ان المفارقات التي ترتبط بهذه الظاهرة، أن بعض ادباء الغرب والعرب اتخذ منها مادة لأعمالهم الادبية وشهرتهم، ومن بين الكتّاب الذين وظفوا التسوّل في مؤلّفاتهم، الكاتب الانكليزي تشارلر ديكنز الذي يعد من اوائل الكُتاب الذين بحثوا في حيثيات هذه الظاهرة، فكتب عنها بصدق واحساس عالٍ، ولفت الانتباه إليها في عام 1837م، عندما بدأ ديكنز بكتابة روايته التي يصور فيها الظروف الرهينة في الملاجئ والاصلاحيات وظروف اطفال الشوارع وقصصهم في لندن، فكانت ظاهرة التسول والتشرد سببا في شهرة الكاتب الانكليزي المذكور حتى يومنا هذا.
ويرى خبراء ان لجوء بعض الناس الى التسول لم يأتِ صدفةً، ولا بسبب ضغوط مجموعة من الظروف التي يدّعي جميع المتسولين بأنها أجبرتهم على استعطاء الناس، فأُجبرَ هؤلاء على التسول لكسب قوت يومهم!، بل كان ذلك نتيجة للتهميش الذي تعيشه فئات اجتماعية كثيرة.
ان ظاهرة الاستجداء ظاهرة غير حضارية وان دلة على شيء فأنما تدل على الحالة المزرية الى تلك البلدان والأماكن التي تنتشر بها هذه الظاهرة وسوء الأوضاع الاقتصادية لتلك البلدان وعدم توزيع اموال تلك البلاد على العباد بالتساوي وان دل هذا ايظا انما يدل على الفساد الأقتصادي المستشري في تلك الأماكن وضعف السلطة ان لم تكن هي المسبب الرئيسي الى انهيار اقتصاد البلدان كما هو الحال في كثير من دول العالم حيث تنشغل الحكومات بسلب اموال الشعب وصرفها على الحساب الخاص لتوزع على شركات رئيس الدولة وشركات العائلة المالكة ووزرائهم وهذا انما يكون على مرئا ومسمع الشعب والذي بدوره يكتفي بالمشاهدة والتفرج على هذه المهزلة وتكثر معانات الناس الذين يقل دخلهم اليومي مما يضطرون الى الأنتقال الى احد ى حالتين السرقة أو السؤال ((الاستجداء))وفي كله الحالتين تدهور احوال العباد فهل من حلول لهذه الظاهرة حسب ما موجود من الإمكانات المتوفرة في تلك البلدان بحيث تكون خيرات البلاد للعباد والقسم الثاني من هذا البحث يكون على قسمين قسم على العباد انفسهم فقد ورد عن أئمة الهدى عليهم السلام كثير من الأحاديث التي تشجب هذا العمل والذين يعملون بها والقسم الأخر على الذين يعطون لهؤلاء وهم طبعا اشخاص ممدوحون عندا الإسلام والمسلمين أذا نسرد بعض الأحاديث التي تذم السؤال من غير حاجة فعن الأمام الصادق عليه السلام ((ما من عبد يسأل من غير حاجة فيموت حتى يحوجه الله اليها ويثبت الله له بها )) وعن الأمام السجاد عليه السلام ((ضمنت على ربي انه لا يسأل احد منغير حاجة الااظطرته المسألة يوما الى ان يسأل من حاجة )) وقول الأمام الصادق عليه السلام ((قال امير المؤمنين عليه السلام أتبعوا قول رسول الله صلى الله عليه واله فأنه قال :من فتح على نفسه باب مسألة فتح الله عليه باب فقر )) وأما الحديث على الباذل واستحباب البذل فكثيرة ومنها قول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ((الأيدي ثلاث :يد الله العليا وويد المعطي التي تليها ويد المعطى اسفل الأيدي ))
تعليق