إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

محور برنامج منتدى الكفيل (الاستجداء)78

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #21
    المشاركة الأصلية بواسطة ابو محمد الذهبي مشاهدة المشاركة
    لوحظ في الآونة الأخيرة انتشار ملحوظ لحالات الاستجداء في شوارع كربلاء المقدسة ولعل ما يأخذ على هذه الظاهرة هي ممارستها من قبل النساء حيث لا يكاد يخلو شارع من جلوس امرأة مغشاة ببرقع والى جانبها طفلها الصغير بملابس رثة وقد بدت عليه أثار الجوع، مستغلات عطف الزائرين الذين لا يتوانون عن تقديم المساعدة المادية. ويبدي المواطنون في كربلاء تخوفهم من ازدياد حالات الاستجداء وتأثيرها السلبي على الواقع الأمني والسياحي في المحافظة.
    وانتشرت حالات الاستجداءالاستجداء باستغلال كبار السن والاطفال والمعاقين الكثر نتيجة الحروب الرعناء ومفخخات البعث الدموي او الاعاقة الاصطناعية التي تفتعلها وتستغلها العصابات الاجرامية والمافيات المنظمة اذ توفر اوكار لسكن واطعام المتسولين وتوزعهم على اماكن تسول مكتظة بالحافلات والاشارات الضوئية وغيرها مقابل استحصال جميع مبالغ تسولهم والبالغة بالملايين اسبوعيا او شهريا وبذلك تحولت حالة التسول الى ظاهرة تسيطر عليها المافيات، ان هذا الوضع المزري يخالف تعاليم الاديان السماوية فقد جاء في الحديث الشريف للرسول محمد (ص) (من سال وعنده مايغنيه فانما يستكثر من النار) فقالوا ومايغنيه فقال (ص) (قدر ما يغديه ويعيشه).
    التسول لها اسباب منها ما يلي:
    > تفشي ظاهرة البطالة الناتجة من تدهور الصناعة والزراعة والاعتماد على الاستيراد بدون ضوابط تحمي المنتج المحلي والمستهلك اي اعتماد البلد على اقتصاد وحيد الجانب بتصدير النفط فقط واستيراد جميع حاجات الناس تقريبا.
    > التوزيع غير العادل للثروات والموارد الوطنية.
    > تفشي الفساد الاداري والمالي.
    > انخفاض قيمة العملة المحلية لان كثرة الاستيراد يؤدي الى انخفاض قيمة العملة وكلما زاد ضخ عملة اضافية في السوق قابلها زيادة في التضخم وارتفاع اسعار المواد المستوردة.
    > كثرة الازمات لاسيما ازمة السكن التي تتفاقم سنة بعد اخرى.
    > غياب التامين الصحي وغياب مجانية التعليم اي كثرة مصاريف الاسرة.
    > كثرة الارامل والاطفال الايتام بدون رعاية كافية لان الرواتب البسيطة التي تتسلمها دور الرعاية لاتسد من متطلبات العيش سوى الشيء اليسير جدا سوى القضايا الاساسية فقط.
    اما الحلول الواجب مراعاتها للحد من هذه الظاهرة فتتمثل بتنشيط الصناعات المحلية الي تستقطب الكثير من البطالة ودعم وتسليف الفلاحين للنهوض بالواقع الزراعي وسن قوانين حماية المنتج والمستهلك من المواد المستوردة وكذلك حل ازمة السكن بالبناء العمودي وتسليم شقق كاملة بدون مقدمة وبالتقسيط المريح للمتزوجين والنهوض بمستوى الرواتب لاسيما المتدنية منها وازالة الفوارق بين رواتب الوزارات ودعم البطاقة التموينية واحتضان الارامل والاطفال الايتام ثم الاعتماد على المفكرين الاقتصاديين داخل وخارج البلد لان البلد الذي يمتلك السياسة الاقتصادية الحكيمة مستفيدا من خبرة الدول المتقدمة اقتصاديا فانه سوف ينطلق في مسيرة اقتصادية تطورية ماديا حتى وان كان البلد ضعيفا ماديا كما حدث للصين واليابان وبعكس ذلك الدول التي تتخبط بسياستها الاقتصادية العشوائية فستكون ضعيفة المستوى المعاشي حتى وان كانت تلك الدول غنية بثرواتها الطبيعية والبشرية هذا من جهة ومن الجهة الثانية فالبلد يحتاج وبشكل صارم الى الحد من الفساد الاداري والمالي ومحاربة التسول بمختلف اشكاله.
    المشاركة الأصلية بواسطة ابو محمد الذهبي مشاهدة المشاركة

    ان المفارقات التي ترتبط بهذه الظاهرة، أن بعض ادباء الغرب والعرب اتخذ منها مادة لأعمالهم الادبية وشهرتهم، ومن بين الكتّاب الذين وظفوا التسوّل في مؤلّفاتهم، الكاتب الانكليزي تشارلر ديكنز الذي يعد من اوائل الكُتاب الذين بحثوا في حيثيات هذه الظاهرة، فكتب عنها بصدق واحساس عالٍ، ولفت الانتباه إليها في عام 1837م، عندما بدأ ديكنز بكتابة روايته التي يصور فيها الظروف الرهينة في الملاجئ والاصلاحيات وظروف اطفال الشوارع وقصصهم في لندن، فكانت ظاهرة التسول والتشرد سببا في شهرة الكاتب الانكليزي المذكور حتى يومنا هذا.
    ويرى خبراء ان لجوء بعض الناس الى التسول لم يأتِ صدفةً، ولا بسبب ضغوط مجموعة من الظروف التي يدّعي جميع المتسولين بأنها أجبرتهم على استعطاء الناس، فأُجبرَ هؤلاء على التسول لكسب قوت يومهم!، بل كان ذلك نتيجة للتهميش الذي تعيشه فئات اجتماعية كثيرة.



    ان ظاهرة الاستجداء ظاهرة غير حضارية وان دلة على شيء فأنما تدل على الحالة المزرية الى تلك البلدان والأماكن التي تنتشر بها هذه الظاهرة وسوء الأوضاع الاقتصادية لتلك البلدان وعدم توزيع اموال تلك البلاد على العباد بالتساوي وان دل هذا ايظا انما يدل على الفساد الأقتصادي المستشري في تلك الأماكن وضعف السلطة ان لم تكن هي المسبب الرئيسي الى انهيار اقتصاد البلدان كما هو الحال في كثير من دول العالم حيث تنشغل الحكومات بسلب اموال الشعب وصرفها على الحساب الخاص لتوزع على شركات رئيس الدولة وشركات العائلة المالكة ووزرائهم وهذا انما يكون على مرئا ومسمع الشعب والذي بدوره يكتفي بالمشاهدة والتفرج على هذه المهزلة وتكثر معانات الناس الذين يقل دخلهم اليومي مما يضطرون الى الأنتقال الى احد ى حالتين السرقة أو السؤال ((الاستجداء))وفي كله الحالتين تدهور احوال العباد فهل من حلول لهذه الظاهرة حسب ما موجود من الإمكانات المتوفرة في تلك البلدان بحيث تكون خيرات البلاد للعباد والقسم الثاني من هذا البحث يكون على قسمين قسم على العباد انفسهم فقد ورد عن أئمة الهدى عليهم السلام كثير من الأحاديث التي تشجب هذا العمل والذين يعملون بها والقسم الأخر على الذين يعطون لهؤلاء وهم طبعا اشخاص ممدوحون عندا الإسلام والمسلمين أذا نسرد بعض الأحاديث التي تذم السؤال من غير حاجة فعن الأمام الصادق عليه السلام ((ما من عبد يسأل من غير حاجة فيموت حتى يحوجه الله اليها ويثبت الله له بها )) وعن الأمام السجاد عليه السلام ((ضمنت على ربي انه لا يسأل احد منغير حاجة الااظطرته المسألة يوما الى ان يسأل من حاجة )) وقول الأمام الصادق عليه السلام ((قال امير المؤمنين عليه السلام أتبعوا قول رسول الله صلى الله عليه واله فأنه قال :من فتح على نفسه باب مسألة فتح الله عليه باب فقر )) وأما الحديث على الباذل واستحباب البذل فكثيرة ومنها قول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ((الأيدي ثلاث :يد الله العليا وويد المعطي التي تليها ويد المعطى اسفل الأيدي ))
    المشاركة الأصلية بواسطة ابو محمد الذهبي مشاهدة المشاركة
    تعاني معظم المجتمعات الإسلامية، من بعض الظواهر السلبية والعادات، التي تعكس صورة مسيئة للمسلمين في الداخل والخارج، وقد حث الإسلام على مراعاة الجمال والأخلاق، في كل تصرفات المسلم القولية والفعلية، حتى يقدِم المسلمون النموذج الإسلامي الأخلاقي القويم، الذي يصحح التشويه المتعمد للإسلام ورموزه، في بلاد غير المسلمين، وتتصدر تلك الممارسات والظواهر السلبية في المجتمع المسلم، ظاهرة التسول.
    والتسول ظاهرة قبيحة تُسيء إلى سمعة المجتمع، وتُعكر صفوه وتُشوه صورته، وتجعل المتسول يظهر بصورة المحتاج والذليل، وقد نهى النبي صلى الله عليه واله وسلم، أن يُذلّ المؤمن نفسه، قال صلى الله عليه واله وسلم: "لا يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ"
    قال صلى الله عليه واله وسلم قال: "مَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَسْأَلُ النَّاسَ، حَتَّى يَأْتِيَ يَوْمَ القِيَامَةِ لَيْسَ فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ".
    وأضاف أن الإسلام قد حرص على حفظ كرامة الإنسان، وصون نفسه عن الابتذال والتعرض للإهانة، والوقوف بمواقف الذل والهوان، فحذّر من التعرض للتسول، الذي يتنافى مع الكرامة الإنسانية التي خصها الله تعالى للإنسان، قال تعالى: } وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ... {(الإسراء/17). أن الإسلام قد حرّم المسألة على كل مَن يملك ما يُغنيه عنها، من مال أو قدرة على التكسب، سواء كان ما يسأله زكاة أو تطوعاً أو كفارة، ولا يحل للمتسول أخذه، إذ لم يسمح له إلا على ظن الفاقة"،وذلك لقوله صلى الله عليه واله وسلم: "مَنْ سَأَلَ النَّاسَ أَمْوَالَهُمْ تَكَثُّرًا، فَإِنَّمَا يَسْأَلُ جَمْرًا فَلْيَسْتَقِلَّ أَوْ لِيَسْتَكْثِرْ" وعنه صلى الله عليه واله وسلم قال: "إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ"
    فالمحترف لهذه المهنة القبيحة، يأكل أموال الناس بالباطل، ويُطعم أبناءه سُحتاً، أي مالاً حراما، ومما يسيء إلى صورة بلدنا مجتمعاتنا الإسلامية، أن نرى أطفالاً صغاراً ونساءً أُرسلوا من قبل أوليائهم، إلى الإشارات الضوئية وإلى أبواب دور العبادات، وعاشوا في الشوارع حفاة، وبلباس مبتذل، يظهرون العوز والفاقة والكآبة، ليستدروا عواطف الناس، وأنهم ما أخرجهم من بيوتهم إلى الجوع.
    وقد عالج الإسلام هذه الظاهرة المسيئة بتحريم التسول، والحض على العمل والإنتاج، وجعل أفضل ما يأكل الرجل من كسب يده؛ لقول صلى الله عليه واله وسلم: "مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ، وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ"
    وأما من كان في ضيق وكربة، فعليه مراجعة الجهات المعنية، وهي في بلاد المسلمين كثيرة ولله الحمد، فالمتسول يأخذ أموال الناس بغير حق، وسيسأل عنها أمام الله عز وجل، وقد اعتبر القانون التسول بغير سبب مشروع جريمة، يستحق صاحبها العقاب عليها، لأنه أكل لأموال الناس بالباطل، ووسيلة من وسائل التحايل على الناس، وكذلك لا ينبغي تشجيع هؤلاء بالتصدق عليهم، كما ينبغي نصحهم ووعظهم؛ كي لا يأكلوا أموال الناس بالباطل.

