إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

محور المنتدى(وقفاتٌ مع دعاء عرفة )493

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • محور المنتدى(وقفاتٌ مع دعاء عرفة )493


    ترانيم السماء
    عضو ذهبي











    • تاريخ التسجيل: 11-12-2014
    • المشاركات: 1342



    #1
    تأمّلات عرفانيّة في دعاء يوم عرفة

    17-10-2015, 04:04 AM



    إنّ معارف الدعاء الشريف للمولى أبي عبد الحسين (عليه السّلام) في يوم عرفة تكاد لا تنحصر في موضوع واحد ، لكنّه يبدأ بالحمد والتمجيد لله تعالى ، ثمّ ينتقل إلى العلوم الدقيقة للإنسان من عالم الأصلاب إلى الأرحام وظلماتها ، ثمّ إلى الدنيا وتطوّراتها وأطوارها المختلفة . وهكذا ينتقل الإمام من آيات النفس البشريّة ، إلى آيات الكون الآفاقيّة برحابتها وعظمتها ، والدَّارس للدعاء الشريف يشعر وكأنّه في بحر خضم من المعارف النورانيّة الرفيعة ، والعميقة والبليغة ، بحيث وردت بهذا الترتيب البديع أو السهل السريع ؛


    1 ـ التمجيد : وهو التقديس والتنزيه ، والتعظيم للمولى تعالى ، وهذا مطلوب في بداية كلّ دعاء كما في الرواية الشريفة أنّ : (( مَنْ أرادَ الدعاء فليبدأ بالتَّمجيدِ لله تعالى )) . والإمام الحسين (عليه السّلام) يبدأ حامداً وممجّداً بقوله : (( الحمدُ لله الذي ليس لقضائهِ دافعٌ ، ولا لعطائه مانعٌ ، ولا كصنعه صُنع صانعٍ ، وهو الجواد الواسع ، فطر أجناس البدائع ، وأتقن بحكمته الصّنائع ، لا تخفى عليه الطلايعُ ، ولا تضيعُ عنده الودائعُ ، جاري كلِّ صانعٍ ، ورائشُ كلّ قانع ، وراحم كلِّ ضارعٍ ، ومنزّلُ المنافع ، والكتاب


    الجامع بالنّور الساطع ، وهو للدّعوات سامعٌ ، وللدّرجات رافعٌ ، وللكربات دافعٌ ، وللجبابرة قامعٌ ، فلا إله غيره ، ولا شيء يعدله ، وليس كمثله شيء وهو السميع العليم ، البصيرُ اللطيف الخبيرُ ، وهو على كلّ شيءٍ قدير ... ))(1) . فلنتامل هذه الكلمات ونعدها؛ حتّى نتذوق ما فيها من حلاوة ، ونرى ما عليها من طلاوة ، فسوف نجد أنّ في كلّ جملة قصّة أو حكمة ، أو نظريّة علميّة ؟
    فنرى أنّ جملة (( ليسَ لقضائهِ دافعٌ ، ولا لعطائه مانعٌ )) تلخّص مسألة كلاميّة في غاية الدقّة ( القضاء والقدر ) ، وبحوثه الكلاميّة التي طال الحديث فيها بين أقطاب الأُمّة ، وافترقت على أساسها إلى ثلاث فرق أساسية ؟
    أمّا الجملة الثانية : (( ليسَ كصُنعهِ صُنعُ صانع )) فإنّها تحكي قصّة الخلق كلّه من الذّرة إلى المجرّة ؛ فإنّها كلّها مخلوقة له سبحانه ، وإذا أضفنا إليها الجملة التي بعدها فإنّها تزداد ألقاً ونوراً ، أعني قوله (عليه السّلام) : (( فَطَرَ أجناس البدائِع ، وأتقنَ بحكمتهِ الصنائعُ )) . نعم ، إنّه إبداع أوّل الخلق ؛ لأنّه جاء لا عن مثال سبقه . والفطر : الخلق الإبداعي الأوّل . فطرة الله : خلقته الأولى وإيجاده الأوّل الذي لا يمكن أن يكون إلاّ بحكمة بالغة ودقّة متناهية ، وإلاّ كان الخلق عبثاً والخالق لاعباً ـ والعياذ بالله ـ وهو الحكيم العليم القادر . ـــــــــــــــــــــ

    فَنِعَمُ الخالق على المخلوقات لا تُحصى ولا تُعدّ ؛ ولذا يتعذّر الشكر عليها وتأدية واجب ذلك للمنعم بها علينا . يقول الإمام (عليه السّلام) بعد الالتفات إلى عجيب خلق الإنسان : (( فسُبحانك سُبحانك من مُبدئ مُعيدٍ ، حميدٍ مجيدٍ ، وتقدّستْ أسماؤك ، وعظمت آلاؤك ، فأيّ أنعمك يا إلهي أُحصي عدداً أو ذكراً ، أم أيّ عطاياك أقومُ بها شكراً ، وهي يا ربِّ أكثرُ من أن يُحصيها العادّون ، أو يبلغُ عِلمها الحافظون ))(1) . وربّنا سبحانه وتعالى قال وهو أصدق القائلين : ( إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا )(2) ، فكيف يشكر ما لا يُحصى .

    فالله سبحانه لا يُعرَف بالكيف ، ولا بالماهية الحقيقيّة ، ولا يعلم سرّه إلاّ هو ، فعلم ذلك لم يخرج منه إلى أحد من خلقه ؛ لأنّه لا يُحتمل ، ويتعذَّر على الإنسان الإحاطة أو المعرفة بالله تعالى ؛ ولذا جاء في الحديث الشريف : (( تفكّروا في خلقِ الله ، ولا تتفكّروا في ذات الله فتضلّوا )) .

    كما يقول المولى أبو عبد الله الحسين (عليه السّلام) : (( يا مولاي ، أنتَ الذي أنعمتَ ، أنتَ الذي أحسنتَ ، أنتَ الذي أجملتَ ، أنتَ الذي أفضلتَ ، أنت الذي مننتَ ، أنتَ الذي أكملتَ ، أنتَ الذي رزقتَ ، أنتَ الذي أعطيتَ ، أنتَ الذي أغنيتَ ، أنتَ الذي أقنيتَ ، أنتَ الذي آويتَ ، أنتَ الذي كفيتَ ، أنتَ الذي هديتَ ، أنتَ الذي عصمتَ ، أنتَ الذي سترتَ ، أنتَ الذي غفرتَ ، أنتَ الذي أقلتَ ، أنتَ الذي مكّنتَ ، أنتَ الذي أعززتَ ، أنتَ الذي أعنتَ ، أنتَ


    الذي عضدتَ ، أنتَ الذي أيّدتَ ، أنتَ الذي نصرتَ ، أنتَ الذي شفيتَ ، أنتَ الذي عافيتَ ، أنتَ الذي أكرمتَ ، تبارَكتَ ربِّي وتَعَاَليتَ فلك الحمدُ دائماً ، ولك الشُّكر واصباً أبداً ))


    3 ـ معرفة النفس والاعتراف بالذنب :
    إنّ المعرفة الإنسانيّة عامّة وشاملة مهما كانت واسعة أو عميقة ، إلاّ الأولياء الكمّل من عباد الله المخلصين ، كمحمد وآله الطاهرين (صلوات الله عليهم أجمعين) ، فإنَّ علمهم لَدُنّيٌّ بتعليم المولى لهم كلّ العلوم التي تحتاجها البشرية ، ولم يَخْفَ عنهم إلاّ علم السّاعة كما في الروايات . أمّا الإنسان العادي فإنّ معرفته بنفسه يجب أن تكون أفضل المعارف لديه ، وربّنا سبحانه وتعالى يقول : ( بَلِ الإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ )(1)
    . إنّ أخبر الناس وأعلمهم بأنفسهم هم المؤمنون الذين أنار الله بصائرهم فكانوا على يقين من أمورهم كلّها ، وتراهم ينظرون بنور الله ، ويهتدون بآياته وكتابه الكريم ، ولكنّ الإمام الحسين (عليه السّلام) يعلّمنا كيف ندعو ونعترف بالتقصير ؛ لأنّه لا أحد يعبد الله حقّ عبادته مهما جاهد فيه ؛ لذلك ــــــــــــــــــــ


