إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

محور المنتدى( الولادة الرضوية الطاهرة )488

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • محور المنتدى( الولادة الرضوية الطاهرة )488


    صدى المهدي
    مشرفة قسم رمضانيات


    تاريخ التسجيل: 13-11-2013
    المشاركات: 18508



    (الإمام عليّ الرضا عليه السّلام ) سلالة طاهرة تتّصل بالنبوّة والإمامة الإلهيّة

    يوم أمس, 08:09 AM













    الإمام الرضا عليه السّلام ينتمي إلى شجرة النبوّة، وبيت الرسالة والوحي، ويتّصل بأهل بيت النبيّ صلّى الله عليه وآله بلا واسطة، وإنّما مباشرةً عن طريق آبائه الأبرار، فهو ابن موسى الكاظم، ابن جعفر الصادق، ابن محمّد الباقر، ابن عليّ السجّاد زين العابدين، ابن الإمام السبط الشهيد أبي عبدالله الحسين، ابن سيّد الأوصياء عليّ أمير المؤمنين، ابن أبي طالب، بن عبدالمطّلب.. ومن هذا الأصل فأُمُّه الصدّيقة الطاهرة فاطمة بنت سيّد الخلق محمّد بن عبدالله، عليه أفضل الصلاة والسّلام وأزكاهما وعلى آلهِ الميامين.
    وهذا النسب أشرفُ الأنساب وأزكاها وأسماها، إذ ينتمي الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام إلى أشرف سلالة وأطهرها وأكثرها بركة. والحديث المشهور بـ «حديث سلسلة الذهب»

    سمعت النبيّ صلّى الله عليه وآله يقول: سمعت الله عزّوجلّ يقول: لا إله إلاّ الله حصني، فمَن دخل حصني أمِنَ منْ عذابي

    .فَلَمَّا مَرَّتِ الرَّاحِلَةُ نَادَانَا بِشُرُوطِهَا وَ أَنَا مِنْ‏ شُرُوطِهَا"
    4 (13)

    فكانت ولادته (عليه السلام) تجلّياً جديداً للخير والهدى وحقيقة التوحيد، وكان (عليه السلام) قائداً ربّانياً منقذاً في عواصف التسلّط والهوى والانكفاء، وإمامنا هو الثامن من أئمّة أهل البيت الطاهرين المعصومين (عليهم السلام)، مباركٌ هو يومُ مولده، ومباركةٌ للناس هذه الهبةُ الإلهيةُ الكبيرة،





    ***************************
    ****************
    ************


    اللهم صل على محمد وال محمد


    ( أنا لست أطلب منك مولاي الرضا ) *** ما لا يليق بشأن قدسك أو علاك

    ما لي مهم من جنابك أرتجي *** ( غير الرضا أيخيب مهموم دعاك )

    ( عندي ذنوب أثقلت ظهري وفي ( *** نفسي عيوب ما لها إلا نداك

    أشكوك نفسي فاشفها وكذا عرا *** ( قلبي سواد ليس يجلوه سواك )

    ) أو لست من ضمن الغزال برأفة ) *** يا ضامن الجنات فاضمني هناك

    هيهات نفسي لاتنال لسؤلها *** ( يوم استجارت يابن موسى في حماك )

    ( إن لم أكن لرضاك أهلاً سيدي ) *** فرضاك يشملني لأني في هواك

    قد بعت نفسي واشتريت هواكم ) *** فبحق أختك فاطمٍ هبني رضاك




    متباركين بالولاة الرضوية بشائر متلألئة تهبط إلى الأرض من عوالم الغيب

    لتمنّ على أهل الأرض بنور مقدس من أنوار الإمامة الإلهية الساطعة يولد

    الإمام الرؤوف عليّ بن موسى الرضا صلوات الله عليه


    بوركتم وبورك حضوركم وبوركت ايامكم


    ننتظر تواصلكم الولائي ...














    التعديل الأخير تم بواسطة الهادي; الساعة 10-06-2022, 03:27 PM.

  • #2

    فداء الكوثر
    عضو ماسي











    • تاريخ التسجيل: 05-03-2016
    • المشاركات: 7647



    #1
    🕌🕌"ولادة وارث النبـــــوة والأمامــــة مولانــــا الامــام الرضا عليه السلام" 🌺🌺🌺

    يوم أمس, 09:16 PM



    ⚫🔴⚫الامام الرضا عليه السلام
    وارث علم النبوّة والإمامة، وهو الحافل بالعلم اللدنّي، لذا شهد له موافقوه ومخالفوه بذلك، حتّى أنّ محمّد بن عيسى اليقطيني قال:
    «لمّا اختلف الناس في أمر أبي الحسن الرضا(عليه السلام)، جمعت من مسائله ممّا سُئل عنه وأجاب عنه خمس عشرة ألف مسألة»

    .
    جمع الخليفة المأمون يوماً علماء سائر الملل والأديان ليسألوا الإمام(عليه السلام) عمّا استعصى عليهم، فكان منه ما كان من الردّ عليهم وإفحامهم.تواضعه(عليه السلام)

    روي عنه(عليه السلام) أنّه لمّا سافر إلى خراسان دعا ـ وهو في الطريق ـ بمائدةٍ له، فجمع عليها مواليه من السودان وغيرهم، فقال له بعض أصحابه: جُعلت فداك، لو عزلت لهؤلاء مائدة؟فقال(عليه السلام): «مه! إنّ الربّ تبارك وتعالى واحد، والأُمّ واحدة، والأب واحد، والجزاء بالأعمال»

    🗻🗻🗻🗻 كرمه(عليه السلام)
    روي في كرمه(عليه السلام) وسخائه الكثير، منها أنّه: مرّ به رجل فقال له: أعطني قدر مروءتك؟ فقال(عليه السلام): «لا يسعني ذلك»، فقال: على قدر مروءتي، قال(عليه السلام): «إذاً فنعم». ثمّ قال: «يا غلام، أعطه مائتي دينار»

    🏗🏗🏗🏗.
    من وصاياه(عليه السلام)
    1ـ قال(عليه السلام): «إنّ الله عزّ وجلّ يبغض القيل والقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال»

    .
    2ـ قال(عليه السلام):
    «التودّد إلى الناس نصف العقل»


    3ـ قال(عليه السلام):
    «صديق كلّ امرىءٍ عقله، وعدوّه جهله»


    4ـ قال(عليه السلام): «ليس لبخيلٍ راحة، ولا لحسودٍ لذّة، ولا لملولٍ وفاء، ولا لكذوبٍ مروءة»








    تعليق


    • #3

      عطر الولايه
      عضو ماسي











      • تاريخ التسجيل: 20-09-2010
      • المشاركات: 7849



      #1
      نبارك لكم مولد غريب طوس و أنيس النفوس الامام الرضا عليه السلام

      05-06-2022, 11:07 PM



      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
      وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
      وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله

      السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته

      الجنّة دار استراحة المؤمنين والمؤمنات بعد يوم القيامة ، فيها ما تشتهي الأنفس وتلذّ الأعين وما لم يخطر على قلب بشر، لا يدخلها إلّا من كان سعيدآ وَأمَّا الَّذِينَ سعدُوا فَفِي الجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا) .

      فالسعيد في جنّات عرضها السماوات والأرض يدرک السعادة الأبدية ويحسّ بها.

      والله سبحانه جعل في أرضه بلطفه وحكمته وكرمه بقاعآ فيها من الإحساس ما في الجنّة التي اُعدّت للمتّقين ، ولو فتح الله بصيرة الإنسان لرأى بوضوح أنّ هذه البقعة جنّة من جنّات الله سبحانه ، إلّا أنّ الذنوب والمعاصي هي التي تحجب المرء عن أن يدرک ذلک فيتسائل عنها.


      فمن تلک البقاع الجنانية الحرم الرضوي الشريف ، قد رفع الله شأنها وأكرم منزلتها وبارک حولها، وعمّرها بالعلم النافع والإيمان الصالح ، يشعّ منها الأنوار الإلهية إلى كلّ ربوع الأرض ، وهو مهبط نزول الملائكة بالرحمة والبركة .

      بحار الأنوار، بسنده عن أبي الحسن الرضا 7 أنّه قال :إنّ بخراسان لبقعة يأتي عليها زمان تصير مختلف الملائكة ، فلا يزال فوج ينزل من السماء وفوج يصعد إلى أن ينفخ في الصور.

      فقيل له : يا ابن رسول الله وأيّ بقعةٍ هذه ؟

      قال : هي بأرض طوس وهي والله روضة من رياض الجنّة ، من زارني في تلک البقعة كان كمن زار رسول الله 9، وكتب الله تبارک وتعالى له بذلک ثواب ألف حجّة مبرورة وألف عمرة مقبولة ، وكنت أنا وآبائي شفعاؤه يوم القيامة .