    المشاركة الأصلية بواسطة خادمة الحوراء زينب 1 مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اللهم صل على محمد وال محمد
    *~*~*~*~*~*~*~*~*
    أسباب التسوّل:
    1-الفقر: وهو عدم الحصول على مستلزمات الحياة الأساسية كالمأكل والمشرب والملبس بسبب البطالة وعدم وجود مهنة أو حرفة لدى الشخص المتسوّل أو أن له حرفة ولكنها لا تكفي لسد احتياجاته، لكثرة عياله أو لارتفاع أسعار المواد الغذائية ومتطلبات الحياة.
    2-الكسل: وهو حبّ الراحة وعدم بذل الجهد العقلي والعضلي باتخاذ عمل معين أو حرفة معينة فيجد المتسوّل له مجالاً للحصول على المال اللازم دون تعب أو جهد يبذله
    3-النقص العقلي والجسدي: الذي يرافق ذوي العاهات والأمراض المزمنة والعاجزين عن العمل والمعاقين خلقة أو بسبب حادث أو عارض
    4-فقدان المعيل: فاليتيم والأرملة الفاقدان للعائل قد يختاران التسوّل بسبب حرمانهما من المعيل الذي يوفّر لهما مستلزمات الحياة المادية والروحية فيفتقدان المال والإشراف والتوجيه التربوي الذي يربّيهما على عزّة النفس وكرامتها ، ويمنعهما من اتخاذ الأعمال الوضيعة ومن إذلال النفس بالتسوّل وغيره.
    5-التربية الخاطئة في مرحلة الطفولة، وتعليم الأطفال على طلب الحاجة إلى الغير وبطلب العون من كل أحد قد يحصل الأنس بالتسوّل: فقد يتسوّل البعض للحصول على المال ولكن بمرور الزمن يحدث لديهم أنس بالتسوّل نفسه فيصبح المتسوّل ثرياً أو قد يجد من يكفيه من المال من ابن أو من قريب أو ما شابه ذلك ولكنه لا يترك التسوّل لاعتياده عليه ولحدوث حالة الأنس بينه وبين التسوّل.
    6-توارث الظاهرة من الآباء وانتقالها إلى الأبناء: فأغلب المتسوّلين يصحبون أطفالهم أثناء التسوّل ، لتصبح مهنتهم هي التسوّل بعد التعوّد عليها وعدم وجود الرادع لهم .
    7-المرض النفسي : ويتمثّل بعقدة الحقارة والشعور بالنقص وعدم الاعتراف بالذل إضافة إلى الطمع والجشع وعدم القناعة.
    8-سوء توزيع الثروات داخل المجتمع وقلّة التراحم والاقتصار على بذل اليسير من المال غير الكافي لسدّ حاجة المحتاجين أو الذي لا يصل إلى مستحقيه بشكل عادل: فالمتسوّل قد لا يجد من يعطف عليه لإشباع حاجاته الأساسية من مأكل وملبس ومسكن فيوزّع طلباته على كل الناس ليجمع منهم اليسير وليعطيه كل شخص جزءاً يسيراً من المال حتى يحصل بتجميعها مبلغ لا بأس به.
    العلاج الإسلامي للتسوّل:
    وضع الإسلام تشريعاً كاملاً وشاملاً لجميع جوانب الحياة الإنسانية يقي الإنسان من جميع الظواهر السلبية الخاطئة ويعالجها إذا ما حدثت في الواقع المعاش فالتشريع وقاية قبل الوقوع وعلاج بعد الوقوع ، وقد جعله الإسلام تشريعاً نموذجياً لمعالجة مشكلة الفقر والحرمان وما ينتج عنهما من ظواهر سلبية كالتسوّل وغيره واعتبره تشريعاً اجتماعياً قائماً على أساس علاقات التراحم والتعاون.
    الوقاية والعلاج لظاهرة التسوّل.
    1-التشجيع على العمل والكسب:
    وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
    ( أفضل الكسب بيع مبرور وعمل الرجل بيده )
    ( إن الله تعالى يحبّ العبد المؤمن المحترف )

    وقد جعل الإسلام للعمل مزايا وخصوصيات فالذي يعمل بيده ويحصل
    على رزقه عن طريق عمله يغفر الله له الذنوب ويحصل على ثواب كبير
    وهذه المفاهيم لو كانت مشاعة في المجتمع ومغروسة فيه لتوجّه الجميع إلى العمل الدؤوب المثمر.

    قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)من أمسى كالاً من عمل يديه أمسى مغفوراً له
    وقال (صلى الله عليه واله وسلم)من أكل كدّ يده كان يوم القيامة في عداد الأنبياء ويأخذ ثواب الأنبياء
    2-الحثّ على الاستغناء عن الناس وذمّ السؤال: حثّ الإسلام على العمل والاستغناء عن الآخرين ونهى عن السؤال.
    قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)استعفوا عن السؤال ما استطعتم
    وقال (صلى الله عليه واله وسلم)قلّة طلب الحوائج من الناس هو الغنى الحاضر وكثرة الحوائج إلى الناس مذلّة وهو الفقر الحاضر
    فالتسوّل ذلّ والإسلام كرّم المسلم وأعزّه ونهاه عن إذلال نفسه ، قال الإمام الصادق (عليه السلام)طلب الحوائج إلى الناس استلاب للعزّ ومذهبة للحياء واليأس مما في أيدي الناس عزّ للمؤمن في دينه والطمع هو الفقر الحاضر
    3-التشجيع على الكفاف وذمّ الطمع: الطمع وعدم القناعة بما هو موجود من مال وعدم العيش بكفاف يدفع بالبعض إلى التسوّل ولذا شجّع الإسلام على القناعة والكفاف وذمّ الطمع.
    قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)طوبى لمن هدى للإسلام وكان عيشه كفافاً وقنع به
    وقال (صلى الله عليه واله وسلم)عليك باليأس مما في أيدي الناس وإياك والطمع فإنّه الفقر الحاضر
    4-التوجه إلى الله: التوجّه إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء والإلحاح به مع توفير شروطه فإن الدعاء المصحوب بالسعي للحصول على العمل وعلى الرزق يحقق للإنسان طلبه في الحصول عليه فيستغني عن الآخرين ولا يضطرّ إلى التسوّل .
    من دعاء للإمام السجاد (عليه السلام)اللهم لا طاقة لي بالجهد ولا صبر لي على البلاء ولا قوة لي على الفقر فلا تحظّر عليّ رزقي ولا تكلني إلى خلقك بل تفرّد بحاجتي وتولّ كفايتي
    5-الحثّ على التراحم والتكامل: حثّ الإسلام على التراحم والتكافل والتعاون ومساعدة الفقراء والمعوَزين.
    قال الإمام علي (عليه السلام) في وصيته( الله الله في الفقراء والمساكين فشاركوهم في معايشكم )
    وقال الإمام الباقر (عليه السلام): (( ما شيعتنا إلاّ من اتقى الله وأطاعه وما كانوا يُعرفون إلاّ بالتواضع وتعهّد الجيران من الفقراء وذوي المسكنة والغارمين والأيتام )
    6-الإنفاق الواجب للضمان الاجتماعي:أكّد الإسلام على الإنفاق وأن يخرج الغني قسماً من أمواله لتعلق حق الفقراء وذوي الحاجة فيها


    اللهم صل على محمد وال محمد


    الاخوة الاكارم


    استاذنا القدير (ابومحمد الذهبي )


    العزيزة الغالية (خادمة الحوراء زينب )


    اجدتم فيما طرحتم من واقع معاش وحال بتنا نراه جميعا ونشهد كل تفاصيله يومياً ....


