تويت
حل إشكالية تعارض متن حديث (أمرنا - خبرنا - صعب مستصعب) و حديث (أمرنا أبين من الشمس) .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
قد يتوهم البعض أن في ظواهر متون بعض روايات أهل البيت (عليهم السلام) تعارض و تنافي فيما بينها وهو غافل وغير ملتفت إلى وجود فرق جوهري فيها .
ومن هذه الروايات التي قد يبدو التعارض والتنافي والاختلاف في متنها ومنطوقها هي قول الإمام الصادق (ع) : ( أمرنا - أو حديثنا - صعب مستصعب ) و قول الإمام الباقر (ع) : ( أمرنا أبين من الشمس ) .
ولكن يمكن رفع هذا التوهم وحل هذا التعارض الموهوم بالأمر التالي :
1 - حمل قول الإمام الصادق (ع) على شيء وحمل رواية الإمام الباقر (ع) على شيء أخر .
فرواية الإمام الصادق (ع) تحمل على علم الفقه أو تحمل على الأسرار الخاصة بأهل البيت (ع) - 1 -
أما رواية الإمام الباقر (ع) فتحمل على أحقية أهل البيت (ع) في الأمور العقائدية . والدليل على ذلك هو الروايتان التاليتان :
*** روي عن شعيب الحداد قال : سمعت الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام يقول : إن حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله إلا ملك مقرب ، أو نبي مرسل ، أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان ، أو مدينة حصينة . قال عمرو : فقلت لشعيب :
يا أبا الحسن وأي شئ المدينة الحصينة ؟ قال : فقال : سألت الصادق عليه السلام عنها فقال لي :
القلب المجتمع ... ) - 2 -
*** روي عن المفضل بن عمر قال : سمعت ابا عبد الله الصادق عليه السلام يقول : ( إياكم والتنويه ، أما والله ليغيبنّ إمامكم سنيناً من دهركم ولتمحصن حتى يقال : مات أو هلك بأي وادٍ سلك ، ولتدمعن عليه عيون المؤمنين ، ولتكفأن كما تكفأ السفينة في أمواج البحر و لا ينجو الا من اخذ الله ميثاقه وكتب في قلبه الإيمان وايّده بروح منه ولترفعنّ اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يُدرى اي من أي ، قال المفضل : فبكيت ، فقال لي عليه السلام : ما يبكيك يا ابا عبد الله ؟ فقلت : وكيف لا ابكي وانت تقول : اثنتا عشرة راية لا يدري على اي من أي ! فكيف أصنع ؟
قال : فنظر الى شمس داخلة في الصفة (الكوة) فقال عليه السلام : يا ابا عبد الله ترى هذه الشمس ؟ قلت : نعم .
قال : والله لأمرنا أبين من هذه الشمس ) - 3 -
*******************************
الهوامش :
1 - بقرينة قول الامام الصادق (ع) في رواية أخرى : ( ... فانبذوا الى الناس نبذاً فمن عرف فزيدوه ومن انكر فامسكوا لا يحتمله الا ثلاث ملك مقرب او نبي مرسل او عبد امتحن الله قلبه للايمان ... ) .
2 - بحار الأنوار ، العلامة المجلسي ، ج 2 ، ص 183 .
3 - كمال الدين وتمام النعمة ، للشيخ الصدوق ، ص 348 ، ح 35 ، ب 33 .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
قد يتوهم البعض أن في ظواهر متون بعض روايات أهل البيت (عليهم السلام) تعارض و تنافي فيما بينها وهو غافل وغير ملتفت إلى وجود فرق جوهري فيها .
ومن هذه الروايات التي قد يبدو التعارض والتنافي والاختلاف في متنها ومنطوقها هي قول الإمام الصادق (ع) : ( أمرنا - أو حديثنا - صعب مستصعب ) و قول الإمام الباقر (ع) : ( أمرنا أبين من الشمس ) .
ولكن يمكن رفع هذا التوهم وحل هذا التعارض الموهوم بالأمر التالي :
1 - حمل قول الإمام الصادق (ع) على شيء وحمل رواية الإمام الباقر (ع) على شيء أخر .
فرواية الإمام الصادق (ع) تحمل على علم الفقه أو تحمل على الأسرار الخاصة بأهل البيت (ع) - 1 -
أما رواية الإمام الباقر (ع) فتحمل على أحقية أهل البيت (ع) في الأمور العقائدية . والدليل على ذلك هو الروايتان التاليتان :
*** روي عن شعيب الحداد قال : سمعت الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام يقول : إن حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله إلا ملك مقرب ، أو نبي مرسل ، أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان ، أو مدينة حصينة . قال عمرو : فقلت لشعيب :
يا أبا الحسن وأي شئ المدينة الحصينة ؟ قال : فقال : سألت الصادق عليه السلام عنها فقال لي :
القلب المجتمع ... ) - 2 -
*** روي عن المفضل بن عمر قال : سمعت ابا عبد الله الصادق عليه السلام يقول : ( إياكم والتنويه ، أما والله ليغيبنّ إمامكم سنيناً من دهركم ولتمحصن حتى يقال : مات أو هلك بأي وادٍ سلك ، ولتدمعن عليه عيون المؤمنين ، ولتكفأن كما تكفأ السفينة في أمواج البحر و لا ينجو الا من اخذ الله ميثاقه وكتب في قلبه الإيمان وايّده بروح منه ولترفعنّ اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يُدرى اي من أي ، قال المفضل : فبكيت ، فقال لي عليه السلام : ما يبكيك يا ابا عبد الله ؟ فقلت : وكيف لا ابكي وانت تقول : اثنتا عشرة راية لا يدري على اي من أي ! فكيف أصنع ؟
قال : فنظر الى شمس داخلة في الصفة (الكوة) فقال عليه السلام : يا ابا عبد الله ترى هذه الشمس ؟ قلت : نعم .
قال : والله لأمرنا أبين من هذه الشمس ) - 3 -
*******************************
الهوامش :
1 - بقرينة قول الامام الصادق (ع) في رواية أخرى : ( ... فانبذوا الى الناس نبذاً فمن عرف فزيدوه ومن انكر فامسكوا لا يحتمله الا ثلاث ملك مقرب او نبي مرسل او عبد امتحن الله قلبه للايمان ... ) .
2 - بحار الأنوار ، العلامة المجلسي ، ج 2 ، ص 183 .
3 - كمال الدين وتمام النعمة ، للشيخ الصدوق ، ص 348 ، ح 35 ، ب 33 .