من سلسلة تائهات في الطريق
تقول صاحبة القصة:
درجتُ في عائلة تقليدية، تميّز الأولاد على البنات بكلّ شيء في الملبس والمأكل والحنان والاحترام، وأنا كبرتُ
وسط كلّ هذا وبلغتُ سنّ الزواج، وكالعادة تمت تلك الصفقة على أكمل وجه، فرضيتُ بما قسمه الله لي وأنجبتُ
طفلة أكملت سعادتي، ولكن لم يمهلني الدهر طويلاً حتى مات زوجي بحادث سير، فكانت صدمة كبيرة لي،
فاضطررتُ للعودة إلى بيت أهلي والعيش معهم في ظروف أتعس من قبل، فأنا الآن أرملة وعليّ أن لا أفعل كذا
وأن لا ألبس كذا وأن لا أخرج إلى عتبة الباب... إلخ، وفي أحد الأيام زارتني إحدى صديقاتي المقربات ورأت
ما آل إليه وضعي فتنهدت قائلة: وا حسرتاه عليكِ لماذا ترضخين لهذا الوضع؟ أنتِ ما زلتِ في الخامسة
والعشرين من العمر وما زلتِ صغيرة بإمكانك الزواج والخروج من وضعكِ المزري. انتهى كلامها وبقي يرن
في أُذني ويلاقي في قلبي وعقلي قبولاً منقطع النظير، وبقيت أحلم بالخلاص من أهلي مع رجل يقدّرني
ويعوضني عمّا فقدته، فكان أن عَرّفتني هذه الصديقة على أحد الأشخاص بغية الزواج مني، فتمّ اللقاء الأول،
والثاني، والثالث وفي كلّ مرة أخترع قصة لخروجي مع صديقتي إلى أن أتضح أن هذا الشخص لا يريد الزواج
وإنما يريد أمراً آخر فتركته وذهب لحال سبيله، ولكنني لم أستطع أن أبقى أعاني من الفراغ العاطفي فأصبح
الانترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي هي سلوتي الوحيدة، وكلّ من يرسل لي طلب لإضافته لقائمة الأصدقاء
أعيش معه قصة عاطفية علّني أجد مَن يتزوجني، كانت هذه طريقتي في البحث عن زوج لا أريد تغييرها؛ لأنني
أستمتع بذلك فقد كان الشيطان يزيّن لي أقوالهم المعسولة بسمّ الرذيلة وأصبح ذلك كالمرض يسري في جسدي..
وفي إحدى الليالي وبينما كنتُ أحادث أحدهم وأنا غارقة في اللهو معه والكلام المحرّم حانت مني التفاتة فإذا
بابنتي مستيقظة وكانت تسمع ما يدور بيننا، صُعقتُ من المفاجأة وصُدمتُ بها وهي تسألني: مع مَن كنت
تتحدثين؟ لم أعرف بماذا أجيبها؟ نكست رأسي خجلاً أمام ابنتي التي فقدت ثقتها بي والمفقود لن يعود، فكيف
حالي أمام ربّ العالمين، كان تياهي باختياري؛ لأنني لم أراعِ سمعتي وسمعة أهلي ولا سمعة ابنتي ومستقبلها.
تقول صاحبة القصة:
درجتُ في عائلة تقليدية، تميّز الأولاد على البنات بكلّ شيء في الملبس والمأكل والحنان والاحترام، وأنا كبرتُ
وسط كلّ هذا وبلغتُ سنّ الزواج، وكالعادة تمت تلك الصفقة على أكمل وجه، فرضيتُ بما قسمه الله لي وأنجبتُ
طفلة أكملت سعادتي، ولكن لم يمهلني الدهر طويلاً حتى مات زوجي بحادث سير، فكانت صدمة كبيرة لي،
فاضطررتُ للعودة إلى بيت أهلي والعيش معهم في ظروف أتعس من قبل، فأنا الآن أرملة وعليّ أن لا أفعل كذا
وأن لا ألبس كذا وأن لا أخرج إلى عتبة الباب... إلخ، وفي أحد الأيام زارتني إحدى صديقاتي المقربات ورأت
ما آل إليه وضعي فتنهدت قائلة: وا حسرتاه عليكِ لماذا ترضخين لهذا الوضع؟ أنتِ ما زلتِ في الخامسة
والعشرين من العمر وما زلتِ صغيرة بإمكانك الزواج والخروج من وضعكِ المزري. انتهى كلامها وبقي يرن
في أُذني ويلاقي في قلبي وعقلي قبولاً منقطع النظير، وبقيت أحلم بالخلاص من أهلي مع رجل يقدّرني
ويعوضني عمّا فقدته، فكان أن عَرّفتني هذه الصديقة على أحد الأشخاص بغية الزواج مني، فتمّ اللقاء الأول،
والثاني، والثالث وفي كلّ مرة أخترع قصة لخروجي مع صديقتي إلى أن أتضح أن هذا الشخص لا يريد الزواج
وإنما يريد أمراً آخر فتركته وذهب لحال سبيله، ولكنني لم أستطع أن أبقى أعاني من الفراغ العاطفي فأصبح
الانترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي هي سلوتي الوحيدة، وكلّ من يرسل لي طلب لإضافته لقائمة الأصدقاء
أعيش معه قصة عاطفية علّني أجد مَن يتزوجني، كانت هذه طريقتي في البحث عن زوج لا أريد تغييرها؛ لأنني
أستمتع بذلك فقد كان الشيطان يزيّن لي أقوالهم المعسولة بسمّ الرذيلة وأصبح ذلك كالمرض يسري في جسدي..
وفي إحدى الليالي وبينما كنتُ أحادث أحدهم وأنا غارقة في اللهو معه والكلام المحرّم حانت مني التفاتة فإذا
بابنتي مستيقظة وكانت تسمع ما يدور بيننا، صُعقتُ من المفاجأة وصُدمتُ بها وهي تسألني: مع مَن كنت
تتحدثين؟ لم أعرف بماذا أجيبها؟ نكست رأسي خجلاً أمام ابنتي التي فقدت ثقتها بي والمفقود لن يعود، فكيف
حالي أمام ربّ العالمين، كان تياهي باختياري؛ لأنني لم أراعِ سمعتي وسمعة أهلي ولا سمعة ابنتي ومستقبلها.
تعليق