    واكيد ان من اهم الاسباب التي ادت الى بقاء ظاهرة الاستجداء او تفاقمها اكثر هو :


    التفجيرات الارهابية


    وحملات التصفية الطائفية ومنها المهجرين والنازحين


    اضافة الى عوائل الشهداء والايتام والارامل


    هذا وهنالك كانت ومازالت عوائل ترزح تحت خط الفقر لسبب ما كان يكون انعدام المورد


    او غياب المعين اوكثرة العدد



    وكل هذه الاسباب مجتمعة وغيرها ادى الى استمرار وتفاقم الوضع


    ولكن هنا يأتي السوال

    مااالحل لهكذا حال مرات تؤلمنا بتواجدها ؟؟؟؟


    وفي بعض المرات تزعجنا وتضايقنا لاننا بتنا لانعرف من هو المحتاج حقاً ومن هو المتخذ منها مهنة ...؟؟؟؟؟


    واكرر شكري

    وكل الشكر والامتنان للاستاذ ابو محمد الذهبي لشرحه النافع والراقي عن هذه الظاهرة


    وكذلك للعزيزةام باقر بحلولها وتفصيلها القيم ...


    وسانتظر حلول الجميع الكريمة حول هذا الباب المهم ....
































































    تعليق


    • #22
      المشاركة الأصلية بواسطة التقي مشاهدة المشاركة
      اللهم صل على محمد وآل محمد

      الحمد لله الذي منَّ علينا بهذا الصرح المبارك وهذه المدرسة العظيمة

      التي نتزود منها خير زاد ونتعلم فيها اجلَّ تعليم

      تجمعنا اخوة و تمنحنا عطاء صاحب الجود واللواء .

      الشكر والثناء والعرفان لمن يقفون خلف هذا الصرح المبارك

      والشكر موصول ايضا لكل الاخوة والاخوات الذي ينتجبون كل جميل ونافع وهادف ليتحفونا به .

      والشكر الدائم للكريمة والفاضلة الاخت مقدمة البرنامج

      على طيب نشرها واختيارها وذوق ردودها

      نسأل الله تعالى لجميع رواد المنتدى الخير والهداية وقبول الاعمال .

      المشاركة الأصلية بواسطة التقي مشاهدة المشاركة
      اللهم صل على محمد وآل محمد

      اعتقد ان موضوع الحوار يمكن ان يقسم الى محورين :

      الاول /

      الفقر والعوز واليتم والبطالة وقلّة الحيلة وجزء من حلول مشاكلها هو الاستجداء وطلب الخير من ايدي الاخرين.

      الثاني /

      نفس ظاهرة الاستجداء وكثرة مريدها وممتهنيها وتأثيرها على السلوك العام للمجتمع وتداعيتها

      وهل هي فعلاً صحية وصحيحة ؟

      وعندما طرحنا الموضوع كان الهدف هو تسليط الضوء على المحور الثاني منه

      باعتبارها ظاهرة غزت مجتمعنا واختلط علينا الحال وما عدنا نعرف المحتاج من غيره

      فما هي الاسباب الحقيقية وراء انتشار تلك الظاهرة ؟

      هل هي الحاجة الفعلية ام انها وسيلة كسب مريحة لا تحتاج الى راس مال كما اشار لها احد الاخوة ؟

      كيف نتعامل مع مثل هؤلاء المتسولين ؟

      واذا كانوا ممن يمتهن تلك الاعمال دون احتياج حقيقي

      هل نحن جزء من المنظومة الاعلامية لهم عند تقديم المساعدة لهم ؟

      اسئلة كثيرة يمكن طرحها عبر هذه النافذة المشرقة من برنامجكم الاروع .




      اللهم صل على محمد وال محمد


      اشرق محورنا بنور كاتبه المشرف الفاضل والمخلص (التقي )


      نورتوا اخي الكريم بكلماتكم الواعية التي نستلهم منها كل نور وبركة وفكر


      وكنت قد رشحت موضوعكم هذا للحوار منذ مدة طويلة لاهميته

      لكن حلول شهر الله الاعظم حال دون ذلك ...


      ونسال الله الرضا والقبول بكل وقت ومكان ....


      ولن يبقى لي حديث مادام نوركم المتخصص بهذا الباب بزغ علينا ...

      وساتشرف بان الخص كل الردود نثرها وعيا وفكرا في برنامجكم

      وكذلك بنشركم في نشرتي الكفيل ومجلة الرياض


      ولكن نبقى نأمل منكم ان تفيدونا بالحلول لهكذا ظاهرة


      وان احببتم التفصيل بالموضوع اكثر فلكم ذلك ونشرف به



      وفق الله الجميع لمراضيه وطاعاته ....






