      أخبر بمحلّ دفنه وأنّه يكون مزارآ لعشّاق ولايته إلى يوم القيامة ، وأنّ الملائكة لا يزال فوج ينزل من السماء وفوج يصعد إلى أن يُنفخ في الصور، فما أعظم ذلک ، كيف لا تكون زيارته الكريمة تعادل زيارة رسول الله 9؟ وكيف لا يثاب الزائر بألف حجّة مبرورة وألف عمرة مقبولة ، وكيف لا ينال شفاعة الأئمة الأطهار : يوم القيامة ؟ وكيف لا تكون تلک البقاع المقدّسة بحكم الحرم الإلهي الشريف الذي من دخلَه كان آمنآ من الذنوب ومن فزع اليوم الأكبر؟

      تعليق


      • #4
        الأب
        أبوه الإمام موسى بن جعفر الكاظم سلامُ الله عليه.. الذي لم يطق أعداؤه صبراً على
        مدحه:
        فذاك قاتله هارون العبّاسيّ يشير إليه ويقول لابنه المأمون: هذا إمام الناس، وحجّة الله على خلْقه، وخليفته على عباده... موسى بن جعفر إمام حق. والله يا بُنيّ، إنّه لأحقّ بمقام رسول الله صلّى الله عليه وآله منّي ومن الخلق جميعاً، واللهِ لو نازعتَني هذا الأمر لأخذتُ الذي فيه عيناك، فإنّ المُلك عقيم. (1)

        • وقال له مرّةً أخرى: يا بُنيّ! هذا وارث علم النبيّين، هذا موسى بن جعفر، إن أردت العلم الصحيح فعند هذا. (2)
        • ونُقل عنه كذلك أنّه قال: هذا وارث علوم الأوّلين والآخِرين، فإن أردت علْماً حقّاً فعند هذا. (3)
        ويأتي بعد ذلك المؤرّخون والرجاليّون ومدوّنو السِّيَر.. فلا يجدون في أنفسهم إلاّ إعجاباً به وإجلالاً له، ولا يملكون عن الثناء عليه أقلامهم:
        • فأبوعليّ الخلاّل ـ شيخ الحنابلة ـ يقول: ما همّني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر فتوسّلت به، إلاّ وسهّل الله تعالى لي ما أُحبّ. (4)
        • وأبو حاتم يقول فيه: ثقة صدوق، إمام من أئمّة المسلمين.
        • والنسّابة يحيى بن الحسن يقول فيه: يُدعى العبد الصالح، من عبادته واجتهاده. (5)
        • والذهبيّ ـ رغم تعصّبه ـ يكتب: كان موسى بن جعفر من أجواد الحكماء، ومن العبّاد الأتقياء. (6)
        • وابن الجوزيّ هو الآخر يكتب: كان يُدعى العبد الصالح؛ لقيامه بالليل، وكان كريماً حليماً، إذا بلغه عن رجل أنّه يؤذيه بعث إليه بمال. (7)
        • وذاك ابن حجر ينصّ على أنّه وارث أبيه الصادق عليه السّلام علماً ومعرفة، وكمالاً وفضلاً، ثمّ يقول: سُمّي بـ «الكاظم» لكثرة تجاوزه وحلمه، وكان معروفاً عند أهل العراق بـ(باب قضاء الحوائج عند الله)، وكان أعبدَ أهل زمانه، وأعلمهم وأسخاهم. (8)

        • أمّا ابن الصبّاغ المالكيّ فيمضي قلمه بلا تعثّر فيدوّن هذه العبارات: وأمّا مناقبه وكراماته الظاهرة، وفضائله وصفاته الباهرة، فتشهد له بأنّه افترع قبّة الشرف وعَلاها، وسما إلى أوج المزايا فبلغ عُلاها، وذُلّلت له كواهل السيادة فامتطاها، وحكم في غنائم المجد فاختار صفاياها فأصفاها.. (10)




        * * *

        الأجداد
        وإذا أردنا أن نتعرّف على الآباء، فهُمُ: الأئمّة الطاهرون، والحجج الأوصياء المعصومون، ولاة أمر الله، وخزنة علم الله، وخلفاء رسول الله. نور الله وأركان الأرض، والعلامات والآيات، وهم الراسخون في العلم والمتوسّمون. ومن وردت الأحاديث الشريفة الوافرة من طرق المسلمين جميعاً بالنصّ على إمامتهم على لسان النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم بأمرٍ من الله «جَلّ وعلا».. من ذلك:
        • قوله صلّى الله عليه وآله: إنّ وصيّي عليّ بن أبي طالب، وبعده سبطايَ الحسنُ والحسين، تتلوه تسعةُ أئمّةٍ من صُلب الحسين.. إذا مضى الحسين فابنه عليّ، فإذا مضى عليّ فابنه محمّد، فإذا مضى محمّد فابنه جعفر، فإذا مضى جعفر فابنه موسى [أي الكاظم]، فإذا مضى موسى فابنه عليّ [أي الرضا]... (11)





        تعليق


        • #5

          صدى المهدي
          مشرفة قسم رمضانيات











          • تاريخ التسجيل: 13-11-2013
          • المشاركات: 18508



          #1
          في الحادي عشر من ذي القعدة بزغ فجر الإمام الرضا (عليه السلام)..

          04-06-2022, 07:33 AM







          عام (148) للهجرة وفي المدينةِ المنورةِ، لاحت بشائر متلألئة تهبط إلى الأرض من عوالم الغيب، لتمنّ على أهل الأرض بولادة نورٍ مقدّس من أنوار الإمامة الإلهية الساطعة، حيثُ عمَّ الفرحُ والسرورُ بيتَ الإمامِ موسى بنِ جعفر (عليه السلام)، وابتَهَجَ المُوالونَ لَهذا البيتِ الشامخِ الرفيع الذي أذِنَ الله أن يُرفَعَ ويُذكَرُ فيهِ اسمُه، وأشرقتِ الأرضُ وازدانتِ السماءُ بولادةِ خيرِ أهلِ الأرضِ الإمام عليّ بن موسى الرَضا وسميّ المرتضى (عليهما السلام)، وكان ذلك بعد وفاةِ جدّه الإمامِ الصادقِ (عليه السلام) بخمسِ سنينَ، وأمُّهُ أمُّ وَلَد اسمُها (تكتُمُ)، وقيلَ (نجمةُ)، وهي من أفضلِ النساءِ في عقلِها ودينِها، وقد سمَّاها الإمامُ الكاظمُ (عليه السلام) الطاهرةِ.
          ومِنَ السائدِ والمتعارفِ عند الموالين للبيتِ العلويِّ الطاهرِ وشيعةِ أهلِ البيتِ (عليهم السلام)، أن تبدأَ حياة الإمام المعصوم بِكرامةٍ وتنتهيَ بِكرامة، أمّا بالنسبةِ إلى الإمام الرِضا (صلوات الله عليه)، فهناك كرامةٌ باطنةٌ وهي كرامةُ ما قبلَ الولادةِ الشريفةِ الطاهرة، نرى من المفيدِ الإشارةَ إليها.عنِ الشيخِ الصَدوقِ بِسَنَدٍ ينتهي إلى علي بن مَيثَم عن أبيه، قال: سَمِعتُ أمّي تقول: سَمِعَتُ نجمةَ أمِّ الرِضا تقول: "لمّا حَمَلتُ بابني الرِضا، لم أشعرْ بِثِقْلِ الحملِ، وكنتُ أسمعُ في منامي تسبيحاً وتهليلاً وتمجيداً مِن بطني، فَيُفْزِعُني ذلك ويهولُني، فإذا انتبهتُ لم أسمعْ شيئاً، فلمّا وَضَعْتُهُ وَقَعَ على الأرضِ واضعاً جَبْهَتُهُ على الأرضِ رافِعاً رَأسهُ إلى السماءِ، يُحرِكٌ شَفَتَيْهِ كأنّهُ يَتَكَلَم، فَدَخَلَ إليَّ أبوهُ موسى بن جعفر (عليه السلام) فَقالَ لي: "هنيئاً لَكِ يا نجمة، كرامةٌ لكِ من ربِّكِ". فَناوَلتهُ إيّاهُ في خِرقَة بَيضاءَ فَأخذَهُ وَأذَّنَ في أُذُنُهِ اليُمنى، وأقامَ في اليُسرى، ودعا بِماءِ الفُراتِ فحَنَّكَهُ فيهِ، ثمّ ردَّهُ إليَّ وقالَ لي: "خُذيهِ يا نجمةُ فَإنّهُ بَقيَّةُ الله في الأرض".
          فكانت ولادته (عليه السلام) تجلّياً جديداً للخير والهدى وحقيقة التوحيد، وكان (عليه السلام) قائداً ربّانياً منقذاً في عواصف التسلّط والهوى والانكفاء، وإمامنا هو الثامن من أئمّة أهل البيت الطاهرين المعصومين (عليهم السلام)، مباركٌ هو يومُ مولده، ومباركةٌ للناس هذه الهبةُ الإلهيةُ الكبيرة، وفّقنا الله تعالى في الدنيا لزيارته، وأنالنا في الآخرة شفاعته، وتلك نعمة سابغة وفوز كبير، والسلامُ عليه يومَ وُلد ويومَ استُشهد مسموماً ويومَ يُبعث ح







