بسم الله الرحمن الرحيم
بدون جُهد وتعب لن يبلغ الإنسان مستوى الأدميّة!!
فإذا توهّم أحدٌ أنّه يستطيع دون رياضة أنْ يُطهّر نفسَه من الملكات القبيحة الحيوانيّة، ويُزيّنها بالملكات الرحمانيّة فهو يُغرق نفسه في الخيال الفج.
ذلك أنّ سُنَّة اللهِ في خلق مخلوقاته استقرّت على أنْ يكون الإنسان باختياره السبب في أن يكون حيواناً أو آدميّاً.
فَبِيَدِهِ يستطيعُ أن يتنكّب بالتدريج عن الصفات الحيوانيّة، ويسعى أن تلتزم أعضاؤه وجوارحه سبيل النواحي الإنسانيّة، كي تكون ذاته وحقيقته نورانيتين، ومصدراً للخيرات، فيرشحُ منه الطُهر، ويكون مورداً للبركات ينتفع الخلق منه.
أمعنوا بدقّة في هذا القول لأمير المؤمنين عليه السلام في وصفه للمتّقين، يقول في الواحد منهم: "اَلْخَيْرُ مِنْهُ مَأْمُولٌ وَاَلشَّرُّ مِنْهُ مَأْمُونٌ"
فمَنْ رَاضَ نفسَهُ وأصبح إنساناً علامته أن يكفَّ ضرره عن الآخرين، فالنّاسُ في أمان وراحة من شرّه، لا بل هم يأملون الخير منه.
فلا يتوهّمنَّ أحدٌ أنّه ببساطه، وبعبادات ظاهريّة من صلاة وصوم وحج -كما يفعل البعضُ من عديمي الإدراك- يستطيع أن يبلغ أيّ مكان، أي أن يستوي آدميّاً، فما يفعله الآدمي هو أن يُضعف النواحي الحيوانيّة عنده، فيكفّ لسانه ويحبسه، فمن أطلق للسانه عنانه، فنهايته أن يستوي حيواناً مفترساً.
عبارةٌ أخرى يقولها أمير المؤمنين عليه السلام في هذا الصدد، يقول: "وَإِنَّمَا هِيَ نَفْسِي أَرُوضُهَا بِالتَّقْوَى لِتَأْتِيَ آمِنَةً يَوْمَ اَلْخَوْفِ اَلْأَكْبَرِ"
فعلينا، ونحنُ شيعة علي عليه السلام أنْ ننهَجَ نهجَهُ ونسلك مسلكه، كي نكون من شيعته.
--------------------------------
من كتاب "الأخلاق الإسلاميّة" للسيّد عبد الحسين دستغيب رضوان الله تعالى عليه
بدون جُهد وتعب لن يبلغ الإنسان مستوى الأدميّة!!
فإذا توهّم أحدٌ أنّه يستطيع دون رياضة أنْ يُطهّر نفسَه من الملكات القبيحة الحيوانيّة، ويُزيّنها بالملكات الرحمانيّة فهو يُغرق نفسه في الخيال الفج.
ذلك أنّ سُنَّة اللهِ في خلق مخلوقاته استقرّت على أنْ يكون الإنسان باختياره السبب في أن يكون حيواناً أو آدميّاً.
فَبِيَدِهِ يستطيعُ أن يتنكّب بالتدريج عن الصفات الحيوانيّة، ويسعى أن تلتزم أعضاؤه وجوارحه سبيل النواحي الإنسانيّة، كي تكون ذاته وحقيقته نورانيتين، ومصدراً للخيرات، فيرشحُ منه الطُهر، ويكون مورداً للبركات ينتفع الخلق منه.
أمعنوا بدقّة في هذا القول لأمير المؤمنين عليه السلام في وصفه للمتّقين، يقول في الواحد منهم: "اَلْخَيْرُ مِنْهُ مَأْمُولٌ وَاَلشَّرُّ مِنْهُ مَأْمُونٌ"
فمَنْ رَاضَ نفسَهُ وأصبح إنساناً علامته أن يكفَّ ضرره عن الآخرين، فالنّاسُ في أمان وراحة من شرّه، لا بل هم يأملون الخير منه.
فلا يتوهّمنَّ أحدٌ أنّه ببساطه، وبعبادات ظاهريّة من صلاة وصوم وحج -كما يفعل البعضُ من عديمي الإدراك- يستطيع أن يبلغ أيّ مكان، أي أن يستوي آدميّاً، فما يفعله الآدمي هو أن يُضعف النواحي الحيوانيّة عنده، فيكفّ لسانه ويحبسه، فمن أطلق للسانه عنانه، فنهايته أن يستوي حيواناً مفترساً.
عبارةٌ أخرى يقولها أمير المؤمنين عليه السلام في هذا الصدد، يقول: "وَإِنَّمَا هِيَ نَفْسِي أَرُوضُهَا بِالتَّقْوَى لِتَأْتِيَ آمِنَةً يَوْمَ اَلْخَوْفِ اَلْأَكْبَرِ"
فعلينا، ونحنُ شيعة علي عليه السلام أنْ ننهَجَ نهجَهُ ونسلك مسلكه، كي نكون من شيعته.
--------------------------------
من كتاب "الأخلاق الإسلاميّة" للسيّد عبد الحسين دستغيب رضوان الله تعالى عليه