      تعليق


      • #23
        العلاج الإسلامي للتسوّل
        ============

        وضع الإسلام تشريعاً كاملاً وشاملاً لجميع جوانب الحياة الإنسانية ، يقي الإنسان من جميع الظواهر السلبية الخاطئة ويعالجها إذا ما حدثت في الواقع المعاش ، فالتشريع وقاية قبل الوقوع ، وعلاج بعد الوقوع ، وقد جعله الإسلام تشريعاً نموذجياً لمعالجة مشكلة الفقر والحرمان وما ينتج عنهما من ظواهر سلبية كالتسوّل وغيره، واعتبره تشريعاً اجتماعياً قائماً على أساس علاقات التراحم والتعاون.
        وفيما يلي نستعرض النقاط التي تمكّن من الوقاية والعلاج لظاهرة التسوّل.
        أولاً: التشجيع على العمل والكسب:
        قال سبحانه وتعالى: ( وَآيَةٌ لّهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ * وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنّاتٍ مِن نّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ * لِيَأْكُلُوا مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلاَ يَشْكُرُونَ ) يس/ 33 ـ 35 .
        وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (( أفضل الكسب بيع مبرور ، وعمل الرجل بيده ))(1) ، (( إن الله تعالى يحبّ العبد المؤمن المحترف ))(2).
        وقد جعل الإسلام للعمل مزايا وخصوصيات، فالذي يعمل بيده ويحصل على رزقه عن طريق عمله، يغفر الله له الذنوب ويحصل على ثواب كبير، وهذه المفاهيم لو كانت مشاعة في المجتمع ومغروسة فيه لتوجّه الجميع إلى العمل الدؤوب المثمر.
        قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (( من أمسى كالاً من عمل يديه أمسى مغفوراً له ))(3).
        وقال (صلى الله عليه واله وسلم): (( من أكل كدّ يده كان يوم القيامة في عداد الأنبياء ويأخذ ثواب الأنبياء ))(4).
        ثانياً: الحثّ على الاستغناء عن الناس وذمّ السؤال: حثّ الإسلام على العمل والاستغناء عن الآخرين ، ونهى عن السؤال.
        قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): (( استعفوا عن السؤال ما استطعتهم ))(5).
        وقال (صلى الله عليه واله وسلم): (( قلّة طلب الحوائج من الناس هو الغنى الحاضر، وكثرة الحوائج إلى الناس مذلّة ، وهو الفقر الحاضر ))(6).
        وخوّف الإسلام من نتائج السؤال وآثاره في الدنيا والآخرة. قال الإمام الصادق (عليه السلام): (( إيّاكم والسؤال ، فإنه ذلّ في الدنيا ، وفقر تستعجلونه ، وحساب طويل يوم القيامة ))(7).
        فالتسوّل ذلّ ، والإسلام كرّم المسلم وأعزّه ونهاه عن إذلال نفسه ، قال الإمام الصادق (عليه السلام): (( طلب الحوائج إلى الناس استلاب للعزّ ، ومذهبة للحياء ، واليأس مما في أيدي الناس عزّ للمؤمن في دينه ، والطمع هو الفقر الحاضر ))(8).
        ثالثاً: التشجيع على الكفاف وذمّ الطمع: الطمع وعدم القناعة بما هو موجود من مال ، وعدم العيش بكفاف، يدفع بالبعض إلى التسوّل، ولذا شجّع الإسلام على القناعة والكفاف وذمّ الطمع.
        قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): (( طوبى لمن هدى للإسلام وكان عيشه كفافاً وقنع به ))(9).
        وقال (صلى الله عليه واله وسلم): (( عليك باليأس مما في أيدي الناس ، وإياك والطمع فإنّه الفقر الحاضر ))(10).
        رابعاً: التوجه إلى الله: التوجّه إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء والإلحاح به مع توفير شروطه ، فإن الدعاء المصحوب بالسعي للحصول على العمل وعلى الرزق ، يحقق للإنسان طلبه في الحصول عليه ، فيستغني عن الآخرين ولا يضطرّ إلى التسوّل .
        من دعاء للإمام السجاد (عليه السلام): (( اللهم لا طاقة لي بالجهد ، ولا صبر لي على البلاء ، ولا قوة لي على الفقر ، فلا تحظّر عليّ رزقي، ولا تكلني إلى خلقك ، بل تفرّد بحاجتي وتولّ كفايتي ))(11).
        خامساً: الحثّ على التراحم والتكامل: حثّ الإسلام على التراحم والتكافل والتعاون ومساعدة الفقراء والمعوَزين.
        قال الإمام علي (عليه السلام) في وصيته: (( الله الله في الفقراء والمساكين ، فشاركوهم في معايشكم ))(12).
        وقال الإمام الباقر (عليه السلام): (( ما شيعتنا إلاّ من اتقى الله وأطاعه ، وما كانوا يُعرفون إلاّ بالتواضع ... وتعهّد الجيران ، من الفقراء وذوي المسكنة ، والغارمين والأيتام ))(13).
        وحثّ الإسلام على إعطاء ذوي الحاجات قبل أن يبدأوا في المسألة ، واعتبرها حقاً من حقوق المسلم على المسلم .
        قال الإمام الصادق (عليه السلام): (( ... والحق الرابع تبرّ قَسمه ، وتجيب دعوته ، وتعود مريضه ، وتشهد جنازته ، وإذا علمت أنّ له حاجة تبادره إلى قضائها ، ولا تلجئه أن يسألكها ولكن تبادره مبادرة ))(14).
        وإعطاء المال ابتداءً ليس فيه أي إذلال للمحتاج لأنه يأخذه باعتباره حقاً له على أخيه المسلم ، وجعل الإسلام صلة الرحم واجبة تجاه الأقارب.
        سادساً: الإنفاق الواجب للضمان الاجتماعي: أكّد الإسلام على الإنفاق ، وأن يخرج الغني قسماً من أمواله لتعلق حق الفقراء وذوي الحاجة فيها ، وينقسم الإنفاق الواجب إلى:
        1ـ الزكاة:
        قال سبحانه وتعالى: ( إِنّمَا الصّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) التوبة/ 60 .
        2ـ الخمس:
        قال سبحانه وتعالى: ( وَاعْلَمُوا أَنّمَا غَنِمْتُم مِن شَيْ‏ءٍ فَأَنّ للّهِ‏ِ خُمُسَهُ وَلِلرّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى‏ وَالْيَتَامَى‏ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السّبِيلِ ... ) الأنفال / 41 .
        3ـ الكفّارات:
        وهي تكليف شرعي مفروض على المسلمين المقصّرين في بعض حقوق الله أو المرتكبين لبعض ما لا ينبغي ارتكابه عمداً أو جهلاً .
        فكفّارة إفطار يوم من شهر رمضان عمداً ، مخيّرة بين عتق رقبة أو صوم شهرين متتابعين أو إطعام ستين مسكيناً وكسوتهم .
        كفارة إفطار قضاء شهر رمضان بعد الزوال ، وكفارة إفطار الصوم المنذور ، هي إطعام عشرة مساكين فإن لم يتمكن صام ثلاثة أيام.
        وكذلك كفارة اليمين ، والقتل الخطأ ، وقتل المحرم للصيد ، ومن أحدث في جسمه حدثاً في المصاب ، وفي كل ذلك إطعام للفقراء أو إكساؤهم .
        سابعاً: الإنفاق التطوّعي: الإنفاق التطوّعي هو الإنفاق المستحب الذي حثّ عليه الإسلام من أجل إشباع حاجات الفقراء والمُعْوَزين وتعميق أواصر الودّ والمحبّة بين المسلمين .
        قال سبحانه وتعالى: ( يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِن طَيّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ ... ) البقرة / 267 .
        وجعل الإمام علي (عليه السلام) الإنفاق من مكارم الأخلاق كما جاء في قوله : (( فمن آتاه الله مالاً فليصل القرابة ، وليحسن منه الضيافة، وليفكّ به الأسير والعاني ، وليحط منه الفقير والغارم ، وليصبّر نفسه على الحقوق والتوائب ، ابتغاء الثواب ، فإن فوزاً بهذه الخصال شرف مكارم الدنيا ، ودرك فضائل الآخرة ))(15).
        وجعل الإسلام حق المسلم على المسلم أن يواسيه في إشباع حاجاته الأساسية .
        قال الإمام الصادق (عليه السلام) : (( المسلم أخو المسلم ,وحق المسلم على أخيه المسلم أن لا يشبع ويجوع أخوه، ولا يكتسي ويعرى أخوه ...))(16).
        وعن عاصم أنه قال : قال الإمام الكاظم (عليه السلام): (( يا عاصم ، كيف أنتم في التواصل والتدابر ؟ )) قلت : على أفضل ما كان عليه أحد، قال (عليه السلام): (( أيأتي أحدكم إلى دكان أخيه أو منزله عند الضائقة فيستخرج كيسه ويأخذ ما يحتاج إليه فلا ينكر عليه ؟ )) قلت: لا ، قال (عليه السلام): (( فلستم على ما أحبّ في التواصل ))(17).
        وقد شدّد رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) على إشباع الجائعين وإكساء العراة ، حتى جعله مساوياً للإيمان: (( ما آمن بالله من شبع وأخوه جائع ، ولا آمن بالله من اكتسى وأخوه عريان ))(18).
        وهذه التعاليم والتوصيات لو التزم بها المجتمع لما بقي محتاج تدفعه حاجته للتسوّل .
        ثامناً: مسؤولية الدولة في الضمان: الدولة الإسلامية مسؤولة عن ضمان معيشة الأفراد ضماناً كاملاً وتتمثّل مسؤولياتها في مجموعة من الواجبات :
        1ـ ضمان معيشة الأفراد وسدّ حاجاتهم:
        قال الشهيد السيد محمد باقر الصدر: ( فرض الإسلام على الدولة ضمان معيشة أفراد المجتمع ضماناً كاملاً :
        ففي المرحلة الأولى تهيئ الدولة للفرد وسائل العمل .
        وفي المرحلة الثانية تمارس فيها الدولة تطبيق مبدأ الضمان عن طريق تهيئة المال الكافي لسدّ حاجات الفرد ، وتوفير حدّ خاص من المعيشة له )(19).
        والمرحلة الثانية تأتي في حالة عجز الفرد عن العمل ، أو كان مورده لا يكفي لسدّ حاجاته .
        2ـ إلزام الرعايا في تطبيق التكافل العام:
        بما أن واجب المسلمين هو رعاية إخوانهم الفقراء والمحتاجين ، فإن أخلّوا بهذا الواجب بأن احتكروا الأعمال ، أو جعلوا أسعار العمل زهيدة ، فإن للدولة حق التدخل .
        قال الشهيد الصدر في هذا الصدد: (للدولة حق إكراههم على القيام بواجباتهم في كفالة العاجزين إذا امتنعوا عن القيام بها ، وبموجب هذا الحق يتاح لها أن تضمن حياة العاجزين وكالة عن المسلمين)(20).
        3ـ إيجاد القطاع العام:
        القطاع العام يتكون من موارد الملكية العامة ، وملكية الدولة ، وتكون هذه القطاعات (ضماناً لحق الضعفاء من أفراد الجماعة ، وحائلاً دون احتكار الأقوياء للثروة كلها ، ورصيداً للدولة يمدّها بالنفقات اللازمة لممارسة الضمان الاجتماعي)(21).
        4ـ تطبيق التوازن الاجتماعي:
        الناس متفاوتون في طاقاتهم وفي خبراتهم ، والتوازن الاجتماعي لا يعني التساوي في الدخل وإنما التوازن في مستوى المعيشة .
        قال الشهيد الصدر: (التوازن الاجتماعي هو التوازن بين أفراد المجتمع في مستوى المعيشة ، لا في مستوى الدخل ، والتوازن في مستوى المعيشة معناه: أن يكون المال موجوداً لدى أفراد المجتمع ومتداولاً بينهم إلى درجة تتيح لكل فرد العيش في المستوى العام)(22).
        إضافة إلى دور وسائل الإعلام في محاربة ظاهرة التسوّل عن طريق التثقيف والتوجيه ، وحثّ الناس على الإنفاق والتكافل الاجتماعي ، وحثّهم على تأسيس الجمعيات الخيرية ودور العجزة والأيتام ، إضافة إلى ما تقوم به الدولة من مشاريع بناء دور العجزة والمعوقين ، واستثناء الفقراء من أجور الدراسة والعلاج إلى غير ذلك ، فالوقاية والعلاج لظاهرة التسوّل لا بد وأن يتعاون فيها جميع الأفراد وخصوصاً العلماء ومَنْ بيده الحقوق الشرعية لإنفاقها في مواردها، ومن أهم مواردها الفقراء والمحتاجون .
        كما لا بدّ من السعي لإفساح المجال لهؤلاء المتسولين ـ معاقين ومرضى أو أصحاء ـ للعمل وإبراز طاقاتهم وخبراتهم ومواهبهم في مجالات الحياة المختلفة كبديل نافع لهم وللمجتمع ، بعيداً عن التسوّل والذلّ والتخلّف .

        ((الموضوع منقول))
        يا أرحم الراحمين

        تعليق


        • #24
          قول الله عز
          وجل حيث قال: ï´؟ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَï´¾ ، لقد أقام النبي الأكرم قبل أربعة عشر قرنا وبوحي من الله سبحانه وتعالى قواعد الدولة الإسلامية الفتيّة على أساس من القوانين العادلة، وحدد صلاحيات وحقوق الناس في شتى المجالات الحياتية من خلال سنّ بعض القوانين الحكيمة.


          فمنذ أن أطلق دعوته المباركة إلى الإٍسلام راح النبي يعطي المسلمين دروسا في عزة النفس والكرامة وعلوّ الهمة وجبلهم بالكرامة المعنوية والفضائل الروحية، وقد ذكر القرآن الكريم عزّة المسلمين في مصاف عز الله سبحانه وتعالى وعزّة رسوله حينما قال: (الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) لما لهذه المسألة من أهمية بالغة.
          إن كرامة المسلمين وعزتهم نساء ورجالا، فقراء وأغنياء، ضعفاء وأقوياء محفوظة ومحترمة في الدين الإسلامي، حتى أن بعض الروايات قد ذكرت أن الله سبحانه يعتبر إهانة العبد المسلم بمثابة محاربته، فعن الإمام الصادق قال: نزل جبرئيل على النبي وقال: يا محمد إن ربك يقول من أهان عبدي المؤمن فقد استقبلني
          بالمحاربة.
          فينبغي على المسلم أن يصون كرامته ويحفظ عزّته ويتجنب الذل والحقارة، ولا يحق لأي مسلم أن يعمل بما يؤدي إلى إذلاله وحطته، وحول هذا الموضوع هناك الكثير من الأحاديث والروايات التي جاءت على لسان النبي الأكرم والأئمة المعصومين :
          1- قال رسول الله : لا يحلّ لمؤمن أن يذلّ نفسه.
          2- قال أبو عبد الله الصادق : إن الله عز وجل فوّض إلى المؤمن أموره كلها ولم يفوّض إليه أن يذل نفسه.
          3- قال أمير المؤمنين : أكرم نفسك عن كل دنيئة وإن ساقتك إلى الرغائب فإنك لن تعتاض بما تبذل من نفسك عوضا ولا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حرّا) ولا يخفى عليك أيها المؤمن أن هذه من وصايا أمير المؤمنين لولده الحسن .
          4- وقال أيضا : ساعة ذلّ لا تفي بعزّ الدهر.