          تعليق


          • #6
            سلالة العصمة
            ومن هنا نعلم أنّ الإمام الرضا عليه السّلام ينتمي إلى شجرة النبوّة، وبيت الرسالة والوحي، ويتّصل بأهل بيت النبيّ صلّى الله عليه وآله بلا واسطة، وإنّما مباشرةً عن طريق آبائه الأبرار، فهو ابن موسى الكاظم، ابن جعفر الصادق، ابن محمّد الباقر، ابن عليّ السجّاد زين العابدين، ابن الإمام السبط الشهيد أبي عبدالله الحسين، ابن سيّد الأوصياء عليّ أمير المؤمنين، ابن أبي طالب، بن عبدالمطّلب.. ومن هذا الأصل فأُمُّه الصدّيقة الطاهرة فاطمة بنت سيّد الخلق محمّد بن عبدالله، عليه أفضل الصلاة والسّلام وأزكاهما وعلى آلهِ الميامين.
            وهذا النسب أشرفُ الأنساب وأزكاها وأسماها، إذ ينتمي الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام إلى أشرف سلالة وأطهرها وأكثرها بركة. والحديث المشهور بـ «حديث سلسلة الذهب» (لاحظ العنوان في هذه الشبكة) قد وقف الكثير أمامَ سنده الشريف ـ وفيه أسماء الأئمّة عليهم السّلام ـ وقفةَ إجلال وتقديس؛ لأنّ رواته كلّهم أولياءُ معصومون، أزكياء مخلَصون، ينتهون بالنسب والحسَب إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله، فجاءت كلمات المحدّثين تقول: لو قُرئ هذا الإسناد على مجنون لبرئ من جنونه.. وقالوا هذا حديث مشهور برواية الطاهرين، عن أبائهم الطيّبين. وكان بعض السلف من المحدّثين إذا روى هذا الإسناد قال: لو قُرئ هذا الإسناد على مجنون لأفاق. وقال آخر: لو قرأتَ هذا الإسناد على مجنون لبرئ من جِنّته. وكم كاتب كتب حديث سلسلة الذهب تعظيماً واحتراماً وإجلالاً لسنده ومتنه! (12)
            والحديث الشريف برواية الإمام الرضا عليه السّلام ينقله عن آبائه ونسبه الأقدس فيقول: سمعت أبي موسى بنَ جعفر يقول: سمعت أبي جعفرَ بن محمّد يقول: سمعت أبي محمّدَ بن عليّ يقول: سمعت أبي عليَّ بن الحسين يقول: سمعت أبي الحسين بن عليّ يقول: سمعت أبي أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب يقول: سمعت النبيّ صلّى الله عليه وآله يقول: سمعت الله عزّوجلّ يقول: لا إله إلاّ الله حصني، فمَن دخل حصني أمِنَ منْ عذابي. (13)
            وهذه السلالة الطاهرة هي التي قال فيها رسول الله صلّى الله عليه وآله ـ: كما نقل ابن عباس ـ: أنا وعليّ والحسن والحسين، وتسعة من ولد الحسين.. مطهَّرون معصومون. (14)
            وهي النسب للإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام من جهة الأب.

            * * *

            الأمّ
            أمّا أُمّه عليه السّلام فقد وردت لها عدّة أسماء، سابقة على اقترانها بالإمام الكاظم عليه السّلام، ولاحقة.
            قيل: اسمها (سَكَن النُّوبيّة) أو (سكنى). (15) وقيل: لقبها شقراء النُّوبيّة. (16)
            وقيل: اسمها (أروى). (17)
            وقيل: اسمها (سُمان). (18)
            وقيل: (الخيزران المُرْسيّة). (19)
            وقيل: (نجمة) لمّا كانت بِكْراً واشترتها (حميدة المصفّاة) أمّ الإمام الكاظم عليه السّلام، إذ ذكرت أنّها رأت في المنام رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول لها: يا حميدة، هَبي نجمةَ لابنك موسى، فإنّه سيُولَد لها خيرُ أهل الأرض. فوهبتها له، فلمّا ولدت له الرضا عليه السّلام سمّاها (الطاهرة). (20)
            وأخيراً: (تُكْتَم). قيل: هو آخر أسمائها، وعليه استقرّ اسمها حين صارت عند أبي الحسن موسى الكاظم عليه السّلام. ودليل ذلك قول الصوليّ يمدح الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام:

            ألاَ إنّ خـيـرَ النـاسِ نـفْساً ووالداً ....ورهطـاً وأجـداداً علـيُّ الـمعظَّـم
            ُأتـتـنا به للعلـمِ والحِلْـمِ ثـامنــاً ....إماماً ـ يؤدّي حجّةَ اللهِ ـ تُكْتَمُ (21)
            وأمّا كُنيتها فـ: (أُمّ البنين). (22)
            قصّتها
            روي في شأن اقتران هذه المرأة الطاهرة الصالحة قصّتان:
            الأولى ـ أنّ حميدة المصفّاة ـ وهي زوجة الإمام الصادق عليه السّلام، وأُمّ الإمام الكاظم عليه
            السّلام، وكانت من أشراف العجم ـ قالت لابنها موسى عليه السّلام: يا بُنيّ! إنّ تُكْتَم جارية ما رأيتُ قطّ أفضل منها، ولست أشكّ أنّ الله تعالى سيطهّر نسلها إن كان لها نسل، وقد وهبتُها لك، فاستوصِ بها خيرا. (23)
            الثانية ـ وهي الأشهر والأوثق، يرويها هشام بن أحمد فيقول: قال لي أبو الحسن الأوّل [أي الكاظم] عليه السّلام: هل علمتَ أحداً من أهل المغرب قَدِم ؟ قلت: لا، قال: بلى، قد قدم رجل من أهل المغرب المدينة، فانطلِقْ بنا.
            فركب وركبت معه، حتّى انتهينا إلى الرجل، فإذا رجلٌ من أهل المغرب معه رقيق، فقلت له: إعرضْ علينا. فعرض علينا سبع جوارٍ، كلّ ذلك يقول أبو الحسن عليه السّلام: لا حاجة لي فيها. ثمّ قال: اعرضْ علينا، فقال: ما عندي إلاّ جارية مريضة، فقال: ما عليك أن تَعرضها ؟! فأبى عليه، فانصرف.
            ثمّ أرسلني من الغد فقال لي: قل له: كم كان غايتك فيها ؟ فإذا قال لك كذا وكذا، فقل له: قد أخذتُها. فأتيته فقال: ما كنت أُريد أن أُنقصها من كذا وكذا، فقلت: قد أخذتها. قال: هي لك، ولكن أخبِرْني: مَن الرجل الذي كان معك بالأمس ؟ قلت: رجل من بني هاشم، قال: من أيّ بني هاشم ؟ فقلت: ما عندي أكثر من هذا، فقال: أُخبرك أنّي لمّا اشتريتها من أقصى المغرب فلقيتْني امرأة من أهل الكتاب فقالت: ما هذه الوصيفة معك ؟ قلت: اشتريتها لنفسي، فقالت: ما ينبغي أن تكون هذه عند مِثْلك! إنّ هذه الجارية ينبغي أن تكون عند خير أهل الأرض، فلا تلبث عنده قليلاً حتّى تلد غلاماً له لم يُولد بشرق الأرض ولا غربها مثلُه.
            قال هشام بن أحمد: فأتيته بها، فلم تلبث عنده إلاّ قليلاً حتّى ولدت له الرضا عليه السّلام. (24)
            وكان من دلائل إمامة موسى الكاظم عليه السّلام أنّه لمّا اشترى (تُكْتَم) جمع قوماً من أصحابه ثمّ قال لهم: واللهِ ما اشتريتُ هذه الأمَة إلاّ بأمر الله ووحيه. فسُئل عن ذلك، فقال: بينا أنا نائم إذ أتاني جدّي وأبي ومعهما شِقّة حرير، فنَشَراها فإذا قميص وفيه صورة هذه الجارية، فقالا: يا موسى، ليكوننَّ من هذه الجارية خيرُ أهل الأرض بعدك.
            ثمّ أمرني إذا ولدتُه أن أسميّه (عليّاً)، وقالا لي: إنّ الله تعالى يُظهِر به العدل والرأفة، طوبى لمن صدّقه، وويلٌ لمَن عاداه وجحده وعانده! (25)
            خصالها
            أجمع أصحاب السيرة أن (تُكْتَم) رضوان الله تعالى عليها امرأة صالحة عابدة، تتحلّى بأسمى مكارم الأخلاق، وكانت في غاية العفّة والأدب.
            وقد ذكرها الشيخ سليمان القندوزيّ الحنفيّ بقوله: وكانت من أفضل النساء في عقلها ودينها، وإعظامِها لمولاتها حميدة، حتّى أنّها ما جلست بين يديها منذ مَلَكتْها؛ إجلالاً لها. (26)
            ولابدّ أن تكون هكذا أُمّهات الأئمّة عليهم السّلام، لأنّ الأئمّة هم أشرف الخَلْق، ينحدرون من أصلاب شامخة وأرحام مطهّرة، آباؤهم وأُمّهاتهم من الموحِّدين، لم تدنّسهمُ الجاهليّة بأنجاسها، ولم تُلبِسْهم من مُدْلَهِمّات ثيابها.

