الزيارة لغة معناها: القصد، وفي العُرف: قصد المزور إكراماً وتعظيماً له، واستئناساً به.
ولفظ الزيارة يستدعي الانتقال من مكان الزائر إلى مكان المزور، فالزيارة إمّا الانتقال نفسه من مكان إلى مكان
لقصدها، وإما الحضور عند المزور. والزيارة عموماً حضور ولقاء والتقاء قلبيّ معنويّ يشعر به الزائر عند
وقوفه بتواضع في كنف خيرة الله ووليّه، فترتبط بالمزور روح الزائر ويتعانق معه قلبه، فيقتبس الزائر أشعة
وقبساً نتيجة الفيوضات من أنوار الشخصية المزورة ذات الصفات الإلهية، فتفيض على نفسية الزائر، فتكتسب
منها لتطمئن بعد اضطراب، وتسعد بعد شقاء، وتشرق بأنوار المزور الكريم عند اختلائها واستئناسها به، فعند
إقبالها على المزور تستلهم منه روح السلام والمسامحة والمحبة، وتستمد منه روح العطاء والتضحية. وبالمداومة
والاستمرارية على هذه الزيارة ينشأ نوع علاقة بين الزائر والمزور ترسم له صورة الحياة المستقبلية القادمة،
وتبصّره بأمور دينه ودنياه، وتوضّح له طريقه، وتنشده سبل السلام، فيعرف بها ضالته، وكلّ ذلك نتيجة
الروحانية الكبرى للمزور، فنفسيته الممتازة، وصفاته القدسيّة تنعكس على نفسية الزائر، فيستكمل ويرتقي شيئاً
فشيئاً بعد أن قد قضى شوطاً من إعداد القلب.
فالزيارة خير وسيلة للتزوّد، والاستقامة، وسلوك الطريق المستقيم، قال تعالى: ( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا
فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ) / (الأنعام:153) وبهذا تظهر لنا أهمية الزيارة وحاجتها
بالنسبة إلى الفرد المسلم، فالمسلم أشدّ حاجة إلى اتّباع مثل هذه السبل؛ كي يسلك طريقه بوضوح إلى الله عز
وجل، ويهتدي بهدي الأولياء والأنبياء، قال تعالى: ( أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ )/ (الأنعام:90).
إيمان حسون كاظم
تم نشره في المجلة العدد86
ولفظ الزيارة يستدعي الانتقال من مكان الزائر إلى مكان المزور، فالزيارة إمّا الانتقال نفسه من مكان إلى مكان
لقصدها، وإما الحضور عند المزور. والزيارة عموماً حضور ولقاء والتقاء قلبيّ معنويّ يشعر به الزائر عند
وقوفه بتواضع في كنف خيرة الله ووليّه، فترتبط بالمزور روح الزائر ويتعانق معه قلبه، فيقتبس الزائر أشعة
وقبساً نتيجة الفيوضات من أنوار الشخصية المزورة ذات الصفات الإلهية، فتفيض على نفسية الزائر، فتكتسب
منها لتطمئن بعد اضطراب، وتسعد بعد شقاء، وتشرق بأنوار المزور الكريم عند اختلائها واستئناسها به، فعند
إقبالها على المزور تستلهم منه روح السلام والمسامحة والمحبة، وتستمد منه روح العطاء والتضحية. وبالمداومة
والاستمرارية على هذه الزيارة ينشأ نوع علاقة بين الزائر والمزور ترسم له صورة الحياة المستقبلية القادمة،
وتبصّره بأمور دينه ودنياه، وتوضّح له طريقه، وتنشده سبل السلام، فيعرف بها ضالته، وكلّ ذلك نتيجة
الروحانية الكبرى للمزور، فنفسيته الممتازة، وصفاته القدسيّة تنعكس على نفسية الزائر، فيستكمل ويرتقي شيئاً
فشيئاً بعد أن قد قضى شوطاً من إعداد القلب.
فالزيارة خير وسيلة للتزوّد، والاستقامة، وسلوك الطريق المستقيم، قال تعالى: ( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا
فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ) / (الأنعام:153) وبهذا تظهر لنا أهمية الزيارة وحاجتها
بالنسبة إلى الفرد المسلم، فالمسلم أشدّ حاجة إلى اتّباع مثل هذه السبل؛ كي يسلك طريقه بوضوح إلى الله عز
وجل، ويهتدي بهدي الأولياء والأنبياء، قال تعالى: ( أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ )/ (الأنعام:90).
إيمان حسون كاظم
تم نشره في المجلة العدد86
تعليق