          هذه الظاهرة التي نحن بصدد الحديث عنها هي من الظواهر التي تعتبر من الظواهر السيئة المزعجة التي فيها جلب ذلّة للإنسان الذي كرمه الله سبحانه ï´؟وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاًï´¾ ، فالاستجداء أحد الصور التي لا تنسجم مع الإنسان الكامل الذي لو أتبع ما أنزل الله على أنبياءه ورسله والتزم بالقوانين الإلهية لماّ وصل إلى هذا المستوى المتدني، حيث يهبط من الذرى الشاهقة إلى الحضيض بسوء تصرفاته ونلاحظ صورا في مجتمعاتنا تقضّ المضجع حيث ترى ظاهرة التسول بدأت بالانتشار ولئن كانت هذه الظاهرة سابقا حكرا على الضعاف من الناس كمن به عاهة عضوية أو كبر في السن أو ما شابه ذلك كالنساء اللاتي جار عليهن الزمان وفقدوا المعيل وابتلوا بيتامى قد فتحوا تلك الأفواه منتظرين لقمة من طعام تسدّ رمق الجوع إلا أنه بلغ الأمر في الأزمنة الأخيرة إلى بروز شريحة من الشباب الذين يقفون على قارعة الطريق ليستجدوا المّارة مع قدرتهم على مزاولة الأعمال بدل هذه
          ولكن قبل الخوض في غمار هذه المشكلة المستعصية لابد من التركيز على نقطة هامة في صلب الموضوع وهي السبب الدافع لمثل هذه الظاهرة وانتشارها ألا وهي الفقر، فإذا ما أراد الإنسان أن يوجد لمشكلة ما حلا ناجعا لابد وأن يضع يده على موضع الداء وبالنسبة إلى موضوع بحثنا نجد أن الفقر مشكلة عويصة على مرّ الزمان وقد وضع الإسلام بنودا عظيمة لحل هذه المشكلة لو طبقت لاجتثت هذا المرض العضال
          من جذوره ولكفى الله المؤمنين القتال ولكن ماذا نقول ؟ (إن أهل الكتاب تركوا دينهم فترقوّا وتركنا ديننا فهبطنا) كما قال محمد عبده في بعض مؤلفاته.
          فمسألة التراحم التي كانت في قائمة التعاليم الإسلامية التي نزل بها الوحي نراها شبه منعدمة وذلك بسبب تسلط بعض الإقطاعيين والبرجوازيين على مقدرات المسلمين وحكر الخيرات التي تدرّها البلاد لأنفسهم فقد وفقط.
          وعلى العكس من ذلك نجد المسيحيين ينشئون الملاجئ للأطفال المحرومين ويقومون ببناء المستشفيات الخيرية وغير ذلك لمن لا يستطيع على دفع الأثمان الباهضة التي يطلبها أصحاب المراكز الأهلية بل ويرسلون المعونات العينية إلى الدول المتضررة وبلدان المجاعة كأثيوبيا وغيرها.
          بل حتى اليهود استقدموا بعض السود الذين أنهكتهم المجاعة في بلدان أفريقيا لينقذوهم من براثن الوضع المتأزم، وطبعا الذين هم على دين اليهودية ويعرفون بـ(لفلاشا)، وإلا فإن الدين الإسلامي الحنيف دين متكامل ونظام راسخ وثابت قد جاء على أسس متينة غير قابلة للنقض كقول الله عز وجل : ï´؟وَفِي أَمْوَالِهِمْ
          حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِï´¾ .
          ومن سيرة النبي الأعظم نستلهم صور مشرقة فقد آخى النبي بين المهاجرين والأنصار بحيث تكون هناك شراكة في الأموال والعقار بل حتى أنه لو كان للأنصاري زوجتان فإنه يطلق أحداهما ليزوجها أخاه المهاجري، وطبعا لهذه العملية (المؤاخاة) أهداف سامية لا تتحملها هذه الوريقات، ولكن من أهمها رفع المستوى المعيشي وإيجاد حالة من المساواة والعدالة وذلك لترسيخ العلاقات بين المسلمين وليشعروا بالمحبة والمودة ومن ثم الأمان ليعيش الجميع عيشة هانئة رغيدة لا تشوبها شائبة.

          السؤال المطروح الذي عليه يبتني موضوع بحثنا ومن خلال الإجابة عليه ندخل في صلب الموضوع ومن ثم نصل إلى الحل الناجع والبلسم الشافي:-
          هو : لماذا كانت ظاهرة التسوّل سيئة ممقوتة؟؟
          للإجابة على هذا التساؤل نقول: قال النبي : والذي نفسي بيده، لأن يأخذ أحدكم حبلا ثم يدخل عرض هذا الوادي فيحتطب حتى يلتقي طرفاه ثم يدخل به السوق فيبيعه بمدّ من تمر ويتصدق بثلثيه خير له من أن يسأل الناس . فكم يؤلمني ويؤلم كل مسلم فقه الإسلام واضطلع بعبئه أن نرى الفقر المدقع يدفع بالمسلم وحده للاستجداء بشكل فاضح ويشكل يخجل الناظر إليه وهو يمدّ يده للسؤال والذلة تغمر وجهه بالتراب ثم غير المسلم يتحمل هذا اللون من الذلّ، فإذا مرّ القارئ الكريم بأي شارع من أية مدينة يجد الذلّ والاستجداء قاصرين على المسلم، وذلك لماذا؟
          أفليس رسولهم هو الذي شرعّ العزة والكرامة من وراء العلم؟ أوليس محمد هو الذي غضب إذ رأى الشاب المستجدي وأعطاه الحبل ليحتطب ويدع السؤال ؟ أهذا هو رسول المسلمين أم رسول اليهود والنصارى الذين وصلوا بفضل علومهم إلى القناطير المقنطرة من الذهب والفضة ينفقونها علينا في سبيل الإنسانية!!
          يقول السيد حسن الكبنجي رحمه الله في كتابه شرح رسالة الحقوق: أذكر أن طائفة الأرمن التي طردها مصطفى كمال (عاهل الترك) من بلاده لأنها تواطأت مع الأجانب أيام حربه معهم وكان الأرمن يعملون في داخل تركيا على الضرب من الوراء، ولما طردهم (أتاتورك) تلقتهم الحلفاء من دول الاستعمار (بريطانيا وفرنسا) ووزعوهم على العراق وسوريا ومصر ولبنان، وكنا نراهم في أذلّ حالة من الفقر مطرودين مشردين وعملوا في أحقر المهن حتى زاحموا الفقراء منا على صبغ الأحذية وكنس الأزقة وحمل المتاع، ثم لم يمرّ بهم بضع سنين حتى رأيناهم يأخذون بأوفر المهن عزة وثراء.
          ذلك لأنهم أول ما نزلوا بيروت والشام وبغداد أسسوا المدارس المهنية التي أغنتهم في أقل من ربع قرن عن كل حرفة وضيعة، ونافسوا كبار التجار وأصحاب الشركات والمهن من أهل البلاد، فما الذي حدا بالأرمن من اليهود أن لا يمدوا أيديهم للاستجداء وأصبح هذا الاستجداء وقفا علينا من أمة محمد، محمد هو هذا الذي صرخت كلمته أو كلماته القائمات على طلب العزة والكرامة لنا، فما هو السر في ذلك يا ترى ؟
          السر هو أن عقولنا لم تفقه الإسلام، ولم تستشعر العز القائم عليه، ومن هنا وردت مناه كثيرة عن السؤال وتشديدات وورد فيه أيضا ما يدل على الحطة، والكاشف للغطاء فيه أن السؤال حرام في الأصل، وإنما يباح بضرورة أو حاجة مهمة قريبة ن الضرورة فإن كان عنها بدّ فهو حرام.
          فقد ورد في الخبر عن الحسن المجتبى أنه قال: إن المسألة لا تحل إلاّ في ثلاث: دم مضجع، أو دين مقرح، أو فقر مدقع. وإنما قلنا إن الأصل فيه التحريم لأنه لا ينفك من ثلاثة أمور محرمة:
          1- إظهار الشكوى من الله، إذ السؤال إظهار الفقر وذكر لقصور نعمته عليه وهو عين الشكوى، وكما قال إن العبد الملوك لو سئل كان سؤاله تشنيعا على سيده، فكذا سؤال العباد تشنيع على الله تعالى، وهذا ينبغي أ ن يحرم ولا يحل إلاّ بضرورة كما تحل الميتة.
          2- إن نية إذلال السائل نفسه لغير الله، وليس للمؤمن أن يذل نفسه، ((إن الله أحل للمؤمن كل شيء عدا إذلاله نفسه)) بل عليه أن يذل نفسه لمولاه فإن منه فيه عزّة، فأما سائر الخلق فإنهم عباد أمثاله، فلا ينبغي أن يذل لهم إلاّ بضرورة وفي السؤال ذلّ للسائل بالإضافة إلى المسؤول.
          3- إنه لا ينفك عن إيذاء المسؤول غالبا، لأنه ربما لا تسمح نفسه بالبذل عن طيبة قلب منه، فإن البذل حياء من المسؤول أو رياء حرام على الآخذ، وإن منع ربما استحى وتأذى في نفسه بالمنع إذ يرى نفسه في صورة البخلاء ففي البذل نقصان ماله، وفي المنع نقصان جاهه وكلاهما مؤذيان.
          والسائل هو السبب في الإيذاء، والإيذاء حرام إلا بضرورة ومن فهم هذه المحذورات فهم معنى قوله : مسألة الناس من الفواحش وما أحل من الفواحش غيرها. ، وقال : من سأل عن ظهر غنى فإنما يستكثر من جمر جهنم، ومن سأل وله ما يغنيه جاء يوم القيامة ووجهه عظم يتقمقع ليس عليه لحم. وقال: من سأل الناس
          وعنده قوت ثلاثة أيام لقي الله يوم يلقاه وليس على وجهه لحم.
          والروايات والآثار قد تواترت ، والأخبار والأشعار قد تطابقت على ذم السؤال وكراهية بذل الوجه في الطلب إلى الناس خصوصا ممن لم يكن معروفا بالمعروف فمن ذلك ما رواه ثقة الإسلام في الصحيح عن أبي عبد الله قال: قال رسول الله : إن الله تبارك وتعالى أحبّ شيئا لنفسه وأبغضه لخلقه، أبغض لخلقه المسألة
          وأحب لنفسه أن يسأل، وليس شيء أحبّ إلى الله عز وجل من أن يسأل، فلا يستحي أحدكم أن يسأل الله من فضله ولو شسع نعله.
          وفي الشعر المنسوب لأمير المؤمنين :