    يقول (عليه السّلام) في دعاء عرفة أيضاً : (( أنا يا إلهي المعترِفُ بِذُنوبي فاغفرها لي ، أنا الذي أخطأتُ ، أنا الذي هممتُ ، أنا الذي جَهِلتُ ، أنا الذي غفلتُ ، أنا الذي سَهوتُ ، أنا الذي اعْتمدتُ ، أنا الذي تعمَّدتُ ، أنا الذي وَعَدتُ ، أنا الذي أخلفتُ ، أنا الذي نَكثتُ ، أنا الذي أقررتُ ، أنا الذي أعترفُ بنعمتك عندي وأبوء بذنوبي فاغفْر لي ، يا مَنْ لا تضرُّهُ ذُنوبُ عباده وهوَ الغنيُّ عَنْ طاعَتِهمْ ، والموفِّقُ مَنْ عمَل منهم صالحاً بمعونَتهِ ورحمتهِ ، فلك الحمد إلهي وسيدي )) . والاعتراف بالذنب فضيلة ، والاعتراف بالتقصير يجبره ، والاعتراف بالخطأ اعتذار ، وعليك أن تعترف بذنبك أمام سيدك وتطلب منه الغفران ، وتقف بين يديه لتقرّ على نفسك بكلّ ما عملت ، وتطلب منه العفو عنك وإخلاءك من التبعات . (( إلهي ، أنا الفقيرُ في غناي ، فكيف لا أكونُ فقيراً في فقري . إلهي ،


    أنا الجاهلُ في علمي فكيف لا أكونُ جهولاً في جهلي . إلهي ، إنَّ اختلافَ تدبيركَ وسُرعةَ طواء مقاديرك منعا عبادكَ العارفين بك عن السُّكون إلى عطاء واليأس منك في بلاءٍ . إلهي ، منّي ما يليقُ بلؤمي ، ومنكَ ما يليقُ بكرمكَ . إلهي ، وصفتَ نفسكَ باللُّطفِ والرّأفةِ لي قبلَ وجود ضعفي ، أفتمنعني منهما بعد وجود ضعفي ؟! إلهي ، إنْ ظهرتِ المحاسنُ منّي فبفضلكَ ولك المنَّةُ عليَّ ، وإنْ ظهرتِ المساوي منَّي فبعدلك ، ولكَ الحُجّةُ عليَّ )) . 4 ـ لطائف ومعارف : إنّ العرفان هو لطائف نورانيّة تُقذف في القلوب المؤمنة ، فتلوح إشارات غامضة ، وتنطلق كلمات مبهمة لا يمكن شرحها أو تفسيرها ، أو ربما يصعب فهمها على غير أصحاب القلوب الرقيقة ، والعقول العميقة ، والأفكار الدقيقة . ومن هذه اللفتات الرفيقة في دعاء الإمام الحسين (عليه السّلام) الذي نحن في رحابه قوله (عليه السّلام) : (( إلهي ، هذا ذُلّي ظاهرٌ بينَ يديكَ ، وهذا حالي لا يخفى عليكَ ، منكَ أطلُبُ الوصولَ إليك ، وبكَ أستدلُّ عليك ، فاهْدني بنوركَ إليكَ ، وأقمني بصدق العبوديَّة بين يديك . إلهي ، عَلَّمني من علمك المخزون ، وصُنّي بستركَ المصون . إلهي ، حقّقني بحقائق أهل القُربِ واسلُك بي مسلك أهلِ الجّذب . إلهي ، أغنني بتدبيرك عنْ تدبيري ، وباختياركَ عن اختياري ، وأوقفني على مراكز اضطراري . إلهي ، أخرجني من ذُلِّ نفسي ، وطهِّرني من شكّي وشركي قبلَ حلول رمسي .




    *******************************************
    ***********************************
    *******************


    اللّهم صل على محمّد وال محمّد


    نعود والعود مبارك ميمون موعدُ بالخيرات والعطايا والهبات

    كيف لا ونحن في عرفة

    يوم من عظيم ايام الله جل وعلا موسومٌ بالتوبة والعودة والدعاء والمغفرة


    فنسالكم الدعاء وكونوا معنا ...


















    كرار الغاضري
    مشرف قسم مركز الكفيل للانتاج الفني











    أعمال يوم عرفة من بين الحرمين الشريفين

    11-08-2019, 03:11 PM



    اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	photo_٢٠١٩-٠٨-١١_١٤-٤٩-&.jpg  مشاهدات:	1  الحجم:	315.4 كيلوبايت  الهوية:	864032















  • #2

    شجون الزهراء
    عضو ذهبي











    • تاريخ التسجيل: 12-09-2010
    • المشاركات: 2787



    #1
    لماذا سمي يوم عرفة بهذا الاسم ؟

    20-07-2021, 04:48 PM



    بـسـم الله الـرحـمـٰن الـرحـيـم

    اللهم صل على محمد وآل محمد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    لماذا سمي يوم عرفة بهذا الاسم ؟

    السوال:


    لماذا سمي يوم عرفة بهذا الاسم ؟

    الجواب:



    يوم عرفة


    هو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، و هو يوم الوقوف بأرض عرفات و هو أحد أهم مناسك الحج. و قيل: عرفة هي الجبل، و عرفات جمع عرفة تقديراً لأنه يقال وقفت بعرفة كما يقال بعرفات. قال الله عزَّ و جلَّ: ﴿ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ ﴾ 1.

    تسمية عرفة


    وَ سُمِّيَتْ عَرَفَةُ عَرَفَةَ لِأَنَّ جَبْرَئِيلَ (عليه السلام) قَالَ لِإِبْرَاهِيمَ (عليه السلام) هُنَاكَ اعْتَرِفْ بِذَنْبِكَ، وَ اعْرِفْ مَنَاسِكَكَ، فَلِذَلِكَ سُمِّيَتْ عَرَفَةَ ... 2.

    يوم عرفة هو اليوم المشهود


    قال الله عزَّ ذكره : ﴿ ... وَذَٰلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ ﴾ 3. وَ رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) سادس أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) أنهُ قَالَ : " الْيَوْمُ الْمَشْهُودُ يَوْمُ عَرَفَةَ ... " 4 وَ رَوى الشَّيْخُ الْجَلِيلُ ابْنُ مِيثَمٍ فِي شَرْحِ نَهْجِ الْبَلَاغَةِ ، عَنِ النَّبِيِّ ( صلى الله عليه و آله ) أَنَّهُ قَالَ : " مَا رُئِيَ الشَّيْطَانُ فِي يَوْمٍ هُوَ أَصْغَرَ وَ لَا أَدْحَرَ وَ لَا أَحْقَرَ وَ لَا أَغْيَظَ مِنْهُ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ " 5.