            المولد المبارك

            التأريخ
            في شأن المولد الشريف للإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام.. وقف المؤرّخون على تأريخين بالنسبة إلى: اليوم من الأسبوع، واليوم من الشهر والشهر كذلك، والسنة التي وُلد فيها:
            الأوّل ـ هو يوم الخميس الحادي عشر من شهر ربيع الأوّل سنة 153 من الهجرة النبويّة المباركة. وهو قول جماعة ليست بكثيرة، منهم: الإربلّيّ في (كشف الغمّة)، وابن شهرآشوب في (مناقب آل أبي طالب)، والمسعوديّ في (إثبات الوصيّة)، وابن خلّكان في وفيات الأعيان. ونقل هذا الرأي الشيخ الصدوق في (عيون أخبار الرضا «عليه السّلام») ولم يتثبّت عليه، كما نقله الطبرسيّ في (إعلام الورى) بعنوان: (يُقال)، والعلاّمة المجلسيّ عن بعض كتّاب السيرة في (بحار الأنوار ج49). فيكون مولده الشريف على هذا الأساس بعد شهادة جدّه الإمام جعفر الصادق عليه السّلام بخمس سنوات.
            الثاني ـ هو يوم الجمعة الحادي عشر من شهر ذي القعدة سنة 148 من الهجرة المحمّديّة الشريفة. وهو الرأي الأقوى والأشهر، وقد قال به جماعة كثيرة من العلماء والمؤرّخين، منهم: الشيخ المفيد في (الإرشاد)، والشبراويّ في (الإتحاف بحبّ الأشراف)، والشيخ الكلينيّ في (الكافي ج1)، والكفعميّ في (المصباح)، والطبرسيّ في (إعلام الورى) و (تاج المواليد)، والفتّال النيسابوريّ في (روضة الواعظين)، والشيخ الصدوق في (علل الشرائع)، وابن الأثير في (الكامل في التاريخ)، والبغداديّ في (سبائك الذهب)، وسبط ابن الجوزيّ في (تذكرة خواصّ الأمّة)... وغيرهم كثير.
            فيكون مولد الإمام الرضا عليه السّلام في السنة التي استُشهد فيها جدّه الإمام الصادق عليه السّلام ذاتها، وعلى وجه الدقّة بعد ستة عشر يوماً تقريباً، إذ إنّ شهادة الإمام الصادق عليه السّلام مؤرّخة بالخامس والعشرين من شهر شوّال عام 148هـ.
            أمّا محلّ المولد الشريف ومكانه.. فلا خلاف أنّه المدينة المنوّرة.

            * * *

            المَقْدم اليُمْن
            عَهِد الناس أن تبدأ حياة أهل البيت عليهم السّلام بالفضائل والكرامات، وتنتهي بها. وفي مطلع الإشراقة القدسيّة السعيدة لمولد الإمام عليّ الرضا صلواتُ الله عليه رُويت هذه الرواية عن أكثر من شخص وأكثر من كتاب، وبصيغٍ متقاربة، نكتفي هنا بموردين:
            الأوّل ـ عن الشيخ سليمان القندوزيّ الحنفيّ قال: قالت [أمّ الرضا «عليه السّلام»]: لمّا حملتُ بابني عليّ الرضا لم أشعر بثقل الحمل، وكنت أسمع في منامي تسبيحاً وتحميداً وتهليلاً من بطني، فلمّا وضعته وقع إلى الأرض واضعاً يده على الأرض، رافعاً رأسه إلى السماء، محرّكاً شفتيه كأنّه يناجي ربَّه، فدخل أبوه فقال لي: هنيئاً لكِ كرامةَ ربِّكِ عزّوجلّ.
            فناولتُه إيّاه، فأذَّنَ في أُذُنه اليمنى، وأقام في اليسرى، فحنّكه بماء الفرات. (1)
            الثاني ـ عن الشيخ الصدوق، بسند ينتهي إلى عليّ بن ميثم عن أبيه قال: سمعت أُمّي تقول: سمعت نجمةَ أُمَّ الرضا عليه السّلام تقول: لمّا حملتُ بابني عليٍّ لم أشعر بثقل الحمل، وكنت أسمع في منامي تسبيحاً وتهليلاً وتمجيداً من بطني، فيفزعني ذلك ويهولني، فإذا انتبهت لم أسمع شيئاً. فلمّا وضعته وقع على الأرض واضعاً يديه على الأرض، رافعاً رأسه إلى السماء، يحرّك شفتيه كأنّه يتكلّم، فدخل إليّ أبوه موسى بن جعفر عليه السّلام فقال لي: هنيئاً لكِ يا نجمةُ كرامة ربِّكِ.
            فناولتُه إيّاه في خِرقةٍ بيضاء، فأذَّن في أُذنه اليمنى، وأقام في اليسرى، ودعا بماء الفرات فحنّكه به، ثمّ ردّه إليّ فقال: خُذيه، فإنّه بقيّة الله تعالى في أرضه. (2)
            • وفي الخبر أنّ الإمام الكاظم عليه السّلام قال: بينا أنا نائم إذ أتاني جدّي وأبي عليهما السّلام ومعهما شقّة حرير فنشراها، فإذا قميص وفيه صورة هذه الجارية [أي تُكتم]، فقالا: يا موسى! ليكوننّ لك من هذه الجارية خيرُ أهل الأرض بعدك. (3)
            وبرواية أخرى قال الإمام موسى الكاظم عليه السّلام: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وأمير المؤمنين عليّاً رضي الله عنه معه، فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم: يا موسى! ابنك ينظر بنور الله عزّوجلّ، وينطق بالحكمة، يصيب ولا يخطئ، يعلم ولا يجهل، قد مُلئ علماً وحكماً. (4)
            • ومن قبله الإمام الصادق عليه السّلام قال لولده الكاظم عليه السّلام غير مرّة: إنّ عالم آل محمّد عليه السّلام لَفي صُلبك، وليتني أدركتُه! فإنّه سُميُّ أمير المؤمنين عليه السّلام. (5)
            • وروى يزيد بن سليط قال: لَقينا أبا عبدالله [الصادق] عليه السّلام في طريق مكّة ونحن جماعة، فقلت له: بأبي أنت وأميّ! أنتم الأئمّة المطهّرون، والموت لا يعرى منه أحد، فأحدِثْ إليَّ شيئاً أُلقيه إلى من تخلفني، فقال لي: نعم، هؤلاءِ ولْدي، وهذا سيّدهم ـ وأشار إلى ابنه موسى عليه السّلام ـ وفيه علم الحكم والفهم، والسخاء والمعرفة بما يحتاج الناس إليه فيما اختلفوا فيه من أمر دينهم، وفيه حسنُ الخلُق وحسن الجوار، وهو باب من أبواب الله عزّوجلّ.
            وفيه أُخرى، هي خير من ذلك كلّه: يُخرج الله تعالى منه غوث الأُمّة وغياثها، وعلمها ونورها، وفهمها وحكمها، خير مولود وخير ناشئ، يحقن الله به الدماء، ويُصلح به ذات البين، ويلمّ به الشعث، ويُشعب به الصدع، ويكسو به العاري، ويُشبع به الجائع، ويُؤمن به الخائف، وينزل به القَطْر، ويأتمر له العباد، قوله حكم، وصمته علم، يبيّن للناس ما يختلفون فيه. (6)

