بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم على
أعداهم ،
ومخالفيهم ، ومعانديهم ، وظالميهم ، ومنكري فضائلهم ومناقبهم ،
ومدّعي مقامهم ومراتبهم ،
من الأولين والأخرين أجمعين إلى يوم الدين .
قال ابن السكيت لأبي الحسن الرضا (عليه السلام) لماذا بعث الله عزّ وجلّ موسى بن عمران بالعصا ويده البيضاء وآلة السحر وبعث عيسى (عليه السلام) بالطب وبعث محمداً
(صلى الله عليه وآله) بالكلام والخطب ؟
فقال له أبو الحسن (عليه السلام) : «إنّ الله تبارك وتعالى لما بعث موسى (عليه السلام) كان الأغلب على أهل عصره السحر فأتاهم من عند الله عزوجلّ بما لم يكن في وسع القوم مثله، وبما أبطل به سحرهم وأثبت به الحجة عليهم وإنّ الله تبارك وتعالى بعث عيسى
(عليه السلام) في وقت ظهرت فيه الزمانات واحتاج الناس إلى الطب فأتاهم من عند الله عزّوجل بما لم يكن عندهم مثله وبما أحيا لهم الموتى وأبرأ لهم الأكمه والأبرص بإذن الله وأثبت به الحجة عليهم.
وإنّ الله بعث محمداً (صلى الله عليه وآله) في وقت كان الأغلب على أهل عصره الخطب والكلام ]وأظنه قال :[ والشعر، فأتاهم من كتاب الله عزوجلّ ومواعظه وأحكامه ما أبطل به قولهم وأثبت به الحجة عليهم، فقال ابن السكيت : تالله ما رأيت مثلك اليوم قطّ، فما الحجة على الخلق اليوم ؟ فقال (عليه السلام) : العقل يعرف به الصادق على الله فيصدّقه والكاذب على الله فيكذِّبه» فقال ابن السكيت هذا والله الجواب .
وعن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) : «إنما سمي اُولوا العزم، اولي العزم لأنهم كانوا أصحاب الشرايع والعزايم وذلك أنّ كل نبي بعد نوح (عليه السلام) كان على شريعته ومنهاجه وتابعاً لكتابه الى زمن إبراهيم الخليل (عليه السلام) .
وكل نبي كان في أيام ابراهيم وبعده كان على شريعته ومنهاجه، وتابعاً لكتابه إلى زمن موسى (عليه السلام) وكل نبي كان في زمن موسى وبعده كان على شريعة موسى ومنهاجه وتابعاً لكتابه إلى أيام عيسى (عليه السلام) وكل نبي كان في أيام عيسى (عليه السلام) وبعده كان على منهاج عيسى وشريعته وتابعاً لكتابه إلى زمن نبينا محمد (صلى الله عليه وآله) فهؤلاء الخمسة اولوا العزم فهم أفضل الأنبياء والرسل . وشريعة محمد (صلى الله عليه وآله) لا تنسخ إلى يوم القيامة ولا نبي بعده إلى يوم القيامة، فمن ادّعى بعده النبوّة أو أتى بعد القرآن بكتاب فدمه مباح لكلِّ من سمع ذلك منه» عن علل الشرايع
تعليق