سلسلة رد الشبهات ج 14
الشبهة :
يقول بعض الملحدين : (( تزوج عبد المطلب جد محمد من هالة بنت وهب، كما زوّج ابنه الأصغرعبد الله من اختها آمنة بليلة واحدة وعرس واحد .
بعد ثلاثة اشهر من الزواج توفى عبد الله زوج آمنة. حملت اخت آمنة هالة وولدت حمزة فكان عم محمد .
ولما مات عبد الله، بقت آمنة بلا زوج ولا زواج، والمفروض انها قد حملت بمحمد قبل موت زوجها، لأن آمنة ولدت محمد .
ومن الطبيعي ان يكون محمد اما اكبر من حمزة او بنفس عمره ان حملت هالة بنفس الوقت مع اختها من عبد المطلب .
لكن كتب التراث والسيرة النبوية تخبرنا بأكثر من مصدر، ان حمزة عندما مات كان (اسن) اي أكبر من محمد باربع سنين !! اي محمد ابن آمنة ولد بعد حمزة ابن هالة باربع سنين لأنه الأصغر،
ولما كان عبد الله قد توفي مبكرا، فكيف ولد محمد بعد وفاة ابيه بأربع سنين؟!! هذا مخالف لقوانين الطبيعة البشرية ))
الجواب :
اولا : الرواية التي فيها ان عبد الله والد النبي صلى الله عليه واله قد تزوج في نفس اليوم الذي تزوج فيه عبد المطلب واردة من طرق المخالفين بسند ضعيف عن الواقدي .
وليس فيها دلالة على ان والدة الحمزة حملت به في نفس العام او نفس اليوم ولا امنة كذلك عليها السلام فان التزويج يطلق ويراد منه مجرد العقد ولا يدل بالضرورة على الدخول .
فالرواية ساكتة عن تحديد متى كان الدخول او الحمل سواء للنبي صلى الله عليه واله او لحمزة عليه السلام .
ودعوى ان الواقدي مقبول حديثه في السير لا يتم هاهنا اذ انها مما يبنى عليه عقيدة .
والرواية كما في :
«الطبقات الكبير» (1/ 75 ط الخانجي):
«ذكر تزوُّج عبد اللَّه بن عبد المطَّلب آمنة بنت وهب أمّ رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-،
قال: حدّثنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمى قال: حدّثنى عبد اللَّه بن جعفر الزهرىّ عن عمّته أمّ بكر بنت المِسْوَر بن مَخْرَمَة عن أبِيها قال: وحدّثنى عمر بن محمد بن عمر بن علىّ بن أبى طالب عَن يحيَى بن شبل عن أبى جعفر محمد بن علىّ بن الحسين قالا: كانت آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب فى حجر عمّها وُهيب بن عبد منَاف بن زهرة، فمشى إليه عبد المطّلب بن هاشم بن عبد منَاف بن قُصىّ بابنه عبد اللَّه بن عبد الطلب أبى رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، فخطب عليه آمنة بنت وهب فزوّجها عبد اللَّه بن عبد المطّلب، وخطب إليه عبد المطّلب ابن هاشم فى مجلسه ذلك ابنته هالة بنت وُهيب على نفسه فزوّجه إيّاها، فكان تَزَوّجُ عبد المطّلب بن هاشم وتزوّج عبد اللَّه بن عبد المطّلب فى مجلس واحد، فولدت هالة بنت وهيب لعبد المطّلب حمزة بن عبد المطلّب، فكان حمزة عمّ رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، فى النّسب وأخاه من الرّضاعة .
قال: أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبىّ عن أبيه وعن أبى الفيّاض الخَثْعَمِىّ قال: لمّا تزَوّج عبد اللَّه بن عبد المطّلب آمنة بنت وهب أقام عندها ثلاثًا، وكانت تلك السُنّة عندهم إذا دخل الرّجل على امرأته فى أهلها»
ومع ذلك فهي معارضة بغيرها :
فقد روى أبو نعيم الحافظ فى كتاب (دلائل النبوة) من طريق يعقوب بن محمد الزهري، عن عبد العزيز بن عمران، عن عبد الله بن جعفر، عن ابن عون، عن المسور بن مخرمة، عن ابن عباس :
قال: (( إن عبد المطلب قدم اليمن فى رحلة الشتاء فنزل على حبر من اليهود، قال: فقال لى رجل من أهل الديور - يعنى أهل الكتاب - يا عبد المطلب: أتأذن لى أن أنظر إلى بعضك.