            فبُورك مولودٌ وبورك مولدُ ....أبوه عليّ الخير والجَدُّ أحمدُ






            الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد


            تعليق


            • #7

              مصباح الدجى
              عضو ذهبي











              • تاريخ التسجيل: 02-01-2017
              • المشاركات: 4152



              #1
              ولادة ثامن الحجج الامام علي بن موسى الرضا(ع)

              25-07-2018, 12:52 PM






              اللهم صل على محمد وآل محمد
              انحدر الإمام علي بن موسى الرضا(ع) من سلالة طاهرة مطهّرة، ارتقت سلّم المجد والكمال، وكان ابناؤها قمة في جميع مقومات الشخصية الإنسانية‍؛ في الفكر والعاطفة والسلوك، فهم نجوم متألّقة في المسيرة الإنسانية، والقدوة الشامخة في تاريخ الإسلام، استسلموا لله واقتدوا برسول الله(ص) وكانوا عِدلاً للقرآن الكريم.
              أبوه الإمام موسى بن جعفر الكاظم(ع) الوارث لجميع الخصال النبيلة والمآثر الحميدة كما وصفه ابن حجر الهيتمي قائلاً: «وارث أبيه علماً ومعرفةً وكمالاً وفضلاً، سمّي الكاظم لكثرة تجاوزه وحلمه، وكان معروفاً عند أهل العراق بباب قضاء الحوائج عند الله، وكان أعبد أهل زمانه وأعلمهم وأسخاهم»[1].
              واُمّه اُم ولد سمّيت بأسماء عديدة منها: نجمة، وأروى، وسكن، وسمان، وتكتم، وهو آخر أساميها[2]، ولما ولدت الرضا(ع) سمّاها الإمام الكاظم(ع) بالطاهرة[3].
              ولد (ع) في مدينة رسول الله(ص)، (11) ذي القعدة سنة (148 ه‍ )، وقيل سنة (151 ه‍ ) وقيل: (153 ه‍ )، والقول الأول هو الآشهر[4].
              وحينما ولد هنّأ أبوه اُمَّه قائلاً لها: ]«هنيئاً لك يا نجمة كرامة ربّك»، فناولته إياه في خرقة بيضاء، فأذَّن في اُذنه اليمنى وأقام في اليسرى، ودعا بماء الفرات فحنّكه به، ثم قال: «خذيه، فإنّه بقية الله تعالى في أرضه» [[5]، وسمّاه باسم جدّه أميرالمؤمنين(ع).
              وقد لقّب بألقاب كريمة أشهرها: الرضا، الصابر، الزكي، الوفي، سراج الله، قرة عين المؤمنين، مكيدة الملحدين، الصدّيق، والفاضل[6].
              وأشهر كناه: أبوالحسن. وللتمييز بين الإمام الكاظم(ع) والرضا(ع) يقال للأب: أبوالحسن الماضي،وللآبن: ابوالحسن الثاني.
              ولد (ع) بعد ستة عشر عاماً من سقوط الدولة الاُموية وتأسيس الدولة العباسية، في ظروف اتّسع فيها الولاء لأهل البيت(ع) وتجذرت مفاهيمهم في عقول الاغلبية العظمى من المسلمين، وكان التعاطف معهم قائماً على قدم وساق، وذلك واضح من حوار هارون العباسي مع الإمام الكاظم(ع) حيث قال له: أنت الذي تبايعك الناس سرّاً؟، فأجاب(ع): «أنا إمام القلوب وأنت إمام الجسوم»[7].
              وكانت الأنظار متوجهة إلى الوليد الجديد الذي سيكون له شأن في المسيرة الإسلامية‍ لترعرعه في أحضان العلم والفضائل والمكارم.
              وكان الرضا(ع) كثير الرضاع، تام الخَلق، فقالت اُمّه: أعينوني بمرضع، فقيل لها: أنقص الدرّ؟! فقالت: ما أكذب، والله ما نقص الدرّ، ولكن عليّ ورد من صلاتي وتسبيحي، وقد نقص منذ ولدت[8].
              وفي ظلّ المكارم والمآثر ترعرع الإمام الرضا(ع)، وتجسّدت فيه جميع القيم الصالحة بعد آن نهلها من المعين الزاخر بالتقوى والاخلاص والسيرة الصالحة مقتدياً بأبيه الكاظم للغيظ وأجداده العظام، وكان الإمام الكاظم(ع) يحيطه برعاية فائقة وعناية خاصّة.
              فعن المفضّل بن عمر قال: «دخلت علي أبي الحسن موسى بن جعفر(ع)، وعلي ابنه في حجره، وهو يقبّله ويمصّ لسانه ويضعه على عاتقه ويضمه اليه، ويقول: بأبي أنت وأُمي ما أطيب ريحك وأطهر خلقك وأبين فضلك! قلت: جعلت فداك لقد وقع في قلبي لهذا الغلام من المودّة ما لم يقع لأحد إلا لك، فقال(ع): يا مفضل هو منّي بمنزلتي من أبي(ع)( ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )[9]، قلت: هو صاحب هذا الأمر من بعدك؟ قال: نعم»[10].
              وكان الإمام الكاظم(ع) يحيط ابنه الرضا(ع) بالمحبّة والتقدير والتكريم ويخاطبه بلقبه وكنيته، فعن سليمان بن حفص المروزي قال: كان موسى بن جعفر بن محمد... يسمّي ولده علياً(ع): الرضا، وكان يقول: «اُدعوا اليَّ ولدي الرضا، وقلت لولدي الرضا، وقال لي ولدي الرضا، وإذا خاطبه قال له: يا أبا لحسن»[11].
              وكان يلهج بذكره ويثني عليه ويذكر فضله ليوجّه الأنظار إلى دوره الرائد في المستقبل القريب وكان يبتدئ بالثناء على ابنه علي ويطريه، ويذكر من فضله وبرّه ما لا يذكر من غيره، كأنه يريد أن يدلّ عليه[12].







              تعليق


              • #8

                مجاهد منعثر منشد
                عضو ذهبي











                • تاريخ التسجيل: 11-07-2011
                • المشاركات: 1278



                #1
                ذكرى ولادة الامام الرضا (عليه السلام)

