن سليمان الباغندي قال: قال علي بن المديني: علي بن هاشم بن البريد كان صدوقاً، وكان يتشيع، وأخرج عن محمد بن علي الآجري، قال: سألت أبا داود عن علي بن هاشم بن البريد، فقال: سئل عنه عيسى بن يونس فقال: أهل بيت تشيع، وليس ثم كذب، وأخرج عن ابراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال: هاشم بن البريد وابنه علي بن هاشم غاليان في سوء مذهبهما. اهـ. قلت: احتج الخمسة(3) مع هذا كله بعلي بن هاشم، ودونك حديثه في النكاح من صحيح مسلم عن هشام بن عروة، وفي الاستئذان عن طلحة بن يحيى، روى عنه في صحيح مسلم أبو معمر اسماعيل بن ابراهيم، وعبدالله بن ابان، وروى عنه أيضاً أحمد بن حنبل، وابنا أبي شيبة، وخلق من طبقتهم كان علي بن هاشم شيخهم، قال الذهبي: مات رحمه الله سنة أحدى وثمانين ومئة، (قال): فعله أقدم مشيخة الامام أحمد وفاة.
69 ـ عمار بن زريق ـ الكوفي، عده السليماني من الرافضة، كما نص عليه الذهبي في أحوال عمار من الميزان(4) ، ومع رفضه فقد احتج به مسلم، وأبو داود، والنسائي(5) ، ودونك حديثه في صحيح مسلم عن كل من الأعمش، وأبي اسحاق السبيعي، ومنصور، وعبدالله بن عيسى، روى عنه عند مسلم أبو
____________
(1) الميزان للذهبي: 3/160.
(2) راجع صفحة 116 من جزئه 12. (منه قدس).
(3) روي عنه في سنن النسائي ك النكاح ب اذا استشار رجل رجلاً: 6/77، صحيح مسلم.
(4) الميزان: 3/164.
(5) روي عنه في: سنن أبي داود: 4/312 ح5052.
--- ... الصفحة 165 ... ---
الجواب، وأبو الاحوص سلام، وأبو أحمد الزبيري، ويحيى بن آدم.
(10/12)
________________________________________
70 ـ عمار بن معاوية ـ أو ابن أبي معاوية، ويقال ابن خباب، وقد يقال ابن صالح الدهني البجلي الكوفي، يكنى أبا معاوية، كان من أبطال الشيعة، وقد أوذي في سبيل آل محمد، حتى قطع بشر بن مروان عروقبيه في التشيع، وهو شيخ السفيانيين، وشعبة، وشريك، والأبار، أخذوا عنه، واحتجوا به، وقد وثقه أحمد، وابن معين، وأبو حاتم، والنسائي، وأخرج له مسلم وأصحاب السنن الأربعة، وذكره الذهبي، فنقل من أحواله ما نقلناه وعقد له في الميزان ترجمتين(1) ، وصرح بتشيعه ووثاقته، وأنه ما علم أحداً تكلم فيه الا العقيلي، وأنه لا مغمز فيه الا التشيع، ودونك حديثه في الحج من صحيح مسلم(2) ، عن أبي الزبير. مات سنة ثلاث وثلاثين ومئة، رحمه الله تعالى.
71 ـ عمرو بن عبدالله ـ أبو اسحاق السبيعي الهمداني الكوفي الشيعي، بنص كل من ابن قتيبة في معارفه، والشهرستاني في كتاب الملل والنحل(3) ، وكان من رؤوس المحدثين الذين لا يحمد النواصب مذاهبهم في الفروع والأصول، اذ نسجوا فيه على منوال أهل البيت، وتعبدوا باتباعهم في كل ما يرجع الدين، ولذا قال الجوزجاني ـ كما في ترجمة زبيد من الميزان ـ: كان من أهل الكوفة قوم لا يحمد الناس مذاهبهم هم رؤوس محدثي الكوفة، مثل أبي اسحاق، ومنصور، وزبيد اليامي، والأعمش، وغيرهم من أقرانهم، احتملهم الناس لصدق ألسنتهم في الحديث، وتوقفوا عندما ارسلوا. اهـ.(4) قلت: ومما توقف النواصب فيه من مراسيل أبي اسحاق ما رواه عمرو بن اسماعيل الهمداني ـ كما في ترجمته من الميزان ـ عن أبي اسحاق (قال): «قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «علي كشجرة أنا أصلها، وعلي فرعها، والحسن والحسين ثمرها، والشيعة ورقها»
____________
(1) الميزان: 3/170.
