بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين
ترجمة ابن عبادة
في كتاب الدرجات الرفيعة للسيد علي بن معصوم : قال :
(سعد بن عبادة بن دلهم) ابن حارثة بن أبى حزينة بن تغلبه بن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الانصاري
كان سيد الخزرج وكبيرهم يكنى ابا ثابت وابا قيس من أعاظم الصحابة وهو أحد النقباء شهد العقبة مع السبعين والمشاهد كلهما ما خلا بدرا " فانه تهيأ للخروج فلدغ فاقام وكان جوادا " وكان له جفنة تدور مع رسول الله في بيوت أزواجه، عن يحيى بن كثير قال كان لرسول الله من سعد بن عبادة جفنة ثريد في كل يوم تدور معه اينما دار من نسائه وكان يكتب في الجاهلية بالعربية ويحسن القول والرمى والعرب تسمى من أجتمعت فيه هذه الأشياء الكامل ولم يزل سعد سيدا " في الجاهلية والإسلام وأبوه وجده وجد جده لم يزل فيهم الشرفوكان سعد يجير فيجار وذلك لسؤدده ولم يزل هو وأصحابه أصحاب اطعام في الجاهلية والإسلام. وعن النبي صلى الله عليه وآله الجود شيمة ذلك البيت يعنى بيتهم
وهو الذى أجتمعت عليه الانصار ليولوه الخلافة وقد اختلف أصحابنا (رض) في شأنه فعده بعضهم من المقبولين واعتذر عن دعواه الخلافة بما روى عنه انه
قال لو بايعوا عليا " ع " لكنت أول من بايع.
وبما رواه محمد بن جرير الطبري عن أبى علقمة قال قلت
لسعد بن عبادة وقد مال الناس لبيعة أبى بكر تدخل فيما دخل فيه المسلمون قال اليك عنى فوالله لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول إذا انامت تضل الاهواء ويرجع الناس على أعقابهم فالحق يومئذ مع على (عليه السلام) وكتاب الله بيده لا نبايع لاحد غيره
فقلت له هل سمع هذا الخبر غيرك من رسول الله
فقال معه ناس في قلوبهم أحقاد وضغائن قلت بل نازعتك نفسك ان يكون هذا الأمر لك دون الناس كلهم فحلف انه لم يهم بها ولم يردها وانهم لو بايعوا عليا " ع " كان أول من بايع سعد.
وزعم بعضهم ان سعدا " لم يدع الخلافة ولكن لما اجتمعت قريش على أبى بكر يبايعونه
قالت لهم الانصار اما إذا خالفتم أمر رسول الله صلى الله عليه وآله في وصيه وحليفته وابن عمه فلستم أولى منا بهذا الأمر فبايعوا من شئتم ونحن معاشر الانصار نبايع سعد بن عبادة فلما سمع سعد ذلك قال لا والله لا أبيع دينى بدنياى ولا ابدل الكفر بالأيمان ولا اكون خصما " لله ورسوله ولم يقبل
ما أجتمعت عليه الانصار فلما سمعت الانصار قول سعد سكتت وقوى أمر ابى بكر. وقال آخرون دعوى سعد الخلافة أمر كاد ان يبلغ أو بلغ حد التواتر وكتب السير ناطقة بان الانصار هم الذين سبقوا المهاجرين إلى دعوى الخلافة فلم يتم لهم الامر وما زعمه بعضهم خلاف المشهور. فقد روى أبو جعفر محمد ابن جرير الطبري في التاريخ ان رسول الله صلى الله عليه وآله لما قبض اجتمعت الأنصار
أولى به وايم الله لا يرانى الله انازعهم هذا الامر فقال أبو بكر هذا عمر وأبو
---
[ 328 ]
عبيدة بايعوا ايهما شئتم فقال لا والله لا نتولى هذا الامر عليك وأنت أفضل المهاجرين وخليفة رسول الله صلى الله عليه وآله في الصلاة وهى أفضل الدين أبسط يدك فلما بسط يده ليبايعاه سبقهما إليه بشير بن سعد فبايعه فناداه الحباب بن المنذر يا بشير عقتك عقاق انفست على ابن عمك الامارة فقال اسيدين خضير رئيس الاوس لاصحابه والله لئن لم تبايعوه ليكون للخزرج عليكم الفضيلة فقاموا فبايعوا ابا بكر فانكر على سعد بن عبادة والخزرج ما أجتمعوا عليه وأقبل الناس يبايعون ابا بكر من كل جانب ثم حمل سعد بن عبادة إلى داره فبقى اياما وارسل إليه أبو بكر ليبايع فقال لا والله حتى ارميكم بما في كنانتي واخضب سنان رمحي واضرب بسيفي ما اطاعني واقاتلكم باهل بيتى ومن تبعني ولو اجتمع معكم الجن والانس ما بايعتكم حتى أعرض على ربى فقال عمر لا ندعه حتى يبايع فقال بشير ابن سعد انه قد لج وليس بمبايع لكم حتى يقتل وليس بمقتول حتى يقتل معه أهل بيته وطائفة من عشيرته ولا يضركم تركه إنما هو رجل واحد فاتركوه وجاءت أسلم فبايعت فقوى بهم جانب ابى بكر وبايعه الناس. وروى أبو جعفر الطبري في التاريخ أيضا " عن ابن عباس قال: قال عمر ابن الخطاب يوما " على المنبر انه بلغني ان قائلا منكم يقول لو مات أمير المؤمنين بايعت فلانا " فلا يغرنى امرؤ ان يقول ان بيعة ابى بكر كانت له فلتة فلقد كانت كذلك ولكن الله وقى شرها .