                28-09-2012, 02:23 PM



                ذكرى ولادة الامام الرضا (عليه السلام)
                بقلم |مجاهد منعثر منشد

                قال تبارك وتعالى : تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُنِيراً (1.
                صدق الله العلي العظيم
                قال الإمام الحسين عليهم السلام يوم عاشوراء 2.
                أنا ابن عليِّ الخيرِ من آل هاشمٍ كفاني بهذا مفخراً حيـن أفخرُ
                وجدي رسولُ الله أكرمُ خلقه ونحن سراج الله في الأرض يزهرُ
                وفاطمُ أمي من سلالة أحمد وعميَ يدعى ذا الجناحين جعفرُ
                وفينا كتاب الله أنزل صادقاً وفينا الهدى والوحي بالخير يذكرُ
                ونحن أمان الله للخلق كلهم نسِرُّ بهذا في الأنام ونَجهرُ
                ونحن ولاةالحوض نسقي ولينا بكأس رسول الله ما ليس ينكرُ
                وشيعتنا في الناس أكرم شيعةٍ ومبغضنا يـوم القيامة يخسـر
                سراج الله 4الامام الرضا (عليه السلام ) امتداد لشمس النبوة في الأرض , فصلى الله عليه عدد ما في علم الله ، صلاةً دائمةً بقوام ملك الله.
                مطهــــــرون نقــــــيات ثـــــــيابهم ..تجــــري الصلاة عليهم أينما ذكرو
                من لم يـــــكن علــــوياً حين تنسبه ..فـــما لــــه فـــي قديم الدهر مفتخر
                فالله لـــــــما بـــــرا خلــــــقاً فأتقنه ..صفاكم واصــــطفاكم أيـــــها البشر
                فأنتم المـــــلأ الأعــــــلى وعـــندكم ..عــــلم الكتاب وما جاءت به السور 4 .
                قال الإمام الكاظم عليه السلام : (ولقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المنام وأمير المؤمنين عليه السلام معه ، ومعه خاتمٌ وسيفٌ وعصاً وكتابٌ وعمامة ، فقلت له: ماهذا؟ فقال: أما العمامة فسلطان الله تعالى عز وجل، وأما السيف فعزة الله عز وجل، وأما الكتاب فنور الله عز وجل ، وأما العصا فقوة الله عز وجل ، وأما الخاتم فجامع هذه الأمور . ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والأمر يخرج الى علي ابنك.... ثم قال أبو الحسن عليه السلام : ثم وصفه لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: عليٌّ ابنُك، الذي ينظر بنور الله، ويسمع بتفهيمه، وينطق بحكمته، يصيب ولا يخطئ، ويعلم ولا يجهل، وقد ملئ حكماً وعلماً، وما أقل مقامك معه، إنما هو شئ كأن لم يكن، فإذا رجعت من سفرك فأصلح أمرك، وافرغ مما أردت فإنك منتقل عنه، ومجاور غيره، فاجمع ولدك وأشهد الله عليهم جميعاً، وكفى بالله شهيداً).5.
                وقال الصدوق قدس سره 6(حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن محمد بن يحيى المعاذي النيسابوري قال: حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن علي البصري المعدل قال: رأى رجل من الصالحين فيما يرى النائم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله من أزور من أولادك؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم : إن من أولادي من أتاني مسموماً، وإن من أولادي من أتاني مقتولاً ! قال فقلت له: فمن أزور منهم يا رسول الله ، مع تشتت مشاهدهم ، أو قال أماكنهم؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم : من هو أقرب منك ، يعني بالمجاورة وهو مدفون بأرض الغربة . قال: فقلت يا رسول الله تعني الرضا؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم :
                قل صلى الله عليه ، قل صلى الله عليه ، ثلاثاً ).
                يوم ولادته (عليه السلام ):
                اربعة روايات في ولادته الميمونة ,ولكن الاولى هي اكثر مصادر ,ولاباس بذكرهم للفائدة :
                .الحادي عشر ليلة خلت من ذي القعدة سنة ثمان وأربعين ومائة.7.
                2.الحادي عشر ذي الحجة سنة ثلاث وخمسين ومائة للهجرة8.
                3.إحدى عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة ثلاث وخمسين ومائة9.
                4.سنة إحدى وخمسين ومائة.10 .
                والدته (تكتم ) :ـ
                القابها وتسمى : أروى ، أم البنين ، ولما ولدت الرضا سماها الطاهرة 11,و أم ولد تسمى : الخيزران المرسية ، وقيل : شقراء النوبية ، ، وشقراء 12.وتسمى تكتم عليه استقر اسمها حين ملكها أبو الحسن موسى عليه السلام 13.
                بعد ان اشتراها الامام الكاظم (عليه السلام) جمع قوماً من أصحابه ، ثم قال : والله ما اشتريت هذه الأمة إلا بأمر الله ووحيه
                فسُئل عن ذلك ؟ فقال : بينما أنا نائم إذ أتاني جدي وأبي ومعهما شقة حرير فنشرتها ، فإذا قميص وفيه صورة هذه الجارية .فقال : يا موسى ليكونن من هذه الجارية خير أهل الأرض بعدك ، ثم أمرني إذا ولدته أن أسميه علياً ، وقالا لي : إن الله تعالى يظهر به العدل والرأفة طوبى لمن صدّقه وويل لمن عاداه وجحده وعاداه14.
                قالت السيدة تكتم :ـ لما حملت بابني علي لم أشعر بثقل الحمل، وكنت أسمع منه تسبيحاً وتهليلاً وتمجيداً وهو في بطني، ولما وضعته وقع على الأرض واضعاً يده رافعاً رأسه إلى السماء يحرك شفتيه كأنه يتكلم.. فدخل إليّ أبوه موسى بن جعفر (عليهما السلام) فقال: هنيئاً لك يا نجمة كرامة ربك.. فناولته إياه في خرقة بيضاء فأذّن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى.. ودعا بماء الفرات فحنكه به ثم ردّه إليّ وقال: خذيه فإنه بقية الله تعالى في أرضه. فتبرّك البيت الكاظمي بهذا المولود الجديد المبارك.وكان سلام الله عليه تام الخلقة سميناً وضاءاً وجهه كالبدر في كبد السماء...
                وفي الكافي عن محمد بن زياد الأزدي قال : سمعت أبا الحسن موسى عليه السلام يقول - لما ولد الرضا عليه السلام - :
                إن ابني هذا ولد مختونا طاهرا مطهرا ، وليس من الأئمة أحد يولد إلا مختونا طاهرا مطهرا ، ولكنا سنمر الموس ـ آلة يحلق بها ـ لإصابة السنة واتباع الحنيفية 15.
                فكانت ولادته في المدينة المنورة إلى جوار جدّه رسول الله (صلى الله عليه وآله) عام (148 هـ). وهو نفس العام الذي استشهد فيه جدّه العظيم الإمام جعفر بن محمّد الصادق (عليهم السلام). فالإمام علي الرضا (عليه السّلام) ولد في العام الذي تسلم فيه أبوه الإمام موسى الكاظم (عليه السّلام) قيادة الأمّة الإسلامية من الإمام جعفر الصادق (عليه السّلام).