(2) روي عنه في: سنن النسائي: 1/86.
(3) المعارف لابن قتيبة: 624، الملل والنحل للشهرستاني: 1/190.
(4) الميزان: 2/66.
--- ... الصفحة 166 ... ---
(10/13)
________________________________________
(1) . وما قال المغيرة إنما أهلك أهل الكوفة أبو اسحاق وأعمشكم، الا لكونهما شيعيين مخلصين لآل محمد، حافظين ما جاء في السنة من خصائصهم عليهم السلام، وقد كانا من بحار العلم قوامين بأمر الله، احتج بكل منهما أصحاب الصحاج الستة وغيرهم(2) ، ودونك حديث أبي اسحاق في كل من الصحيحين عن البراء بن عازب، ويزيد بن أرقم، وحارثة بن وهب، وسليمان بن صرد، والنعمان بن بشير، وعبدالله بن يزيد الخطمي، وعمرو بن ميمون، روى عنه في الصحيحين كل من شعبة، والثوري، وزهير، وحفيده يوسف بن اسحاق بن أبي اسحاق، وقال ابن خلكان ـ كما في ترجمته من الوفيات: ولد لثلاث سنين بقين من خلافة عثمان، وتوفي سنة سبع وعشرين، وقيل ثمان وعشرين، وقيل تسع وعشرين ومئة، وقال يحيى بن معين والمدائني: مات سنة
____________
(1) يوجد في: ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 1/478 ح998.
وقريب من هذا الحديث يوجد في: كفاية الطالب للكنجي الشافعي ص317 و425 ط الحيدرية وص 178 و278 ط الغري، شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي: 1/290 ح397 و588 و: 2/140 ح837، مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي ص90 ح133 و340 ط طهران، ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 1/128 ح179 و181 و182 و183 و184، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص91 و245 و256 ط اسلامبول وص104 و291 و305 ط الحيدرية و: 1/88 و: 2/69 و280 ط العرفان صيدا، مقتل الحسين للخوارزمي الحنفي: 1/108، الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي: 9 ط الحيدرية وص11 ط آخر، المستدرك للحاكم: 3/160، الغدير للأميني: 3/8، احقاق الحق للتستري: 5/462 و: 7/180 ط طهران، فرائد السمطين: 1/51 و52 و: 2/30 ح369، ترجمة الإمام الحسين من تاريخ دمشق لابن عساكر: 123.
(10/14)
________________________________________
(2) روي عنه في: صحيح البخاري ك الصلاة ب التوجه الى القبلة: 1/104، صحيح مسلم ك الايمان ب كون هذه الأمة نصف أهل الجنة: 1/112، صحيح الترمذي: 5/299 ح3803، سنن أبي داود: 3/25 ح2559، سنن ابن ماجة: 1/44 ح119.
--- ... الصفحة 167 ... ---
اثنتين وثلاثين ومئة، والله أعلم(1) .
