إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

في أن اليتيم الحقيقي هو المنقطع عن الإمام عليه السلام

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • في أن اليتيم الحقيقي هو المنقطع عن الإمام عليه السلام


    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله

    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته
    - وقال الإمام عليه السلام: وأشد من يتم هذا اليتيم، يتيم (ينقطع) عن إمامه لا يقدر على الوصول إليه، ولا يدرى كيف حكمه فيما يبتلي به من شرايع دينه.



    ألا فمن كان من شيعتنا عالما بعلومنا، وهذا (1) الجاهل بشريعتنا المنقطع عن مشاهدتنا يتيم (2) في حجره، ألا فمن هداه وأرشده وعلمه شريعتنا كان معنا في الرفيق الاعلى.



    حدثني بذلك أبي، عن آبائه، عن رسول الله صلى الله عليه وآله. (3)



    215 - وقال علي بن أبي طالب عليه السلام: من كان من شعيتنا عالما بشريعتنا، وأخرج ضعفاء شيعتنا من ظلمة جهلهم إلى نور العلم الذي حبوناه (به) جاء يوم القيامة وعلى رأسه تاج من نور يضئ لأهل جميع تلك العرصات، و (عليه) حلة لا يقوم لأقل سلك منها الدنيا بحذافيرها.



    ثم ينادي مناد (من عند الله): يا عباد الله هذا عالم من بعض تلامذة آل محمد ألا فمن أخرجه في الدنيا من حيرة جهله فيلتشبث بنوره، ليخرجه من حيرة ظلمة هذه العرصات إلى نزه الجنان.



    فيخرج كل من كان علمه في الدنيا خيرا، أو فتح عن قلبه من الجهل قفلا، أو أوضح له عن شبهة. (4)



    216 - قال عليه السلام: وحضرت امرأة عند الصديقة فاطمة الزهراء عليها السلام فقالت: إن لي والدة ضعيفة، وقد لبس عليها في أمر صلاتها شئ، وقد بعثتني إليك أسألك.



    فأجابتها فاطمة عليها السلام عن ذلك، ثم ثنت (5)، فأجابت، ثم ثلثت (فأجابت) إلى أن عشرت فأجابت، ثم خجلت من الكثرة، فقالت: لا أشق عليك يا بنت رسول الله.



    قالت فاطمة عليها السلام: هاتي وسلي عما بدا لك، أرأيت من اكترى يوما يصعد إلى سطح بحمل ثقيل، وكراؤه مائة ألف دينار، أيثقل عليه؟فقالت: لا.



    فقالت: اكتريت أنا لكل مسألة بأكثر من ملء ما بين الثرى إلى العرش لؤلؤا فأحرى أن لا يثقل علي، سمعت أبي (رسول الله) صلى الله عليه وآله يقول: إن علماء شيعتنا يحشرون، فيخلع عليهم من خلع الكرامات على قدر كثرة علومهم، وجدهم في إرشاد عباد الله، حتى يخلع على الواحد منهم ألف ألف خلعة (6) من نور.



    ثم ينادي منادي ربنا عز وجل: أيها الكافلون لأيتام آل محمد، الناعشون (7) لهم عند انقطاعهم عن آبائهم الذين هم أئمتهم، هؤلاء تلامذتكم والأيتام الذين كفلتموهم ونعشتموهم فاخلعوا عليهم (كما خلعتموهم) (8) خلع العلوم في الدنيا.



    فيخلعون على كل واحد من أولئك الأيتام على قدر ما أخذوا عنهم من العلوم حتى أن فيهم - يعني في الأيتام - لمن يخلع عليه مائة ألف خلعة (9) وكذلك يخلع هؤلاء الأيتام على من تعلم منهم.



    ثم إن الله تعالى يقول: أعيدوا على هؤلاء العلماء الكافلين للأيتام حتى تتموا لهم خلعهم، وتضعفوها.



    فيتم لهم ما كان لهم قبل أن يخلعوا عليهم، ويضاعف لهم، وكذلك من بمرتبتهم (10) ممن يخلع عليه على مرتبتهم.