    تعليق


    • #3

      شجون الزهراء
      عضو ذهبي











      • تاريخ التسجيل: 12-09-2010
      • المشاركات: 2787



      #1
      يوم عرفة منطلق الرحلة الى الله

      20-07-2021, 04:52 PM


      بـسـم الله الـرحـمـٰن الـرحـيـم

      اللهم صل على محمد وآل محمد
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      في ليلة عرفة تهب نسمات الرحمة الإلهية على المؤمنين جميعاً وفي كل مكان ، ولا سيما على حجاج بيت الله الحرام ؛ فهذه الليلة هي ليلة مباركة بذاتها كما هي ليلة الجمعة ، بل أعظم وأفضل ، بالأخص إذا ما عرف الحاج أن روايات عديدة عن أئمة أهل البيت عليهم الصلاة والسلام قد وردت بشأن تبيين أعمالها الخاصّة .
      أما بالنسبة إلى الحجاج ؛ فتعتبر هذه الليلة العظيمة بداية انطلاقة نحو رحلة إلهية وعرفانية عظيمة ، وهي رحلة الحج الأكبر .
      ترى ما هي أهم الأعمال في هذه الليلة بالنسبة إلينا كحجاج ؟
      إن علينا أن نتهيّأ نفسياً لهذا العمل الكبير ، وهو الوقوف في عرفات وما يرتبط به من أبعاد وآفاق روحانية متعالية ، تماماً كما الإنسان الذي يتهيّأ لإقامة الصلاة بإسباغ الوضوء واستقبال القبلة والتوجه إلى الله سبحانه وتعالى ، وترك الدنيا وراءه ظهرياً ، فضلاً عن إحراز طهارة اللباس والمكان ، وإحراز عدم مغصوبيتهما .
      ومن التهيؤ النفسي في ليلة عرفة توفر النية الخالصة والواعية لدى الإنسان ؛ بمعنى عقد العزم عن جعل حجه لهذا العام حجّاً نموذجياً واستثنائياً . وبالتأكيد لا نقصد بذلك مسائل الحج المادية ، بل الناحية المعنوية هي المقصود من كلامنا وبحثنا هذا . فالمطلوب من الإنسان في هذه الحياة الدنيا هو التطور في كل المجالات ، ولابد له من أن يقفز بمستواه الروحي ، وإلا فإن حياته ستكون محكومة بالنقصان والفقر .
      والحاج الذي يريد لحجه أن يكون حجاً نموذجياً ، عليه أن يبذل كل جهده لأن يصل في يوم عرفة إلى الذروة ، حيث يقر ويعترف اعترافاً كاملاً بأنه عبد مخطئ فقير وأن الله سبحانه وتعالى رب غفور وكريم . فهذه المعادلة التي لابد من رسوخها في ذهن الإنسان الحاج هي ما يمكن أن نسميها بذروة العرفان بنفسه وبربه . . أما من يخامره الشك ولو بنسبة ضئيلة بأنه مخطئ فإن استغفاره وعبادته لن يكونا سوى كلمات وحركات مملة ورتيبة وقاصرة عن إيجاد التحول النفسي والمعنوي في الإنسان . في حين نجد الإنسان المؤمن تملؤه الضراعة والاعتراف بحقيقة نفسه ، فيستغفر ربه ويتوجه إليه لأنه يعرف حقيقة ذاته وخطئها وفقرها ، وعليه فإنه على قناعة كافية بتقصيره تجاه ربه عز وجل ؛ بل وحتى الأنبياء والأئمة عليهم الصلاة والسلام ، وهم الذين نعتقد بعصمتهم كانوا يستغفرون ربهم ويتضرعون إليهم ، ليس لتعليم وتوجيه أتباعهم فحسب ، بل وكانوا أيضاً يعتقدون التقصير في أنفسهم وما كانوا يتعبدون به ، بالإضافة إلى ما كانوا يعرفونه ويعترفون به من عظمة وجلال الله وكبريائه ، فكانوا في داخل أنفسهم في حالة ندم واستغفار وإحساس بالتقصير . . فكانوا عليهم السلام كلما ازدادوا عبادةً ازدادوا معرفة بربهم من جهة ، وشعوراً بالفاصلة بين عبادتهم وبين فضل الله وعظمته وكبريائه .
      والحاج أيضاً إذا أراد الوصول إلى الذروة العرفانية في يوم عرفة عليه أن يصل إلى القناعة المطلقة بالتقصير تجاه الله سبحانه وتعالى ، ولن يصل أحد إلى هذه القناعة ما لم يتوجه توجهاً تاماً إلى عظمة وجلال ربه .
      إن الأمر المؤكد هو أن لله نفحات على عباده في يوم عرفة ، ولن يستقبل هذه النفحات إلا ذوو القلوب المتفتحة والعامرة بذكر الله ؛ والأمر هذا يشبه إلى حد كبير نوعية استفادة واستقبال هذه الأرض أو تلك لماء المطر ، حيث نرى أرضاً صلدة لا يؤثر فيها الماء النازل رغم غزارته ، بينما نرى أرضاً مستعدة لاستقباله ، فتهز وتربو وتنمو فيها النباتات .
      وعليه فإن نفحات الله في يوم عرفة من طبيعتها النزول على القلوب الظمأى التي تشعر شعوراً واعياً بحاجتها إلى الرحمة الإلهية ، وتحرص كل الحرص على التعرض لها .
      وبين هذا وذاك يواجهني بعض الإخوة ببعض التساؤلات ، ومن جملتها أنهم يريدون تلاوة هذا الدعاء أو ذاك في يوم عرفة أو غيره ، ولكنهم لا يتحسسون تلك الحالة الروحانية والعرفانية التي يسمعون عنها ، في حين أنهم يرون من حولهم من الحجاج تفيض أعينهم من الدموع وتستولي عليهم حالة الخشوع بمجرد قراءة دعاء أو تلاوة آية أو وقوفٍ في موقف أو أداء منسك .
      وأقول لهم بأن عدم التحسس هذا لا ينبغي أن يدفع بصاحبه إلى حالة من اليأس ، فهذه الحالة حالة طارئة . فمن لم تجر في عينه دموع الخشية ، كان بمستطاعه التظاهر بالبكاء لإحراز الخشوع ، وليس التظاهر القائم على أساس النفاق والرياء .
      وأُضيف إلى ذلك أن حضور مجالس الدعاء والذكر ، سواء في موسم الحج أو غيره من طبيعته تليين القلوب وإحيائها . فمجلس الدعاء والذكر وغير ذلك عبارة عن حلقة من سلسلة تحصيل العقيدة والخشوع ، ولعل مجرد الحضور فيها وأخذ دور ما خلالها سيضفي على الإنسان هالة مقدسة من الروحانية والعرفان ، نظراً إلى أن هذه المجالس هي مهابط رحمة الله تبارك اسمه ونزول الملائكة ، وعندما تنزل وتحلّ ملائكة الرحمة فيها ستشمل جميع الجالسين والمشاركين ، بغض النظر عمن دمعت عينه أو من لم تدمع عينه ، هذا أولاً .
      وثانياً : إن يوم عرفة على محدودية ساعاته ، ولكنه يعتبر يوماً مصيراً بالنسبة للحاج الذي تحمل عناء السفر والغربة وامتنع عن المناهي المفروضة ، لا سيما وأنه يفتقر إلى ضمانة أنه سيعود في السنة القادمة .
      ثم إن الشيطان وأعوانه يضاعف من وساوسه إلى قلب الإنسان ، لأنه على علم تام بعظمة مردود هذا اليوم عليه ، وبالتالي فهو لا يضيع فرصة في محاولة إضلال الحاج وإقعاده عن الاستفادة من هذه الفرصة الثمينة . وهذا يعني ويشير إلى ضرورة حذر المؤمنين من أن يشغل نفسه في توافه الأمور ، دون اغتنام هذه اللحظات المحدودة في يوم عرفة . .
      أما الأمر الثالث المهم ؛ فهو أن الحاج في يوم عرفة عليه أن يعدّ العدّة لعرض جميع حاجاته على رب العزة سبحانه وتعالى الذي سمح له أن يتكلم معه ويناجيه مباشرة في تلكم اللحظات القدسية النادرة ، وهذى لعمري نعمة كبرى لا تقدر بثمن . ولعل من أهم الحاجات التي ينبغي للحاج أن يطلبها من ربه هي أن يكون مقبولاً لديه ، وأن تستمر حالة الانفتاح بينه وبين الرب ، لأن من خلال هذين المطلبين تفتح أمام الإنسان الكثير من المطالب والآفاق التي تضمن له السعادة في الدنيا والآخرة ، ومن دونهما يكون محكوماً بالعودة إلى نفس العيوب والخمول والتكاسل عن ذكر الله . ولا يغيب عنا بأن الحاج إذا ما حصل على التحول المطلوب في عرفات ، فإنه بفقدانه فيما بعد موسم الحج ، إنما يعني انقطاع فوائد عن الإنسان .
      من هنا أقترح أن يعود كل حاج من عرفة بهدية يهديها لنفسه ، وهي أن يطلب إلى ربه التوفيق إلى أداء صلاة الليل في هذا العام حتى تكون ضمانة معنوية لصلاح أعمالنا وقربنا الدائم من ربنا الغفور الرحيم .