72 ـ عوف بن أبي جميلة ـ البصري أبو سهل يعرف بالأعرابي وليس بأعرابي الأصل، ذكره الذهبي في ميزانه(2) فقال: وكان يقال له عوف الصدق، وقيل: كان يتشيع، وقد وثقه جماعة، ثم نقل القول: بكونه شيعياً عن جعفر بن سليمان، ونقل القول: بكونه رافضياً عن بندار. قلت: وعده ابن قتيبة في كتابه المعارف من رجال الشيعة(3) أخذ عنه روح، وهوذة، وشعبة؛ والنضر بن شميل؛ وعثمان بن الهيثم، وخلق من طبقتهم؛ واحتج به أصحاب الصحاح الستة(4) وغيرهم، ودونك حديثه في صحيح البخاري عن كل من الحسن، وسعيد، وابني أبي الحسن البصري، ومحمد بن سيرين، وسيار بن سلامة، وحديثه في صحيح مسلم عن النضر بن شميل، أما حديثه عن أبي رجاء العطاردي فموجود في الصحيحين. مات رحمه الله تعالى سنة ست وأربعين ومئة.
ـ ف ـ
73 ـ الفضل بن دكين ـ واسم دكين عمرو بن حماد بن زهير الملائي الكوفي، يعرف بأبي نعيم، شيخ البخاري في صحيحه، عده من رجال الشيعة جماعة من الجهابذة، كابن قتيبة في المعارف(5) ، وذكره الذهبي في ميزانه فقال: الفضل بن دكين أبو نعيم حافظ حجة الا أنه يتشيع، ونقل أن ابن الجنيد الختلي قال: سمعت ابن معين يقول: كان أبو نعيم اذا ذكر انساناً فقال: هو جيد، وأثنى عليه فهو شيعي، واذا قال: فلان كان مرجئاً، فاعلم أنه صاحب سنة لا بأس به،
____________
(1) وفيات الأعيان لابن خلكان: 3/459 ط دار صادر و: 3/129 ط السعادة، مرآة الجنان لليافعي: 1/269.
(2) الميزان للذهبي: 3/305.
(3) المعارف لابن قتيبة ص624.
(10/15)
________________________________________
(4) روي عنه في: صحيح الترمذي: 5/301 ح3806، سنن أبي داود: 4/261 ح4743، سنن النسائي ك الطهارة ب الماء الدائم: 1/49.
(5) المعارف لابن قتيبة ص624.
--- ... الصفحة 168 ... ---
قال الذهبي: هذا القول دال على أن يحيى بن معين كان يميل الى الارجاء(1) . قلت: وقال أيضاً على أنه كان يرى الفضل شيعياً جلداً، ونقل الذهبي ـ في ترجمة خالد بن مخلد من ميزانه ـ عن الجوزجاني القول: بأن أبا نعيم كان كوفي المذهب يعني التشيع(2) ، وبالجملة فان كون الفضل بن دكين شيعياً مما لا ريب فيه، وقد احتج به أصحاب الصحاح الستة(3) ، ودونك حديثه في صحيح البخاري عن كل من همام بن يحيى، وعبدالعزيز بن أبي سلمة، وزكريا بن أبي زائدة، وهشام الدستوائي، والأعمش، ومسعر، والثوري، ومالك، وابن عيينة، وشيبان، وزهير، أما حديثه في صحيح مسلم فعن كل من سيف بن أبي سليمان، واسماعيل بن مسلم، وأبي عاصم محمد بن أيوب الثقفي، وأبي العميس، وموسى بن علي، وأبي شهاب موسى بن نافع، وسفيان، وهشام بن سعد، وعبدالواحد بن أيمن، واسرائيل، روى عنه البخاري بلا واسطة، وروى مسلم عنه بواسطة حجاج بن الشاعر، وعبد بن حميد، وابن أبي شيبة، وأبي سعيد الأشج، وابن نمير، وعبدالله الدارمي، واسحاق الحنظلي، وزهير بن حرب. كان مولده سنة ثلاثين ومئة، وتوفي رحمه الله تعالى بالكوفة، ليلة الثلاثاء لانسلاخ شعبان سنة عشرة ومئتين أيام المعتصم، وقد ذكره ابن سعد في الجزء 6 من طبقاته(4) فقال: وكان ثقة مأموناً كثير الحديث، حجة.