                وكان نقش الخاتم للإمام الرضا (عليه السّلام): (ما شاء الله - ﻻ قوة إلا بالله).
                القابه :ـ الرضا ، والصادق ، والصابر ، والفاضل ، وقرة أعين المؤمنين ، وغيظ الملحدين 16.
                والله تبارك وتعالى سماه بالرضا عليه السلام,فلقبه الامام موسى بن جعفر (عليه السلام)بالرضا 17....
                وكان (عليه السلام) يناديه ويخاطبه يا أبا الحسن 18.
                فالإمام علي الرضا (عليه السّلام) هو واحد من ست وثلاثين من الأبناء الكرام للإمام موسى الكاظم (عليه السّلام).. كان الامام الكاظم (عليه السّلام) بحراً من أي النواحي أتيته، بحر من النور والعطاء والحب والحنان والعلم والفضل والأخلاق وهذه الكوكبة الطيبة كانت تسبح في ذاك البحر وكل يأخذ حاجته ليربو وينمو على اسم الله.
                اقوال الامام الكاظم عن ابنه الرضا (عليهما السلام ) :
                يروي عبد الله بن مرحوم قال: خرجت من البصرة أريد المدينة فلما صرت في بعض الطريق لقيت أبا إبراهيم (الإمام موسى (عليه السّلام)) وهو يذهب به إلى البصرة فأرسل إليّ.. فدفع إليّ كتباً وأمرني أن أوصلها بالمدينة فقلت: إلى من أدفعها جعلت فداك.
                قال (عليه السّلام): إلى ابني علي فإنه وصييّ والقيّم بأمري وخير بنيّ 19.
                وقال (عليه السّلام): (علي ابني أكبر ولدي وأسمعهم لقولي وأطوعهم لأمري) 20.
                وقال (عليه السّلام): (علي أكبر ولدي وأبرّهم عندي وأحبهم إليّ)21.
                ووصف إبراهيم بن العباس الصولي للإمام الرضا (عليه السّلام) قائلاً:
                ما رأيت أبا الحسن الرضا (عليه السّلام) جفا أحداً بكلمة قط.. ولا رأيته قطع على أحد كلامه حتى يفرغ منه.. وما ردّ أحداً عن حاجة يقدر عليها.. ولا مدرجله بين يدي جليس له قط..
                ولا اتكأ بين يدي جليس له قط..
                ولا رأيته شتم أحداً من مواليه ومماليكه قط..
                ولا رأيته يقهقه في ضحكة قط.. بل كان ضحكه التبسّم.
                وكان إذا نصب مائدته أجلس معه على مائدته مماليكه ومواليه حتى البواب والسائس.
                وكان (عليه السّلام) قليل النوم بالليل كثير السهر.. يحيي أكثر لياليه من أولها إلى الصبح..
                وكان كثير الصيام فلا يفوته صيام ثلاثة أيام في الشهر ويقول: ذلك صوم الدهر.
                وكان (عليه السّلام) كثير المعروف والصدقة في السر، وأكثر ذلك يكون منه في الليالي المظلمة.. فمن زعم أنه رأى مثله في فضله فلا تصدق22.
                الغيبيات ودلائل الامامة التي تحدث بها (سلام الله عليه ):
                1. صفوان بن يحيى يحدث قائلا:
                حين مضى موسى الكاظم (عليه السّلام) وقام ولده من بعده أبو الحسن الرضا (عليه السّلام) وتكلم خفنا عليه.. وقلنا له إنك أظهرت أمرا عظيما.. وإنا نخاف عليك من تلك الطاغية.. يعني هارون العباسي.
                فقال (عليه السّلام): ليجهدن جهده، فلا سبيل له علي23.
                2. موت هارون عن محمّد بن سنان: قيل للرضا (عليه السّلام) إنّك قد شهرت نفسك بهذا الأمر وجلست مجلس أبيك وسيف هارون يقطر دماً؟ فقال:جوابي هذا ما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن أخذ أبوجهل من رأسي شعرة فاشهدوا أنني لست بنبيّ، وأنا أقول لكم: إن أخذ هارون من رأسي شعرة فاشهدوا أنني لست بإمام. 24.
                3.. مصير البرامكة عن مسافر قال: كنت مع أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) بمنى، فمرّ يحيى بن خالد مع قوم من آل برمك، فقال (عليه السّلام):
                مساكين هؤلاء ﻻ يدرون مايحلّ بهم في هذه السنة، ثمّ قال: هاه وأعجب من هذا هارون وأنا كهاتين، وضمّ بأصبعيه.
                قال مسافر: فوالله ما عرفت معنى حديثه حتى دفناه معه.25.
                4. عن تربته دخل الإمام الرضا (عليه السّلام) - في طريقه إلى المأمون - دار حميد بن قحطبة الطائي ودخل القبّة التي فها هارون الرشيد ثمّ خطّ بيده إلى جانبه ثمّ قال:
                هذه تربتي وفيها ادفن، وسيجعل الله هذا المكان مختلف شيعتي وأهل محبّتي، والله ما يزورني منهم زائر ولا يسلّم عليّ منهم مسلّم إلاّ وجب له غفران الله ورحمته بشفاعتنا أهل البيت. 26.
                5. وعن أبي الصلت الهروي قال: لما أنشد دعبل الخزاعي قصيدته التائيه الرائعه فيقول دعبل: لمّا أنشدتها للإمام الرضا عليه السلام وانتهيت إلى قولي:
                خروجُ إمام لا محالــة خارج ٍ يقـوم علـى اسم اللهِ والبـركاتِ
                يمـيّز فينـا كل حـقّ وباطـل ويجزي على النعماء والنقماتِ
                يقول دعبل: فبكى الإمام الرضا عليه السلام بكاءاً شديداً وقال لي: يا خزاعي نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين فهل تدري مَن هو هذا الإمام وحتى يقوم؟
                قلت لـه: لا يا مولاي. فقال عليه السلام: يا دعبل الإمام من بعدي إبني محمد وبعده ابنه علي، وبعد علي ابنه الحسن، وبعد الحسن ابنه القائم المنتظر في غيبته المُطاع في ظهوره، ولو لم يبقَ من الدنيا إلا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يخرج فيملأها قسطاً وعدلا كما ملئت ظلماً وجورا27..
                فأكملها الإمام الرضا عليه السلام ببيتين قائلاً:
                وقبرٌ بطوس ٍ يالهـا من مصيبةٍ ألحّتْ على الأحشاء بالزفراتِ
                إلى الحشر حتى يبعث الله قائماً يفـرّجُ عنّـا الغــمّ والكـربـاتِ.
                6. محمد بن الحسن الصفّار عن يعقوب بن يزيد عن أيوب بن نوح، قلت للإمام الرضا عليه السلام: إنّا نرجو أن تكون صاحب هذا الأمر، وأن يُسديه الله ُ إليكَ من غير سيف، فقد بويع لكَ وضُربت الدراهم باسمكَ، فقال عليه السلام:
                ما منّا أحدٌ اختلفت إليه الكتب، وسَئل عن المسائل، وأشارت إليه الأصابعُ وحملت إليه الأموال إلا اُغتيل أو مات على فارشهِ حتى يبعث الله عز وجل بهذا الأمر رجلاً خفي المولد والمنشأ غير خفيّ في نسبهِ 28.