      تعليق


      • #4

        عطر الولايه
        عضو ماسي











        • تاريخ التسجيل: 20-09-2010
        • المشاركات: 7871



        #1
        تأمّلات في دعاء الامام الحسين (ع) في يوم عرفة

        04-07-2022, 04:38 PM


        بسم الله الرحمن الرحيم
        اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
        وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
        وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله

        السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته
        دعاء الإمام الحسين (ع) في يوم عرفة من الأدعية المهمة التي يواظب عليها و يُقرأ في صحراء عرفات اقتداءً بالإمام الحسين عليه السلام. هذا الدعاء عبارة عن موسوعة معارف دينية قيّمة، وتعاليم عرفانية وعقائدية عالية، لم يتردد أحد من أعلام العلماء في نسبته إلى الإمام الحسين عليه السلام.
        تأمّلات في دعاء الامام الحسين (ع) في يوم عرفة
        روى بشر وبشير الأسديان قالا: كنّا مع الحسين بن علي (عليهما السلام) عشيّة عرفة، فخرج (عليه السلام) من فُسطاطه متذلّلاً خاشعاً، فجعل يمشي هوناً هوناً حتّى وقف هو وجماعة من أهل بيته وولده ومواليه في ميسرة الجبل مستقبلَ البيت، ثمّ رفع يديه تلقاء وجهه كاستطعام المسكين، فقرأ دعاء العرفة .....


        إنّ معارف الدعاء الشريف للامام الحسين (عليه السّلام) في يوم عرفة تكاد لا تنحصر في موضوع واحد ، لكنّه يبدأ بالحمد والتمجيد لله تعالى ، ثمّ ينتقل إلى العلوم الدقيقة للإنسان من عالم الأصلاب إلى الأرحام وظلماتها ، ثمّ إلى الدنيا وتطوّراتها وأطوارها المختلفة .

        وهكذا ينتقل الإمام من آيات النفس البشريّة ، إلى آيات الكون الآفاقيّة برحابتها وعظمتها ، والدَّارس للدعاء الشريف يشعر وكأنّه في بحر خضم من المعارف النورانيّة الرفيعة، والعميقة والبليغة، بحيث وردت بهذا الترتيب البديع أو السهل السريع ؛ وهذه فقرات فقط من الدعاء مع الالتفات إلى اللطائف الأخلاقيّة فيها ، وممّا يرتبط عن أخلاقيّات الإمام الحسين (عليه السّلام) ،



        فالأخلاق مع العبادة والطاعة قمّة الأخلاق الفاضلة .
        1 ـ التمجيد :
        وهو التقديس والتنزيه ، والتعظيم للمولى تعالى ، وهذا مطلوب في بداية كلّ دعاء كما في الرواية الشريفة أنّ : (( مَنْ أرادَ الدعاء فليبدأ بالتَّمجيدِ لله تعالى )) .
        والإمام الحسين (عليه السّلام) يبدأ حامداً وممجّداً بقوله : (( الحمدُ لله الذي ليس لقضائهِ دافعٌ ، ولا لعطائه مانعٌ ، ولا كصنعه صُنع صانعٍ ، وهو الجواد الواسع ، فطر أجناس البدائع ، وأتقن بحكمته الصّنائع ، لا تخفى عليه الطلايعُ ، ولا تضيعُ عنده الودائعُ ، جاري كلِّ صانعٍ ، ورائشُ كلّ قانع ، وراحم كلِّ ضارعٍ ، ومنزّلُ المنافع .
        الجامع بالنّور الساطع ، وهو للدّعوات سامعٌ ، وللدّرجات رافعٌ ، وللكربات دافعٌ ، وللجبابرة قامعٌ ، فلا إله غيره ، ولا شيء يعدله ، وليس كمثله شيء وهو السميع العليم ، البصيرُ اللطيف الخبيرُ ، وهو على كلّ شيءٍ قدير ... )) .
        هذه الكلمات نتذوق ما فيها من حلاوة ، ونرى ما عليها من طلاوة ، ألا تجد أنّ في كلّ جملة قصّة أو حكمة ، أو نظريّة علميّة ؟
        ألا ترى أنّ جملة (( ليسَ لقضائهِ دافعٌ ، ولا لعطائه مانعٌ )) تلخّص مسألة كلاميّة في غاية الدقّة ( القضاء والقدر ) ، وبحوثه الكلاميّة التي طال الحديث فيها بين أقطاب الأُمّة ، وافترقت على أساسها إلى ثلاث فرق أساسية ؟
        أمّا الجملة الثانية : (( ليسَ كصُنعهِ صُنعُ صانع )) فإنّها تحكي قصّة الخلق كلّه من الذّرة إلى المجرّة ؛ فإنّها كلّها مخلوقة له سبحانه ، وإذا أضفنا إليها الجملة التي بعدها فإنّها تزداد ألقاً ونوراً ، أعني قوله (عليه السّلام) : (( فَطَرَ أجناس البدائِع ، وأتقنَ بحكمتهِ الصنائعُ )) .
        نعم ، إنّه إبداع أوّل الخلق ؛ لأنّه جاء لا عن مثال سبقه . والفطر : الخلق الإبداعي الأوّل . فطرة الله : خلقته الأولى وإيجاده الأوّل الذي لا يمكن أن يكون إلاّ بحكمة بالغة ودقّة متناهية ، وإلاّ كان الخلق عبثاً والخالق لاعباً ـ والعياذ بالله ـ وهو الحكيم العليم القادر .

        وربّنا سبحانه وتعالى قال وهو أصدق القائلين : ( إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا )، فكيف يشكر ما لا يُحصى .
        إذا كانت النعم لا تُحصى ، والشكر عليها لا يؤدّى ، ووصفها متعذّر لجهل معظمها ، فكيف لك أن تصف خالقها ، أو تعرف حقيقة بارئها ؟! هيهات هيهات ! لا يمكن لك ذلك مهما كنت من أصحاب العقول العملاقة ؛ لأنّك مهما بلغت ستبقى محدوداً وربّك مطلقاً ، فهل يمكن للمحدود أن يحيط علماً بالمطلق ؟
        [كلاّ ؛ ولذا قال الإمام الحسين (عليه السّلام) : ] (( يا مَنْ لا يعلم كيف هو إلاّ هو ، يا مَنْ لا يعلمُ ما هو إلاّ هو ، يا مَنْ لا يعلمُ ما يعلمهُ إلاّ هو ، يا مَنْ كبس الأرض على الماء ، وسدَّ الهواء بالسّماء ، يا مَنْ له أكرمُ الأسماء ، يا ذا المعروف الذي لا ينقطعُ أبداً )) .
        فالله سبحانه لا يُعرَف بالكيف ، ولا بالماهية الحقيقيّة ، ولا يعلم سرّه إلاّ هو ، فعلم ذلك لم يخرج منه إلى أحد من خلقه ؛ لأنّه لا يُحتمل ، ويتعذَّر على الإنسان الإحاطة أو المعرفة بالله تعالى ؛ ولذا جاء في الحديث الشريف : (( تفكّروا في خلقِ الله ، ولا تتفكّروا في ذات الله فتضلّوا )) .
        فالعلم بالله ، ومن الله ، ولكن لا أحد يعلم عن الله وصفاته ، أو أسمائه أو حتّى علمه إلاّ هو .
        2 ـ معرفة الخالق :
        قلنا : إنّ معرفة الخالق سبحانه متعذّرة ، إلاّ أنّه وصف نفسه القدّوسية ، ووضع لها أسماء مباركة ؛ لنتعامل معها في هذه الحياة ، وسمح لنا بمعرفة الأوصاف بما يقابلها في صفحات الوجود من انعكاسات وظلال نورانيّة .
        فعرفنا الاسم ِأو الصفة الجلالية أو الجمالية بالتجلّي على أرض الواقع فيما بيننا ، وإلاّ فإنّه سرّ مكنون مصون .
        فالله سبحانه معروف بالصفات ، ولا نصفه إلاّ بما وصف لنا نفسه ، وعلى الإنسان أن يعرف ربّه ، كما يقول المولى أبو عبد الله الحسين (عليه السّلام) : (( يا مولاي ، أنتَ الذي أنعمتَ ، أنتَ الذي أحسنتَ ، أنتَ الذي أجملتَ ، أنتَ الذي أفضلتَ ، أنت الذي مننتَ ، أنتَ الذي أكملتَ ، أنتَ الذي رزقتَ ، أنتَ الذي أعطيتَ ، أنتَ الذي أغنيتَ ، أنتَ الذي أقنيتَ ، أنتَ الذي آويتَ ، أنتَ الذي كفيتَ ، أنتَ الذي هديتَ ، أنتَ الذي عصمتَ ، أنتَ الذي سترتَ ، أنتَ الذي غفرتَ ، أنتَ الذي أقلتَ ، أنتَ الذي مكّنتَ ، أنتَ الذي أعززتَ ، أنتَ الذي أعنتَ ، أنتَ...

