إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تربيه الاطفال على نهج محمد (ص) واله...(3)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تربيه الاطفال على نهج محمد (ص) واله...(3)

    تربيه الاطفال على نهج محمد (ص) واله...(3)

    احترام شخصية الطفل
    غريزة حب الذات:
    حب الذات من الغرائز الفطرية التي أودعها الله تعالى في باطن كل إنسان بالقضاء الإلهي الحكيم، كل فرد يحب نفسه قبل كل شيء وكل شخص، ولا شيء في نظر الإنسان أغلى وأهم من ذاته.
    إن من طرق إرضاء غريزة حب الذات، تكريم الأطفال والاهتمام بشخصيتهم. إن الطفل الذي يتلقّى قدراً كافياً من الاحترام في الأسرة، وتلبي غريزة حبه للذات بالمقدار المناسب، يملك روحاً سليمة، ولذلك يمكن أن نتوقع من هذا الطفل سلوكاً مفضلاً وأخلاقاً حميدة. وعلى العكس، فإن الطفل الذي لا يلاقي احتراماً وتكريماً من والديه، ولم يلاق استجابة فعلية لهذه الرغبة الطبيعية، يحس بالحقارة والذلة في نفسه، ويملك روحاً مندحرة ونفساً مخفقة، فمما لا شك فيه أن هذه الحالة النفسية تكشف عن نفسها خلال أقوال الطفل وأفعاله بصورة غير مرضيه، وطفل كهذا يكون معرّضاً لأخطار كثيرة. إن احترام شخصية الطفل ليس ركناً من الأركان الأساسية لتربية الطفل في محيط الأسرة فحسب، بل إن هذا السلوك المفضل يشكل أساساً من أسس النظام الاجتماعي الصالح، وهو بعد ذلك واجب ديني مقدس.
    إحياء شخصية الطفل:
    إن الطفل الذي نشأ في الأسرة على الخسة والحقارة، ولم يعامله أبواه معاملة إنسان، ولم يعترفا به كعضو محترم من أعضاء الأسرة، لا يستطيع في الكبر أن يبدي الاستقلال في تصرفاته والرصانة في شخصيته. إنه لا يرى نفسه كفؤاً للاضطلاع بالمسئوليات التي تلقى على عاتقه، ولا يرى لنفسه شخصية أصلاً. إنه موجود شقي نشأ على الخسة منذ البداية، ومن الصعب جداً أن تستأصل جذور ذلك من كيانه
    إن التربية الصحيحة وتنمية الصفات الفاضلة عند الطفل تتوفر في ظل الأساليب العلمية والتطبيقية الصحيحة فقط، على الوالدين أن يستوعبا ذلك، وأن يتابعا حركات الطفل خطوة خطوة، محاولين تطبيق تلك الأساليب عليه. أما الأُسر التي تهمل هذا الجانب فإنها تعجز عن أن تقوم بتربية صالحة لأطفالها.
    كما إن احترام الطفل وحسن معاشرة الوالدين معه من أهم العوامل الأساسية لبناء الشخصية الرصينة. إن نبي الإسلام العظيم يوضح هذا المنهج الضخم بعبارة قصيرة ويأمر الناس بإتباعه فيقول:
    (أكرموا أولادكم وأحسنوا آدابكم) .
    إن احترام الطفل وتكريمه، أو إهانته وتحقيره، لا يختص بأسلوب معين، بل إن الوالدين يستطيعان أن يحترما أطفالهما بطرق مختلفة، كما يقدران على أهانتهما بصورة متعددة. وهنا لا بأس بالتعرض إلى بعض الأساليب والصور التي بها يحترم الطفل أو يهان، مع بيان النتائج المفيدة أو المضرة التي تترتب على ذلك.
