بسم الله الرحمن الرحيم
من بِدع ”أهل السنة “: ابتداع الترضي عن الصحابة وأمهات المؤمنين والصلاة عليهم
من الواضح أنّ دين الإسلام قد خطّ للعباداتِ حدوداً لم يرضَ بتجاوزها، ونصّ لها نصوصاً ثابتةً لا يمكن التصرّف بها لمحض الهوى، وسمّى العابث بها مبتدعاً، ومما يؤسف له أنّ مذهباً ينتحلُ عنوان
”السنة“ يعمدُ إلى تحريف السنّة ومخالفتها لأجل مناكفاته المذهبيّة، ومن ذلك: أنّ الأصل في الصلاة على النبي أن يُصلّى عليه وآله، فذهب
”أهل السنة“ إلى زيادة الصلاة على الصحابة - وفيهم البَرّ والفاجر - نكايةً بالشيعة وزيادةً في مخالفتهم، وفعلوا الشيء نفسه بالنسبة إلى الترضي عليهم في خطب الجمعة وغيرها مع أنّ هذا لم يكن في زمن النبيّ (صلى الله عليه وآله) بل ابتُدع في عصور متأخرة عنه، فكانوا بذلك مخالفين لسنة النبيّ
(صلى الله عليه وآله)
وهَديه، ومبتدعينَ في دين الله.
قال الشيخ السلفي صالح آل الشيخ - وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في السعودية - : (إذاً سبب ذكر تلك المسألة المُخالَفَةُ، وتبع هذا الذكر أن كثيراً من أهل السنة خالفوا أيضاً تلك الطوائف، وأظهروا هذه العقيدة في الصحابة وبيَّنوها، وكانت لأهل السنة شعاراً، وأدخلوها في أشياء من العبادات وفي كلامهم؛ كما فعلوا في إدخال الترضّي عن الصحابة، والترضي عن أمهات المؤمنين، والترضي عن جميع الآل، في خطبة الجمعة، وفي غيرها من الخطب؛ فإن إدخال الترضي عن الصحابة وعن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن في عهده صلى الله عليه وسلم ولا في عهد أبي بكر وعمر ولا في عهد عثمان، ثم بعد ذلك الأئمة من التابعين فمن بعدهم أدخلوا هذا الترضي وأدخلوا هذا الشعار؛ لأنه صار شعاراً لأهل السنة في مقابلة غيرهم من الروافض والخوارج والنواصب ومن شابه أولئك.
كذلك في مسألة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، الأصل فيها أن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم وعلى آله - كما جاء مبيناً في حديث أبي حميد وغيره في الصحيحين وغيرهما، فإن النبي صلى الله عليه وسلم علَّمهم أن تكون الصلاة عليه وعلى آله، فإن أهل السنة إذا ذكروا الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم وأرادوا أن يذكروا الآل، أدخلوا معهم الصحابة، فقالوا: صلى الله عليه وعلى آله وصحبه. ولم يقتصروا على الآل، وهذا عند أكثر أهل السنة لأجل ألا يشابهوا الرافضة والشيعة في توليهم للآل دون الصحب).
المصدر: اللآلئ البهية في شرح العقيدة الواسطية، ج٢، ص٤١١-٤١٢.
تعليق