        الذي عضدتَ ، أنتَ الذي أيّدتَ ، أنتَ الذي نصرتَ ، أنتَ الذي شفيتَ ، أنتَ الذي عافيتَ ، أنتَ الذي أكرمتَ ، تبارَكتَ ربِّي وتَعَاَليتَ فلك الحمدُ دائماً ، ولك الشُّكر واصباً أبداً )) .
        تلك هي المعرفة الحقّة للخالق تعالى ، فهل تحتاج منّا إلى شرح أو تعليق أو توضيح ؟

        3 ـ معرفة النفس والاعتراف بالذنب :

        إنّ المعرفة الإنسانيّة عامّة وشاملة مهما كانت واسعة أو عميقة ، إلاّ الأولياء الكمّل من عباد الله المخلصين ، كمحمد وآله الطاهرين (صلوات الله عليهم أجمعين) ، فإنَّ علمهم لَدُنّيٌّ بتعليم المولى لهم كلّ العلوم التي تحتاجها البشرية ، ولم يَخْفَ عنهم إلاّ علم السّاعة كما في الروايات .
        أمّا الإنسان العادي فإنّ معرفته بنفسه يجب أن تكون أفضل المعارف لديه ، وربّنا سبحانه وتعالى يقول : ( بَلِ الإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ ) .

        إنّ أخبر الناس وأعلمهم بأنفسهم هم المؤمنون الذين أنار الله بصائرهم فكانوا على يقين من أمورهم كلّها ، وتراهم ينظرون بنور الله ، ويهتدون بآياته وكتابه الكريم ، ولكنّ الإمام الحسين (عليه السّلام) يعلّمنا كيف ندعو ونعترف بالتقصير ؛ لأنّه لا أحد يعبد الله حقّ عبادته مهما جاهد فيه ؛ لذلك...

        يقول (عليه السّلام) في دعاء عرفة أيضاً : (( أنا يا إلهي المعترِفُ بِذُنوبي فاغفرها لي ، أنا الذي أخطأتُ ، أنا الذي هممتُ ، أنا الذي جَهِلتُ ، أنا الذي غفلتُ ، أنا الذي سَهوتُ ، أنا الذي اعْتمدتُ ، أنا الذي تعمَّدتُ ، أنا الذي وَعَدتُ ، أنا الذي أخلفتُ ، أنا الذي نَكثتُ ، أنا الذي أقررتُ ، أنا الذي أعترفُ بنعمتك عندي وأبوء بذنوبي فاغفْر لي ، يا مَنْ لا تضرُّهُ ذُنوبُ عباده وهوَ الغنيُّ عَنْ طاعَتِهمْ ، والموفِّقُ مَنْ عمَل منهم صالحاً بمعونَتهِ ورحمتهِ ، فلك الحمد إلهي وسيدي )) .

        والاعتراف بالذنب فضيلة ، والاعتراف بالتقصير يجبره ، والاعتراف بالخطأ اعتذار ، وعليك أن تعترف بذنبك أمام سيدك وتطلب منه الغفران ، وتقف بين يديه لتقرّ على نفسك بكلّ ما عملت ، وتطلب منه العفو عنك وإخلاءك من التبعات .
        ويقول : (( اللَّهُمَّ اجعلنا في هذا الوقت ممَّنْ سألكَ فأعطيته ، وشكركَ فزدتهُ ، وتابَ إليك فقبلتهُ ، وتنصَّلَ إليك مِنْ ذنوبه كُلِّها فغفرتها له ، يا ذا الجلال والإكرام )) .
        وذلك كلّه نابع من معرفتك بنفسك ، ويقينك من ذنبك ، ورحمة ربّك وواسع مغفرته ، من العبد الاعتراف بالذنب ، ومن الربّ الرحمة والغفران ، وكلّ يعمل على شاكلته .
        (( إلهي ، أنا الفقيرُ في غناي ، فكيف لا أكونُ فقيراً في فقري . إلهي ،أنا الجاهلُ في علمي فكيف لا أكونُ جهولاً في جهلي . إلهي ، إنَّ اختلافَ تدبيركَ وسُرعةَ طواء مقاديرك منعا عبادكَ العارفين بك عن السُّكون إلى عطاء واليأس منك في بلاءٍ . إلهي ، منّي ما يليقُ بلؤمي ، ومنكَ ما يليقُ بكرمكَ . إلهي ، وصفتَ نفسكَ باللُّطفِ والرّأفةِ لي قبلَ وجود ضعفي ، أفتمنعني منهما بعد وجود ضعفي ؟! إلهي ، إنْ ظهرتِ المحاسنُ منّي فبفضلكَ ولك المنَّةُ عليَّ ، وإنْ ظهرتِ المساوي منَّي فبعدلك ، ولكَ الحُجّةُ عليَّ )) .
        4 ـ لطائف ومعارف :
        إنّ العرفان هو لطائف نورانيّة تُقذف في القلوب المؤمنة ، فتلوح إشارات غامضة ، وتنطلق كلمات مبهمة لا يمكن شرحها أو تفسيرها ، أو ربما يصعب فهمها على غير أصحاب القلوب الرقيقة ، والعقول العميقة ، والأفكار الدقيقة .
        ومن هذه اللفتات الرفيقة في دعاء الإمام الحسين (عليه السّلام) الذي نحن في رحابه قوله (عليه السّلام) : (( إلهي ، هذا ذُلّي ظاهرٌ بينَ يديكَ ، وهذا حالي لا يخفى عليكَ ، منكَ أطلُبُ الوصولَ إليك ، وبكَ أستدلُّ عليك ، فاهْدني بنوركَ إليكَ ، وأقمني بصدق العبوديَّة بين يديك . إلهي ، عَلَّمني من علمك المخزون ، وصُنّي بستركَ المصون . إلهي ، حقّقني بحقائق أهل القُربِ واسلُك بي مسلك أهلِ الجّذب . إلهي ، أغنني بتدبيرك عنْ تدبيري ، وباختياركَ عن اختياري ، وأوقفني على مراكز اضطراري . إلهي ، أخرجني من ذُلِّ نفسي ، وطهِّرني من شكّي وشركي قبلَ حلول رمسي . إلهي ، تقدّس رضاكَ أن يكون له علةٌ منكَ فكيف يكونُ له علّةُ منِّي ؟! إلهي أنتَ الغنيُّ بذاتِكَ أنْ يَصِلَ إليكَ النَّفعُ منكَ فكيفَ لا تكونُ غنيّاً عنّي ؟!
        أنت الذي أشْرقتَ الأنوارَ في قلوب أوليائكَ حتّى عرفوكَ ووحَّدوك ، وأنتَ الذي أزلتَ الأغبارَ عنْ قلوبِ أحبائكَ حتّى لم يُحبّوا سواكَ ولمْ يلجأوا إلى غيركَ ، أنتَ المؤنسُ لهم حيثُ أوْحَشَتهمُ العوالمُ ، وأنتَ الذي هديتهُمْ حيثُ استبانتْ لهمُ المعالمُ ، ماذا وجد مَنْ فقدك وما الذي فقد مَنْ وجدك ؟ لقد خابَ منْ رضيَ دونكَ بدلاً ، ولقدْ خسِرَ مَنْ بغى عنكَ مُتحوَّلاً )) .
        هذه العبارات النوارنيّة ، وهذه الكلمات المضيئة ، واشرحها في نفسك ونوّر بها قلبك . وفي نهاية الدعاء الشريف يقول الإمام (عليه السّلام) : (( يا مَنْ استوى برحمانيَّته فصارَ العرشُ غيباً في ذاته ، محقْتَ الآثار بالآثارِ ، ومحوتَ الأغبار بمُحيطات أفلاكِ الأنوار ، يا مَنْ احتجبَ في سُرادقاتِ عرشهِ عن أنْ تُدركهُ الأبصارُ ، يا مَنْ تجلّى بكمال بهائهِ فتحقّقتْ عظمتُهُ ( من ) الاستواء ، كيفَ تخفى وأنتَ الظاهرُ ، أم كيف تغيبُ وأنتَ الرَّقيب الحاضرُ ؟ إنَّكَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ ، والحمدُ لله وحده )) .
        هذه أنوار الوحي التعليق ، بل التعلُّق بهذه المعاني واللطائف التي احتوتها كلمات المولى أبي عبد الله الحسين (صلوات الله وسلامه عليه) .