    الطفل إنسان واقعي:
    إن الشرط الأول للتربية الصحيحة وتنمية الشخصية والاستقلال عند الطفل أن يعرف الوالدان حقيقة طفلهما ولا يتجاهلا قيمته الواقعية. أن يعتقدا بأن طفلهما ليس شاة أو دجاجة تحتاج إلى الطعام واللعب والنوم. إنه إنسان صغير، إنسان واقعي ولكنه ضعيف، إنسان حقيقي يملك من الذخائر الفطرية ما يجب أن تبرز
    الرشد المعنوي للطفل:
    إن الآباء والأمهات الذين يفسحون المجال في الأسرة للأطفال كي يمارسوا نشاطاتهم الفطرية، ولا يسخرون منهم في الأفعال التي تصدر منهم ولا يحاولون تحقيرهم أبداً، يتوفقون إلى الرشد المعنوي بسرعة وينالون شخصية كاملة. وعلى العكس، فإن الآباء والأمهات المستبدين في الأسرة الذين يسلكون تجاه أطفالهم بالشدة والحدة ويملئون جو الأسرة رعباً وهلعاً، يكبتون القابليات والاستعدادات الباطنية للأطفال، ويمنعون من الرشد الطبيعي لهم فينشئون وهم فاقدون للشخصية.
    إن أحد أسباب الإحساس بالحقارة عند الأطفال هو المظاهر الشديدة لقدرة (الكبار) وضغطهم. لا شيء يطفئ جذوة الرغبة في التعالي والتكامل والاعتماد على النفس عند الطفل مثل الإهانة والتحقير الذي يلاقيه في قبال الضغط
    أن الرسول الأعظم (صلَّى الله عليه وآله) يقول: (ولا يرهقه ولا يخرق به)... أي لا يقول له: أنت سفيه، حقير، بليد، أبله، كذاب لأن كل واحدة من هذه الكلمات تحمل من أمارات الإهانة والتحقير تجاه الطفل ما يكفي للوقوف أمام تكامل قواه المعنوية.
    غريزة اللعب عند الطفل:
    من الميول التي أودعها الله تعالى في باطن الأطفال: الرغبة في اللعب. إن الطفل يميل إلى اللعب بفطرته، فتارة يجري وقفز، وأخرى ينظم ويقفز، وأخرى ينظم لُعَبه ودُماه. هذه الأعمال التي تبدو للنظرة البسيطة تافهة وعابثة هي أساس تكامل جسد الطفل وروحه. إن اللعب يبعث القوة في عضلاته والمتانة في عظامه، كما انه ينمي فيه القدرة على الابتكار ويخرج قابلياته الكامنة إلى حيز الفعل. وهكذا فاللعب يشغل شطراً كبيراً من حياة الأطفال ولم يفت الأئمة المعصومين أمر التنبيه على هذه النقطة. فعن الإمام الصادق (عليه السلام):
    (الغلام يلعب سبع سنين، ويتعلم الكتاب سبع سنين، ويتعلم الحلال والحرام سبع سنين) . وعنه أيضاً: (دع ابنك يلعب سبع سنين) .
    إرشاد الطفل:
    لا ريب في أن الطفل يحتاج لمعرفة الخير والشر إلى إرشاد أبويه. فعليهما أن يعلماه موارد الخير ويحثاه على العمل به، ويبصراه بالشر ويحذراه منه. إن مجموعة الأوامر والنواهي الصادرة من الوالدين إلى أطفالهما تمثّل تنفيذاً لواجب تربوي مقدس، ولكن يجب أن لا يغيب عن البال أن هذه الأوامر والنواهي يجب أن لا تتجاوز الحد المعقول، ولا تصل إلى حد الإهانة وجرح شعور الطفل الذي يؤدي بدوره إلى نتيجة عكسية.
    هناك بعض الآباء يتدخلون في سلوك أطفالهم بدرجة كبيرة، ظناً منهم بأنهم يحسنون تربيتهم بذلك، فيتجاوزون بأوامرهم نواهيهم الحد المعقول، ويسببون الجزع والملل لهم ولأطفالهم، في حين أن الطفل يزداد انحرافاً يوماً بعد آخر.
    إذا كان للطفل سلوك غير محبّذ فعلى الوالدين أن يرشداه إلى الطريق الصحيح بأسلوب هادئ لا يصيب شخصيته بإهانة أو تحقير. ذلك أن الإكثار من توبيخ الطفل وتوجيه اللوم والتقريع نحوه والإصرار على هذا العمل المقترن بالإهانة وتحطيم الشخصية، لا ينتج النتيجة المطلوبة من إصلاح الطفل فحسب، بل يؤدي إلى إصراره وعناده والاستمرار في أفعاله الفاسدة رغم أنف والديه وفي هذا يقول الإمام أمير المؤمنين (ع):
    (الإفراط في الملامة يشبُّ نيران اللجاج) .
