بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الشيخ عبد الله المامقاني [طاب ثراه] حول والده آية الورع والتقوى الشيخ محمد حسن المامقاني [طاب ثراه] في مخالفته لهواه ما نصّه:
و أمّا مخالفته قدّس سرّه لهواه و إطاعته لأمر مولاه:
فقد بلغ إلى حد تفرّد به،و قد كان في إيصال الحقوق يقدّم إيصال الأجنبي؛ خوفا من أن يكون تقديم إيصال أصحابه و تلامذته من باب هوى النفس،و قد شاهدنا منه قدّس سرّه قضايا كثيرة كاشفة عن ذاك لا يسع هذا المختصر نقلها و لا بأس بنقل واحدة منها، وهي:
أنّ سيّدا من الفضلاء الأجلاّء في غاية صحّة النسب كان الشيخ قدّس سرّه يوصله في كلّ سنة مائة تومان أقلا،و كان ذلك السيّد سبعيّ الطبع حسودا، مدّعيا في نفسه و من تلامذة بعض معاصري الوالد قدّس سرّه،و كان لا يدخل إلى دارنا،بل ربّما كان لا يعتني بالوالد قدّس سرّه عند المصادفة على ما ينبغي،و كان إذا ذكر والدي قدّس سرّه ينفي عنه التحقيق و المهارة و لا يقرّ له إلاّ بأقل درجة الاجتهاد و العلم،بل كان بعض الأحيان ينفي عنه العلم و يطلق، و كنت أنا الواسطة في إيصال الحقّ من الوالد قدّس سرّه إليه،و كنت مريّضا نفسي في عدم إخبار الوالد قدّس سرّه بذم السيّد له زعما مني أنّه قدّس سرّه إن اطّلع على ذلك قطع صلة السيّد،و أنّ التسبّب لقطع صلة السيّد قبيح،فكنت أقدّم مراعاة جانب جدّه صلّى اللّه عليه و آله على مراعاة جانب والدي قدّس سرّه،فأتاه أخي يوما و قال:إنّي رأيت السيّد في بعض الطريق يطلبه القصاب الفلاني خمسين قرانا من باب اللحم الّذي مشتريه[كذا]منه نسيئة تدريجا،و وجدته يطالبه و يمنعه من الحركة،و كلّ ما يلحّ عليه السيّد بأن يخلّي سبيله حتّى يمضي و يستدين و يأتي له بالمبلغ لا يرضى القصاب بذلك،و كان قدّس سرّه قبل كم يوم موصله مقدارا و مع ذلك أخرج من الصندوق خمسين قرانا و أعطى الأخ و قال:بنيّ!اسرع إيصاله إلى السيّد حتّى لا يرى غيرك مطالبة القصاب له،ثمّ رفع يده إلى السماء و قال:إلهي أنت تعلم أنّ هذا السيّد يهتكني بلا سبب إلاّ أنك منعتني من اتّباع الهوى فأوصله مخالفة للهوى طلبا لرضاك يا ربّ..!فلمّا رأيت ذلك علمت أنّه يدري بحركات السيّد و يخالف هواه في ذلك.
----------------------------
تنقيح المقال
يقول الشيخ عبد الله المامقاني [طاب ثراه] حول والده آية الورع والتقوى الشيخ محمد حسن المامقاني [طاب ثراه] في مخالفته لهواه ما نصّه:
و أمّا مخالفته قدّس سرّه لهواه و إطاعته لأمر مولاه:
فقد بلغ إلى حد تفرّد به،و قد كان في إيصال الحقوق يقدّم إيصال الأجنبي؛ خوفا من أن يكون تقديم إيصال أصحابه و تلامذته من باب هوى النفس،و قد شاهدنا منه قدّس سرّه قضايا كثيرة كاشفة عن ذاك لا يسع هذا المختصر نقلها و لا بأس بنقل واحدة منها، وهي:
أنّ سيّدا من الفضلاء الأجلاّء في غاية صحّة النسب كان الشيخ قدّس سرّه يوصله في كلّ سنة مائة تومان أقلا،و كان ذلك السيّد سبعيّ الطبع حسودا، مدّعيا في نفسه و من تلامذة بعض معاصري الوالد قدّس سرّه،و كان لا يدخل إلى دارنا،بل ربّما كان لا يعتني بالوالد قدّس سرّه عند المصادفة على ما ينبغي،و كان إذا ذكر والدي قدّس سرّه ينفي عنه التحقيق و المهارة و لا يقرّ له إلاّ بأقل درجة الاجتهاد و العلم،بل كان بعض الأحيان ينفي عنه العلم و يطلق، و كنت أنا الواسطة في إيصال الحقّ من الوالد قدّس سرّه إليه،و كنت مريّضا نفسي في عدم إخبار الوالد قدّس سرّه بذم السيّد له زعما مني أنّه قدّس سرّه إن اطّلع على ذلك قطع صلة السيّد،و أنّ التسبّب لقطع صلة السيّد قبيح،فكنت أقدّم مراعاة جانب جدّه صلّى اللّه عليه و آله على مراعاة جانب والدي قدّس سرّه،فأتاه أخي يوما و قال:إنّي رأيت السيّد في بعض الطريق يطلبه القصاب الفلاني خمسين قرانا من باب اللحم الّذي مشتريه[كذا]منه نسيئة تدريجا،و وجدته يطالبه و يمنعه من الحركة،و كلّ ما يلحّ عليه السيّد بأن يخلّي سبيله حتّى يمضي و يستدين و يأتي له بالمبلغ لا يرضى القصاب بذلك،و كان قدّس سرّه قبل كم يوم موصله مقدارا و مع ذلك أخرج من الصندوق خمسين قرانا و أعطى الأخ و قال:بنيّ!اسرع إيصاله إلى السيّد حتّى لا يرى غيرك مطالبة القصاب له،ثمّ رفع يده إلى السماء و قال:إلهي أنت تعلم أنّ هذا السيّد يهتكني بلا سبب إلاّ أنك منعتني من اتّباع الهوى فأوصله مخالفة للهوى طلبا لرضاك يا ربّ..!فلمّا رأيت ذلك علمت أنّه يدري بحركات السيّد و يخالف هواه في ذلك.
----------------------------
تنقيح المقال
تعليق