باب ( في إعراض النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) عن أبي بكر وعمر حين تكلَّما في يوم بدر )
جاء في صحيح مسلم باب غزوة بدر 5 ج ص 170 رقم الحديث
4721 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- شَاوَرَ حِينَ بَلَغَهُ إِقْبَالُ أَبِى سُفْيَانَ
قَالَ فَتَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ فَأَعْرَضَ عَنْهُ
ثُمَّ تَكَلَّمَ عُمَرُ فَأَعْرَضَ عَنْهُ
فَقَامَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ فَقَالَ إِيَّانَا تُرِيدُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَوْ أَمَرْتَنَا أَنْ نُخِيضَهَا الْبَحْرَ لأَخَضْنَاهَا وَلَوْ أَمَرْتَنَا أَنْ نَضْرِبَ أَكْبَادَهَا إِلَى بَرْكِ الْغِمَادِ لَفَعَلْنَا - قَالَ - فَنَدَبَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- النَّاسَ فَانْطَلَقُوا حَتَّى نَزَلُوا بَدْرًا .
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء ج 3 ص 270 رقم الترجمة :
55 - سعد بن عبادة * ابن دليم بن حارثة بن أبي حزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج.
السيد الكبير الشريف، أبو قيس الانصاري الخزرجي الساعدي المدني، النقيب سيد الخزرج.
له أحاديث يسيرة وهي عشرون بالمكرر.
مات قبل أوان الرواية، روى عنه سعيد بن المسيب، والحسن البصري، مرسل.
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين
ترجمة ابن عبادة
في كتاب الدرجات الرفيعة للسيد علي بن معصوم : قال :
(سعد بن عبادة بن دلهم) ابن حارثة بن أبى حزينة بن تغلبه بن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الانصاري
كان سيد الخزرج وكبيرهم يكنى ابا ثابت وابا قيس من أعاظم الصحابة وهو أحد النقباء شهد العقبة مع السبعين والمشاهد كلهما ما خلا بدرا " فانه تهيأ للخروج فلدغ فاقام وكان جوادا " وكان له جفنة تدور مع رسول الله في بيوت أزواجه، عن يحيى بن كثير قال كان لرسول الله من سعد بن عبادة جفنة ثريد في كل يوم تدور معه اينما دار من نسائه وكان يكتب في الجاهلية بالعربية ويحسن القول والرمى والعرب تسمى من أجتمعت فيه هذه الأشياء الكامل ولم يزل سعد سيدا " في الجاهلية والإسلام وأبوه وجده وجد جده لم يزل فيهم الشرفوكان سعد يجير فيجار وذلك لسؤدده ولم يزل هو وأصحابه أصحاب اطعام في الجاهلية والإسلام. وعن النبي صلى الله عليه وآله الجود شيمة ذلك البيت يعنى بيتهم
وهو الذى أجتمعت عليه الانصار ليولوه الخلافة وقد اختلف أصحابنا (رض) في شأنه فعده بعضهم من المقبولين واعتذر عن دعواه الخلافة بما روى عنه انه
قال لو بايعوا عليا " ع " لكنت أول من بايع.
وبما رواه محمد بن جرير الطبري عن أبى علقمة قال قلت
لسعد بن عبادة وقد مال الناس لبيعة أبى بكر تدخل فيما دخل فيه المسلمون قال اليك عنى فوالله لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول إذا انامت تضل الاهواء ويرجع الناس على أعقابهم فالحق يومئذ مع على (عليه السلام) وكتاب الله بيده لا نبايع لاحد غيره
فقلت له هل سمع هذا الخبر غيرك من رسول الله
فقال معه ناس في قلوبهم أحقاد وضغائن قلت بل نازعتك نفسك ان يكون هذا الأمر لك دون الناس كلهم فحلف انه لم يهم بها ولم يردها وانهم لو بايعوا عليا " ع " كان أول من بايع سعد.
