امرأة في آخر عمرها، مرضت واستدعى مرضها بقاءها في المستشفى لمدة سنة، وطوال تلك السنة كانت
الممرضات يتعجبنَ من كثرة زوّار هذه المرأة بشكل يومي: أبناؤها، وجيرانها، وأحباؤها، ومَن ترتاح للقياهم،
فتقدّمت إحدى الممرضات لتسأل أحد أبناء المرأة:
أما تجدون مشقة في زيارة أمكم يومياً، وأنتم تقطعون الأميال؟! وكيف لأشغال الدنيا وأعمالها أن لا تتعبكم
وتجعلكم في تواصل دائم معها؟! فأجابها الولد قال تعالى: ( وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ
ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ) / (الإسراء:24).
ثم سألت جيرانها، فأجابوها بقوله تعالى: ( وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ ) /
(النساء:36)، ثم ذهبت لأقربائها، فأجابوها بقوله تعالى) : إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي
الْقُرْبَى)/ (النحل:90) فزاد اندهاش الممرضة! وعندما انتهى وقت الزيارة ذهبت مسرعة إلى المرأة قائلة:
ما سرّ قدوم كلّ مَن أحببتِ إليك يومياً؟
فتبسّمت المرأة وقالت لها: كان في بيتي الكثير من المصاحف، وكنتُ أحاول أن لا أهجر أيّاً منها، وأقرأ ولو
بعض الآيات منها، وكنتُ عندما أدخل لأي مسجد أبحث عن المصاحف التي هُجرت وتراكم الغبار عليها، وأقرأ
منها ما تيسّر، وعندما أنتهي أقرأ هذه الآية: ( رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ )/ (الأنبياء:89).
هل تعلم: أنك عندما تمسك بيدك المصحف الشيطان يغضب، وعندما تفتحه يبكي، وعندما تقول بسم الله ينهار،
وإذا بدأت في القراءة يُغشى عليه، فلا تهجروا القرآن.
آمنة علي
تم نشره في المجلة العدد86
الممرضات يتعجبنَ من كثرة زوّار هذه المرأة بشكل يومي: أبناؤها، وجيرانها، وأحباؤها، ومَن ترتاح للقياهم،
فتقدّمت إحدى الممرضات لتسأل أحد أبناء المرأة:
أما تجدون مشقة في زيارة أمكم يومياً، وأنتم تقطعون الأميال؟! وكيف لأشغال الدنيا وأعمالها أن لا تتعبكم
وتجعلكم في تواصل دائم معها؟! فأجابها الولد قال تعالى: ( وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ
ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ) / (الإسراء:24).
ثم سألت جيرانها، فأجابوها بقوله تعالى: ( وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ ) /
(النساء:36)، ثم ذهبت لأقربائها، فأجابوها بقوله تعالى) : إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي
الْقُرْبَى)/ (النحل:90) فزاد اندهاش الممرضة! وعندما انتهى وقت الزيارة ذهبت مسرعة إلى المرأة قائلة:
ما سرّ قدوم كلّ مَن أحببتِ إليك يومياً؟
فتبسّمت المرأة وقالت لها: كان في بيتي الكثير من المصاحف، وكنتُ أحاول أن لا أهجر أيّاً منها، وأقرأ ولو
بعض الآيات منها، وكنتُ عندما أدخل لأي مسجد أبحث عن المصاحف التي هُجرت وتراكم الغبار عليها، وأقرأ
منها ما تيسّر، وعندما أنتهي أقرأ هذه الآية: ( رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ )/ (الأنبياء:89).
هل تعلم: أنك عندما تمسك بيدك المصحف الشيطان يغضب، وعندما تفتحه يبكي، وعندما تقول بسم الله ينهار،
وإذا بدأت في القراءة يُغشى عليه، فلا تهجروا القرآن.
آمنة علي
تم نشره في المجلة العدد86
تعليق