اللهم صل على محمد وآل محمد
روي السيد المرتضى في عيون المعجزات : قال : حدثني أبو التحف ,
قال : حدثني سعيد بن مرة برفعه برجاله إلى عمار بن ياسر – رفع الله درجاته –
أنه قال : كان أمير المؤمنين – عليه السلام – جالساً في دار القضاء , فنهض إليه رجل يقال له صفوان بن الأكحل ,
وقال : أنا رجل من شيعتك وعلي ذنوب , وأريد أن تطهرني منها في الدنيا لأرتحل إلى الآخرة وما علي ذنب .
فقال – عليه السلام - : قل لي بأعظم ذنوبك ما هي ؟ فقال : أنا ألوط الصبيان .
فقال : إنما أحب إليك ضربة بذي الفقار , أو أقلب عليك جداراً , أو أضرم لك ناراً ؟ فإن ذلك جزاء من ارتكب ما ارتكبته .
فقال : يا مولاي احرقني بالنار . فقال – عليه السلام - : يا عمار اجمع له ألف حزمة من قصب ، فأنا أضرمه غداًً بالنار ,
وقال للرجل : امض وأوص . قال : فمضى الرجل وأوصى بما له وعليه وقسم أمواله بين أولاده , وأعطى كل ذي حق حقه ,
ثم أتى باب حجرة أمير المؤمنين – عليه السلام – بيت نوح – عليه السلام – شرقي جامع الكوفة , فلما صلى أمير المؤمنين – عليه السلام – وأنجانا به الله من الهلكة .
قال : يا عمار ناد في الكوفة : اخرجوا وانظروا كيف يحرق علي رجلاً من شيعته بالنار .
فقال أهل الكوفة : أليس قالوا : إن شيعة علي ومحبيه لا تأكلهم النار ؟! وهذا رجل من شيعته يحرقه بالنار ,بطلت إمامته ,
فسمع ذلك أمير المؤمنين – عليه السلام - .قال عمار : فأخرج الإمام الرجل وبنى عليه ألف حزمة من القصب , وأعطاه مقدحة من الكبريت ,
وقال له : أقدح وأحرق نفسك , فإن كنت من شيعة علي وعارفيه ما تمسك النار وإن كنت من المخالفين المكذبين فالنار تأكل لحمك , وتكسر عظمك
قال : فقدح النار على نفسه واحترق القصب وكان على الرجل ثياب كتان أبيض لم تعلقها النار ولم يقربها الدخان ,
فاستفتح الإمام وقال : كذب العادلون بالله وضلوا ضلالاً بعيداً , وخسروا خسراناً مبيناً .
ثم قال أنا قسيم الجنة والنار , شهد لي بذلك رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – في مواطن كثيرة .
وفيه قال عمار بن تغلبه :
علي حــبـــــــــــه جنــــــــــــة ................ قسيم النـــــــار والجنــــــــــــــــــة
وصي المصطفـــــــــى حقــــــــــاً ............ إمـــــــــــام الإنــــس والجنــــــــــــة
--------------------------
نوادر المعجزات - محمد بن جرير الطبري ( الشيعي) - الصفحة ٣٩
مدينة المعاجز - السيد هاشم البحراني - ج ١ - الصفحة ٢٥٩
تعليق