        تعليق


        • #5

          فداء الكوثر
          عضو ماسي











          • تاريخ التسجيل: 05-03-2016
          • المشاركات: 7687



          #1
          🕋 "فضل يــــوم عرفة " 🕋🕋🕋

          اليوم, 10:53 AM


          🌲🌲🌲🌲🌲
          عن النبي
          (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
          «ولله رحمة على أهل عرفات ينزلها على أهل عرفات، فإذا انصرفوا أشهد الله ملائكته بعتق أهل عرفات من النار، وأوجب الله عزّ وجلّ لهم الجنّة، ونادى منادٍ: انصرفوا مغفورين، فقد رضيت عنكم»

          عَرَفة وهو جبل يقع بالقرب من مكّة المكرّمة .

          ويوم عَرَفة : هو اليوم التاسع من شهر ذي الحجّة.

          وعرفات : موقف الحاج على اثني عشر ميلاً من مكّة المكرّمة ، وهي اسم في لفظ الجمع...

          وروي أنّها سُميت عرفات لأنّ جبرائيل ( ) أخذ النبي إبراهيم ( ) إلى المكان ليعلمه مناسك الحج ، فقال له : ( اعترف واعرف مناسكك ) أي: اعترف بذنوبك ، وتعلّم أحكام حجّك ، ولذلك سمّيت بعرفات .


          📘📗📘📗📗📗📘

          في فضل يوم عرفه :

          قال تعالى : ( فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ) البقرة : 198 .


          وورد عن النبي ( ) أنّه قال : ( ولله رحمة ... ينزلها على أهل عرفات ، فإذا انصرفوا أشهد الله وملائكته بعتق أهل عرفات من النار ، وأوجب الله عزّ وجل لهم الجنّة ، ونادى منادٍ : انصرفوا مغفورين فقد أرضيتموني ورضيت عنكم ... ) .


          📗أعمال يوم عرفه : نذكر منها :

          1ـ الغسل .
          2ـ زيارة الإمام الحسين ( ) ، فإنّها تعدل ألف حجّة وألف عمرة وألف جهاد بل تفوقها ، والأحاديث في كثرة فضل زيارته ( ) في هذا اليوم متواترة ، ومن وفّق فيه لزيارته والحضور تحت قبته المقدّسة ، لا يقل أجراً عمّن حضر عرفات ـ في حج مستحب ـ بل يفوقه .

          3ـ صلاة ركعتين بعد فريضة العصر تحت السماء لمن كان في عرفة ، يقر فيها الحاج بذنوبه لله تعالى ، ليفوز بثواب هذا اليوم .

          4ـ الصوم لمن لا يضعف عن أداء أعمال هذا اليوم المبارك .

          5ـ قراءة دعاء الإمام الحسين ( ) في يوم عرفة .







          تعليق


          • #6

            صل على محمد وآل محمد
            عضو متميز











            • تاريخ التسجيل: 20-04-2021
            • المشاركات: 336



            #1
            اعمال ليلة عرفة و يومها

            19-07-2021, 11:26 AM



            أعمال (ليلة عرفة ويومها)
            🔵 ️ليلة عرفه
            الليلة التاسعة من شهر ذي الحجة وهي ليلة مباركة وهي ليلة مناجاة تقضى فيها الحوائج والتوبة فيها مقبولة والدعاء فيها مستجاب وللعامل فيها بطاعة الله أجر سبعين ومئة سنه وفيها عدة أعمال :

            🔹️️️الأول : أن يدعو بدعاء : ( اللهم ياشاهد كل نجوى وموضع كل شكوى .... مفاتيح الجنان ص ٣١٨) الذي روي أن من دعا به في ليلة عرفه أو ليالي الجمع غفر الله له .

            🔹️️الثاني : أن يسبح ألف مرة بالتسبيحات العشر : ( سبحان الله قبل كل أحد وسبحان الله بعد كل أحد .... مفاتيح الجنان ص ٣٢٥ ) .

            🔹️️الثالث :أن يقرأ الدعاء : ( اللهم من تعبأ وتهيأ وأعد واستعد لوفادة إلى مخلوق رجاء رفده وطلب نائله ..... مفاتيح الجنان ص ٥٩ ) .

            🔹️️الرابع : أن يزور الامام الحسين عليه أفضل الصلاة والسلام .

            🔴 يوم عرفه
            اليوم التاسع من شهر ذي الحجة وهو عيد من الاعياد العظيمة وإن لم يُسمَّ عيداً وهو يوم دعا الله عباده فيه إلى طاعته وعبادته وبسط لهم موائد إحسانه وجوده والشيطان فيه ذليل حقير طريد غضبان أكثر من أي وقت سواه . وروي أن الامام زين العابدين صلوات الله وسلامه عليه سمع في يوم عرفه سائلاً يسأل الناس فقال له : ويلك أتسأل غير الله في هذا اليوم وهو يرجى فيه للأجنة في الارحام أن يعمها فضل الله تعالى فتسعد . ولهذا اليوم عدة أعمال :

            🔸️الأول : الغسل .

            🔸️الثاني :زيارة الامام الحسين عليه أفضل الصلاة والسلام .

            🔸️الثالث :أن يصلي بعد فريضة العصر قبل أن يبدأ في دعوات عرفه ركعتين ، تحت السماء ويقر لله تعالى بذنوبه ليفوز بثواب عرفات ويغفر ذنوبه ثم يشرع في أعمال عرفه ودعواته المأثورة .

            🔸️الرابع : الصوم يستحب صوم يوم عرفه لمن لا يضعف عن الدعاء .

            🔸️الخامس : أن يقرأ الدعاء المروي عن النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين : (سبحان الذي في السماء عرشه سبحان الذي في الارض حكمه .... مفاتيح الجنان ص ٣٢٤ ).