قال: نعم إذا لم يكن عورة.
قال: ففتح إحدى منخرى فنظر فيه، ثم نظر فى الآخر فقال: أشهد أن فى إحدى يديك ملكا، وفى الأخرى نبوة، وإنا نجد ذلك فى بنى زهرة فكيف ذلك؟
قلت: لا أدرى.
قال: هل لك من شاغة؟
قلت: وما الشاغة؟
قال: زوجة.
قلت: أما اليوم فلا.
قال: فإذا رجعت فتزوج فيهم.
فرجع عبد المطلب فتزوج هالة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة، فولدت حمزة، وصفية. ثم تزوج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب فولدت رسول الله ﷺ، فقالت قريش حين تزوج عبد الله بآمنة: فلج أي: فاز وغلب عبد الله على أبيه عبد المطلب ))
فان هذه الرواية الاخيرة تدل على ان زواج عبد الله بأمنة كان بعد زواج عبد المطلب بهالة ام الحمزة .
ثانيا : حتى لو ثبت وكان حجة من كتبنا ( ولم يثبت اصلا ) فان حمل كلا الزوجتين في نفس اليوم لا ملزم له فانه من الممكن ان الحمزة عليه السلام قد ولد قبل اربع سنين او سنتين كما عن بعض من حمل امنة عليها السلام برسول الله صلى الله عليه واله وبعد ان كان عمر الحمزة اربع سنين او سنتين توفي عبد الله حينما كان النبي صلى الله عليه واله حملا وما دام ورد هذا الاحتمال يبطل الاستدلال الذي جاؤوا به .
نعم يعتمد المستشكل على مقدمة ممنوعة فريتها واضحة وهي كون عبد الله والد النبي صلى الله عليه واله قد توفي بعد ثلاثة اشهر فقط من زواجه بامنه وقد التجأ الى هذه الفرية لكي يقول بأن النبي صلى الله عليه واله لابد اما ان يكون بنفس عمر الحمزة او اكبر منه.
والواقع انه لا ملزم لذلك فانه من الممكن ان النبي صلى الله عليه واله اصغر من الحمزة سواء بأربع سنين او بسنتين على ما ذكرناه اعلاه من ورود الاحتمال الذي يبطل استدلالهم .
ومما ينفي هذه الفرية - مع ان لا دليل عليها من الاساس- ما ورد ان عبد الله والد النبي صلى الله عليه واله توفي بعد ان ولد النبي صلى الله عليه واله بأشهر فان القول بأن النبي صلى الله عليه واله قد كان حملا حين وفاة والده عليه السلام ليس قولا اجماعيا كما يدعي بعض جهلا .
فان مما ورد في ذلك :
«قال ابن سعد وقد روي لنا في وفاته وجه آخر أنبأنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه وعن عوانة بن الحكم قالا توفي عبد الله بن عبد المطلب بعدما أتى على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثمانية وعشرون شهرا ويقال سبعة أشهر قال» «تاريخ دمشق لابن عساكر» (3/ 78)
ثالثا : وقد يقال ان ما يثبت ان النبي صلى الله عليه واله كان حملا في نفس سنة زواج عبد الله ما ورد من مراودة المرأة الخثعمية له حيث انها قالت له بعد ان عاد اليها وقد اتى امنة انها لم تعد ترى نور النبوة بين عينية ولذا زهدت فيه .
لكن هذا لا يثبت شيءا الا بادعاء ان هذه الحادثة وقعت في نفس عام الزواج من امنة وهذه المقدمة غير ثابتة فيكون الاستدلال مبنيا على هواء .
الرواية :
«الطبقات الكبرى ط العلمية» (1/ 78):
«قَالَ: وَأَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ. أَخْبَرَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا يَزِيدَ الْمَدَنِيَّ قَالَ: نُبِّئْتُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ أَبَا رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَتَى عَلَى امْرَأَةٍ مِنْ خَثْعَمٍ فَرَأَتْ بَيْنَ عَيْنَيْهِ نُورًا سَاطِعًا إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَتْ: هَلْ لَكَ فِيَّ؟ قَالَ: نَعَمْ حَتَّى أَرْمِي الْجَمْرَةَ.
