بسم الله الرحمن الرحيم
عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنّه قال :
( لاَ تَجْعَلَنَّ ذَرَبَ لِسَانِكَ عَلَى مَنْ أَنْطَقَكَ ، وَبَلاَغَةَ قَوْلِكَ عَلَى مَنْ سَدَّدَكَ ) .
الذَرَب : الحِدّة ، او بذاءة اللسان .
التَسْدِيد : التقويم .
والمعنى :
1. أنّه لا تُطِل لسانك على مَن ربّاك وعَلمَّك من أبٍ أو معلم أو أخ أكبر ، بل كل مَن له دالّة عليك .
2. وقال ابن أبي الحديد : " لا شبهة أنَّ الله تعالى هو الذي أنطقك ، وسدد لفظك ، وعلمك البيان ... فقبيح أنْ يجعل الانسان ذرب لسانه وفصاحة منطقه على من أنطقه وأقدره على العبادة " * .
ولعل المعنى الأول أرجح وأشمل ؛ إذ يشمل المعنى الثاني ، فالخالق جّل وعلا هو المنعم بكل شئ ، ونحن نتجرأ على المعاصي في ساحة سلطانه ، وأمام نظره ، مستغلين نعمه وعطاياه في الإبتعاد عنه والصدّ عن عبادته والجرأة عليه .
والظاهر أنَّ الإمام كان بصدد الحث على شكر المنعم وذمّ مقابلة الإحسان بالإساءة .
---------------------------------------
المعتزلي أبن أبي الحديد ، عز الدين عبد الحميد بن هبة الله ، ( ت : 656 هج ) ، شرح نهج البلاغة ، ج 20 ، ص 48 ، الناشر : مؤسسة إسماعيليان للطباعة والنشر والتوزيع ، قم .
تعليق