أين أنا؟
استقبلها والدها بيدين مشفقتين على ضعفها، وقلبٍ قد ملأه الله تعالى من فيض رحمته، فأذّن في
أُذنها اليمنى وأقام في اليسرى ليكون اسم الله تعالى وذكره جل وعلا أول ما يخترق سمعها وروحها
وعملاً بسنة النبي الأعظم محمد صلى الله عليه واله، وبعدها ناول هذه الأمانة لأم قد اختارها مؤمنة
صالحة لتربّيها أفضل تربية وتنشّئها خير تنشئة.
فنمت في أحضان أبوين غرسا فيها كلّ يوم غرساً لا يذبل مع الأيام أو تقادم الأعوام، إنها القيم
والمبادئ الحقه لدين هو خير أديان البرية.
فكبرت على الخير والصلاح وأحبت أن تقلد أمها في كلّ شيء، وذات يوم طلبت من والدتها أن
تُلبسها الحجاب لتستر جمالها وأنوثتها، فضمّتها الأم إلى صدرها بفرح وغمرتها بالدموع شاكرة الله
تعالى على هذه الابنة الصالحة.
وعند بزوغ شمس صباح اليوم التالي تهيأت للذهاب إلى المدرسة وهي ترتدي الحجاب والملابس
الطويلة الساترة فرحة مستبشرة سائرة بكلّ فخر واعتزاز، ولكن حينما عادت تغيّرت ملامحها
فارتسمت على تقسيمات وجهها البريء الطاهر تعابير ممزوجة بين الغضب والحزن وبين الحيرة
والذهول، وراحت تسأل أمها بصوت حزين متألم: أمي أنحن في بلد إسلامي، هل أن صديقاتي
وجاراتي هنّ من المسلمات حقاً؟!
فقد رأيت السخرية في أعينهنّ وهنّ ينظرن إليَّ وأنا أرتدي الحجاب وسمعت عبارات الاستهزاء من
صديقاتي؛ لأني سُترت عن العيون الخائنة مفاتني ومحاسني امتثالاً لأمر ربي وخالقي.
أمي أرجوكِ أخبريني أين أنا؟ّ
وسن نوري الربيعي
تم نشره في المجلة العدد 72
استقبلها والدها بيدين مشفقتين على ضعفها، وقلبٍ قد ملأه الله تعالى من فيض رحمته، فأذّن في
أُذنها اليمنى وأقام في اليسرى ليكون اسم الله تعالى وذكره جل وعلا أول ما يخترق سمعها وروحها
وعملاً بسنة النبي الأعظم محمد صلى الله عليه واله، وبعدها ناول هذه الأمانة لأم قد اختارها مؤمنة
صالحة لتربّيها أفضل تربية وتنشّئها خير تنشئة.
فنمت في أحضان أبوين غرسا فيها كلّ يوم غرساً لا يذبل مع الأيام أو تقادم الأعوام، إنها القيم
والمبادئ الحقه لدين هو خير أديان البرية.
فكبرت على الخير والصلاح وأحبت أن تقلد أمها في كلّ شيء، وذات يوم طلبت من والدتها أن
تُلبسها الحجاب لتستر جمالها وأنوثتها، فضمّتها الأم إلى صدرها بفرح وغمرتها بالدموع شاكرة الله
تعالى على هذه الابنة الصالحة.
وعند بزوغ شمس صباح اليوم التالي تهيأت للذهاب إلى المدرسة وهي ترتدي الحجاب والملابس
الطويلة الساترة فرحة مستبشرة سائرة بكلّ فخر واعتزاز، ولكن حينما عادت تغيّرت ملامحها
فارتسمت على تقسيمات وجهها البريء الطاهر تعابير ممزوجة بين الغضب والحزن وبين الحيرة
والذهول، وراحت تسأل أمها بصوت حزين متألم: أمي أنحن في بلد إسلامي، هل أن صديقاتي
وجاراتي هنّ من المسلمات حقاً؟!
فقد رأيت السخرية في أعينهنّ وهنّ ينظرن إليَّ وأنا أرتدي الحجاب وسمعت عبارات الاستهزاء من
صديقاتي؛ لأني سُترت عن العيون الخائنة مفاتني ومحاسني امتثالاً لأمر ربي وخالقي.
أمي أرجوكِ أخبريني أين أنا؟ّ
وسن نوري الربيعي
تم نشره في المجلة العدد 72
تعليق