الإمام أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) الثاني من أئمة أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، وسيد شباب أهل الجنة، وأحد الثقلين الذي من تمسك بهما نجا، ومن تخلف عنهما غرق وهوى، تربى في أحضان جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وتغذى من بيت الإمامة في ظل والده الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، فجمع في شخصيته شرف النبوة والإمامة، وشرف النسب والحسب.
وقد تميز الإمام الحسن المجتبى بالحلم والسماحة والجود والكرم حتى سُمي بكريم أهل البيت لكثرة سخائه وكرمه وعطائه، واهتمامه بالفقراء والمحتاجين والمعوزين.
وشخصية بحجم الإمام الحسن الزكي (عليه السلام) بحاجة للكثير من الدراسات التحليلية لمعرفة أبعاد شخصيته العظيمة، والظروف التي عايشها في حياته، وما تركه من آثار أخلاقية واجتماعية وفكرية وعقائدية للأجيال المتعاقبة، فالإمام الحسن (عليه السلام) شخصية كبيرة، وقد عاش إرهاصات نشر الإسلام في ظل جده الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) ، كما تحمل المعاناة والآلام والشدائد في سبيل تثبيت دعائم الإسلام وأركانه، وشاهد وشارك وجاهد في تحمل المسؤولية في مواجهة الناكثين والفاسقين والمارقين في عهد والده الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) .
وقد واجه الإمام الحسن الزكي (عليه السلام) في حياته الكثير من المعاناة والألم والمحن، وتحمل من صنوف الأذى النفسي والعنف المعنوي الشيء الكثير، حتى من بعض أصحابه الذين لاقوه بالنقد الشديد لإبرامه الصلح مع معاوية مع علمهم باضطراره لذلك...وهذه هي المحنة الأولى والأصعب على الإمام؛ إذ أن بعض أقرب الناس إليه لم يستوعبوا ما قام به الإمام الحسن من صلح مع معاوية، وعاتبوه بل وتلفظوا عليه بما لا يليق!
فهذا سفيان بن أبي ليلى يقول له: السلام عليك يا مذل المؤمنين!!! فقال (عليه السلام) له: ((ما أذللتهم، ولكن كرهت أن أفنيهم وأستأصل شأفتهم لأجل الدنيا))[1] .
وقد أوضح الإمام الحسن (عليه السلام) أن من أهدافه من إبرام الصلح هو الحفاظ على البقية الباقية من المؤمنين؛ فقد قال لمالك بن ضمرة لما عاتبه على الصلح:
((خشيت أن تجتثوا عن وجه الأرض، فأردت أن يكون للدين في الأرض ناعي)) [ 2] .
وقال لأبي سعيد لما سأله عن علة الصلح أيضاً: ((لولا ما أتيت لما ترك من شيعتنا على وجه الأرض أحد إلا قتل))[ 3] .
والمحنة الأخرى التي واجهها الإمام الحسن (عليه السلام) كانت مع أعدائه: إذ قام الأمويون بحملة لتشويه شخصية الإمام الحسن (عليه السلام) حيث شنوا عليه حملة دعائية لتشويه شخصيته، ولفقوا عليه اتهامات كاذبة من قبيل: إنه كثير الزواج والطلاق، ووضع أحاديث مزورة تعطي انطباعاً غير لائق عن شخصيته وسيرته ومقامه وفضله.
ولما رأى الأمويون اصطفاف الناس حول الإمام الحسن (عليه السلام) بالمدينة، وبعد محاولات عديدة لم تحقق أهدافها لاغتيال شخصيته المعنوية والاعتبارية، وضعوا خطة محكمة للقضاء الجسدي على الإمام الحسن (عليه السلام) من أجل التخلص منه نهائياً.
وبالفعل قاموا باغتيال الإمام الحسن (عليه السلام) بسم زعاف تم دسه إليه بواسطة زوجته (جعدة بنت الأشعث) التي وضعت السم في جرعة من اللبن وقدمته للإمام الحسن (عليه السلام) وهو صائم!
وقد بقي الإمام الحسن أربعين يوماً بعد شربه للبن المسموم حتى لحق بالرفيق الأعلى شاهداً وشهيداً.
وهكذا توج الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) جهاده العظيم بالشهادة، فذهب لربه شهيداً بعدما قاد الأمة خلال فترة إمامته التي استمرت عشر سنوات في ظروف صعبة ومعقدة للغاية.