          كدّ كدّ العبد إن
          أحببت أن تصبح حرا

          واقطع الآمال عن مال
          بني آدم طرا

          لا تقل ذا مكسب يزري
          فقصد الناس أزرى

          أنت ما استغنيت عن
          غيرك أعلى الناس قدرا

          رأى الأصمعي كناسا يكنس كنيفا وهو ينشد:

          وأكرم نفسي عن أمور كثيرة
          ألا إن إكرام النفوس من الفضل

          وأكرم نفسي أنني إن أهنتها
          وحقك لم تكرم على أحد بعدي

          قال فقلت له: يا هذا إنك والله لم تترك من الهوان شيئا إلاّ فعلته بنفسك مع هذه الحرفة، فقال: بلى والله إنني صنتها عما هو أعظم من هذا الهوان، قلت: وأي شيء هو ؟ قال: سؤال مثلك، قال: فانصرفت عنه وأنا أخزى الناس.
          نبدأ حديثنا حول هذه النقطة بهذه الآية وهي قول تعالى: ï´؟هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ï´¾
          لكي يحيى الإنسان عزيزا مرفوع الرأس لابد أن يسعى للحصول على الحياة الكريمة ولا يمكنه الحصول عليها إلا بالدأب المتواصل والكدح في هذه الأرض فإن الإنسان ينبغي منه أن يدع الكل جانبا ويفكر بجدية نحو سبيل يدرّ عليه العيش من دون أن يشعر بالإذلال والمهانة فالعمل الدؤوب هو ديدن الشرفاء وقد أولى القرآن الكريم
          لهذا الجانب أهمية كبيرة.
          يقول الشيخ باقر شريف القرشي: وردت في القرآن الكريم (360) آية تحدثت عن العمل ووردت (190) آية عن (الفعل) وهي تتضمن أحكاما شاملة للعمل وتقديره ومسؤولية العامل وعقوبته ومثوبته.
          ويقول في نفس الكتاب: لقد أعلن القرآن الكريم دعوته الأكيدة على ضرورة العمل على الكسب وبذل الجهد قال تعالى: ï´؟فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا
          لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ï´¾ .
          ويقول أيضا: إن القرآن الكريم قد دعا الناس إلى العمل وحثهم عليه، وحتم عليهم أن يكونوا إيجابيين في حياتهم يتمتعون بالجد والنشاط ليفيدوا ويستفيدوا
          وكره لهم الحياة السلبية والانكماش والانزواء عن العمل، قال تعالى: ï´؟ فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ï´¾ .
          إن الله تعالى خلق الأرض وملأها بالنعم والخيرات لأجل إن يعيش الإنسان في رفاهية وسعة قال تعالى: ï´؟وَآيَةٌ لَّهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ، وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنْ
          الْعُيُونِ،لِيَأْكُلُوا مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَï´¾ ولن يظفر الإنسان بهذه النعم إلا بالعمل والجدّ والكسب.
          فعلى هذا لا يبقى لرجل أعطاه الله عز وجل القوة على الكسب عذر في أن يمتهن التسوّل ويحتال على الناس بابتزاز أموالهم بدعوى الحاجة، لقد وصلت بعض شرائح البشر إلى أدنى مستويات الانحطاط الخلقي والنفسي فقد سمعنا أن البعض من أهل الهند يتعمدون إحداث العاهات في أجسادهم فقط ليجلسوا على قوارع الطرقات
          ليستجدوا الناس ويستدروا عطفهم لنيل هذه المآرب.
          السيد الكبنجي حصلت له قصة في هذا الباب وهي قضية لطيفة نشير إليها لاستتمام الفائدة يقول هذا الجليل رحمه الله: أذكر أنّا كنا جماعة في منزل وجيه من أهل بلدي، وإذا بشابين شديدي السواعد يدخلان وعلى رأسيهما شعائر النسب إلى رسول الله ولمّا استقر بهما المجلس أبزرا لي وثيقة تثبت نسبهما وأنهما يستحقان الخمس، وقد وقع كثير من الفقهاء على الوثيقة، وهي موجهة إلى المؤمنين قلت لهما:
          لقد دخل على رسول الله شاب في مثل سنكما يستجديه، فجمع بضعة دراهم واشترى له حبلا وقال: اذهب واحتطب، ثم التفت إلى أصحابه فقال: لأن يأخذ أحدكم حبلا فيحتطب على ظهره خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه.
          فهل بلغكما هذا الحديث ؟ وهل أرضيتما جدكما بهذا الشباب المفتول السواعد مع الاستجداء ؟ إن من وقع لكما على هذه الوثيقة إما أن يكون حظه من الفقه كحظكما من النسب إلى رسول الله وإما أن يكون من محتكري حقوق الله لنفسه.
          ويعترض بعض شهود المجلس بأنهما صحيحا النسب وإن كرامة جدهما تقتضي إكرامهما، فزجرته وقلت له: إنك تسئ إليّ بأن ترى ولدي يستجدي ولا تنهيه، فكيف تقبل الإهانة إلى رسول الله ، إن محمدا لا يريد الاهانة لمسلم قط إذ يقول: لا ينبغي لمسلم أن يذل نفسه. فهل يقبل المذلة والسؤال لأهل بيته وقد حرّم عليهم
          الصدقات ؟ فلو كان فيهما عجز بأن كانا في عمى أو عرج أو مرض أو شيخوخة لبادرنا إلى تلبيتهما ولكنهما كما ترى يتمتعان بأجود مما تتمتع به من صحة.
          قال أحدهما: لقد أجريت لي عملية القرحة، قلت: وماذا في ذلك فاسأل كل هؤلاء وحتى هذا الذي يدافع عنك وهو ابن أخي هل سلم أحدهم من العمليات !؟ فهل نبيح لهم الاستجداء ونرضى لهم الذل به!؟ إن هذا ليس من الإسلام في شيء فاذهبا وامتهنا أية حرفة تغنيكما عن الحرفة التي لم يرض بها الله ولا رسوله لكرامة
          الإنسان.
          وبعد انفضاض المجلس واجتماعهم لديّ في المساء وأعرب أكثرهم عن صحة ما أفضيت به وقلت لهم: إذا جاء البلد أحد من هذا القبيل فأرشدوه إلى المختار، وليقم المختار بواجب البحث عن السائل واستحقاقه، ثم إذا رآه مستحقا فليعمل على إسعافه بالعدل فإن في البلد فقراء والأقربون أولى بالمعروف، وعند كل منا أرحام فقراء
          وقال رسول الله : لا صدقة وذو رحم محتاج.
          وبهذا المقدار نكون قد أنهينا الحديث عن الشق الأول من الحلّ الذي يطرحه الإسلام للقضاء على هذه الظاهرة السيئة ألا وهي (ظاهرة التسوّل)، وطبعا هذا في إطار الأشخاص القادرين على العمل والذين هم مع الأسف يهدرون هذه الطاقات الكامنة فيهم وإلا فإن كل إنسان يحمل في داخله طاقة فاعلة لو أنه استفاد منها وبلورها إلى طاقة فاعلة لأنتج الكثير.