    وقالت فاطمة عليها السلام: يا أمة الله إن سلكا من تلك الخلع لافضل مما طلعت عليه الشمس (11) ألف ألف مرة، وما فضل (12) فإنه مشوب بالتنغيص (13) والكدر. (14)



    217 - قال الحسن بن علي عليهما السلام: فضل كافل يتيم آل محمد، المنقطع عن مواليه الناشب في تيه (15) الجهل - يخرجه من جهله، ويوضح له ما اشتبه عليه - على (فضل) كافل يتيم يطعمه ويسقيه كفضل الشمس على السهى (16). (17)



    218 - وقال الحسين بن علي عليهما السلام: من كفل لنا يتيما قطعته عنا محنتنا (18) باستتارنا فواساه من علومنا التي سقطت إليه حتى أرشده وهداه، قال الله عز وجل له: يا أيها العبد الكريم المواسي إني أولى بالكرم (19) اجعلوا له يا ملائكتي في الجنان بعدد كل حرف علمه ألف ألف قصر، وضموا إليها ما يليق بها من سائر النعم. (20)



    219 - وقال علي بن الحسين عليهما السلام: أوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام حببني إلى خلقي، وحبب خلقي إلي.



    قال: يا رب كيف أفعل؟قال: ذكرهم آلائي ونعمائي ليحبوني، فلئن ترد آبقا عن بابي، أو ضالا عن فنائي، أفضل لك من عبادة مائة (21) سنة بصيام نهارها وقيام ليلها.



    قال موسى عليه السلام: ومن هذا العبد الآبق منك؟قال: العاصي المتمرد.



    قال: فمن الضال عن فنائك؟قال: الجاهل بامام زمانه تعرفه، والغائب عنه بعدما عرفه، الجاهل بشريعة دينه تعرفه شريعته، وما يعبد به ربه، ويتوصل (22) (به) إلى مرضاته.



    قال علي عليه السلام: فأبشروا معاشر علماء شيعتنا بالثواب الأعظم، والجزاء (23) الأوفر. (24)



    220 - وقال محمد بن علي عليهما السلام: العالم كمن معه شمعة تضئ للناس، فكل من أبصر بشمعته دعا له بخير، كذلك العالم معه شمعة تزيل ظلمة الجهل والحيرة.



    فكل من أضاءت له فخرج بها من حيرة أونجى بها من جهل، فهو من عتقائه من النار، والله يعوضه عن ذلك بكل شعرة لمن أعتقه ما هو أفضل (له) من الصدقة بمائة ألف قنطار على غير الوجه الذي أمر الله عز وجل به، بل تلك الصدقة وبال على صاحبها، لكن يعطيه الله ما هو أفضل من مائة ألف ركعة بين يدي الكعبة. (25)



    221 - وقال جعفر بن محمد عليهما السلام: (علماء) شيعتنا مرابطون في الثغر الذي يلي إبليس وعفاريته، يمنعونهم عن الخروج على ضعفاء شيعتنا، وعن أن يتسلط عليهم إبليس وشيعته النواصب.



    ألا فمن انتصب لذلك من شيعتنا كان أفضل ممن جاهد الروم والترك والخزر (26) ألف ألف مرة، لأنه يدفع عن أديان محبينا، وذلك يدفع عن أبدانهم. (27)



    222 - وقال موسى بن جعفر عليهما السلام: فقيه واحد ينقذ يتيما من أيتامنا المنقطعين عنا وعن (28) مشاهدتنا بتعليم ما هو محتاج إليه، أشد على إبليس من ألف عابد.



    لان العابد همه ذات نفسه فقط، وهذا همه مع ذات نفسه ذات عباد الله وإمائه لينقذهم من يد إبليس ومردته.



    ولذلك هو أفضل عند الله من (29) ألف ألف عابد. (30)



    223 - وقال علي بن موسى الرضا عليهما السلام: يقال للعابد يوم القيامة: نعم الرجل كنت همتك ذات نفسك، وكفيت الناس مؤنتك، فادخل الجنة.



    ألا إن الفقيه من أفاض على الناس خيره، وأنقذهم من أعدائهم، ووفر عليهم نعم جنان الله، وحصل لهم رضوان الله تعالى.



    ويقال للفقيه: يا أيها الكافل لأيتام آل محمد، الهادي لضعفاء محبيه ومواليه قف حتى تشفع لكل من أخذ عنك أو تعلم منك.



