بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
كان الخريت بن راشد، مع ثلاثمائة رجل من بني ناجية مقيمين مع الإمام عليّ عليه السلام بالكوفة قدموا معه من البصرة، وكانوا قد خرجوا إليه يوم الجمل، وشهدوا معه صفّين والنهروان، فجاء إلى عليّ عليه السلام في ثلاثين راكباً من أصحابه، فقال له: والله يا عليّ لا أطيع أمرك ولا أُصلّي خلفك وإنّي غداً لمفارقك.
فقال له الإمام عليه السلام: ثكلتك أُمّك، إذاً تعصي ربّك وتنكث عهدك ولا تضرّ إلاّ نفسك، خبّرني لِمَ تفعل ذلك.
قال: لأنّك حكمت في الكتاب وضعفت عن الحقّ إذا جدّ الجدّ، وركنت إلى القوم الذين ظلموا أنفسهم، فأنا عليهم زارٍ، وعليهم ناقم ولكم جميعاً مباين.
فقال له الإمام عليه السلام: هَلُمَّ أدارسك الكتاب، وأُناظرك في السنن، وأُفاتحك أُموراً من الحقّ أنا أعلم بها منك، فلعلّك تعرف ما أنت له الآن منكر، وتستبصر ما أنت عنه الآن جاهل.
قال: فإنّي عائد إليك.
قال: لا يستهوينّك الشيطان، ولا يستخفنّك الجهل، ووالله لئن استرشدتني واستنصحتني وقبلت منّي لأهدينّك سبيل الرشاد.
فنفر الخريت مع أصحابه ليلاً ولم يعد إلى أميرالمؤمنين عليه السلام، فأرسل عليه السلام رجلاً من أصحابه يستعلم حالهم، فلمّا عاد إليه الرجل قال له: أأمنوا فقطنوا أم جبنوا فظعنوا؟ فقال الرجل: بل ظعنوا يا أمير المؤمنين.
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
كان الخريت بن راشد، مع ثلاثمائة رجل من بني ناجية مقيمين مع الإمام عليّ عليه السلام بالكوفة قدموا معه من البصرة، وكانوا قد خرجوا إليه يوم الجمل، وشهدوا معه صفّين والنهروان، فجاء إلى عليّ عليه السلام في ثلاثين راكباً من أصحابه، فقال له: والله يا عليّ لا أطيع أمرك ولا أُصلّي خلفك وإنّي غداً لمفارقك.
فقال له الإمام عليه السلام: ثكلتك أُمّك، إذاً تعصي ربّك وتنكث عهدك ولا تضرّ إلاّ نفسك، خبّرني لِمَ تفعل ذلك.
قال: لأنّك حكمت في الكتاب وضعفت عن الحقّ إذا جدّ الجدّ، وركنت إلى القوم الذين ظلموا أنفسهم، فأنا عليهم زارٍ، وعليهم ناقم ولكم جميعاً مباين.
فقال له الإمام عليه السلام: هَلُمَّ أدارسك الكتاب، وأُناظرك في السنن، وأُفاتحك أُموراً من الحقّ أنا أعلم بها منك، فلعلّك تعرف ما أنت له الآن منكر، وتستبصر ما أنت عنه الآن جاهل.
قال: فإنّي عائد إليك.
قال: لا يستهوينّك الشيطان، ولا يستخفنّك الجهل، ووالله لئن استرشدتني واستنصحتني وقبلت منّي لأهدينّك سبيل الرشاد.
فنفر الخريت مع أصحابه ليلاً ولم يعد إلى أميرالمؤمنين عليه السلام، فأرسل عليه السلام رجلاً من أصحابه يستعلم حالهم، فلمّا عاد إليه الرجل قال له: أأمنوا فقطنوا أم جبنوا فظعنوا؟ فقال الرجل: بل ظعنوا يا أمير المؤمنين.
فقال عليه السلام: "بُعْداً لَهُمْ (كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ)! أَمَا لَوْ أُشْرِعَتِ الاْسِنَّةُ إِلَيْهِمْ وَصُبَّتِ السُّيُوفُ عَلَى هَامَاتِهمْ، لَقَدْ نَدِمُوا عَلَى مَا كَانَ مِنْهُمْ، إنَّ الشَّيْطَانَ الْيَوْمَ قَدِ اسْتَقَلَّهُمْ، وَهُوَ غَداً مُتَبَرِّىءٌ مِنْهُمْ، وَمُخلٌّ عَنْهُمْ، فَحَسْبُهُمْ بِخُرُوجِهمْ مِنَ الْهُدَى، وَارْتِكَاسِهِمْ فِي الضَّلاَل وَالْعَمَى، وَصَدِّهِمْ عَنِ الْحَقّ، وَجِمَاحِهمْ فِي التِيهِ"21.
-------------
21-نهج البلاغة، ابن أبي الحديد، ج2، ص 102. نهج السعادة، ج5، ص 173.
-------------
21-نهج البلاغة، ابن أبي الحديد، ج2، ص 102. نهج السعادة، ج5، ص 173.