    الطغيان الناشىء من التحقير:
    إن الآباء والأمهات الذين يسيئون إلى أطفالهم بسوء إدراكهم ويحطمون شخصيتهم يدفعونهم إلى المخالفة والطغيان والفوضى ويبذرون في نفوسهم بذور العناد والخروج على القواعد الاجتماعية. وهذا ما يجرّ وراءه سلسلة من المآسي والمشاكل، وبهذا الصدد يقول الإمام الحسن العسكري (عليه السلام):
    (جرأة الولد على والده في صغره، تدعو إلى العقوق في كبره) .
    الآباء والأمهات الذين يحترمون أطفالهم، ويكبرون فيهم معنوياتهم، ويسايرونهم بالأخلاق الكريمة والآداب الفاضلة يستطيعون أن يربوهم على صفات الحميدة، وإذا صادف أن ظهر في سلوكهم ما يؤدي إلى الانحراف فإن من السهل عليهم أن يكافحوا ذلك.
    الطفل كالكبار في أنه يحب ذاته، فعندما يفهم أن العمل الفاسد يسيء. ويحطم شخصيته، ويقلل من منزلته في أنظار الناس، ويؤدي إلى احتقاره في محيط الأسرة، يترك ذلك فوراً حفظاً على مقامه ويقوم بإصلاح نفسه بصورة تلقائية. يقول الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): (من كرمت عليه نفسه هانت عليه شهوته) .
    شرف النفس والاستقامة:
    لكي يؤدي الوالدان الدين التربوي الذي في عاتقهما تجاه الطفل، ويربّياه على الرغبة في الخير من دون ضغط أو تهديد، ويوجد فيه شخصية متكاملة، عليهما أن يحترماه ويسلكا معه بحيث يفهم أنه عضو مستقل في الأسرة وله من الاحترام والتكريم ما للآخرين.
    (وإذا وجد أنكم لا تسخرون منه عندما يصارحكم بأفكاره ويتباحث معكم بشأنه، ولا تعترضون عليه في كل آن،فمن النادر أن يخرج على تعاليمكم ).
    إن الآباء والأمهات الذين يتذكرون كلام رسول الله دائماً حيث يقول: (أكرموا أولادكم، وأحسنوا آدابكم) ويطبّقونه في كل حين، يستطيعون تربية أطفال شرفاء ذوي شخصية، وتدريبهم على الصفات الفاضلة والسلوك المحبذ.
    تحقير الطفل:
    يجب أن نعترف - بكل أسف - بما يجري في بلادنا تجاه الأطفال من التحقير على خلاف تعاليم الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله. فإن أكثر الآباء لا يهتمون برعاية احترام أطفالهم، ويوجدون في نفوسهم عقدة الحقارة من حيث يعلمون أو لا يعلمون. وعلى سبيل
    ١ - من المتداول في الحفلات والمجالس أن تبعث بطاقات للكبار فقط. بعض الآباء يصحبون معهم أولادهم الذين في السن الثامنة أو العاشرة - وهؤلاء يملكون نفوساً حساسة - من دون دعوة، وبهذا العمل فإنهم يلقنونهم الذلة والحقارة، ويفهمونهم بصورة غير مباشرة أنهم لا يليقون للدعوة. لا بد أنكم لاحظتم ما يحدثه إرسال صاحب البيت بطاقة خاصة للصبي الذي يملك من العمر عشر سنين من أثر عظيم في روح الطفل، فيحضر الحفلة بعزة وفخار، شاعراً بالاستقلال والاحترام!
    ٢ - عندما يجلس الكبار على المائدة يوضع أمام كل منهم صحن وملعقة وشوكة. وقد لاحظت مراراً أن الأطفال لم تخصص لهم صحون، فيأخذون بالنظر إلى حولهم بانكسار إلى أن يرق قلب الأب أو أحد الحاضرين فيفرغ للصبي صحن الخضروات الصغير ويناوله إياه. إن هذا تحقير صريح للطفل أمام ذلك الجمع الكبير، وهو ضربة قاصمة ترد على شخصيته وربما تلازمه مدى العمر.


    المصدر – الطفل بين الوراثه والتربيه للشيخ محمد تقي فلسفي


المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X