تويت
مأساة امرأة
كانت أسعد امرأة في العالم كيف لا وقد تزوجت من رجل تتمنى كلّ امرأة الزواج به، عاشت معه أجمل أيام
حياتها ورُزقا بطفلة جمعت بين جمال أمها وهيبة أبيها واكتملت سعادة الزوجين بطفلتهما
وأصبحت حياتهما كاملة لكن الكمال لله فقط، كبرت الطفلة وصُدمَ الزوجان بها فهي تعاني من مرض ولادي
في السمع فلا تستطيع أن تتكلم أو تسمع، ففعل الزوج المستحيل من أجل شفائها لكن لا جدوى،
وكادا أن يفقدا الأمل في شفائها، وذات يوم جاء الزوج فرحاً لزوجته فقد وجد علاجاً لابنته في سوريا،
فعزما على الرحيل من أجل طفلتهما الوحيدة، وحينما تحركت الحافلة شعرت الزوجة بحدوث شيء ما،
فكانت علامات الشؤم ترافق هذه الحافلة، ففي منتصف الطريق حدث ما لم يتوقعه أحد، فامتدت أيدي الإرهاب
لتأخذ الزوج من عائلته هو وكلّ الشباب الموجودين في الحافلة المشؤومة، فقاموا بقتل الواحد تلو الآخر أمام
النساء، فتعالت أصواتهنّ لكن لا مجيب، وصراخ الأطفال في تلك الليلة كان يدوي ليخلد هذه المجزرة في
صفحات التاريخ الدموي، وبعد معاناة وطول انتظار، عادت هذه الزوجة هي وطفلتها إلى البيت وتركت خلفها
زوجها القتيل لتتبدل حياتها السعيدة بدموع وآلام وأحزان لا انقطاع لها، على الرغم من مرور مدّة طويلة من
الزمن على أحزان الزوجة لكن ترى دموعها تتساقط في كلّ مرة يسألها أحد عن زوجها فلا تستطيع نسيان هذه
المجزرة أو بالأحرى لا تستطيع نسيان فارس أحلامها الشهيد وخاتم الزواج يتلألأ في إصبعها فحتى الموت لا
يستطيع أن يفرّقها عن زوجها، أمّا ابنتها فهي كفلقة القمر لكنها بقيت دون علاج بل وفقدت والدها.
نور علي عمران
تم نشره في المجلة العدد73
كانت أسعد امرأة في العالم كيف لا وقد تزوجت من رجل تتمنى كلّ امرأة الزواج به، عاشت معه أجمل أيام
حياتها ورُزقا بطفلة جمعت بين جمال أمها وهيبة أبيها واكتملت سعادة الزوجين بطفلتهما
وأصبحت حياتهما كاملة لكن الكمال لله فقط، كبرت الطفلة وصُدمَ الزوجان بها فهي تعاني من مرض ولادي
في السمع فلا تستطيع أن تتكلم أو تسمع، ففعل الزوج المستحيل من أجل شفائها لكن لا جدوى،
وكادا أن يفقدا الأمل في شفائها، وذات يوم جاء الزوج فرحاً لزوجته فقد وجد علاجاً لابنته في سوريا،
فعزما على الرحيل من أجل طفلتهما الوحيدة، وحينما تحركت الحافلة شعرت الزوجة بحدوث شيء ما،
فكانت علامات الشؤم ترافق هذه الحافلة، ففي منتصف الطريق حدث ما لم يتوقعه أحد، فامتدت أيدي الإرهاب
لتأخذ الزوج من عائلته هو وكلّ الشباب الموجودين في الحافلة المشؤومة، فقاموا بقتل الواحد تلو الآخر أمام
النساء، فتعالت أصواتهنّ لكن لا مجيب، وصراخ الأطفال في تلك الليلة كان يدوي ليخلد هذه المجزرة في
صفحات التاريخ الدموي، وبعد معاناة وطول انتظار، عادت هذه الزوجة هي وطفلتها إلى البيت وتركت خلفها
زوجها القتيل لتتبدل حياتها السعيدة بدموع وآلام وأحزان لا انقطاع لها، على الرغم من مرور مدّة طويلة من
الزمن على أحزان الزوجة لكن ترى دموعها تتساقط في كلّ مرة يسألها أحد عن زوجها فلا تستطيع نسيان هذه
المجزرة أو بالأحرى لا تستطيع نسيان فارس أحلامها الشهيد وخاتم الزواج يتلألأ في إصبعها فحتى الموت لا
يستطيع أن يفرّقها عن زوجها، أمّا ابنتها فهي كفلقة القمر لكنها بقيت دون علاج بل وفقدت والدها.
نور علي عمران
تم نشره في المجلة العدد73
تعليق