علة تزوج بعض الأئمة (عليهم السلام) من زوجات غير صالحات مع علمهم بهن
السؤال:
لماذا تزوج بعض أئمتنا الأطهار من زوجات غير صالحات مع علمهم بذلك كزواج الإمام الحسن (عليه السلام) من جعدة وزواج الإمام الجواد (عليه السلام) من أم الفضل؟
الجواب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كان الإمام الحسن (عليه السلام) والإمام الجواد (عليه السلام) يعلمان بسبب موتهما، ويعلمان بأنّ الله قد كتب عليهما أن يتزوجا بامرأتين غير صالحتين، كما كان رسول الله (صلي الله عليه وآله) يعلم بحقيقة بعض أزواجه، ومع ذلك فقد تزوجها.
فلو كان العلم بالعواقب يحول بين النبيّ أو الإمام وبين اجتناب ما قدّر الله تعالى له وقضاه لما أقدما على فعله، لكنهما أقدما تسليماً من دون أن يوجب ذلك جبراً، فالتسليم يقتضي الإختيار عن رضا بالقضاء، ولا يعني الجبر.
ولذلك ورد أنّ الإمام الحسن (عليه السلام) قال لأهل بيته: إني أموت بالسم كما مات رسول الله (صلي الله عليه وآله)، فقالوا: ومن يفعل ذلك؟ قال: امرأتي جعدة بنت الأشعث بن قيس، فإنّ معاوية يدس إليها، ويأمرها بذلك، قالوا: أخرجها من منزلك وباعدها من نفسك. قال: كيف أخرجها ولم تفعل بعد شيئاً؟ ولو أخرجتها ما قتلني غيرها، وكان لها عذر عند الناس.
فما ذهبت الأيام حتّى بعث إليها معاوية مالاً جسيماً، وجعل يمنّيها بأن يعطيها مائة ألف درهم أيضاً ويزوجها من يزيد، وحمل إليها شربة سمّ لتسقيها الحسن (عليه السلام)، فانصرف إلى منزله وهو صائم، فأخرجت له وقت الإفطار - وكان يوماً حاراً - شربة لبن، وقد ألقت فيها ذلك السم، فشربها، وقال: ياعدوة الله قتلتيني قتلك الله، والله لا تصيبينّ مني خلفاً، ولقد غرّك وسخر منك، والله يخزيك ويخزيه، فمكث (عليه السلام) يومين، ثمّ مضى، فغدر معاوية بها ولم يف لها بما عاهد عليه.
ومع ذلك لم يكن زواج رسول الله (صلي الله عليه وآله) وزواج الحسن (عليه السلام) وزواج الجواد (عليه السلام) من أولئك النسوة خالياً من الحكمة والمصلحة!
أمّا رسول الله (صلي الله عليه وآله) فقد تزوج ببعض من نسائه لدفع غائلة بعض المتربصين به الدوائر من المنافقين، وكسب ولاء بعض كبراء قريش أو تحييدهم على الأقل.
وأمّا زواج الحسن (عليه السلام) من جعدة فكان بدافع الحدّ من مؤامرات ودسائس الأشعث بن قيس زعيم كندة وأحد وجهاء الكوفة، فكانت مصاهرة هذا الرجل فيها مصلحة لوضع بني هاشم في الكوفة.
وأمّا الجواد (عليه السلام) فقد حمله المأمون على الزواج بابنته قهراً، وكان محجوراً عليه بعد وفاة والده (عليه السلام) فأراد المأمون أن يخفف من غلواء الاتهامات التي تأخذه بقتل الرضا (عليه السلام)، وخاصة من قبل العلويين، فطلب من الجواد (عليه السلام) الزواج من ابنته.
ودمتم في رعاية الله منقول
السؤال:
لماذا تزوج بعض أئمتنا الأطهار من زوجات غير صالحات مع علمهم بذلك كزواج الإمام الحسن (عليه السلام) من جعدة وزواج الإمام الجواد (عليه السلام) من أم الفضل؟
الجواب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كان الإمام الحسن (عليه السلام) والإمام الجواد (عليه السلام) يعلمان بسبب موتهما، ويعلمان بأنّ الله قد كتب عليهما أن يتزوجا بامرأتين غير صالحتين، كما كان رسول الله (صلي الله عليه وآله) يعلم بحقيقة بعض أزواجه، ومع ذلك فقد تزوجها.
فلو كان العلم بالعواقب يحول بين النبيّ أو الإمام وبين اجتناب ما قدّر الله تعالى له وقضاه لما أقدما على فعله، لكنهما أقدما تسليماً من دون أن يوجب ذلك جبراً، فالتسليم يقتضي الإختيار عن رضا بالقضاء، ولا يعني الجبر.
ولذلك ورد أنّ الإمام الحسن (عليه السلام) قال لأهل بيته: إني أموت بالسم كما مات رسول الله (صلي الله عليه وآله)، فقالوا: ومن يفعل ذلك؟ قال: امرأتي جعدة بنت الأشعث بن قيس، فإنّ معاوية يدس إليها، ويأمرها بذلك، قالوا: أخرجها من منزلك وباعدها من نفسك. قال: كيف أخرجها ولم تفعل بعد شيئاً؟ ولو أخرجتها ما قتلني غيرها، وكان لها عذر عند الناس.
فما ذهبت الأيام حتّى بعث إليها معاوية مالاً جسيماً، وجعل يمنّيها بأن يعطيها مائة ألف درهم أيضاً ويزوجها من يزيد، وحمل إليها شربة سمّ لتسقيها الحسن (عليه السلام)، فانصرف إلى منزله وهو صائم، فأخرجت له وقت الإفطار - وكان يوماً حاراً - شربة لبن، وقد ألقت فيها ذلك السم، فشربها، وقال: ياعدوة الله قتلتيني قتلك الله، والله لا تصيبينّ مني خلفاً، ولقد غرّك وسخر منك، والله يخزيك ويخزيه، فمكث (عليه السلام) يومين، ثمّ مضى، فغدر معاوية بها ولم يف لها بما عاهد عليه.
ومع ذلك لم يكن زواج رسول الله (صلي الله عليه وآله) وزواج الحسن (عليه السلام) وزواج الجواد (عليه السلام) من أولئك النسوة خالياً من الحكمة والمصلحة!
أمّا رسول الله (صلي الله عليه وآله) فقد تزوج ببعض من نسائه لدفع غائلة بعض المتربصين به الدوائر من المنافقين، وكسب ولاء بعض كبراء قريش أو تحييدهم على الأقل.
وأمّا زواج الحسن (عليه السلام) من جعدة فكان بدافع الحدّ من مؤامرات ودسائس الأشعث بن قيس زعيم كندة وأحد وجهاء الكوفة، فكانت مصاهرة هذا الرجل فيها مصلحة لوضع بني هاشم في الكوفة.
وأمّا الجواد (عليه السلام) فقد حمله المأمون على الزواج بابنته قهراً، وكان محجوراً عليه بعد وفاة والده (عليه السلام) فأراد المأمون أن يخفف من غلواء الاتهامات التي تأخذه بقتل الرضا (عليه السلام)، وخاصة من قبل العلويين، فطلب من الجواد (عليه السلام) الزواج من ابنته.
ودمتم في رعاية الله منقول
تعليق