فسلام عليه يوم ولد، ويوم استشهد، ويوم يبعث حياً
الشيخ عبدالله اليوسف
وقد تميز الإمام الحسن المجتبى بالحلم والسماحة والجود والكرم حتى سُمي بكريم أهل البيت لكثرة سخائه وكرمه وعطائه، واهتمامه بالفقراء والمحتاجين والمعوزين.
وشخصية بحجم الإمام الحسن الزكي (عليه السلام) بحاجة للكثير من الدراسات التحليلية لمعرفة أبعاد شخصيته العظيمة، والظروف التي عايشها في حياته، وما تركه من آثار أخلاقية واجتماعية وفكرية وعقائدية للأجيال المتعاقبة، فالإمام الحسن (عليه السلام) شخصية كبيرة، وقد عاش إرهاصات نشر الإسلام في ظل جده الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) ، كما تحمل المعاناة والآلام والشدائد في سبيل تثبيت دعائم الإسلام وأركانه، وشاهد وشارك وجاهد في تحمل المسؤولية في مواجهة الناكثين والفاسقين والمارقين في عهد والده الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) .
وقد واجه الإمام الحسن الزكي (عليه السلام) في حياته الكثير من المعاناة والألم والمحن، وتحمل من صنوف الأذى النفسي والعنف المعنوي الشيء الكثير، حتى من بعض أصحابه الذين لاقوه بالنقد الشديد لإبرامه الصلح مع معاوية مع علمهم باضطراره لذلك...وهذه هي المحنة الأولى والأصعب على الإمام؛ إذ أن بعض أقرب الناس إليه لم يستوعبوا ما قام به الإمام الحسن من صلح مع معاوية، وعاتبوه بل وتلفظوا عليه بما لا يليق!
فهذا سفيان بن أبي ليلى يقول له: السلام عليك يا مذل المؤمنين!!! فقال (عليه السلام) له: ((ما أذللتهم، ولكن كرهت أن أفنيهم وأستأصل شأفتهم لأجل الدنيا))[1] .
وقد أوضح الإمام الحسن (عليه السلام) أن من أهدافه من إبرام الصلح هو الحفاظ على البقية الباقية من المؤمنين؛ فقد قال لمالك بن ضمرة لما عاتبه على الصلح:
((خشيت أن تجتثوا عن وجه الأرض، فأردت أن يكون للدين في الأرض ناعي)) [ 2] .
وقال لأبي سعيد لما سأله عن علة الصلح أيضاً: ((لولا ما أتيت لما ترك من شيعتنا على وجه الأرض أحد إلا قتل))[ 3] .
والمحنة الأخرى التي واجهها الإمام الحسن (عليه السلام) كانت مع أعدائه: إذ قام الأمويون بحملة لتشويه شخصية الإمام الحسن (عليه السلام) حيث شنوا عليه حملة دعائية لتشويه شخصيته، ولفقوا عليه اتهامات كاذبة من قبيل: إنه كثير الزواج والطلاق، ووضع أحاديث مزورة تعطي انطباعاً غير لائق عن شخصيته وسيرته ومقامه وفضله.
ولما رأى الأمويون اصطفاف الناس حول الإمام الحسن (عليه السلام) بالمدينة، وبعد محاولات عديدة لم تحقق أهدافها لاغتيال شخصيته المعنوية والاعتبارية، وضعوا خطة محكمة للقضاء الجسدي على الإمام الحسن (عليه السلام) من أجل التخلص منه نهائياً.
وبالفعل قاموا باغتيال الإمام الحسن (عليه السلام) بسم زعاف تم دسه إليه بواسطة زوجته (جعدة بنت الأشعث) التي وضعت السم في جرعة من اللبن وقدمته للإمام الحسن (عليه السلام) وهو صائم!
وقد بقي الإمام الحسن أربعين يوماً بعد شربه للبن المسموم حتى لحق بالرفيق الأعلى شاهداً وشهيداً.
وهكذا توج الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) جهاده العظيم بالشهادة، فذهب لربه شهيداً بعدما قاد الأمة خلال فترة إمامته التي استمرت عشر سنوات في ظروف صعبة ومعقدة للغاية.
فسلام عليه يوم ولد، ويوم استشهد، ويوم يبعث حياً
الشيخ عبدالله اليوسف
تعليق