          النظام الماليّ في الإسلام
          أما بالنسبة للقسم الآخر من الذين يضطرون إلى الاستجداء والتسوّل فهم على أصناف شتى ككبار السن الذين وصلوا إلى مرحلة الشيخوخة والعجز وليس لهم من يقوم بجلب القوت لهم أو ذوو العاهات المانعة من مزاولة الأعمال كالعمى أو فقد بعض الجوارح مثلا أو النساء والأرامل واليتامى الذي فقدوا المعيل.
          فهذه الشريحة من البشر لم تحرم عليهم الشريعة المقدسة طلب العون والمساعدة بل جعلته أمرا مباحا لهم مع كراهيته، إذ أن الإسلام جاء بنظام متكامل يكفل لجميع أصناف البشر حقوقهم ومن جملتهم من ذكرنا بل اهتم بهم اهتماما عظيما فهذه التعاليم الراقية من أهل البيت عليهم السلام تبين ما يتوجب على المسلمين فعله نحو هؤلاء الأشخاص فقد أوصت بالتراحم والتلاحم وأنكرت الشح والبخل والحرص.
          يقول القرشي حفظه الله: إن الأخوّة الإسلامية ليست عاطفة ظاهرة، وإنما هي علاقة وثيقة تنفذ إلى أعماق القلوب ودخائل النفوس فتحتم على المسلمين أن يشتركوا في البأساء والضراء وقد أعلن الرسول الأعظم في غير موقف من مواقفه فقد أثر عنه أن بعث رجلا في حاجة فأبطأ عليه، فلما مثل عنده.
          قال له: ما أبطأك ؟
          فقال: العرى.
          فقال : أما كان لك جار لو ثوبان يعيرك أحدهما ؟
          قال: بلى يا رسول الله .
          فتألم واندفع يقول: ما هذا لك بأخ.
          يقول الإمام الصادق : تواصوا وتباروّا وتراحموا وتعاطفوا.هذه التعاليم لو طبقها المسلمون على واقع حياتهم لكانوا يدا واحدة على من سواهم، وانسدّ الطريق أمام أعدائهم وخصومهم، وما وجد مجتمعهم مجال للفقر والحرمان فإن التعاون والتواصل من أوثق الأسباب المكونة للتكافل الاجتماعي الذي يقي المسلمين من البؤس والحاجة.
          فالإسلام عزيزي القارئ ليس قاصرا في قوانينه وتعاليمه ولكن القصور والتقصير في معتنقيه مع الأسف إذ أنهم انجرفوا نحو الحضارة الغربية المزعومة وانبروا إلى تطبيق تلك القوانين الوضعية وما هي إلا قوانين شلاّء لربما في البعض منها حلول ولكنها إن صحّ التعبير أنصاف حلول أو أنها لا تقضي على المشكلة من جذورها وفي
          أحيان أخرى تعقد المشكلة أكثر مما هي عليه فكأنها تزيد النار حطبا.
          لقد نظم الإسلام حياة البشر أيامّا تنظيم، تنظيم دقيق لا يعتريه خلل أبدا فمنها نظّم المال وصبه في قوالبه المناسبة له فعندما ترى بأن الإسلام يفرض الجزية على الكفار أو يلزم المسلمين بضرائب في أموالهم كالزكاة والخمس والعشر، أو أنه يلزم البعض بالكفارات ويحبّذ أن تكون إطعام المساكين لماذا كل هذا ؟ أو
          ليس لضمان الحياة السعيدة لكل أفراده وخصوصا المحرومين والمعوزين بل وجعل رعاية الضعفاء من أوليات الدولة الإسلامية الحقة.
          يقول الشيخ محمد محمد طاهر آل شبير الخاقاني:
          موضوعية التضامن
          تفرض الدول مبدأ الضمان إذا وجدت الفرد عاجزا عن التكسب فعندئذ تلزم الدولة رؤساء الأموال بأخذ العشر إن كان للزكاة أو الخمس وإن كان من الأنفال لصالح المعوزين والضعفاء حتى لا تعمّ البطالة أرجاء الدولة التي قد تنشأ منها الفوضى ولذا عندما كان الإمام علي يمرّ في الطريق وجد نصرانيا يستجدي نادى علي
          بأمين المال فأحضر بين يديه وقال له: ما هذا؟ أخذتم شبابه وكهولته وتركتموه يستجدي في الطرقات.
          وإليك النص الروائي، عن محمد بن حمزة عن رجل بلغ به أمير المؤمنين قال: مرّ شيخ مكفوف كبير يسأل فقال أمير المؤمنين: ما هذا ؟ قالوا: يا أمير المؤمنين نصراني، فقال : استعملتموه حتى إذ كبر وعجز منعتموه، أنفقوا عليه من بيت المال.
          وبهذا العرض الروائي يظهر أن الإمام أمر عبد الله بن أبي نافع وزير المال بجعل تقاعد مرتب لمثل هذه النوعية العاطلة عن العمل حتى لا يكون كلا على المجتمع وإنما الإدارة المالية هي الكفيلة للعجزة في تأمين حياتها وحفظ شؤونها الاقتصادية.
          وعن صحيح سماعة أنه سأل الإمام جعفر بن محمد عن قوم عندهم (فضل) وبإخوانهم حاجة شديدة وليس يسعهم الزكاة أيسعهم أ ن يشبعوا ويجوع إخوانهم فإن الزمان شديد، فرد الإمام عليه قائلا: إن المسلم أخ المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحرمه فيحق على المسلمين الاجتهاد فيه والتواصل والتعاون عليه المواساة لأهل
          الحاجة.
          وقفة مع الحديثين السابقين
          لاحظ بمطالعتك لهذين الحديثين تجد دور الإمام أمير المؤمنين يطلب من وزير المال أن يتكفل معيشة النصراني وأن الدولة ملزمة بضمانه من بيت المال وترى في الحديث الثاني أن يقوم المجتمع نفسه بالتكافل لكي يزج المجتمع في المسؤولية دون النظر إلى الدولة لأن التحسس له الأثر في جلب العاطفة والرقة على الفرد
          ولأن الإعطاء في مصالح المجتمع العام ينبغي اقترانه بالميل والرغبة دون الإعطاء المجرد حتى يدفع المجتمع إلى المزج والتفاعل وإن كان للفرد حق في أمواله الأغنياء لا يجوز لهم التصرف فيها إذ في الزكاة مرجع الحقية في العين وفي الخمس تعلقها في الذمة وكلا الحكمين ترفع اليد عن السلطنة بنحو القصور في المالكية إلاّ أنه يمكن عرض سؤال وهو أنه لو كانت الدولة في استطاعتها تأميم حياة الفرد هل يحق لها أن تلزم المجتمع بالإعطاء.
          بمقتضى صحيح سماعة، أن بيت المال إذا كان قاصرا على الإعطاء لا يكلف بالإعطاء أو الاحتساب على نفسه وإنما يدفع الناس إلى التحسس بأنفسهم للشعور بالمسؤولية في إنقاذ الفرد إلى دور الرفاه دون النظر إلى الحياة الإتكالية التي مآلها إلى التواكل وعدم الشعور مع بعضهم البعض كما أن الدولة ليس مشروطا عليها
          أن ترفّه عليه بأكثر من أفراد المجتمع وإنما على الدولة أن ترعاه بما يسد حاجته المعاشية من مأكل ومشرب وملبس وسكن وإلى هذه النوعية من التشريع يقول الإمام علي لمالك:
          ثم الله الله في الطبقة السفلى من الذين لا حيلة لهم من المساكين والمحتاجين وأهل البؤس والزمنى فإن هذه الطبقة قانعا ومعترا واستحفظ لله ما استحفظك من حقه فيهم واجعل قسما من بيت مالك وقسما من غلات صوافي الإسلام في كل بلد فإن للأقصى منهم مثل الذي للأدنى وكل قد استرعيت حقه فلا يشغلنك عنهم بطر فإنك لا تعذر
          بتضييعك التافه لأحكامك الكثير المهم، فلا تشخص همك عنهم ولا تصعر خدك لهم.
          وهذه صحيفة ناصعة عن سلوك حكام الدولة مع مجتمعهم في نظر الإمام حتى يعطي ضابطة عامة للأمراء والسلاطين أن يقوموا بالعدل والمساواة من غير تبعيض في الحق وتضييع على فقير.



          وبالنسبة إلى هذا الزمان المعاصر فقد أسست مراكز خاصة وقنوات إعانة ألا وهي الجمعيات الخيرية وهي منتشرة في جميع مناطق البلاد فيجب على المجتمع أن يساهم في إثراء هذه المؤسسات التبرعات المادية والعينية وذلك لأنها في الواقع سدت فراغا كبيرا وما على هؤلاء الأشخاص المعوزين إلاّ قصد هذه المراكز وتبيان حالتهم وهم بدورهم لديهم لجنة خاصة وظيفتها البحث عن هذه الحالات ومن ثم تقديم
          المساعدة اللازمة لهم.
          وكذلك من بين المشاريع الهامة التي بدأ البعض بتنفيذها وهي الصناديق الخيرية العائلية ونقصد بذلك أن العائلة الواحدة وكل من ينتسب إليها من أصحاب المستوى المتوسط أو المرتفع يجمعون تبرعات شهرية بحيث توضع في هذا الصندوق ثم ينظرون إلى المحرومين من هذه العائلة فيقومون بسد الحاجة.
          فهذه الحلول وأمثالها لو طبقت تطبيقا صحيحا دون أي تلاعب فسوف تترقى إلى أفضل المستويات وسوف يكون المجتمع فعّالا وناتجا ومساهما في تنمية البلاد من جهة وترقية الحضارة من جهة أخرى ويبقى الإنسان عزيزا أبيّا مرفوع الرأس كما كان أهل البيت .

          تعليق


          • #25
            السلام عليكم ورحمة الله
            شكرا لكم ولما تطرحونه من مواضيع مهمة ومؤلمة حقيقة
            فاننا نرى ان من اخذته العزة بالنفس فلاشيء يأكله ويشربه وينقصه الكثير من متطلبات الحياة ونرى بعض آخر منهم من هو نزع الحياء واتخذها مهنة هو وعائلته فمن يكسب بالتجدي الكثير يأكل ومن لا يأتي الا بالقليل لا يأكل ويضرب ويكوى بالنار و.و.و.و
            الكثير من القصص المؤلمة نراها كل يوم لكن ماذا عسانا نقول في بلد مليء بالحروب والمعارك الداخلية والخارجية
            ووجدت حالة ليس على بلدنا غريبة فحتى من أتى من دولة اخرى ليعمل نراه يستجدي فقد رأيت هذا بأم عيني في كراج السيارات
            اذن هي مهنة لأغلبهم ومع شديد الأسف

            تعليق


            • #26
              المشاركة الأصلية بواسطة مديرة تحرير رياض الزهراء مشاهدة المشاركة
              اللهم صل على محمد وال محمد

              في الواقع هذا موضوع مؤلم جدا اذا ومتشعب:

              اولا: الشريحة الفقيرة فعلا والتي تفتقد المعيل والعمل الشريف.

              ثانيا:الشريحة المخادعة الانتكالية التي تاخذ من هذه الظاهرة مهنة لكثرة المكسب.