فَانْطَلَقَ فَرَمَى الْجَمْرَةَ. ثُمَّ أَتَى امْرَأَتَهُ آمِنَةَ بِنْتَ وَهْبٍ. ثُمَّ ذَكَرَ. يَعْنِي الْخَثْعَمِيَّةَ.
فَأَتَاهَا. فَقَالَتْ: هَلْ أَتَيْتَ امْرَأَةً بَعْدِي؟ قَالَ: نَعَمِ. امْرَأَتِي آمِنَةَ بِنْتَ وَهْبٍ. قَالَتْ: فَلا حَاجَةَ لِي فِيكَ. إِنَّكَ مَرَرْتَ وَبَيْنَ عَيْنَيْكَ نُورٌ سَاطِعٌ إِلَى السَّمَاءِ فَلَمَّا وَقَعْتَ عَلَيْهَا ذَهَبَ. فَأَخْبَرَهَا أَنَّهَا قَدْ حَمَلَتْ خَيْرَ أَهْلِ الأَرْضِ.»
يقول احد المستشكلين وهو يحاول جاهدا اثبات هذه المقدمة ما نصه : (( ويبدو أن هذا الحدث قد جرى فى بيوت بنى زهرة ، فقد كانت العادة أن يقيم العريس ببيت أهل عروسه الثلاثة أيام الأولى لزواجه . ولما كان عبد الله قد مات وزوجته آمنة حاملاً على اتفاق بين الروايات، فإن محمداً يكون قد ولد بعد الحمل به بأربع سنوات قياساً على عمر عمه حمزة )) .
وكما هو واضح ان كون العادة جرت بأن يبقى العريس ثلاثة ايام عند اهل عروسه لا تدل على ان حادثة مراودة الخثعمية حصلت في نفس تلك الثلاث ايام
بل الروايات تشير الى ان هذه الحادثة كانت في مكة كما هو واضح من رمي الجمرات في الرواية اعلاه وليس عند بني زهرة الذين ذهب اليهم عبد الله مع ابيه عبد المطلب في هذه الثلاثة ايام .
نعم ورد لفظ اخر لهذه الرواية يوهم ان حادثة المراودة هذه قد وقعت بعد الثلاثة ايام مباشرة
وهي ما ورد في «السيرة النبوية لابن كثير» (1/ 178):
«وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ سَهْلٍ الْخَرَائِطِيُّ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد ابْن عُمَارَةَ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الزَّنْجِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا انْطَلَقَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بِابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ لِيُزَوِّجَهُ مَرَّ بِهِ عَلَى كَاهِنَةٍ مِنْ أَهْلِ تَبَالَةَ مُتَهَوِّدَةٍ قَدْ قَرَأَتِ الْكُتُبَ، يُقَالَ لَهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ مُرٍّ الْخَثْعَمِيَّةُ، فَرَأَتْ نُورَ النُّبُوَّةِ فِي وَجْهِ عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَتْ يَا فَتَى هَلْ لَكَ أَنْ تَقَعَ عَلَيَّ الْآنَ وَأُعْطِيكَ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ : أَمَّا الْحَرَامُ فَالْمَمَاتُ دُونَهْ * وَالْحِلُّ لَا حِلٌّ فَأَسْتَبِينَهْ فَكَيْفَ بِالْأَمْرِ الذى تبغينه ثُمَّ مَضَى مَعَ أَبِيهِ فَزَوَّجَهُ آمِنَةَ بَنْتَ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ، فَأَقَامَ عِنْدَهَا ثَلَاثًا.
ثُمَّ إِنَّ نَفْسَهُ دَعَتْهُ إِلَى مَا دَعَتْهُ إِلَيْهِ الْكَاهِنَةُ فَأَتَاهَا فَقَالَتْ: مَا صَنَعْتَ بَعْدِي؟ فَأَخْبَرَهَا »
فمع ان الرواية ضعيفة بالزنجي لا تدل على ان عبد الله رجع الى هذه الخثعمية بعد الثلاث ايام مباشرة اذ ان " ثم" تفيد العطف مع المهلة لا المباشرة وبجمعها مع الرواية السابقة يعلم انه كان بعد ذلك بزمن وهذا اولى من ان يتعارضا ، فانه لو قيل بأن المراودة كانت مباشرة بعد الثلاثة ايام لكانت في دور بني زهرة وهذا يعارض ما ورد من رمي الجمار في اللفظ الاول ، ولرفع هذا التعارض يجب اضافة المهلة التي تدل عليها "ثم" في الرواية .
