إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شموع الانتظار شموع الاستبشار

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شموع الانتظار شموع الاستبشار








    إلى كربلاء... إلى بلد الإمام الحسين عليه السلام... بلد البطولة والشهادة، إلى موطئ الأنبياء... وموئل الكرامة والفداء، ورمز انتصار الدم على السيف... يتوافد الزائرون وقد جاؤوا من كل حدب وصوب،فهم فيها ما بين ذاكر يدعو... ومصل يبكي على ما حل بواديها...
    إنه النصف من شعبان ذكرى ولادة الإمام الحجة صاحب الزمان عليه السلام، الزيارة السنوية لمرقد جده أبي عبد الله الحسين عليه السلام... حيث قدمت الجموع الغفيرة من المسلمين... إنها الزيارة المليونية.





    بعد أداء هذه الزيارة المباركة تتجه جموع كبيرة _وممن تشرفوا بزيارة أبي الأحرار عليه السلام_ قاصدة ضفتي نهر صغير يقع عند المدخل الشمالي لهذه الحاضرة المقدسة، وهم يحملون الشموع مضيئة... زرافات ووحدانا رجالاً ونساءً، شيوخاً وأطفالاً، مرددين هتافات وأهازيج الولاء والفرج، يخترقون شوارع المدينة قبل أن يجتمعوا عند مقام الإمام المهدي عليه السلام هناك عند النهر... ليرسلوا الشموع في مجراه الذي يحاذي المقام المقدس بعد تثبيتها على قطع من خشب ضماناً لطفوها واستمرار ضوئها في تقليد متوارث جميل... وقد ارتسمت على الوجوه علامات المسرة والابتهاج... فيما يبدو النهر الصغير وكأنه يزدان بحلل من الأنوار التي تدوم حتى الصباح بمنظر رائع تتلألأ فيه أنوار الشموع وكأنها تتأرجح بين أمواج النهر.
    فما هي علاقة الشموع بولادة الإمام المهدي عليه السلام؟
    وما هي علاقة ولادة المنتظر عليه السلام بزيارة الإمام الحسين عليه السلام؟
    ربما لأن إيقاد الشموع اقترن عند أغلب الناس بالمناسبات السعيدة ولكون ولادة الإمام الحجة عليه السلام هي حقاً مناسبة سعيدة عزيزة على قلوب المحبين، تراهم يخرجون فرحين مبتهجين بذكرى ولادته عليه السلام وهم يحملون هذه الشموع.



    أو لأن الشمعة هي رمز للتضحية والإيثار... فهي تحترق لتشع نوراً وضياءً تنير دروب الآخرين... وما دامت هي هكذا... ولأجل وجود هذه الخصلة فيها اندفع المحبون إلى إيقادها في ميلاد إمامهم المنتظر عليه السلام...فهو عليه السلام وكما ورد في الروايات يتألم لألمهم... ويستبشر عندما يصيبهم الخير أو يصدر عنهم فعله... وهكذا فإنه عليه السلام كالشمعة يتألم لهم ومن ذنوبهم... ويرسل عليهم من شآبيب أنواره الإلهية ليهديهم إلى الصراط المستقيم، بل ليهدي البشرية قاطبة لما يحمله عليه السلام من بهي الصفات وجمال السيرة.
    أو لأن الإمام المنتظر عليه السلام هو الذي يأخذ بثارات الحسين عليه السلام... ويسير على نهجه القويم في إحقاق الحق ومحاربة الباطل وأهله ومقارعة الظالمين والأفاكين الذين يسعون لطمر الدين... لذا فإن العلاقة وطيدة بين الإمام المهدي عليه السلام وجده الإمام الحسين عليه السلام... وهي تتمثل بالأهداف السامية التي كلّفا الاضطلاع بها إحياءً للدين وتكريساً للقيم النبيلة... فلعل العلاقة الحسينية المهدوية هي التي تجيش في النفوس مشاعر ولاء ومحبة إزاء احدهما للآخر حيث إنهما من نور واحد... وفي مضمار واحد... ألا وهو تحقيق الرسالة الإلهية المحمدية الحقة وإظهارها في أرجاء المعمورة... وإرساء دعائم العدالة بين أبناء المجتمع الإنساني الذي هو بأمس الحاجة إليها في عصر قد ضاعت فيها القيم... وانتهكت فيها المثل... وتبعثرت فيها الفضيلة.
    وهل الأمر هو مجرد شموع توقد وطقوس تؤدى؟ أم أن الأمر يتعدى ذلك كثيراً؟ والقضية هي قضية ارتباط روحي بالإمام المنتظر عليه السلام... فعقيدتنا فيه عليه السلام انه حي يرزق... وهو موجود بيننا، يفرح لفرحنا ويحزن لحزننا، لكنه غائب عن الأبصار بمشيئة الله تعالى... وإن هذه الحشود المليونية تجتمع هنا عند مقامه متجشمة كل هذا العناء... فهي مستعدة لمناصرته عند ظهوره المقدس... متضرعة إلى الله سبحانه وتعالى لأن يعجل بفرجه ويسهل مخرجه... حيث ان فرجه فرجنا, ومخرجه مخرجنا من الظلم والفقر والذل والهوان.
    وهل الشمعة رمز للنور؟ والنور عند الأمم والشعوب هو مظهر للنقاء والطهارة و الصفاء.


