بسم الله الرحمن الرحيم
إنّ برنامج عمل الإنسان هو: القرآن،* حيث يقول تعالى: *{إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}* (الإسراء: 9).
البرنامج الوحيد الذي أستطيع الآن أنْ أذكره... هو أن تواصلوا *"المراقبة":* أي أنْ تكونوا في كلّ حالٍ منتبهين لأنفسكم، وتلتفتوا إلى حقيقة جميع الموجودات.
أنتم تعلمون أنّ الجليس مؤثر، المحادثة لها تأثير، نفسُ الإنسان قابلة للتخلّق (بأخلاق من تُعاشر).
إنّ الأشخاص الذين يقضون وقتهم في المحادثة مع ملكوت العالم، يصيرون رويداً رويداً ملكوتيين.
إنّ السعيد هو الذي حصل على هذه المعاشرة والمحادثة في مخبأ السرّ وفي ذاته مع *{اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ}،* ويترنّم بهذه الأنشودة:
إنْ قطّعوني من رأسي إلى قدمي * غيرك أنتَ لنْ يجدوا في أعضائي (تعريب شعر فارسي)
يكون مثل هذا الشخص دائم الذكر والفكر والعشق والشوق واللوعة والحرقة والمناجاة والتضرّع، كما يقول حافظ:
لا تقل لي: اسكتْ واقطعْ أنفاسَك * فللطائر على الغصن لا يُمكن القول: اسكتْ
لا يمنع أيُّ عمل هذا الشخص من الحضور: *{رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ}.* وقد نُقل عن *الإمام الصادق عليه السلام: "العارفُ شخصُهُ مع الخلق وقلبه مع الله تعالى"...*
من المُجرّب عند الأولياء أنّ الإكثار من الذكر الشريف: *"يا حيُّ يا قيّوم، يا مَنْ لا إله إلّا أنت"* موجبٌ لحياة القلب.
اخْلُ بإلهك وقتاً ما بحيث يكون جسمك قد استراح، وزوال التعب، ولا يكون في حالة امتلاء واشتهاء، واذكر الله سبحانه بهذا الذكر الشريف في حال كمال الحضور والمراقبة والأدب، ولا عدد له، والخيار لك.
ليكُنْ مثلاً بمدّة عشرين دقيقة أو أكثر، والأفضل أنْ لا يكون أقلّ من أربعين (مرّة)، كلّما كان زمانه أكثر كان أفضل.
لا تترك قراءة القرآن في الليل والنهار ولو كان بمقدار خمسين آية، حافظ على الطهارة، ونَمْ على طهارة.
يا سيّدي! يجب أنْ يكون السير بتأنٍ ورفق ومداراة، لا بسرعة واضطراب.
لا يكون تجاسراً إنْ قلتُ: لا تطلب شيئاً من الله إلّا الله، فإنْ حصلنا على المائة فإنّ التسعين أيضاً تكون معنا (بمعنى أنّنا إن وصلنا إلى الله تعالى حصّلنا كلّ شيء بداهة)
مِنكَ الحركة ومن الله (تعالى) البركة (أي منك السعي والجدّ والاجتهاد ومن الله تعالى التوفيق والنماء والزيادة).
-------------------------
من كتاب *"شيخ الخُرُبات" سيرة العارف العلّامة حسن زاده الآملي رضوان الله تعالى عليه* صفحة 107 وما بعدها
إنّ برنامج عمل الإنسان هو: القرآن،* حيث يقول تعالى: *{إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}* (الإسراء: 9).
البرنامج الوحيد الذي أستطيع الآن أنْ أذكره... هو أن تواصلوا *"المراقبة":* أي أنْ تكونوا في كلّ حالٍ منتبهين لأنفسكم، وتلتفتوا إلى حقيقة جميع الموجودات.
أنتم تعلمون أنّ الجليس مؤثر، المحادثة لها تأثير، نفسُ الإنسان قابلة للتخلّق (بأخلاق من تُعاشر).
إنّ الأشخاص الذين يقضون وقتهم في المحادثة مع ملكوت العالم، يصيرون رويداً رويداً ملكوتيين.
إنّ السعيد هو الذي حصل على هذه المعاشرة والمحادثة في مخبأ السرّ وفي ذاته مع *{اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ}،* ويترنّم بهذه الأنشودة:
إنْ قطّعوني من رأسي إلى قدمي * غيرك أنتَ لنْ يجدوا في أعضائي (تعريب شعر فارسي)
يكون مثل هذا الشخص دائم الذكر والفكر والعشق والشوق واللوعة والحرقة والمناجاة والتضرّع، كما يقول حافظ:
لا تقل لي: اسكتْ واقطعْ أنفاسَك * فللطائر على الغصن لا يُمكن القول: اسكتْ
لا يمنع أيُّ عمل هذا الشخص من الحضور: *{رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ}.* وقد نُقل عن *الإمام الصادق عليه السلام: "العارفُ شخصُهُ مع الخلق وقلبه مع الله تعالى"...*
من المُجرّب عند الأولياء أنّ الإكثار من الذكر الشريف: *"يا حيُّ يا قيّوم، يا مَنْ لا إله إلّا أنت"* موجبٌ لحياة القلب.
اخْلُ بإلهك وقتاً ما بحيث يكون جسمك قد استراح، وزوال التعب، ولا يكون في حالة امتلاء واشتهاء، واذكر الله سبحانه بهذا الذكر الشريف في حال كمال الحضور والمراقبة والأدب، ولا عدد له، والخيار لك.
ليكُنْ مثلاً بمدّة عشرين دقيقة أو أكثر، والأفضل أنْ لا يكون أقلّ من أربعين (مرّة)، كلّما كان زمانه أكثر كان أفضل.
لا تترك قراءة القرآن في الليل والنهار ولو كان بمقدار خمسين آية، حافظ على الطهارة، ونَمْ على طهارة.
يا سيّدي! يجب أنْ يكون السير بتأنٍ ورفق ومداراة، لا بسرعة واضطراب.
لا يكون تجاسراً إنْ قلتُ: لا تطلب شيئاً من الله إلّا الله، فإنْ حصلنا على المائة فإنّ التسعين أيضاً تكون معنا (بمعنى أنّنا إن وصلنا إلى الله تعالى حصّلنا كلّ شيء بداهة)
مِنكَ الحركة ومن الله (تعالى) البركة (أي منك السعي والجدّ والاجتهاد ومن الله تعالى التوفيق والنماء والزيادة).
-------------------------
من كتاب *"شيخ الخُرُبات" سيرة العارف العلّامة حسن زاده الآملي رضوان الله تعالى عليه* صفحة 107 وما بعدها
تعليق