بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الواقع الجميع منا يعلم ان اغلب معتقدات السلفية مخالفة للقران والسنة بل مخالفة ومتناقضة فيما بينها , وحينما نأتيهم بالأدلة القطعية من صحاحهم فلا يكترثون لها مهما كانت صراحتها , وهذا هو الكبر بحد ذاته ...؟
فعلى سبيل المثال حينما نأتي الى احدى اعتقاداتهم في (عدالة جميع الصحابة) حيث يزعمون أن كل من رأى رسول الله وسمع حديثة فهو صحابي مبشر بالجنة ؟ وان جميع الصحابة عدول !!.
فهذه العقيدة مردودة من القران ومن السنة, حيث صرحت صحاحهم بما فيها البخاري ومسلم باحاديث الحوض الشهيرة التي تكذب هذا الاعتقاد وتجعل اغلب الصحابة الذين ارتدوا على أعقابهم من أهل النار منها هذه الروايات :
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (( يَرِدُ عَلَيَّ يَومَ القِيَامَةِ رَهطٌ مِن أَصحَابِي، فَيُجلونَ عَن الحَوضِ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أَصحَابِي! فَيَقُولُ: إِنَّكَ لَا عِلمَ لَكَ بِمَا أَحدَثُوا بَعدَكَ، إِنَّهُمُ ارتَدُّوا عَلَى أَدبَارِهِمُ القَهقَرَى )) البخاري: (6097).
وروي عن عَبْد اللَّهِ بنِ مسعود قال : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ لَيُرْفَعَنَّ إِلَيَّ رِجَالٌ مِنْكُمْ حَتَّى إِذَا أَهْوَيْتُ لِأُنَاوِلَهُمْ اخْتُلِجُوا دُونِي ، فَأَقُولُ : أَيْ رَبِّ أَصْحَابِي يَقُولُ : لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ ) .
رواه البخاري ( 6642 ) ومسلم ( 2297 ) .
وغيرها من الروايات الكثيرة التي تصرح بهذا
فهذه الروايات صريحة تدل على ان هناك ارتداد حصل من الصحابة لانهم ارتدوا بعد رحيل رسول الله (صلى الله عليه واله) وان مصيرهم معروف بحسب هذه الروايات الصحيحة ,والقران أشار بهذا الأمر أيضا في قوله تعالى { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ}.
لكن الغريب والعجيب عند علماء السلفية يعترفون بصحة هذه الروايات ولا يعتقدون بها وإنما يصرون على كون جميع الصحابة عدول ؟
فعلى سبيل المثال نأتي إلى احد مشايخ السلفية وهو الشيخ محمد صالح المنجد وهو احد تلامذة ابن باز وابن عثيمين والألباني حيث سألوه عن هذه الاحاديث وكيف أجاب ؟
يقول :عند التأمل في الأحاديث السابقة نجد أن الكلام قد انحصر في مجموعات ترِد حوض النبي صلى الله عليه وسلم لتشرب منه ، فتردهم الملائكة ، ويناديهم النبي صلى الله عليه وسلم بألفاظ هي " أمتي " ، " أصحابي " ، " أصيحابي " ، وليس بينها اختلاف تضاد ، بل هي محمولة على أناس تشملهم معاني تلك الكلمات ، ويمكننا أن نجملهم بهذه الطوائف :
1. مرتدون عن الإسلام بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، وكانوا أسلموا في حياته ورأوه وهم على الإسلام .
2. مرتدون عن الإسلام في أواخر حياته صلى الله عليه وسلم ، ولم يكن يعلم بكفرهم .
3. أهل النفاق ممن أظهر الإسلام ، وأبطن الكفر ...
وبعد ان ذكر هذه الطوائف بدل رايه وانظر ماذا قال في نفس الجواب يقول
....هذه الأحاديث حجة على الروافض ؛ حيث يثبتون فيها ردة الصحابة رضي الله عنهم إلا نفراً قليلاً ، ويزعمون أنهم " أحدثوا " بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، ومعنى هذا أنهم كانوا على الإيمان قبل ذلك ! فأي دين اعتقدوه بعد ذلك ؟ وماذا فعلوا ما استحقوا به التكفير ؟! فإن قالوا : سلب الخلافة من علي رضي الله عنه : فيقال لهم هذه معصية ! تكفرها الحسنات ، ويكفي الصحابة سبكم ولعنكم لهم حتى توضع أوزارهم عليكم إن شاء الله .
وإن قالوا : قتل جنين فاطمة ! : قلنا قد قُتل في زمن علي رضي الله عنه الآلاف ! فهل تطبقون عليه القاعدة نفسها في التكفير ؟!
أقول :كجواب على تساؤلات الشيخ حينما قال أي دين اعتنقوا ؟
أقول ارتدوا على أعقابهم كما يقول القران والبخاري ومسلم
أما ماذا فعلوا فقد فعلوا العجيب في تهديم هذا الدين ابتداء من حرق الاحاديث والمصاحف إلى السقيفة إلى اقصاء أهل البيت ومحاربتهم وقتلهم ورجعوا إلى الوراء ونقضوا العهد والميثاق الذي قطعوه مع الله ورسوله ؟
والقران يخبرنا بمصير من لم يفي بعهده لله ولرسوله في قوله تعالى { وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} فمصيرهم واضح
ثم على كلام الشيخ وجوابه المتقدم وحصر الارتداد بالطوائف الثلاثة المتقدمة التي ذكرها فكيف نخلص الصحابة من هذه المصاديق والطوائف التي ذكرها ؟ لان اعتقادهم يقول (كل من رأى رسول الله وسمع حديثة فهو صحابي) ؟ فحينئذ تنهدم نظرية عدالة جميع الصحابة , ويكون مدار العدالة بالالتزام بما جاء به رسول الله وعدم الإحداث والتغير إلى الموت .
والغريب في جواب الشيخ انه في البداية يعترف وفي النهاية ينكر وينفي كون هذه الاحاديث في الصحابة بل يقول انها في الرافضة ؟ فسرعان ما ينسى ويتنسى علماء الوهابية وسبب نسيانهم هو التعصب لأنه نفسه أجاب ان هذه الاحاديث خاصة بالصحابة في حياة النبي وفي النهاية ينقلب ويرجع إلى هواه ويتهجم على الروافض .
ثم هل نفهم من جوابك انك تؤيد ان الخلافة لعلي وقد سلبت من قبل الأخرين وتعتبر سلبها معصية ؟ وهل كل معصية تمحيها حسنة كما تزعم ؟ أم أن هذه المعصية قد حرفت الأمة الإسلامية عن مسارها الصحيح, وسالت بها الدماء الطاهرة واغتصب بسببها حق أهل البيت عليهم السلام ولأزل العالم يعيش بظلم واضطهاد اثر تلك السيئة, فهل مثل هكذا سيئة يعفى عنها او تمحيها حسنة !ام ان هناك بعض المعاصي مما توجب الخلود في النار كما قال الله في كتابه { وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} .
تعليق