بسم الله الرحمن الرحيم
عن الربيع صاحب المنصور قال:
حججت مع أبي جعفر المنصور (لعنه الله) فلما كان في بعض الطريق قال لي المنصور:
يا ربيع إذا نزلت المدينة فاذكر لي جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي فوالله العظيم لا يقتله أحد غيري، احذر تدع أن تذكرني به،*
قال: فلما صرنا إلى المدينة أنساني *الله* (عز وجل ذكره) قال: فلما صرنا إلى مكة قال لي:
يا ربيع ألم آمرك أن تذكرني بجعفر بن محمد إذا دخلنا المدينة؟*
قال: فقلت: نسيت ذلك يا مولاي يا أمير المؤمنين!
قال: فقال لي:
إذا رجعت إلى المدينة فاذكرني به، فلا بد من قتله اذكروني بجعفر بن محمد إذا دخلنا المدينة إن شاء الله تعالى *
فلم يزل غلماني وأصحابي يذكروني به في كل وقت ومنزل ندخله وننزل فيه حتى قدمنا المدينة
فلما نزلنا بها دخلت إلى المنصور فوقفت بين يديه وقلت له: يا أمير المؤمنين *جعفر بن محمد*!
قال: فضحك وقال لي:
نعم اذهب يا ربيع فائتني به ولا تأتني به إلا مسحوبا قال:
فقلت له: يا مولاي يا أمير المؤمنين حبا وكرامة، وأنا أفعل ذلك طاعة لأمرك
قال: ثم نهضت وأنا في حال عظيم من ارتكابي ذلك قال: فأتيت الإمام الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام وهو جالس في وسط داره فقلت له: جعلت فداك إن أمير المؤمنين يدعوك إليه فقال لي: السمع والطاعة، ثم نهض وهو معي يمشي*
قال: فقلت له:
يا ابن رسول الله إنه أمرني أن لا آتيه بك إلا مسحوبا قال: فقال الصادق: امتثل يا ربيع ما أمرك به، قال: فأخذت بطرف كمه أسوقه إليه،*
فلما أدخلته إليه رأيته وهو جالس على سريره، وفي يده عمود حديد يريد أن يقتله به،
ونظرت إلى *جعفر* (عليه السلام) وهو يحرك شفتيه، فلم أشك أنه قاتله، ولم أفهم الكلام الذي كان جعفر يحرك شفتيه به، فوقفت أنظر إليهما.
قال الربيع: فلما قرب منه *جعفر بن محمد* قال له المنصور: ادن مني يا ابن عمي! وتهلل وجهه، وقربه منه، حتى أجلسه معه على السرير!
ثم قال: يا غلام ائتني بالحقة،
فأتاه بالحقة فإذا فيها قدح الغالية [من افخر العطور] فغلفه منها بيده، ثم حمله على بغلة، وأمر له ببدرة وخلعة، ثم أمره بالانصراف.
قال: فلما نهض من عنده، خرجت بين يديه حتى وصل إلى منزله فقلت له:
بأبي أنت وأمي *يا ابن رسول الله* إني لم أشك فيه ساعة تدخل عليه يقتلك، ورأيتك تحرك شفتيك في وقت دخولك، فما قلت؟!
قال لي:
*«نعم يا ربيع اعلم أني قلت: حسبي الرب من المربوبين…»* الدعاء.
--------------------
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤٧ - الصفحة ١٩١
عن الربيع صاحب المنصور قال:
حججت مع أبي جعفر المنصور (لعنه الله) فلما كان في بعض الطريق قال لي المنصور:
يا ربيع إذا نزلت المدينة فاذكر لي جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي فوالله العظيم لا يقتله أحد غيري، احذر تدع أن تذكرني به،*
قال: فلما صرنا إلى المدينة أنساني *الله* (عز وجل ذكره) قال: فلما صرنا إلى مكة قال لي:
يا ربيع ألم آمرك أن تذكرني بجعفر بن محمد إذا دخلنا المدينة؟*
قال: فقلت: نسيت ذلك يا مولاي يا أمير المؤمنين!
قال: فقال لي:
إذا رجعت إلى المدينة فاذكرني به، فلا بد من قتله اذكروني بجعفر بن محمد إذا دخلنا المدينة إن شاء الله تعالى *
فلم يزل غلماني وأصحابي يذكروني به في كل وقت ومنزل ندخله وننزل فيه حتى قدمنا المدينة
فلما نزلنا بها دخلت إلى المنصور فوقفت بين يديه وقلت له: يا أمير المؤمنين *جعفر بن محمد*!
قال: فضحك وقال لي:
نعم اذهب يا ربيع فائتني به ولا تأتني به إلا مسحوبا قال:
فقلت له: يا مولاي يا أمير المؤمنين حبا وكرامة، وأنا أفعل ذلك طاعة لأمرك
قال: ثم نهضت وأنا في حال عظيم من ارتكابي ذلك قال: فأتيت الإمام الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام وهو جالس في وسط داره فقلت له: جعلت فداك إن أمير المؤمنين يدعوك إليه فقال لي: السمع والطاعة، ثم نهض وهو معي يمشي*
قال: فقلت له:
يا ابن رسول الله إنه أمرني أن لا آتيه بك إلا مسحوبا قال: فقال الصادق: امتثل يا ربيع ما أمرك به، قال: فأخذت بطرف كمه أسوقه إليه،*
فلما أدخلته إليه رأيته وهو جالس على سريره، وفي يده عمود حديد يريد أن يقتله به،
ونظرت إلى *جعفر* (عليه السلام) وهو يحرك شفتيه، فلم أشك أنه قاتله، ولم أفهم الكلام الذي كان جعفر يحرك شفتيه به، فوقفت أنظر إليهما.
قال الربيع: فلما قرب منه *جعفر بن محمد* قال له المنصور: ادن مني يا ابن عمي! وتهلل وجهه، وقربه منه، حتى أجلسه معه على السرير!
ثم قال: يا غلام ائتني بالحقة،
فأتاه بالحقة فإذا فيها قدح الغالية [من افخر العطور] فغلفه منها بيده، ثم حمله على بغلة، وأمر له ببدرة وخلعة، ثم أمره بالانصراف.
قال: فلما نهض من عنده، خرجت بين يديه حتى وصل إلى منزله فقلت له:
بأبي أنت وأمي *يا ابن رسول الله* إني لم أشك فيه ساعة تدخل عليه يقتلك، ورأيتك تحرك شفتيك في وقت دخولك، فما قلت؟!
قال لي:
*«نعم يا ربيع اعلم أني قلت: حسبي الرب من المربوبين…»* الدعاء.
--------------------
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤٧ - الصفحة ١٩١
تعليق