            🔸️السادس : أن يقرأ دعاءالامام الحسين عليه أفضل الصلاة والسلام : ( الحمد لله الذي ليس لقضائه دافع ولا لعطائه مانع ولا كصنعه صنع صانع وهو الجواد الواسع ..... مفاتيح الجنان ص ٣٢٧ ) .







            تعليق


            • #7

              ضيف



              #1
              زيارة الحسين (سلام الله عليه) في ليلة عرفة ... العبد فيها أقرب الى الله لنيل نعيم الآ

              26-08-2009, 03:04 PM



              زيارة الحسين (سلام الله عليه) في ليلة عرفة ... العبد فيها أقرب الى الله لنيل نعيم الآخرة

              زيارة مليونية تشهدها مدينة أبو الأحرار الإمام الحسين (سلام الله عليه) كربلاء المقدسة كلَ عام،حيث تتقاطر الحشود البشرية الكثيفة الزاحفة من داخل وخارج العراق ولعدة أيام متوجهةً الى كربلاء المقدسة لإحياء المراسيم الدينية الخاصة بأيام عيد الأضحى المبارك وفي مقدمتها اداء زيارة (عرفة) المأثورة الخاصة بسبط رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله).

              ومن المتعارف عليه (حد اليقين لدينا شيعة ومحبي أهل البيت سلام الله عليهم) أن هناك فضل ومنزلة عظيمة لزيارة الإمام الحسين (عليه السلام) مما لا يبلغه البيان ففي روايات كثيرة أنها تعدل الحجّ والعمرة والجهاد بل هي أفضل بدرجات تورث المغفرة وتخفيف الحساب وارتفاع الدرجات وإجابة الدعوات وتورث طول العمر والانخفاظ في النفس والمال وزيارة الرزق وقضاء الحوائج ورفع الهموم والكربات وتركها يوجب نقصاً في الدين وهو ترك حقّ عظيم من حقوق النبي (صلى الله عليه وآله).
              وأقلّ ما يؤجر به زائره هو ان يغفر ذنوبه وان يصون الله تعالى نفسه وماله حتى يرجع إلى أهله فإذا كان يوم القيامة كان الله له احفظ من الدنيا وفي روايات كثيرة ان زيارته تزيل الغمّ وتهون سكرات الموت وتذهب بهول القبر وانّ ما يصرف في زيارته (عليه السلام) يكتب بكلّ درهم منه ألف درهم بل عشرة آلاف درهم وان الزائر إذا توجه إلى قبره (عليه السلام) استقبله أربعة آلاف ملك فإذا رجع منه شايعته وان الأنبياء والأوصياء والأئمة المعصومين والملائكة (سلام الله عليهم أجمعين) يزورون الحسين (عليه السلام) ويدعون لزّواره ويبشرونهم بالبشائر وان الله تعالى ينظر إلى زوار الحسين (صلوات الله وسلامه عليه) قبل نظره إلى من حضر عرفات وانه إذا كان يوم القيامة تمنّى الخلق كلهم ان كانوا من زوّاره (عليه السلام) لما يصدر منه (عليه السلام) من الكرامة والفضل في ذلك اليوم والأحاديث في ذلك لا تحصى.

              فهذه الملايين التي قطعت تلك المسافات البعيدة من أجل أداء هذه الشعيرة المباركة تركت ورائها مغريات الحياة الدنيا من أجل نيل مرضاة الله جل وعلا والفوز بنعيم الدارين بفضل أهل البيت (سلام الله عليهم).

              فعلى إمتداد الطرق الخارجية الرئيسية والفرعية التي تربط سائر المحافظات العراقية بمدينة كربلاء المقدسة، اقيمت الكثير من مخيمات إستقبال وايواء الزائرين، كما فتحت معظم الحسينيات والمساجد المشيدة في تلك المناطق والطرق ابوابها من اجل تقديم خدمات الاسكان والاطعام وسائر الخدمات الاخرى لقوافل الزوار والمشاة منهم على وجه الخصوص، المجاميع الكبيرة من الزائرين وافراد المواكب الهيئات الحسينية القادمة لأداء زيارة الامام الحسين سلام الله عليه.

              اما مركز مدينة كربلاء المقدسة وبالذات منطقة مابين الحرمين الشريفين التي تضم المرقدين الطاهرين للامام الحسين واخيه ابي الفضل العباس (عليهما السلام)، فقد غصت بمئات الالآف من الزائرين المحتشدين والذين افترشوا الارض واقاموا في الاماكن المكشوفة رغم برودة الطقس بهدف اقامة المراسم العبادية الخاصة بهذه الايام المباركة.

              وفي ظل هذه الاجواء والمشاهد فقد اخذت المؤسسات الدينية ومراكز الوعظ والتبليغ الديني دورها في اقامة المجالس والمحافل الخطابية في مختلف مساجد واماكن مدينة كربلاء المقدسة، حيث يسهم الخطباء من اصحاب السماحة والفضيلة في القاء الخطب العقائدية والارشادية في اواسط الزائرين، وتعريفهم بآداب وفضائل زيارة عرفة المأثورة والمراسم العبادية المتصلة بأيام عيد الاضحى المبارك.

              الامر الملفت للنظر وفي الموسم الحالي لهذا العام هو الحضور المتميز والكثافة العددية للزوار القادمين من دول الخليج الى كربلاء وبالذات من السعودية والكويت والبحرين وسلطنة عمان، والذين وصلوا الى العراق عن طريق الجو والبر حيث يلمس الجميع هذا الوجود والحضور للحشد الهائل منهم خصوصاً عند المرقدين الطاهرين للامام الحسين واخيه العباس (عليهما السلام) والى جانب هؤلاء هنالك الاعداد الكبيرة من الزوار الوافدين من سائر البلدان العربية والاسلامية كـ (لبنان وسوريا وايران وباكستان والهند واذربيجان وتركيا) وغيرها.

              فهنيئاً لكل من لبى نداء الحق إلتحق بركب الفائزين يوم الورود، يوم لا ينفع مال ولا بنون، حيث تنفع فقط شفاعة أهل البيت سلام الله عليهم.





              تعليق


              • #8
                حج المعرفة
                ما اهمية المعرفة في كل تفاصيل حياتنا مستمعتي؟ وكيف يمكن لنا ان نرسخ هذه المعرفة ومن اي معين علينا ان نبدأ ونغترف؟


                مع الحسين في عرفة
                ماهي اكثر فقرات دعاء الامام الحسين عليه السلام في يوم عرفة التي لامست قلبك؟ وماهي اول دعوة ستدعين بها في هذا اليوم العظيم؟


                نفحات من عرفات
                كيف تمهدين وتهيئين نفسك لإحياء هذا اليوم واستشعار النفحات الرحمانية التي تنهمر فيه؟
                وبماذا تنصحين من يعانون من جمود العين وقسوة القلب والجفاف الروحي؟





                تعليق


                • #9
                  وقفة إعتراف
                  ـ الوقوف القصير في عرفة تذكرنا وقفتنا في الدنيا الدنيّة ، فما أقصرها، إن هي إلّا لحظة واحدة من العمر الأبدي.


                  ساعياً اليك

                  زوار الحسين وعرفة
                  فضل زيارة الامام الحسين عليه السلام يوم عرفة و كيفية الزيارة المباركة .


                  عرفة ومعرفة النفس

                  تنطوي معرفة النفس الإنسانية على فوائد جسيمة لا يمكن تحصيلها من طريق آخر.


                  منحة الهية
                  مع ضيفة




                  ماذا بعــــــــــــــــد
                  ماذا بعد الوقوف بين يدي الله تعالى ؟
                  ماذا بعد العمل من العبادة ووصول النفس الى حالة السمو؟


                  تعليق


                  • #10

                    العباس اكرمني
                    عضو ذهبي











                    • تاريخ التسجيل: 02-08-2017
                    • المشاركات: 1880



                    #1
                    فضل يوم عرفة وفضل الدعاء وزيارة الإمام الحسين (ع) فيه .