    أم إنها العلاقة الروحية التي تربط بين المؤمن وقادته الروحيين, تؤجج فيه روح الأمل والمواصلة عندما يمر بظروف صعبة فهو يدرك قيمة ظهور الإمام عليه السلام، وكيف ستكون حكومته... وكيف سيكون حال الدنيا أثناء حكمه عليه السلام الشريف.
    إن الروايات المنقولة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وآل بيته الأطهار عليهم السلام بهذا الخصوص تشير إلى سيادة العدل والحق... حيث يكثر الخير والرزق عندما تأتي الأرض أُكلها... فلا يبقى على الأرض فقير أو مظلوم بسيادة عدالة السماء بين الناس.
    وانطلاقاً من هذه المعطيات واستناداً إلى هذه المعتقدات كانت طقوس الانتظار والاستبشار بمولد قائم آل بيت محمد عليهم السلام الذي سيملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً.



    من صحيفة صدى المهدي - بتصرف


  • #2
    رغم غيبته، العالم رهن وجوده



    ليس لإمام العصر وحجة الله (عج) غيبة كلية، وما كان فهو الغيبة الجزئية، وهو حاضر على الدوام بغية إيصال فيض الوجود وأساس النعم. على هذا الأساس فقوانين وأصول الحجة دائمة الاستفاضة والفيض. فهو يستلهم الفيض على الدوام ويبثه باستمرار وقد كان الجعل والتقدير الإلهي ليكون على هذه الشاكلة.

    في هذا الضوء نعرف أن أهم فائدة في وجود الحجة هي: آثار ولايته التكوينية. فلابدّ أن يكون الحجة والولي من زاوية ناموس التكوين وقانون الإبداع، وبحكم سدى ولحمة نظام الخلق الحكيم، حيث إن علام الوجود كما أوضحنا من قبل أيضاً – يقوم على أساس الأسباب، والوسائط، ويرتكن لوجود الفرد الكامل في السببية والوساطة، والذي هو نفسه واسطة الوسائط، وسبب الأسباب. إذن فتربية الجماهير، وإدارة شؤون المجتمع، ونشر تعاليم الإسلام في كل بقاع العالم، وتشكيل الحكومة الحقة واحد من العديد من آثار وجوده، وحينما لا يتسنى لهذا الأثر أن يكون عملياً – لحكم متعددة – ويؤجل تجسيده ويغيب الحجة عن أنظار الناس، عامة، تبقى آثار وجوده الأخرى – وهي الأساس – مترتبة على وجوده، بل تساوق وتعادل هذه الآثار نفس وجوده، وأحكام المتساويين واحدة، فثبوت كل منهما عين ثبوت الآخر، فما دام الحجة موجوداً العالم موجود، وما دام العالم موجوداً فالحجة موجود.

    الخلاصة: بلوغ فيض الوجود التدريجي وتحقق مراحل الإفاضات الإشراقية، رهن وجوده، وهو أي – الحجة – كالمرآة الصقيلة إزاء مطلع أنوار الأزلية غير المتناهية، تعكس إطلالة الوجود على أرواح الكائنات – في مرحلتي الوجود والبقاء -.

    من هنا فآثار وجود الحجة لا ينظر إليها محصورة في زاوية تربية المجتمعات، والحضور في أوساط الأمة، بل لابد من ملاحظة وجود هذه الحقيقة من زاوية قانون التكوين، والعلاقات الماهوية (العلية والسببية) أيضاً، لترى أن للحجة حضوراً علياً، وإن لم يكن لساخت الأرض بأهلها[1]، وبتعبير المتكلم المعروف الشيخ عبد الجليل القزويني الرازي: «إمام العصر، خاتم الأبرار، المهدي بن الحسن العسكري – عليه وعلى آبائه الصلاة والسلام - ... وجود العالم رهن وجوده، والعقل والشرع منتظر ظهوره ولقائه..»[2].