    فيقف، فيدخل الجنة ومعه فئاما وفئاما (31) - حتى قال عشرا - وهم الذين أخذوا عنه علومه، وأخذوا عمن أخذ عنه إلى يوم القيامة، فانظروا كم فرق (32) ما بين المنزلتين ؟! (33)



    224 - وقال محمد بن علي عليهما السلام: إن من تكفل بأيتام آل محمد المنقطعين عن إمامهم، المتحيرين في جهلهم، الاسراء في أيدي شياطينهم، وفى أيدي النواصب من أعدائنا، فاستنقذهم منهم، وأخرجهم من حيرتهم، وقهر الشياطين برد وساوسهم وقهر الناصبين بحجج ربهم، ودليل أئمتهم، ليفضلون عند الله تعالى على العابد بأفضل المواقع بأكثر من فضل السماء على الأرض، والعرش والكرسي والحجب (على السماء) وفضلهم على هذا العابد (34) كفضل القمر ليلة البدر على أخفى كوكب في السماء. (35)



    225 - وقال علي بن محمد عليهما السلام: لولا من يبقى بعد غيبة قائمكم (36) عليه الصلاة والسلام من العلماء الداعين إليه، والدالين عليه، والذابين عن دينه بحجج الله، والمنقذين لضعفاء عباد الله من شباك إبليس ومردته، ومن فخاخ النواصب لما بقي أحد إلا ارتد عن دين الله، ولكنهم الذين يمسكون أزمة قلوب ضعفاء الشيعة كما يمسك صاحب السفينة سكانها أولئك هم الأفضلون عند الله عز وجل. (37)



    226 - وقال الحسن بن علي (38) عليهما السلام: يأتي علماء شيعتنا، القوامون لضعفاء محبينا وأهل ولايتنا يوم القيامة، والأنوار تسطع من تيجانهم، على رأس كل واحد منهم تاج بهاء، قد انبثت تلك الأنوار في عرصات القيامة ودورها مسيرة ثلاثمائة ألف سنة.



    فشعاع تيجانهم ينبث فيها كلها، فلا يبقى هناك يتيم قد كفلوه، ومن ظلمة الجهل أنقذوه (39) ومن حيرة التيه أخرجوه، إلا تعلق بشعبة من أنوارهم، فرفعتهم إلى العلو حتى يحاذي بهم فوق الجنان.



    ثم تنزلهم (40) على منازلهم السعدة في جوار أستاديهم ومعلميهم، وبحضرة أئمتهم الذين كانوا يدعون إليهم.



    ولا يبقى ناصب من النواصب يصيبه من شعاع تلك التيجان إلا عميت عيناه وصمت أذناه، وأخرس لسانه، ويحول عليه أشد من لهب النيران، فيحملهم حتى يدفعهم إلى الزبانية، فيدعوهم (41) إلى سواء الجحيم. (42) وأما قوله عز وجل: (والمساكين) فهو من سكن الضر والفقر حركته.



    ألا فمن واساهم بحواشي ماله، وسع الله عليه جنانه، وأناله غفرانه ورضوانه.




    1- " حلة " ب، س، ط، د. الخلعة: الثوب الذي يعطى منحة.

    2- نعشه: رفعه وأقامه، تداركه بعد هلكة.

    3- من البحار: 7.

    4- " حلة " أ.

    5- " يليهم " البحار: 2. وكذا التي تأتى.

    6- أي الدنيا.

    7- " أفضل " ب، س، ط. وأضاف في المحجة والمنية: ما طلعت عليه الشمس.

    8- " بالتنقيص " أ. " بالتنقص " ب، ص، ط. " بالتنغيض " منية المريد. تنغص العيش: تكدر. وتنغض الشئ: اهتز واضطرب، تنقص الشئ: أخذ منه قليلا.

    9- عنه منية المريد: 32، والمحجة البيضاء: 1 / 30، والبحار: 2 / 3 ح 3، و ج 7 / 224 ضمن ح 143.

    10- أي الواقع فيما لا مخلص منه. وفى " أ " التائية بدل " الناشب ".

    11- كوكب خفى من بنات نعش الصغرى.

    12- عنه منية المريد: 33، والمحجة البيضاء: 1 / 31، وعنه في البحار: 2 / 3 ح 4، وعن الاحتجاج: 1 / 7.

    13- " محبتنا " خ ل، ط، والبحار: 2. " صحبتنا " أ. " غيبتنا و " البحار: 8. قال المجلسي (ره): أي كان سبب قطعه عنا أنا أحببنا الاستتار عنه لحكمة، وفى بعض النسخ " محنتنا " بالنون وهو أظهر.