                    20-07-2021, 11:10 AM


                    فضل يوم عرفه وفضل الدعاء وزيارة الإمام الحسين (ع) فيه .

                    بسم الله الرحمن الرحيم .
                    اللهم صل على محمد وال محمد .

                    *** الروایات المذکورة في فضل یوم عرفة :

                    عن جابر (رض) قال رسول الله (ص): ما من ايام عند الله افضل من عشر ذي الحجه فقال رجل: هن افضل ام من عدتهن جهاداً في سبيل الله: قال هن افضل من عدتهن جهاداً في سبيل الله. و ما من يوم افضل عند الله من يوم عرفة ينزل الله تبارك و تعالي الى السماء الدنيا فيباهي باهل الارض اهل السماء فيقول انظروا الي عبادي جاءوني شعثاً غبراً ضاحين جاءوا من كل فج عميق يرجون رحمتي و لم يروا عذابي فلم ير يوم اكثر عتقاً من النار من يوم عرفه. / فقه السنة، السند سابق، ج1، ص718
                    و قال رسول الله (ص): ان الله عزوجل غفر لاهل عرفات و اهل المشعر الحرام و ضمن عنهم التبعات.
                    و عن ابي الدرداء (رض) ان النبي (ص) قال: ما رؤي الشيطان يوماً هو فيه اصغر و لا ادحر و لا اغيظ منه في يوم عرفه و ما ذلك الا مما يري من تنزيل الرحمة و تجاوز الله من الذنوب.

                    ـ و كان علي بن الحسين (ع) يقول يوم عرفه لا يسأل فيه احداً احداً الا الله ./ جامع احاديث الشيعة، السيد البروجردي، ج11 ، ص 495 .

                    و نظر علي بن الحسين (ع) يوم عرفه الي قوم يسألون الناس فقال و يحكم اغير الله تسألون في مثل هذا اليوم انه ليرجى في هذا اليوم لما في بطون الحبالى ان يكونوا سعداء. / المصدر السابق، ج 11، ‌ص 496 .
                    ـ و كان ابو جعفر (ع) اذا كان يوم عرفه لم يرد سائلاً.
                    قال (ص): ما من يوم اكثر من ان يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة و انه ليدنوا ثم يباهي بهم الملائكة فيقول ما اراد هؤلاء. / شرح مسلم ـ النوري، ج 9 ، ص 117 .
                    ـ عن النبي (ص): في قوله تعالي «و شاهد و مشهود» قال: الشاهد: يوم الجمعه، و المشهود، ‌يوم عرفه. / فضائل الاوقات البيهقي ،‌ ص 349 .
                    ـ و قال النبي (ص) في يوم عرفه : ان هذا يوم من ملك فيه سمعه و بصره و لسانه غفرله. /فضائل الاوقات البيهقي ،‌ ص357
                    ـ و عن رسول الله (ص) انه قال: اعظم اهل عرفات جرماً من انصرف و هو يظن انه لن يغفر له.
                    وورد عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنّه قال : ولله رحمة ... ينزلها علی أهل عرفات ، فإذا انصرفوا أشهد الله وملائكته بعتق أهل عرفات من النار ، وأوجب الله عزّ وجل لهم الجنّة ، ونادى منادٍ : انصرفوا مغفورين فقد أرضيتموني ورضيت عنكم ... .



                    *** فضل الدعاء يوم عرفه :

                    ـ عن النبي (ص): افضل الدعاء يوم عرفة و افضل ما قلت انا و النبيون من قبلي: لا اله الا الله وحده لا شريك له.
                    ـ و روي ان اكثر دعاء رسول الله (ص) يوم عرفه لا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد بيده الخير و هو على كل شيء قدير.
                    ـ وقال النبي (ص): « ما من مسلم يقف عشية عرفه بالموقف فيستقبل القبلة بوجهه. ثم يقول: لا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد بيده الخير و هو على كل شيء قدير (مائة مرة) ثم يقرأ قل هو الله احد (مائة مرة) ثم قال: اللهم صل على محمد و على آل محمد كما صليت على ابراهيم و آل ابراهيم انك حميد مجيد... الا قال الله تبارك و تعالى يا ملائكتي ما جزاء عبدي هذا، سبحني و هللني و كبرلي و عظمني و اثنى علي و صلى على نبيي اشهدوا ملائكتي أني قد غفرت له و شفعته في نفسه و لو سألني عبدي هذا لشفعته في اهل الموقف كلهم»./ المصدر السابق، ص376 ـ 377.



                    *** فضل زيارة الحسين (ع) يوم عرفة :

                    ـ عن بشير الدهان قال : قلت لأبي عبد الله(ع) : ربما فاتني الحج فأعرّف عند قبر الحسين(ع)، فقال: أحسنت يا بشير، أيما مؤمن أتى قبر الحسين(ع) عارفاً بحقه في غير يوم عيد كتب الله له عشرين حجة وعشرين عمرة مبرورات متقبلات، وعشرين غزوة مع نبي مرسل أو إمام عدل، ومن أتاه في يوم عيد كتب الله له مائة حجة ومائة عمرة، ومائة غزوة مع نبي مرسل أو إمام عدل، ومن أتاه يوم عرفة عارفاً بحقه كتب الله له ألف حجة وألف عمرة متقبلات، وألف غزوة من نبي مرسل أو إمام عدل.
                    قال: فقلت له: وكيف لي بمثل الموقف؟ قال فنظر إلي شبه المغضب، ثم قال: يا بشير إن المؤمن إذا أتى قبر الحسين(ع) يوم عرفة واغتسل في الفرات، ثم توجه إليه كتب الله له بكل خطوة حجة بمناسكها ولا أعلمه إلا قال: وغزوة .
                    ـ عن علي بن أسباط، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله(ع) قال: إن الله تبارك وتعالى يبدء بالنظر إلى زوار قبر الحسين(ع) عشية عرفة. قال: قلت: قبل نظره لأهل الموقف؟ قال: نعم. قلت: كيف ذلك؟ قال: لأن في أولئك أولاد زنا، وليس في هؤلاء أولاد زنا.
                    ـ عن يونس بن ظبيان قال: قال أبو عبد الله(ع): من زار الحسين(ع) ليلة النصف من شعبان وليلة الفطر وليلة عرفة في سنة واحدة كتب الله له ألف حجة مبرورة، وألف عمرة متقبلة، وقضيت له ألف حاجة من حوائج الدنيا والآخرة.
                    ـ عن بشير الدهان قال: سمعت أبا عبد الله(ع) يقول وهو نازل بالحيرة وعنده جماعة من الشيعة فأقبل إلي بوجهه، فقال: يا بشير أحججت العام؟ قلت: جعلت فداك لا، ولكن عرفت بالقبر قبر الحسين(ع) فقال: يا بشير والله ما فاتك شيء مما كان لأصحاب مكة بمكة، قلت: جعلت فداك فيه عرفات؟ فسره لي، فقال: يا بشير إن الرجل منكم ليغتسل على شاطىء الفرات، ثم يأتي قبر الحسين(ع) عارفاً بحقه فيعطيه الله بكل قدم يرفعها ويضعها مائة حجة مقبولة ومائة عمرة مبرورة، ومائة غزوة مع نبي مرسل إلى أعداء الله وأعداء رسوله، يا بشير اسمع وأبلغ من احتمل قلبه: من زار الحسين(ع) يوم عرفة كان كمن زار الله في عرشه.
                    عن بشار، عن أبي عبد الله(ع) قال: من كان معسراً فلم يتهيأ له حجة الإسلام فليأت قبر الحسين(ع)، وليعرف عنده، فذلك يجزئه عن حجة الإسلام، أما إني لا أقول يجزئ ذلك عن حجة الإسلام إلا للمعسر، فأما الموسر إذا كان قد حج حجة الإسلام.









                    تعليق

                    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                    حفظ-تلقائي
                    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                    x
                    يعمل...
                    X