الكذب والافتراء باختلاق ووضع الروايات عن هبوب الريح الحمراء .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
لا شك ان التغيرات الجوية والارضية قد يكون لها علاقة وارتباط بذنوب الناس وارتكابهم للمعاصي والموبقات كما قال تعالى : (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) - 1 - ولكن الجزم بذلك في كل تغير ارضي او سماوي يحتاج الى دليل .
وقد عمد البعض الى تأليف القصص الروائية من نسج خياله وربطها فيما يحدث الان من هبوب الرياح الترابية الحمراء والصفراء على مناطق في العراق الحبيب والوطن العربي ونسبة هذه الروايات كذبا وزورا وافتراءا لاهل البيت (ع) ، فيما قام أخرون بنقل هذه الروايات ونشرها في وسائل التواصل الاجتماعية من دون تثبت لصحتها من سقمها ولصدقها من كذبها .
وفي هذه المقالة القصيرة ننقل لكم بعض الروايات التي نسبت ولفقت على أهل البيت وروجت بين الناس .
*** الرواية الأولى : ( تهيج ريح حمراء بالزوراء (بغداد الان) ينكرها الناس ، فيفزعون إلى علمائهم ، فيجدونهم قد مسخوا قردة وخنازير تسود وجوههم وتزرق أعينهم) كتاب الملاحم والفتن لأبن طاووس الحديث 410 ص 283 عن الفتن للسليلي .
ويرد عليها :
1 - لم ترد في المصادر الأصلية للسنة والشيعة التي وصلتْ إلينا ورواها إبن طاووس في كتاب الملاحم والفتن عن كتاب الفتن للسليلي والكتاب الأخير مخطوط وغير مطبوع الى الآن .
2 - الرواية مجهولة السند فالسيد إبن طاووس لم ينقل سندها كاملاً فلا تكون حجة على ذلك لأنها ظنية الصدور ولا يجوز نسبة الظن الى الشارع المقدس بدون قرينة توجب القطع أو الإطمئنان بصدورها .
3 - الرواية تُعتبَر من (الحديث المقطوع) أي إن سندها لم يتصل بالمعصوم فهي لم تُنقَل عن المعصومين (عليهم السلام) ونُقِلتْ عن ابن عباس فقط والحديث المقطوع ليس بحجة كما ذكره الشهيد الثاني زين الدين العاملي في كتاب الرعاية .
4 - من يريد أن يثبت مطلب (الريح الحمراء) فعليه أن يأتي بروايات عديدة ونحن في المقام لا نثبت ولا ننكر ذلك وكلامنا أعلاه حسب ما يقتضيه حال البحث حول هذه الروايات فقط .
*** الرواية الثانية : يقول ابن عميس في مجلده هاويات العصمة ج 3 ، ص 128 :
( ستكون هناك ريحا حمراء كأنها دما عبيط يصادفها تراب الفجر والذنوب يعقبها الحر والجفاف وقله الرزق وكثره الفساد والقتل والتناحر يعقبهم المسخ والفضائح يعقبها فتنه الشيطان ومن ثم فتنه سفيان حيث سينكر الناس هذا ويقولون ماهي الى دعى كاذبه وهم على هذا الحال من الضياع يأتي بهم قائم ال محمد فيخطب بهم خطبه تعيد العقول الى الرؤوس ) .
ويرد عليها :
1 - لم ترد في مصادر السنة و الشيعة التي وصلتْ إلينا .
2 - لا يُوجَد كتاب باسم (هاويات العصمة) فلا جزء ولا رقم ولا صفحة .
3 - لا يُوجَد مؤلِّف باسم إبن عميس .
4 - الرواية لا سند لها وهي كذلك غير منقولة عن نبي أو إمام عليهما السلام .
5 - الرواية ظاهرة الوضع من ركاكة ألفاظها وجملها .
6 - فيها الكثير الكثير من الأخطاء النحوية والإملائية فمنها مثلاً (كلمة عبيط) في الرواية غير منصوبة فالمفروض هي صفة للدم فتتبع إعراب الموصوف بنفس الحركة فتُكتَب (عبيطاً) و (يصادفها) خطأ والصحيح (تصادفها) و (كثره خطأ والصحيح كثرة) .
7 - هذه الرواية هي التي انتشرت أول مرة ولما لم يكن لها مصدر قام بعض الوضاعين والناس بإضافة الروايتين الأوليتين عليها حتى يختلط الحابل بالنابل والحق بالباطل فلذا ينبغي الانتباه لمثل هذا .
*** الرواية الثالثة : روي عن الإمام علي (ع) : ( التراب الاحمر اشد واكثر دلالة على غضب الله وقرب نزول البلاء فعلاً ) . لم يرد في مصادر السنة والشيعة التي وصلت إلينا.
*** الرواية الرابعة : روي عن الامام علي (ع) : ( التراب الأحمر نذارة من الله ) . لم يرد في مصادر السنة والشيعة التي وصلت إلينا .
*** الرواية الخامسة : روي عن الامام علي (ع) : (الرياح الحمراء انذار ونذار ) . لم يرد في مصادر السنة والشيعة التي وصلت إلينا .