                تعليق


                • #9
                  وروى علي بن إبراهيم عن أبيه عن الريّان بن الصلت، قلت للإمام الرضا عليه السلام: أنت صاحب هذا الأمر ؟ فقال: نعم أنا صاحبُهُ، ولكنّي لست بالذي أملأها قسطاً وعدلا، فإنه يظهر في سن الشيوخ ومنظر الشُبّان 29. ويقصد بذلك الإمام المهدي (عليه السلام)، وكذلك حينما سئل عليه السلام عن القائم من آل البيت عليهم السلام فقال عليه السلام:
                  هو الرابع من ولدي ابن سيّدة الإماء، يطَهّر الله ُ به الأرض من كل جور ويقدّسها من كلّ ظلم، وهو صاحب الغيبة، فإذا أشرقت الأرض بنوره، وضع ميزان العدل بين الناس، وهو الذي يُنادي به منادٍ يسمعه جميع أهل الأرض:
                  ألا أن حجّة الله قد ظهر عند بيت الله فاتبعوه فإنّ الحقّ معه وفيه وهو قول الله فيه ( إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ)30 .
                  ولاية العهد :ـ
                  سئل الإمام عن قبوله لولاية العهد أجاب عليه السلام قائلاً لأحد الخوارج: قد علم الله كراهتي لها وقد خيّرت بينها وبين القتل واخترتها مجبراً ولي أسوةٌ بالأنبياء السابقين ومنهم يوسف عليه السلام وهو رسول ونبي. وقال لعزيز مصر إجعلني على خزائن الأرض إنّي حفيظ ٌ عليم، وحقق يوسف الإنتصار لـه ولأبويه ولعقيدته بعد هلاك الطغاة وهذا جواب للذين لا يدركون حكمة الإمام من قبول ولاية العهد بعد أن وضع شروطاً لقبولها فأجاب حينما سأله أحد الخوارج، وأمّا معاجزه أثناء مجيئه من المدينة إلى خراسان فهي أكثر من أن تحصى ومنها حديث السلسلة الذهبية المتواتر المتن والسند31.
                  وبعد البيعة ظهرت كرامات الإمام (عليه السلام) فاستثمرها (عليه السلام) في اصلاح الناس بارشادهم وتوجيههم، ففي بداية ولاية العهد احتبس المطر، فجعل بعض حاشية المأمون والمبغضين للامام (عليه السلام) يقولون : انظروا لمّا جاءنا علي بن موسى وصار ولي عهدنا، حبس الله عنّا المطر، وسمع المأمون بذلك فاشتدّ عليه، وطلب من الإمام (عليه السلام) ان يدعو الله لكي يمطر الناس، فخرج (عليه السلام) الى الصحراء وخرج الناس ينظرون، فصعد المنبر، فحمد الله واثنى عليه، ثم قال : «اللهم يا رب أنت عظّمت حقنا أهل البيت، فتوسّلوا بنا كما أمرت وامّلوا فضلك ورحمتك وتوقّعوا احسانك ونعمتك، فاسقهم سقياً نافعاً عاماً غير رايث، ولا ضائر، وليكن ابتداء مطرهم بعد انصرافهم من مشهدهم هذا الى منازلهم ومقارّهم» .
                  ويقول الإمام محمد الجواد (عليه السلام) راوي الخبر : «فو الذي بعث محمداً بالحق نبياً لقد نسجت الرياح في الهواء الغيوم وأرعدت وأبرقت وتحرك الناس كأنهم يريدون التنحي عن المطر» .
                  وأخبرهم الإمام (عليه السلام) ان هذا السحاب هو للبلد الفلاني، وهكذا الى ان اقبلت سحابة حادية عشر، فقال (عليه السلام) : «ايها الناس هذه سحابة بعثها الله عزوجل لكم، فاشكروا الله على تفضله عليكم وقوموا الى مقاركم ومنازلكم فإنها مسامتة لكم ولرؤوسكم ممسكة عنكم الى أن تدخلوا الى مقاركم ثم يأتيكم من الخير ما يليق بكرم الله تعالى وجلاله».
                  فانصرف الناس ونزل المطر بكثافة فجعل الناس يقولون : هنيئاً لولد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، كرامات الله عزّوجل .
                  ثم برز اليهم الإمام (عليه السلام) بعد تجمعهم ثانية، واستثمر هذه الكرامة للوعظ والارشاد، لان الناس يتأثرون بمن له كرامة عند الله ويتقبلون ما يقوله، فقام فيهم خطيباً وقال : «ايها الناس اتقوا الله في نعم الله عليكم، فلا تنفروها عنكم بمعاصيه، بل استديموها بطاعته وشكره على نعمه وأياديه، واعلموا انكم لا تشكرون الله تعالى بشيء بعد الايمان بالله وبعد الاعتراف بحقوق اولياء الله من آل محمد (صلى الله عليه وآله) أحب إليه من معاونتكم لإخوانكم المؤمنين على دنياهم التي هي معبر لهم الى جنان ربهم، فإنّ من فعل ذلك كان من خاصة الله تبارك وتعالى»[5] ثم حدثهم عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعض الأحاديث التربوية .
                  وظهرت للإمام (عليه السلام) كرامات اخرى استثمرها الإمام (عليه السلام) في التأثير على قلوب حاضريها، ومن هذه الكرامات ان بعض افراد البلاط كانوا يخدمون الإمام (عليه السلام) ويرفعون الستر عند مجيئه وعند خروجه، فاتفقوا يوماً على عدم رفع الستر له، فلما جاء على عادته لم يملكوا أنفسهم، وقاموا ورفعوا الستر على عادتهم، فلما دخل لامَ بعضهم بعضاً، واتفقوا ثانية، فلما كان اليوم الثاني نفّذوا ما اتفقوا عليه ولم يرفعوا له الستر، فجاءت ريح شديدة فرفعته حين دخوله، وحين خروجه، فقال بعضهم لبعض : ان لهذا الرجل عند الله منزلة وله منه عناية، انظروا الى الريح كيف جاءت ورفعت له الستر عند دخوله وعند خروجه من الجهتين ارجعوا الى ما كنتم عليه من خدمته32.
                  من وصاياه (عليه السلام ) :
                  يا عبد العظيم ابلغ عنّي اوليائي السلام، وقل لهم ان ﻻ يجعلوا للشيطان على انفسهم سبيلاً، ومرهم بالصدق في الحديث، واداء الأمانة ومرهم بالسكوت وترك الجدال فيما ﻻ يعنيهم، واقبال بعضهم على بعض والمزاورة فإن ذلك قربة اليّ ولا يشغلوا أنفسهم بتمزيق بعضهم بعضاً فإني آليت على نفسي انه من فعل ذلك واسخط ولياً من اوليائي دعوت الله ليعذبه في الدنيا اشد العذاب، وكان في الآخرة من الخاسرين وعرفّهم ان الله قد غفر لمحسنهم، وتجاوز عن مسيئهم إلاّ يرجع عنه، فإن رجع والاّ نزع روح الإيمان عن قلبه، وخرج عن ولايتي، ولم يكن له نصيباً في ولايتنا، واعوذ بالله من ذلك33.
                  زيارة الامام الرضا (عليه السلام):
                  جاء في اخباره (عليه السلام) عن الحسن بن علي بن فضال عنه عليه السلام: أنّه قال له رجل من أهل خراسان: إنّي رأيت جدّك رسول الله (ص) في المنام، وقال لي(ص): كيف أنتم اذا دُفن في أرضكم بضعتي، واستحفظتم وديعتي وغُيبَ في ثراكم نجمي، فقال الإمام الرضا عليه السلام: إني أنا المدفون في أرضكم، وأنا بضعة من نبيّكم، وأنا الوديعة والنجم، ألا فمن زارني، وهو يعرف ما أوجب الله تعالى من حقي وطاعتي، فأنا وآبائي شفعاؤه يوم القيامة، ومَنْ كُنّا شفعاؤه نجا ولو كان عليه مثل وزر الثقلين.34.
                  1.عن عليّ بن إبراهيم اليقطينيّ، عن محمّد بن سليمان المصريّ عن أبيه، عن إبراهيم بن أبي حجر، عن قبيصة، عن جابر الجُعفي عن أبي جعفر عليه السّلام عن أبيه عن جدّه عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهم قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: ستُدفن بضعة منّي بخراسان، ما زارها مكروب إلاّ نفّس الله كربته، ولا مذنب إلاّ غفر الله ذنوبه35.
                  2. عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه، عن أبي هاشم الجعفريّ قال: سمعت أبا جعفر [الجواد] عليه السّلام يقول: إنّ بين جبلَي طوس قبضةً قُبضت من الجنّة، مَن دخلها كان آمناً يوم القيامة من النار. 36
                  3. عن عليّ عن أبيه، عن عبدالرحمان بن حمّاد، عن عبدالله بن إبراهيم عن أبيه، عن حسين بن زيد، عن الصادق عليه السّلام قال: سمعته يقول: يخرج رجل من ولْد ابني موسى، اسمه اسم أمير المؤمنين صلوات الله عليه، فيُدفن في أرض طوس وهي خراسان، يُقتل فيها بالسمّ فيُدفن فيها غريباً، مَن زاره عارفاً بحقّه أعطاه الله عزّوجلّ أجرَ مَن أنفق قبل الفتح وقاتَل37.
                  4. الصدوق عن أبيه، عن سعد، عن ابن أبي الخطّاب، عن البزنطيّ قال: سمعت الرضا عليه السّلام يقول: ما زارني أحد من أوليائي عارفاً بحقّي إلاّ تشفّعتُ فيه يوم القيامة. 38.
                  اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضا الْمُرْتَضَى الاِْمامِ التَّقِيِّ النَّقِيِّ وَحُجَّتِكَ عَلى مَنْ فَوْقَ الاَْرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الثَّرى، الصِّدّيقِ الشَّهيدِ، صَلاةً كَثيرَةً تامَّةً زاكِيَةً مُتَواصِلَةً مُتَواتِرَةً مُتَرادِفَةً، كَاَفْضَلِ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَد مِنْ اَوْلِيائِكَ.
                  اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللهِ وَابْنَ وَلِيِّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ وَابْنَ حُجَّتِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اِمامَ الْهُدى وَاَلْعُرْوَةُ الْوُثْقى وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَشْهَدُ اَنَّكَ مَضَيْتَ عَلى ما مَضى عَلَيْهِ آباؤُكَ الطّاهِرُونَ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِمْ، لَمْ تُؤْثِرْ عَمىً عَلى هُدىً وَلَمْ تَمِلْ مِنْ حَقٍّ اِلى باطِل، وَاَنَّكَ نَصَحْتَ للهِ وَلِرَسُولِهِ وَاَدَّيْتَ الاَْمانَةَ، فَجَزاكَ اللهُ عَنِ الاِْسْلامِ وَاَهْلِهِ خَيْرَ الْجَزاءِ، اَتَيْتُكَ بِاَبي وَاُمّي زائراً عارِفاً، بِحَقِّكَ مُوالِياً لاَِوْلِيائِكَ مُعادِياً لاَِعْدائِكَ فَاشْفَعْ لي عِنْدَ رَبِّكَ.
                  اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَشْهَدُ اَنَّكَ الاِْمامُ الْهادي وَالْوَلِيُّ الْمُرْشِدُ، اَبْرَأُ اِلَى اللهِ مِنْ اَعْدائِكَ، وَاَتَقَرَّبُ اِلَى اللهِ بِوِلايَتِكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ .
                  لا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ تَسْليمي عَلَيْكَ (واذا أردت قُل): اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَللّـهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَتي اِبْنَ نَبِيِّكَ وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ، وَاجْمَعْني وَاِيّاهُ في جَنَّتِكَ وَاحْشُرْني مَعَهُ وَفي حِزْبِهِ مَعَ الشُّهَداءِ وَالصّالِحينَ وَحَسُنَ اُولئِكَ رَفيقاً، وَاَسْتَوْدِعُكَ اللهَ وَاَسْتَرْعيكَ وَاَقْرَأُ عَلَيْكَ اَلسَّلامَ، آمَنّا بِاللهِ وَبِالرَّسُولِ وَبِما جِئْتَ بِهِ وَدَلَلْتَ عَلَيْهِ فَاكْتُبْنا مَعَ الشّاهِدينَ .

                  تعليق


                  • #10
                    فضل زيارة الرضا (عليه السلام)


                    إن لزيارة الإمام الهمام وملاذ الأنام، مولانا علي بن موسى الرضا (عليه السلام)، فضلا عظيما،
                    وأجرا كبيرا،
                    ولكن هذه الزيارة لا تقتصر على مجرد تكريم المزور لنيل الأجر والثواب،
                    بل لا بد أن تُذكّر الزائر بالقيم الأخلاقية، والتضحيات، والمواقف المشرفة للإمام، فيجدد الزائر العهد مع إمامه، بالإلتزام بخطة ونهجه، لتكون زيارته مقرونة بالمعرفة، والذي جاء التركيز عليها في روايات الزيارة، ومنها الرويات التي تذكر فضل زيارة الإمام الرضا (عليه السلام)

                    🎍🎍🎍🎍🎍🎍

                    قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "ستدفن بضعة مني بخراسان، ما زارها مكروب إلا نفّسَ الله كُربته، ولا مذنب إلا غفر الله ذنوبه".

                    ♦️♦️♦️♦️♦️♦️

                    وقال (صلى الله عليه وآله): "ستدفن بضعة مني بخراسان، ما زارها مؤمن إلا أوجب الله له الجنة، وحرّم جسده على النار".

                    📘📙📗
                    عن حسين بن زيد
                    عن الصادق (عليه السلام)، قال:
                    سمعته يقول: "يخرج رجل من ولد ابني موسى، اسمه اسم أمير المؤمنين صلوات الله عليه، فيدفن في أرض طوس وهي بخراسان، يقتل فيها بالسمّ فيدفن فيها غريبا، من زاره عارفا بحقه، أعطاه الله عزوجل أجر من أنفق قبل الفتح وقاتل".

                    📘📙📗📙📘📙📗
                    📘📙📗📙




                    تعليق

                    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                    حفظ-تلقائي
                    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                    x
                    يعمل...
                    X