حج التائبين الجزء 2:
تقضي مريم أيام شهر رمضان كسائر الأيام، التلفاز والهاتف والأعمال المنزلية؛ إذ إنها المرأة الوحيدة في المنزل بعد زواج أختها ففضّلت ترك الدراسة الجامعية والتفرُّغ للإهتمام بالطباخ والتنظيف والأعمال المنزلية.
تشعر بالملل لتشابه أيامها لذلك أفرحتها علاقتها بحسن الذي أخذها لعالمٍ ورديٍ من كلمات الحب.
اليوم هو السبت وهو يوم تجمع العائلة في بيت العم كبير العائلة.
تفرح لهذا اليوم فهم يقضون أوقاتهم النساء والفتيات مع بعضهن بتجهيز الإفطار والأحاديث الممتعة، عدا شعورها بالضيق بسبب التديُّن الواضح على جميع أفراد عائلة عمها بمن فيهم ابنة عمها زهراء التي تعتبرها أختها.
زهراء: مريم لماذا لم تأتي أختك كوثر؟
- إنها في الشهر الآخر من الحمل ومتعبة، قد تلد بأي وقت. في هذا الوقت تدخل زوجة عمها
- سلمت يداكِ زوجة عمي على الإفطار. كم أن عائلتك محظوظة إذ تأكل من هذا الطعام الدسم الشهي كل يوم. ضحكت زهراء محتضنة أمها: أماه إنّ الحاسدين يحسدوننا أمامنا.
ضحكن ثلاثهن لكن مريم أصابتها غبنة؛ ليس لي أم لتحتضنني وأتحدث معها، ليس لي إلا أب مريض وأخجل من الحديث معه خصوصاً حين تصادفني مشاكل الفتيات.
فجأة يرنّ هاتفها، إنه حسن! لم تستطع الرد فقطعتْ الإتصال. جاءتها رسالة منه:
- حلوتي.. حبيبتي.. أين أنتي؟ - نحن في بيت عمي - اشتقت لكِ يا حلوتي.. أنتي مستعدة للقاء ليلة غد؟ سكتتْ قليلاً وعاد لها شعور التوتّر، فعلاً ليلة غد تصادف 23 من شهر رمضان. ليلة اللقاء مع حسن.
في غمرة حيرتها جاءها صوت ابنة عمها زهراء مرتفعاً: آه صحيح يامريم ماذا بشأن ليلة الغد؟ ما رأيك بعد الإفطار نذهب سوياً للمسجد؟ يجب أن نبكر بالذهاب سيكون المكان مزدحماً و...
- زهراء لا تأتي لي. لن أذهب
- ماذا؟
- كما قلت لكِ، شكراً ابنة عمي ولكن لا تأتي. سأحيي ليلة غد في مكانٍ اخر.
تعليق