💥للقضاء في الإسلام أحكام خاصّة تشدّد علىٰ القاضي لئلّا يرتشي ويجور في الحكم، وتسهّل علىٰ المتقاضين لئلّا يضيع حقّهم ووقتهم، والقصّة التالية مثال علىٰ ذلك:
📗ورد في كتاب (مستدرك الوسائل) :
- أن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) كتب إلىٰ أحد قضاته، وهو أبو الأسود الدؤلي، كتاباً يعزله فيه عن منصب القضاء.
- فلما وصل الكتاب إلىٰ أبي الأسود الدؤلي واطّلع علىٰ عزله تأثّر كثيراً، لأنّ عزل القاضي عن منصبه معناه:
- سقوطه عن مؤهّلات القضاء وعن مكانته الاجتماعية، ولذلك جاء إلىٰ الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) مسرعاً وقال:
☇ يا أمير المؤمنين لم عزلتني عن منصب القضاء وما خُنتُ وما جنيت؟
💬فقال له الإمام (عليه السلام):
- نعم، إنّك لم تخن ولم تجن، ولم ترتكب ما يسقطك عن عدالتك، ولكن بلغني عنك ما يسلب منك مؤهلات القضاء.
♦️فقال أبو الأسود متسائلاً: وما هو ذلك الذي بلغك عنّي يا أمير المؤمنين؟
🔸فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): بلغني عنك أن صوتك يعلو صوت الخصمين!
☜وهذا ممّا لا يليق بالقاضي الإسلامي ويسقطه عن أهليّته لتصدّي القضاء.
- وبالفعل فإن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) عزله عن القضاء لأجل ذلك، مع أنّ أبا الأسود كان من تلامذة الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) ومن أصحابه،
- والإمام (عليه السلام) الذي أعطاه أصول النحو العربي وأمره بأن يُتمّه ويشرحه بتفصيل وقد فعل، لكنّه لأجل هذه الخصلة فقط يعزله (عليه السلام) عن منصبه، ليقول للمسلمين وللأجيال الصاعدة:
💥 إن الحكم في الإسلام مسؤولية كبرى تهدف إلىٰ خدمة الناس، وتوفير حقّهم عليهم، وتقدير عواطفهم ومشاعرهم،
❗️وليس كما هو في عالمنا اليوم، استهتار بالناس، وتضييع لحقوقهم، وإتلاف لعمرهم ووقتهم، وتلاعب بشؤونهم ومقدّراتهم،
- حتى إن المتخاصمين أحياناً يموتون ولم تفصل بعد قضيّتهم، وإلىٰ أمثال ذلك من الاستخفاف بالناس وبحقوقهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
📕 انظر مستدرك الرسائل، حسن النوري الطبرسي، ج 3، ص 197؛ والإمام علي بن أبي طالب، أحمد الرحماني الهمذاني، ص 679.
منقول من قناة
(قصة_وحكمة_وموعظة )
تعليق