وزعم بعضهم ان سعدا " لم يدع الخلافة ولكن لما اجتمعت قريش على أبى بكر يبايعونه
قالت لهم الانصار اما إذا خالفتم أمر رسول الله صلى الله عليه وآله في وصيه وحليفته وابن عمه فلستم أولى منا بهذا الأمر فبايعوا من شئتم ونحن معاشر الانصار نبايع سعد بن عبادة فلما سمع سعد ذلك قال لا والله لا أبيع دينى بدنياى ولا ابدل الكفر بالأيمان ولا اكون خصما " لله ورسوله ولم يقبل
ما أجتمعت عليه الانصار فلما سمعت الانصار قول سعد سكتت وقوى أمر ابى بكر. وقال آخرون دعوى سعد الخلافة أمر كاد ان يبلغ أو بلغ حد التواتر وكتب السير ناطقة بان الانصار هم الذين سبقوا المهاجرين إلى دعوى الخلافة فلم يتم لهم الامر وما زعمه بعضهم خلاف المشهور. فقد روى أبو جعفر محمد ابن جرير الطبري في التاريخ ان رسول الله صلى الله عليه وآله لما قبض اجتمعت الأنصار
أولى به وايم الله لا يرانى الله انازعهم هذا الامر فقال أبو بكر هذا عمر وأبو
---
[ 328 ]
عبيدة بايعوا ايهما شئتم فقال لا والله لا نتولى هذا الامر عليك وأنت أفضل المهاجرين وخليفة رسول الله صلى الله عليه وآله في الصلاة وهى أفضل الدين أبسط يدك فلما بسط يده ليبايعاه سبقهما إليه بشير بن سعد فبايعه فناداه الحباب بن المنذر يا بشير عقتك عقاق انفست على ابن عمك الامارة فقال اسيدين خضير رئيس الاوس لاصحابه والله لئن لم تبايعوه ليكون للخزرج عليكم الفضيلة فقاموا فبايعوا ابا بكر فانكر على سعد بن عبادة والخزرج ما أجتمعوا عليه وأقبل الناس يبايعون ابا بكر من كل جانب ثم حمل سعد بن عبادة إلى داره فبقى اياما وارسل إليه أبو بكر ليبايع فقال لا والله حتى ارميكم بما في كنانتي واخضب سنان رمحي واضرب بسيفي ما اطاعني واقاتلكم باهل بيتى ومن تبعني ولو اجتمع معكم الجن والانس ما بايعتكم حتى أعرض على ربى فقال عمر لا ندعه حتى يبايع فقال بشير ابن سعد انه قد لج وليس بمبايع لكم حتى يقتل وليس بمقتول حتى يقتل معه أهل بيته وطائفة من عشيرته ولا يضركم تركه إنما هو رجل واحد فاتركوه وجاءت أسلم فبايعت فقوى بهم جانب ابى بكر وبايعه الناس. وروى أبو جعفر الطبري في التاريخ أيضا " عن ابن عباس قال: قال عمر ابن الخطاب يوما " على المنبر انه بلغني ان قائلا منكم يقول لو مات أمير المؤمنين بايعت فلانا " فلا يغرنى امرؤ ان يقول ان بيعة ابى بكر كانت له فلتة فلقد كانت كذلك ولكن الله وقى شرها .
باب ( في إعراض النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) عن أبي بكر وعمر حين تكلَّما في يوم بدر )
جاء في صحيح مسلم باب غزوة بدر 5 ج ص 170 رقم الحديث
4721 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- شَاوَرَ حِينَ بَلَغَهُ إِقْبَالُ أَبِى سُفْيَانَ
قَالَ فَتَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ فَأَعْرَضَ عَنْهُ
ثُمَّ تَكَلَّمَ عُمَرُ فَأَعْرَضَ عَنْهُ
فَقَامَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ فَقَالَ إِيَّانَا تُرِيدُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَوْ أَمَرْتَنَا أَنْ نُخِيضَهَا الْبَحْرَ لأَخَضْنَاهَا وَلَوْ أَمَرْتَنَا أَنْ نَضْرِبَ أَكْبَادَهَا إِلَى بَرْكِ الْغِمَادِ لَفَعَلْنَا - قَالَ - فَنَدَبَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- النَّاسَ فَانْطَلَقُوا حَتَّى نَزَلُوا بَدْرًا .
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء ج 3 ص 270 رقم الترجمة :
55 - سعد بن عبادة * ابن دليم بن حارثة بن أبي حزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج.
السيد الكبير الشريف، أبو قيس الانصاري الخزرجي الساعدي المدني، النقيب سيد الخزرج.
له أحاديث يسيرة وهي عشرون بالمكرر.
مات قبل أوان الرواية، روى عنه سعيد بن المسيب، والحسن البصري، مرسل.
تعليق