              ثالثا: الشريحة التي تتخذ من هذه المهنة غطاء اجتماعي وقانوني لتمرير تجارة (بائعات الهوى)

              وتجارة المخدرات وتجارة بيع الاطفال وتجارة بيع الاعضاء البشرية......الخ

              وبالتاكيد ان الشريحة الثالثة من اهم واخطر الشرائح التي من الضروري ان تتخذ الدولة ضدهم الاجراءات

              التي تقضي عليهم

              وبما اننا عرفنا هذه الشرائح الثلاثة ولصعوبة تميزهم عن غيرهم بالنسبة للمواطن العادي فعلينا تقديم الحلول

              التي يجب ان تكون حلول ناجعة نهائية تقضي على ظاهرة التسول وبالتاكيد هذه الحلول تحتاج الى جهود جبارة

              لابد من ان تقوم مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني بالتعاون معا لتفعيلها للقضاء على اي متستر بهذه المهنة

              لفعل ما يحلو له

              و لااريد الخوض اكثر في طريقة التفعيل لانها ستقودنا الى احاديث جانبية كثيرة تفرز لنا مشاكل اكبر واكبر

              باختصار لايمكننا ان نرى الحلول تتحقق الا اذا تم القضاء على الفساد المستشري بشكل مهول

              يبقى علينا كافراد ان نساهم على قدر استطاعتنا في التخفيف من هذه الظاهرة باعالة عائلة

              او اكثر حسب المستطاع وياحبذا لو توحد الجهود في هذه الناحية والحمد لله هناك من الخيريين الكثير

              الذين قاموا بعمل جمعيات او مؤسسات خيرية تتكفل بعض العوائل المحتاجة ولكن يحتاج الامر الى تكثيف الجهود اكثر

              لان نسبة الارامل والايتام والعجزة في ازدياد ملحوظ


              شكري الجزيل للمبدعة الغالية ام سارة الرائعة ولبرنامجها الرائع

              وتحياتي وشكري للاخ المشرف الفاضل التقي جزاه الله خير الجزاء على هذا الموضوع المهم
              المشاركة الأصلية بواسطة محمد عبد الصاحب النصراوي مشاهدة المشاركة
              بسمه تعالى
              الاستجداء طريقٌ لفقدان الكرامة و ماء الوجه
              لقد كرم الله الانسان غاية التكريم و اراد له العزة و الكرامة و الحياة الطيبة ، و لكن حياة و ومسيرة الانسان ربما يكدرها الانسان نفسه او المجتمع المنحرف الذي يبتعد فيه عن خط الاستقامة الذي يكون كفيل في سعادة المجتمعات ورقيها.
              فالاستجداء يعتبر من الاعمال التي نهى الاسلام عنها كونه عمل له ابعاد سلبية في جميع جوانبه ، قد تحمل بعض افعالنا ايجابيات وسلبيات ولكن هناك امور يبادر اليها الانسان تكون مصدر للمفسدة في جميع منطلقاتها سواء كانت بالظروف الطبيعية او غير الطبيعية ، على سبيل المثال الكذب و عواقبه ، حيث يعتبر الكذب و خيانة الامانة من الامور التي تخرج الانسان عن ايمانه و عن انتمائه للإسلام و في نفس الوقت هناك افعال رغم انها محرمة لكن الله سبحانه و تعالى اعطى فيها منفذ و طريق للرجوع الى طريق الحق.
              فإراقة ماء الوجه و مد اليد للمارة يعتبر عملاً غاية في الخطورة لأنه يركز امرين و هما:
              1. الاستجداء يجعل الانسان يخسر الجانب الروحي لديه و يجعله يعيش اجواء الذلة وفقدان الكرامة.
              2. الاستجداء طريق الى الكسل و التقاعس عن العمل ، و عامل في هدم طاقة الانسان و استثمارها في بناء المجتمعات ورقيها .
              و لنا عودة ان شاء الله في مناقشة بعدين يخصان ظاهرة الاستجداء وهما :
              هل الاستجداء هو عمل فردي ام انه نتاج عمل جماعي يساهم المجتمع في خلقه؟؟
              اللهم صل على محمد وال محمد

              ابدعت مشرفتنا الكريمة والراقية (مديرة تحريررياض الزهراء )


              بتفصيلها لاصحاب ومن يوم بهذه الظاهرة ...


              وكذلك عودة ميمونة للاخ المتألق والواعي برده الكريم (محمد عبد الصاحب النصراوي )


              وجانب مهم اشرتم اليه في ردكم الكريم وهو جانب الذل وانعدام الروحانية عند المستجدي


              واضيف ان الاستجداء يربط المستجدي بالبشر ويجعل نظره دائما على مافي ايدي الناس هاملا عامل التوكل


              وان الرزق بيد الله وهو الوهاب القدير ....



              وهذا باب قد يدخل الانسان بجهات بُعد عن الله والقناعة والرضا بما قسمه الله له من حال



              وايضا كما اشرتم بالابتعاد حتى عن الكد والتعب والتوجه الى التواكل والكسل



              وهذا مما له اثر في تعطيل الطاقات الفاعلة في المجتمع


              ومن الحالات التي شاهدتها ببعض عيادات الاطباء لشاب نفسه يمر على العيادات كلها


              ويظهر انه من الصم والبكم ويوزع اوراق يطلب من ورائها المعونة


              رغم انه لو التجأ الى عمل لكسب بعرق جبينه لكان اقلُ ذُلا له وافضل لما منحه الله من قدرات اخرى غير النطق ....


              واكيد ان امر يحتاج لتعاضد جهود جهات عدة ...


              سنفصل بها برد اخر او خلال حلقة برنامجكم الكريم


              واخيرا كل الشكر والامتنان لمشرفتنا القديرة


              واخونا المبدع

              جعل الباري كلماتكم بميزان حسناتكم وننتظر المزيد منها .....







































              تعليق


              • #27
                بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير الأنام محمد وآله الطيبين الطاهرين
                واللعن الدائم على اعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين

                شكراً للعزيزة الراقية {ام سارة } بإختيارها موضوع المشرف الموقر {التقي}وهذا الموضوع المهم
                الذي اصبح ظاهرة واضحة في كل الشوارع والتقاطعات والمحال التجارية وعيادات الأطباء
                نعم الموضوع مؤلم جداً وبه من الأحزان ما يكفي ليملئ بحراً ويفيض ، ولقد سبقني اخوتي واخواتي بطرحهم القيّم
                واعتقد بأني قد جئت نهاية الحديث لألملم اطرافه
                نعم الظاهرة غير حظارية وغير لطيفة وخاصة بوجود زائرين من دول مجاورة وترى المتسول يتوسل بالمارة ويقسم
                عليه بالايمان المغلظة إلا أن يعطيه شيئاً من المال ،والأمر مؤلم لأبن بلدي وملتي وتراه
                يطلب من زائر جاء من خارج بلدك ولا أدري هل يشاركني هذا الإحساس أخوتي اخواتي ؟؟؟
                لنبدأ ونسأل اين المسؤولين في الإدارة والمحافظة ؟؟؟؟ وهم يعرفون الشوارع والأزقه واحداً واحداً ويعرفون الناس ايضاً بحكم
                عملهم ...لماذا يقفون مكتوفي الأيدي ، اين مؤوسسات المجتمع المدني ؟؟؟؟
                فلتقوم مديرية المحافظة بجمع هؤلاء المتسولين وكتابة اسمائهم ومعرفة منطقة سكناهم ...وهل هم حقاً معوزين ؟؟؟
                لتعطي اسماءهم الى الجمعيات الخيرية والمبرات التي تعطي رواتب شهرية ومساعدات للعوائل ونحن شخصياً
                مطلعين على الكثير منها ودورها في انعاش الحياة الإقتصادية للمحرومين والمعدمين والمعوزين والأيتام والأرامل
                وهذه المؤوسسات شيدت بجهود الطيبين والمخلصين والساعين الى عمل المعروف ومساعدة الفقراء والمساكين ....
                وبذلك تعرف إدارة المحافظة المحتاج حقاً من ذلك الذي هو بالحقيقة انسان اتكالي وقد امتهن التسول ،فتعرض ذاك الممتهن الى عقوبة حتى يرتدع
                ولا أعتقد أن الأمر صعب الى هذه الدرجة
                أمير المؤمنين علي {عليه السلام} عندما رأى انساناً يطلب المساعدة ويستجدي ، قال: ماهذا ؟؟؟؟؟
                أي ماهذه الحالة الموجودة في بلاد يحكمها ويسودها العدل ...يعني ما هذه الظاهرة
                إن ظاهرة الإستجداء ظاهرة مؤلمة حقاً فالإنسان العادي من اين له بان يعرف أن هذا المتسجدي محتاج حقاً أم أنه يمتهن الإستجداء
                وفي نهاية الموضوع اشير الى انني بالحقيقة لا استطيع أن ارد احدً يطلب مني مساعدة
                فنعطي المساعدة بنية الصدقة فإن كان صادقاً فنكون بذلك ما رددنا سائلاً وإن كان غير ذلك فالصدقة وقعت وأهم شيئ هيه النية
                لأننا نخشى إن وقفنا على باب الرب الكريم ومن منا يستحق كرمه وفيض جوده وبكل ما نمتلك من ذنوب ومعاصي
                نقف وكلنا ثقة أن طرق الباب سيؤدي الى فتحه عاجلاً أم آجلاً
                وهو جل وعلا الذي يشمل نواله الصالح والطالح والمستحق من غيره ..... افلا نتخلق بأخلاق الكريم ؟؟؟؟
                التعديل الأخير تم بواسطة شجون فاطمة; الساعة 31-07-2015, 03:52 PM.

                تعليق


                • #28
                  اللهم صل على محمد وال محمد

                  كل الشكر ووافر امتنان للغاليات علويتنا (وعد السماء الموسوي)
                  والطيبة الراقية (شجون فاطمة)
                  نورتوا محوركم بنوركلماتكم الكريمة والتي نأمل منها كل وعي وفكر وايصال صوت هادف لكل من ينتظر وضع النقاط على الحروف
                  ووضع الحلول للمشاكل التي تحتاج لنقاش وفكر بناء ونير
                  قرأت من كلماتكن الكريمة مانسال الله ان يكون به الصح والإصلاح للمجتمع من ظاهرة التسول المستشرية ...
                  واعتذر عن عدم التواصل قبل وقت البرنامج بسبب ضعف النت وانقطاع الكهرباء
                  والعذر عند الكرام مقبووول ....


                  دعواتي القلبية لكم وللجميع بالتوفيق ...















                  تعليق

                  المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                  حفظ-تلقائي
                  Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                  x
                  يعمل...
                  X