    ما قيل حتى الآن كان إشارة للآثار الوجودية للحجة الغائب من بعد الوساطة التكوينية، أما في بعد الوساطة التشريعية ومسألة هداية وتربية البشرية فلا بد من القول: إن الغيبة من زاوية هذا البعد لها – يقينا – آثار سلبية، فلا يمكن أن يكون حرمان الإنسان من إدراك حضور المربي الأكبر والحجة البالغة أمراً يسيراً. غير أن هذا الحدث وقع وفق علل وحكم، فأدى إلى غيابه لكي لا تذهب آثار الهداية والتربية كلياً.


    لقد وقعت غيبة الإمام الكبرى في ظروف توفرت على الإمكانات التالية:
    1- كتاب الله.
    2- سنة الرسول (ص).
    3- أحاديث وأقوال وتعاليم الأحد عشر إماما.
    4- السيرة العملية وأسلوب حياة الأحد عشر إماماً طليلة 250 عاماً في أبعادها المختلفة: الالتزام والمسؤولية والتربية والإقدام والحماسة والإيثار..
    5- مرحلة «70 عاماً» الغيبة الصغرى، ومجموعة التعاليم والإرشادات التي أفاض بها الإمام الغائب طوال تلك المدة، والتي وضعها في يد الأمة – كما أشرنا من قبل – نوابه وسفراؤه.
    6- وجود جمع من علماء وعظام الشيعة، الذين مروا بمراحل تربوية وتعليمية في ظل مدرسة أهل البيت (ع)، مع الواسطة القريبة جداً لمنبع هذه التعاليم.

    سمعنا عن الفيلسوف الكبير الفارابي وعن بعض آخر من العظام والفلاسفة انهم قالوا: حينما يغيب رئيس المدينة الفاضلة، لابد من العمل بسنن وقوانين السلف. وقد حول علماء التشيع هذا النهج إلى سيرة عملية. من هنا – ومع وجود هذه التركة التربوية العظمى، التي تنسحب على أبعاد الحياة المختلفة، ومع وجود خط النيابة العامة في عصر الغيبة الكبرى – نلاحظ أن الآثار الوجودية في الغيبة لا تنتفي ولا تنقطع بشكل كامل.

    إذن فالمثال الذي يضربونه للإمام الغائب بالشمس الملبدة بالغيوم يصدق تماماً: فالشمس شمس سواء كانت مصرحة جلية وسواء كانت ملبدة بالغيوم، ولها كل آثارها الوجودية، غايته أنها حينما تتلبد بالغيوم لا يصل شعاهها الذهبي للعيون، غير أن بقية آثارها دائمة ومستمرة.

    ذكر أستاذنا الكبير الشيخ مجتبى القزويني الخراساني – وهو من نوادر عصره، ومن المحظوظين – فوائد وجود الإمام الأكبر المهدي الموعود (عج) في حال الغيبة ببيان ممتزج بوعي للواقع. يحسن بنا هنا أن نصغي لحديثه، وندع العندليب الواله يحكي مقولته:


    لا يزال الإمام في حال الغيبة – التي وقعت على أثر انحراف الناس أنفسهم – حجة، وحينما تبتغيه الناس بإخلاص سوف يظهر، وهو في نفس الوقت الذي يغيب فيه عن الأنظار يقوم بــــ:
    1- يقضي حوائج المتوجهين إليه والمتوسلين بمقامه.
    2- يمد الطالبين في حل مشكلات علوم الدين، والوصول إلى المعرفة.
    3- تؤثر إرادته ودعاؤه في تحويل قلوب المتسلطين والمتنفذين.
    4- حيث إنه شاهد على أعمال الأمة، تنصرف الجماهير المؤمنة عن ارتكاب الحرام والمخالفة، وتسلك سبيل الصلاح والتقوى.
    5- تعهد بتربية وإيصال النفوس المستعدة مراتب السلم في مسيرة التكامل الروحي. ويسعف السالكين على بصيرة، ويحفظهم عن الوقوع في شراك الأدعياء والمشعبذين والمتلبسين برداء الدين[3].

    من شبكة المعارف الاسلامية


    [1] أصول الكافي، كتاب الحجة، باب أن الأرض لا تخلو من حجة، الحديث 1 – 13.
    [2] كتاب النقض، طبع المحدث الارموي، مقدمة الكتاب، ص 6.
    [3] بيان الفرقان، ج 5، وانظر أيضاً كفاية الموحدين ج 3

    تعليق


    • #3
      الأخت الفاضلة صدى المهدي . أسعد الله أيامنا وأيامكِ بذكرى ولادة منقذ البشرية الإمام الحجة بن الحسن المهدي (عليه السلام) . وأحسنتِ وأجدتِ وسلمت أناملكِ على نقل ونشر هذا الموضوع القيم عنه . جعل الله عملكِ هذا في ميزان حسناتكِ . ودمتِ في رعاية الله تعالى وحفظه .

      تعليق


      • #4
        متباركين
        مدد يامهدي​

        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
        x
        يعمل...
        X