"بسم الله الرحمن الرحيم "
اليوم وحيثُ الغديرُ يترددُ صداهُ في أرجاءِ معمورةٍ رحابُها باديةٌ منبسطةُ فسيحةُ الأرجاء ، ينتشرُ منه أريجٌ ، فاحَ من عَبَقٍ يزيدُ القلبَ سلوةً وراحة ،
مولاي يا أمير المؤمنين :
كلُّ ركنٍ من أركانِ هذا الكونِ الكبير يفوحُ منهُ شذى عطائِكَ يا وهج الروحِ وما حملت ، وكيفَ لا وأنتَ القائل : ( سلوني عن طرقِ السماءِ فأِني أعرفُ بها من طرقِ الأرض ) ، فمساراتُ الكون كلُّها بينَ يديكَ وبإذنِ الله تعالى ،
سيدي يا أمير النحل :
تخونني الكلماتُ ، ويُشَلُّ لساني عن التعبيرِ ، وتخنقُني عبراتي كلّما رأيتُ العالمَ وهو يَصُدُّ عنكَ فأصيح : ( آهٍ آه ) ، كلمةٌ يطلقُها كلُّ كياني الصغير حتى تنقطعَ الأنفاس ، فقيلَ لي ماذا تعني بها ؟
قلتُ : دعني يا سائلي ، فإِنَّ الحديثَ عنها ذو شحون ، دعني مع مولاي الأمير حتّى أَسرحَ وأغوصَ في غمارِ عشقه ،
مولاي يا أبا السبطين : أكتبُ هذه الكلماتِ ودموعي الساخنةُ تحجبُ النظرَ عمّا أريدُ أنْ أكتُبَه ،ولكنّها هي عاجرةٌ منْ أنْ تحجبَ قلباً يعشقُكَ ويهواك لأنَّكَ سلطانهُ المهيمنَ عليه ،
سيدي يا أبا الاطهار :
عبدُكَ ببابِ غديرِكَ ، فهل من نظرةٍ مولاي ؟
إنَّ ضمائي قاتل ، أريدُ أنْ أرتشفََ منْ معينِ غديرِكَ الزلال ، وأرتوي منه ، فهل من شربةٍ مولاي ؟
سيدي أيها المظلوم :
إنْ حُرِمتُ الأنتهالَ من غديرِكَ في ذلكَ اليوم ، فحسبي الوثوقُ بموضعِ الغدير وأنتََ القائلُ : ( مَنْ وثقَ بماءٍ لمْ يظمأ ) ، أجل ، مَنْ وثقَ بموضعِ غديرِكَ لمْ يظمأْ أبدا ،
مولاي يا يا نفسَ الرسول وزوجَ البتول : يومَ أنْ صكَّ مسامِعَنا صوتُ خاتمِ الأنبياءِ صلى الله عليه واله وهو يتلوا خبرَ السماء : ( أليوم أكلمتُ لكم دينَكم وأتممت عليكم نعمتي ) ، حينها سكنت النفوس واستأنست وقد علمت بأنَّ حياتَها الطيبة مرهونةٌ بكمال الدينِ وتماميةِ النعمة ، فاستقرت عند ذلكَ وأقرّت بولايتك الحقة ،
مولاي يا أبا تراب : اليومَ وبعدَ مرورِ السنين والأعوام لازالَ يلهجُ باسمكَ كلُّ فريق ، ويدٌعيكَ كلُّ اتجاه ، وتحاولُ العقولُ الجبارة الصعود إليكَ لبلوغ علياك ، لكنها تعودُ القهقرى لانها تاهت في معناك ، وتظل أنتَ كقرينِكَ وعِدْلِكَ كتابِ اللهِ تعالى ( لَّا يَمَسُّهُۥٓ إِلَّا ٱلْمُطَهَّرُونَ ) ،
سيدي يا قلبَ ياسينَ النبي :
عُشّاقُكَ ( بالأمس واليوم ) في أصقاعِ الأرضِ كثيرون ، ولا ينالُ وِصالَكَ إلاّ مَن ارتضيْتَهُ فَقَرَّبْتَهُ ، سائلاً المولى القدير أنْ أكونَ واحداً منهم ، إنَّهُ سميعٌ مجيب .
بقلم : ( هاشم الحسيني النجفي )
تعليق