شهداءُ أحد بعد أربعين عاماً
بعد الهزيمة التي مُنيت بها قريش في معركة بدر الكبرى، وفقدت ما فقدت من عيون قومها،
اهتزت مكانتها بين الناس وظلت قريش لا يهدأ لها نادب ومما يحزّ في نفسها عدم التكافؤ بينها
وبين جيش النبي صلى الله عليه واله وسيطرت عليها أحاسيس الألم بمرّ الهزيمة تاركة نيراناً
مستعرة مما أنتج رغبة قوية بالثأر من النبي صلى الله عليه واله فحشدت الحشود، ودارت المعركة،
وانتهت بنتائجها المعروفة والتي كان من أشدها فقد النبي والمسلمين الحمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه،
وقد انتصر فيها المسلمون ولكن هذا النصر لم يكن كما أراده الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه واله بسبب
تخلّف بعض المسلمين عن أوامر النبي صلى الله عليه واله وطاعته؛ فتركت تلك المخالفة آثارها على واقع
المعركة، ومرّت السنون وبعد أربعين عاماً أراد معاوية (لعنه الله) أن يضرب (عين ماء) تمرّ على قبور
الشهداء وبالفعل أطلق الماء على قبورهم (رضوان الله عليهم)، فجاء المسلمون وأخرجوا جثث الشهداء
فاندهشوا مما رأوه فقد كانت على كلّ شهيد بردتان تغطي وجوههم، وعلى أقدامهم شيء من نبات الأرض،
وكان الواحد منهم يتثنى تثنياً كأنما دُفن بالأمس، وبينما كان العمال يقومون بنبش قبور الشهداء أصابت
المسحاة طرف رجل الحمزة عم النبي صلى الله عليه واله فانبعث منها دمٌ، وقال جابر بن عبد الله الأنصاري:
كنت في خلافة معاوية (لعنه الله) إذ جاءني رجل فقال: يا جابر والله قد أثار قبر أبيك عمال معاوية، فبدا،
وخرجت طائفة منه، قال: فأتيته مسرعاً فوجدته على النحو الذي تركته كأنما هو نائم على هيئته، ووجدنا جاره
(عمرو بن الجموح) في قبره ويده على جرحه فأزيلت عنه فانبعث منه دمٌ. ويُقال: إنه ماج من قبورهم مثل
ريح المسك، وقد صدق العلي العظيم حين قال: ( وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)/ (آل عمران:169).
بشرى عبد الجبار
تم نشره في المجلة العدد61
بعد الهزيمة التي مُنيت بها قريش في معركة بدر الكبرى، وفقدت ما فقدت من عيون قومها،
اهتزت مكانتها بين الناس وظلت قريش لا يهدأ لها نادب ومما يحزّ في نفسها عدم التكافؤ بينها
وبين جيش النبي صلى الله عليه واله وسيطرت عليها أحاسيس الألم بمرّ الهزيمة تاركة نيراناً
مستعرة مما أنتج رغبة قوية بالثأر من النبي صلى الله عليه واله فحشدت الحشود، ودارت المعركة،
وانتهت بنتائجها المعروفة والتي كان من أشدها فقد النبي والمسلمين الحمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه،
وقد انتصر فيها المسلمون ولكن هذا النصر لم يكن كما أراده الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه واله بسبب
تخلّف بعض المسلمين عن أوامر النبي صلى الله عليه واله وطاعته؛ فتركت تلك المخالفة آثارها على واقع
المعركة، ومرّت السنون وبعد أربعين عاماً أراد معاوية (لعنه الله) أن يضرب (عين ماء) تمرّ على قبور
الشهداء وبالفعل أطلق الماء على قبورهم (رضوان الله عليهم)، فجاء المسلمون وأخرجوا جثث الشهداء
فاندهشوا مما رأوه فقد كانت على كلّ شهيد بردتان تغطي وجوههم، وعلى أقدامهم شيء من نبات الأرض،
وكان الواحد منهم يتثنى تثنياً كأنما دُفن بالأمس، وبينما كان العمال يقومون بنبش قبور الشهداء أصابت
المسحاة طرف رجل الحمزة عم النبي صلى الله عليه واله فانبعث منها دمٌ، وقال جابر بن عبد الله الأنصاري:
كنت في خلافة معاوية (لعنه الله) إذ جاءني رجل فقال: يا جابر والله قد أثار قبر أبيك عمال معاوية، فبدا،
وخرجت طائفة منه، قال: فأتيته مسرعاً فوجدته على النحو الذي تركته كأنما هو نائم على هيئته، ووجدنا جاره
(عمرو بن الجموح) في قبره ويده على جرحه فأزيلت عنه فانبعث منه دمٌ. ويُقال: إنه ماج من قبورهم مثل
ريح المسك، وقد صدق العلي العظيم حين قال: ( وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)/ (آل عمران:169).
بشرى عبد الجبار
تم نشره في المجلة العدد61
تعليق