74 ـ فضيل بن مرزوق ـ الأغر الرواسي الكوفي أبو عبدالرحمن، ذكره الذهبي في ميزانه فقال: كان معروفاً بالتشيع، ونقل القول بتوثيقه عن سفيان بن
____________
(1) الميزان: 3/350.
(2) الميزان: 1/641.
(10/16)
________________________________________
(3) روي عنه في: صحيح البخاري ك العلم باب كتابة العلم: 1/36، صحيح مسلم ك الايمان ب أدنى أهل الجنة منزلة: 1/99 صحيح الترمذي: 2/6 ح499، سنن أبي داود: 4/107 ح4283، سنن النسائي ك الزينة ب لبس العمائم: 8/211.
ص 279. (منه قدس).
--- ... الصفحة 169 ... ---
عيينة، وابن معين (قال): وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، ثم نقل عن الهيثم بن جميل أنه ذكر فضيل بن مرزوق فقال: كان من ائمة الهدى، زهداً وفضلاً(1) . قلت: احتج مسلم في الصحيح(2) بحديثه عن شقيق بن عقبة في الصلاة، واحتج في الزكاة بحديثه عن عدي بن ثابت، روى عنه عند مسلم يحيى بن آدم، وأبو أسامة في الزكاة، وروى عنه في السن وكيع، ويزيد، وأبو نعيم، وعلي بن الجعد، وخلق من طبقتهم، وكذب عليه زيد بن الحباب فيما رواه عنه من حديث التأمير، مات رحمه الله تعالى سنة ثمان وخمسين ومئة.
75 ـ فطر بن خليفة ـ الحناط الكوفي، سأل عبدالله بن أحمد أباه عن فطر بن خليفة فقال: ثقة صالح الحديث، حديثه حديث رجل كيس، إلا أنه يتشيع، وروى عباس عن ابن معين: أن فطر بن خليفة ثقة شيعي، وقال أحمد: كان فطر عند يحيى ثقة، ولكنه خشبي مفرط. قلت: ولذا قال أبو بكر بن عياش: ما تركت الرواية عن فطر بن خليفة إلا لسوء مذهبه ـ أي لا مغمز فيه سوى أن مذهبه مذهب الشيعة ـ وقال الجوزجاني: فطر بن خليفة زائغ، وسمعه جعفر الأحمر يقول في مرضه: ما يسرني أن يكون لي مكان كل شعرة في جسدي ملك يسبح الله تعالى، لحبي أهل البيت عليهم السلام، ويروي فطر عن أبي الطفيل، وأبي وائل، ومجاهد؛ وقد أخذ عنه أبو أسامة، ويحيى بن آدم، وقبيصة، وغير واحد من تلك الطبقة، وثقة أحمد وغيره، وقال أبو حاتم: صالح الحديث. وقال النسائي: ليس به بأس، وقال مرة: هو ثقة حافظ كيس وقال ابن سعد: ثقة ان شاء الله، وأورده الذهبي في ميزانه(3) فنقل من أحواله وأقوال العلماء فيه ما ذكرناه(4) ، ولما ذكر
____________
(1) الميزان للذهبي: 3/362.
(10/17)
________________________________________
(2) روي عنه في: صحيح مسلم ك الصلاة: 1/252، صحيح الترمذي: 5/326 ح3871.
(3) الميزان للذهبي: 3/363، الطبقات الكبرى لابن سعد: 6/364 ط دار صادر، المعارف لابن قتيبة ص624 ط دار الكتب بمصر.
وأورده ابن سعد في ص253 من الجزء السادس من طبقاته. (منه قدس).
--- ... الصفحة 170 ... ---
ابن قتيبة في معارفه رجال الشيعة عد فطراً منهم، وقد أخرج البخاري في صحيحه حديث فطر عن مجاهد، روى الثوري عن فطر في الأدب عند البخاري، وأخرج أصحاب السنن(1) الأربعة وغيرهم عن فطر. مات رحمه الله تعالى سنة ثلاث وخمسين ومئة.