«الضعفاء والمتروكون للنسائي» (ص97):
«569 - مُسلم بن خَالِد الزنْجِي ضَعِيف»
«تسمية من لم يرو عنه غير رجل واحد» (ص127):
«مُسلم بن خَالِد الزنْجِي وَلَيْسَ بِالْقَوِيّ فِي الحَدِيث»
رابعا : ثم انه حتى لو سلمنا بأن امنة قد حملت في نفس سنة زواجها فانه يتوافق مع ما ورد ان حمزة والنبي صلى الله عليه واله قد رضعا في نفس السنة من لبن ثويبة من ابنها مسروح .
«ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى» (ص172):
«(الفصل الثاني في ذكر حمزة بن عبد المطلب) (ذكر نسبة ومعرفة آبائه مستفادة من نسبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمه من تقدم ذكرها)
وكان أخا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة أرضعتهما وعبد الله بن عبد الاسد ثويبة بلبن ابنها مسروح وكانت ثويبة مولاة لابي لهب، وقال ابن قتيبة: امرأة من أهل مكة، ولا تضادد بين كونها مولاة وامرأة من أهل مكة.
وكان أسن من النبي صلى الله عليه وسلم بأربع سنين، قال أبو عمر وهذا يرده ما تقدم ذكره آنفا من تقييد رضاع ثويبة بلبن ابنها مسروح إذ لارضاع إلا في حولين.
ولولا التقييد بذلك أمكن حمل الرضاع على زمنين مختلفين .
قلت ويمكن أن تكون أرضعت حمزة في آخر سنيه في أول رضاع ابنها وأرضعت النبي صلى الله عليه وسلم في أول سنيه في آخر رضاع ابنها فيكون اكبر بأربع سنين وقيل كان أسن بسنتين »
والاحتمال الذي اورده الطبري في قوله " قلت " مردود بحصر مدة الرضاع في حولين على اعلى التقادير فلا يمكن ان يقال ان لبن ابنها مسروح امتد اربع سنين فرضع الحمزة في اول مدة اللبن وبقي حتى ادركه النبي صلى الله عليه واله بعد اربع سنين ، ولذا قيل بأن الحمزة اسن بسنتين لا اربع لكي يصح هذا الاحتمال .
ويمكن ان يتصور فارق السنتين حينئذ في حال كان حمل النبي صلى الله عليه واله بعد سنة من حمل الحمزة فان السنة التي كان فيها حملا تضاف الى السنة التي كان فيها النبي صلى الله عليه واله حملا فتكون سنتان من بداية حمل كل من السيدتين .
وفارق السنة بين حمل والدة الحمزة وبين حمل امنة عليها السلام قليل جدا لا يعتبر فارقا شاسعا بحيث يتناقض مع رواية مراودة الخثعمية فانه يمكن ان تكون هذه السنة هي التي فصلت بين مراودة الخثعمية اولا وبين عودة عبد الله بن عبد المطلب اليها ثانيا وحينها قالت له انها لم تعد ترى النور بين عينيه فزهدت فيه وهذه السنة هي التي عبر عنها في الرواية بحرف العطف ثم خصوصا اذا اخذنا بنظر الاعتبار احوال ذلك الزمن وظروفه في الاسفار من طولها وعنائها .
خامسا : كون الحمزة اخا للنبي صلى الله عليه واله من الرضاعة كما تذكر بعض الروايات لا ينفع المستدل حيث انه اما ان يكونا قد رضعا معا في نفس العام فيثبت عكس مطلوبه حيث انه يريد ان يثبت ان النبي صلى الله عليه واله لم يكن حملا حينما كام الحمزة كذلك وولد النبي بعد وفاة والده بأربع سنين ورضاع الحمزة والنبي في نفس العام ينفي مطلوبه وهو ما يتلائم مع النقطة الرابعة .
واما ان يكونا قد رضعا في عامين منفصلين فكذلك لا ينفعه الا باثبات المقدمة السابقة وهي كون والد النبي صلى الله عليه واله قد توفي بعد ثلاث اشهر من زواجه وهو غير ثابت كما تقدم ؛ ومما ينفي هذا ما تقدم ان الرضاع كان بلبن ولد واحد هو مسروح .
تعليق