    14- " بهذا الكرم " أ، س، البحار: 8.

    15- عنه منية المريد: 33، والمحجة البيضاء: 1 / 31، والبحار: 8 / 180 ضمن ح 137. وعنه في البحار: 2 / 4 ح 5 وعن الاحتجاج: 1 8.

    16- " ألف " أ. " مائة ألف " ط.

    17- " يتوسل " س، ط، ق، د.

    18- " الثراء " ب، س، ط.

    19- عنه منية المريد: 33، والمحجة البيضاء: 1 / 31، والبحار: 2 / 4 ح 6.

    20- عنه منية المريد: 33، والمحجة البيضاء: 1 / 31، وعنه في البحار: 2 / 4 ح 7 وعن الاحتجاج: 1 / 8. قال المجلسي (ره): لعله عليه السلام فضل تعليم العلم أولا على الصدقة بهذا المقدار الكثير في غير مصرفه لدفع ما يتوهمه عامة الناس من فضل الظلمة الذين يعطون بالأموال المحرمة العطايا الجزيلة على العلماء الباذلين للعلوم الحقة من يستحقه، ثم استدرك عليه السلام بأن تلك الصدقة وبال على صاحبها لكونها من الحرام، فلا فضل لها حتى يفضل عليها شئ، ثم ذكر عليه السلام فضله في عمل له فضل جزيل ليظهر مقدار فضله ورفعة قدره.

    21- الخزر: جيل خزر العيون. وفى حديث حذيفة " كأني بهم خنس الأنوف، خزر العيون " والخزرة: انقلاب الحدقة نحو اللحاظ. لسان العرب: 4 / 236 لزيادة الاطلاع عليها راجع معجم البلدان: 2 / 367 ففيه تفصيل ذلك.

    22- عنه منية المريد: 34، والمحجة البيضاء: 1 / 31، وعنه في البحار: 2 / 5 ح 8 وعن الاحتجاج: 1 / 8.

    23- " من " أ.

    24- " من ألف عابد و " س، ص، ق، ومنية المريد. وفى المحجة والاحتجاج بلفظ: من ألف ألف عابد وألف ألف عابدة.

    25- عنه منية المريد: 34. والمحجة البيضاء: 1 / 31، وعنه في البحار: 2 / 5 ح 9 وعن الاحتجاج: 1 / 8.

    26- الفئام - بكسر الفاء -: الجماعة من الناس. وفسر في خطبة أمير المؤمنين عليه السلام في يوم الغدير بمائة ألف.

    27- " صرف " أ، ص، ق والاحتجاج. الصرف: الفضل.

    28- عنه منية لمريد: 34، والمحجة البيضاء: 1 / 32، وعوالي اللئالي: 1 / 19. والبحار: 7 / 225 ضن ح 143، وعنه في البحار: 2 / 5 ح 10 وعن الاحتجاج: 1 / 9.

    29- " العباد " الاحتجاج.

    30- عنه منية المريد: 34، والمحجة البيضاء: 1 / 32، وعنه في البحار: 2 / 6 ح 11 وعن الاحتجاج: 1 / 9.

    31- " قائمنا " المحجة.

    32- عنه منية المريد: 35، والمحجة البيضاء: 1 / 32، وعنه في البحار: 2 / 6 ح 12 وعن الاحتجاج: 1 / 9.

    33- زاد في البحار " عن أبيه عليهما السلام ".

    34- " قد علموه " أ، ب، ط. " علموه " س، ق، د.

    35- " ينزلونهم " ص، منية المريد، المحجة.

    36- أي فعوهم يدفعا عنيفا وبجفوة.

    37- عنه منية المريد: 35، والمحجة البيضاء: 1 / 32، والبحار: 7 / 225 ضمن ح 143 وعنه في البحار: 2 / 6 ح 13 وعن الاحتجاج: 1 / 10.

    38- " وآل محمد " البحار.

    39- " تنكست " أ. نكس الرجل: ضعف وعجز.

    40- " مقابلة " ب، س، ص، ط، ق، د.

    41- " وعلمهم " أ، والبرهان.

    42- عنه تأويل الآيات: 1 / 75 ح 49، والبرهان: 1 / 122 صدر ح 17، وعنه في البحار: 2 / 7 ضمن ح 13 وعن الاحتجاج: 1 /
    10




  • #2

    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    مأجورين

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X