********************************
الهوامش :
1 - سورة الروم ، الاية (41) .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
لا شك ان التغيرات الجوية والارضية قد يكون لها علاقة وارتباط بذنوب الناس وارتكابهم للمعاصي والموبقات كما قال تعالى : (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) - 1 - ولكن الجزم بذلك في كل تغير ارضي او سماوي يحتاج الى دليل .
وقد عمد البعض الى تأليف القصص الروائية من نسج خياله وربطها فيما يحدث الان من هبوب الرياح الترابية الحمراء والصفراء على مناطق في العراق الحبيب والوطن العربي ونسبة هذه الروايات كذبا وزورا وافتراءا لاهل البيت (ع) ، فيما قام أخرون بنقل هذه الروايات ونشرها في وسائل التواصل الاجتماعية من دون تثبت لصحتها من سقمها ولصدقها من كذبها .
وفي هذه المقالة القصيرة ننقل لكم بعض الروايات التي نسبت ولفقت على أهل البيت وروجت بين الناس .
*** الرواية الأولى : ( تهيج ريح حمراء بالزوراء (بغداد الان) ينكرها الناس ، فيفزعون إلى علمائهم ، فيجدونهم قد مسخوا قردة وخنازير تسود وجوههم وتزرق أعينهم) كتاب الملاحم والفتن لأبن طاووس الحديث 410 ص 283 عن الفتن للسليلي .
ويرد عليها :
1 - لم ترد في المصادر الأصلية للسنة والشيعة التي وصلتْ إلينا ورواها إبن طاووس في كتاب الملاحم والفتن عن كتاب الفتن للسليلي والكتاب الأخير مخطوط وغير مطبوع الى الآن .
2 - الرواية مجهولة السند فالسيد إبن طاووس لم ينقل سندها كاملاً فلا تكون حجة على ذلك لأنها ظنية الصدور ولا يجوز نسبة الظن الى الشارع المقدس بدون قرينة توجب القطع أو الإطمئنان بصدورها .
3 - الرواية تُعتبَر من (الحديث المقطوع) أي إن سندها لم يتصل بالمعصوم فهي لم تُنقَل عن المعصومين (عليهم السلام) ونُقِلتْ عن ابن عباس فقط والحديث المقطوع ليس بحجة كما ذكره الشهيد الثاني زين الدين العاملي في كتاب الرعاية .
4 - من يريد أن يثبت مطلب (الريح الحمراء) فعليه أن يأتي بروايات عديدة ونحن في المقام لا نثبت ولا ننكر ذلك وكلامنا أعلاه حسب ما يقتضيه حال البحث حول هذه الروايات فقط .
*** الرواية الثانية : يقول ابن عميس في مجلده هاويات العصمة ج 3 ، ص 128 :
( ستكون هناك ريحا حمراء كأنها دما عبيط يصادفها تراب الفجر والذنوب يعقبها الحر والجفاف وقله الرزق وكثره الفساد والقتل والتناحر يعقبهم المسخ والفضائح يعقبها فتنه الشيطان ومن ثم فتنه سفيان حيث سينكر الناس هذا ويقولون ماهي الى دعى كاذبه وهم على هذا الحال من الضياع يأتي بهم قائم ال محمد فيخطب بهم خطبه تعيد العقول الى الرؤوس ) .
ويرد عليها :
1 - لم ترد في مصادر السنة و الشيعة التي وصلتْ إلينا .
2 - لا يُوجَد كتاب باسم (هاويات العصمة) فلا جزء ولا رقم ولا صفحة .
3 - لا يُوجَد مؤلِّف باسم إبن عميس .
4 - الرواية لا سند لها وهي كذلك غير منقولة عن نبي أو إمام عليهما السلام .
5 - الرواية ظاهرة الوضع من ركاكة ألفاظها وجملها .
6 - فيها الكثير الكثير من الأخطاء النحوية والإملائية فمنها مثلاً (كلمة عبيط) في الرواية غير منصوبة فالمفروض هي صفة للدم فتتبع إعراب الموصوف بنفس الحركة فتُكتَب (عبيطاً) و (يصادفها) خطأ والصحيح (تصادفها) و (كثره خطأ والصحيح كثرة) .
7 - هذه الرواية هي التي انتشرت أول مرة ولما لم يكن لها مصدر قام بعض الوضاعين والناس بإضافة الروايتين الأوليتين عليها حتى يختلط الحابل بالنابل والحق بالباطل فلذا ينبغي الانتباه لمثل هذا .
*** الرواية الثالثة : روي عن الإمام علي (ع) : ( التراب الاحمر اشد واكثر دلالة على غضب الله وقرب نزول البلاء فعلاً ) . لم يرد في مصادر السنة والشيعة التي وصلت إلينا.
*** الرواية الرابعة : روي عن الامام علي (ع) : ( التراب الأحمر نذارة من الله ) . لم يرد في مصادر السنة والشيعة التي وصلت إلينا .
*** الرواية الخامسة : روي عن الامام علي (ع) : (الرياح الحمراء انذار ونذار ) . لم يرد في مصادر السنة والشيعة التي وصلت إلينا .
********************************
الهوامش :
1 - سورة الروم ، الاية (41) .
تعليق