إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

محور برنامج منتدى الكفيل 82(أعز ما يملك الانسان))

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #11
    يا أرحم الراحمين

    تعليق


    • #12
      يا أرحم الراحمين

      تعليق


      • #13

        معنى الذَّنب:
        1. الذنب لغةً:
        الذَّنب لغةً بمعنى الإثم والجرم والمعصية، والجمع ذنوب، وأذنب الرجل أي صار ذا ذَنبٍ. وقوله عز وجل في مناجاة موسى عليه السلام ï´؟وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ عنى به قتل الرجل الذي وكزه موسى عليه السلام فقضى عليه، وكان ذلك الرجل من آل فرعون5. وفي قوله تعالى: فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِم أي أخذهم الله بسيِّئات أعمالهم بمعنى تبعة العمل، فالذَّنب معناه التّابع. فكلُّ عملٍ مخالف للقرآن الكريم وروايات النّبي صلى الله عليه واله وسلم وأهل البيت عليهم السلام يتبعه نوع من الجزاء الدنيوي أو الأخروي أو كلاهما معا

        2. الذَّنْبُ اصطلاحاً:
        الذنب: هو مخالفةُ الأوامر الإلهيَّة الواردة في الشَّريعة الإسلاميَّة من خلال ترك الواجبات أو ارتكاب المحرَّمات التي يعاقب الله تعالى عليها.
        فكلُّ مخالفة لتلك الأوامر والنواهي تعدُّ ذنباً، حتَّى لو كان هذا الذنب في نفسه هيّناً وبسيطاً، فهو عظيم لمخالفته الأوامر والنواهي الربّانية، والخروج عن رَسْمِ الطَّاعة والعبوديَّة.



        الذّنب في القرآن الكريم:
        إنَّ المصطلحات التي وردت في القرآن الكريم حول الذَّنب وأقسامه متعدِّدة ومتنوِّعةٌ، وكلُّ مصطلحٍ يكشف عن بُعدٍ من الأبعاد الخاصَّة "للذَّنب"، وتلك هي طريقة القرآن الكريم وأسلوبه في تنوّع الاستعمال والمصطلحات المستخدمة، لأن الأهداف والرسائل التي يريد إيصالها إلى الناس متنوِّعةٌ هي الأخرى. وقد بيّن القرآن الكريم الآثار السيئة للذنوب بطرق مختلفة من خلال هذه الاستعمالات.

        والاستعمالات التي وردت في القرآن الكريم تعبيراً عن "الذنب" هي الآتية8: "الذَّنب، المعصية، الإثم، السيِّئة، الجُرم، الحرام، الخطيئة، الفسق، الفساد، الفجور، المنكر، الفاحشة، الخَبْطُ، الشرُّ، اللّمم، الوِزْرُ، والثِّقل، الحِنْثُ، الحَوْبُ".

        1- الذَّنب: ومعناه التَّابع، وحيث إنَّ كلّ عملٍ مخالفٍ للشَّريعة يتبعه نوعٌ من الجزاء الدُّنيوي أو الأخروي، كما في قوله تعالى: فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً9 آخَرِينï´¾10.
        2- المعصية: ومعناها التمرُّد والخروج عن الأوامر الإلهيَّة، وتعبِّر عن تعدِّي الإنسان لحدود العبوديّة، كما في قوله تعالى: وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ
        3- الإثم: ومعناه الخمول، والعجز، والحرمان من الأجر والثواب. وهو دلالة على أنّ الآثم شخصٌ عاجزٌ ومحرومٌ ولا ينبغي له أن يتوهّم بأنه فطنٌ، وهو قوله تعالى: ï´؟يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ
        4- السيّئة: ومعناها العمل القبيح والسيّئ الموجب للهوان والذلّة، وتُقابلها الحسنة التي تعني السَّعادة والفلاح، كما في قوله تعالى: وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا
        5- الجُرم: ويعني في الأصل انفصال الثمرة عن الشجرة وكذلك تعني



        الانحطاط، والجريمة والجرائم اشتقت من نفس هذه المادة، والتلوّث بالجرم يبعد الإنسان عن الحقيقة، والسعادة، والتكامل، والهدف، كما في قوله تعالى وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ
        6- الحرام: وتعني هذه الكلمة المنع والحظر. كلباس الإحرام الذي يرتديه الإنسان في الحج والعمرة فيحرم عليه ممارسة بعض الأعمال. والشهر الحرام هو الشهر الذي يحرّم فيه القتال. والمسجد الحرام يعني المسجد الذي له قدسيّة وحرمة خاصة ويحرم على المشركين الدخول فيه، كما في قوله تعالى ï´؟...وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ
        7- الخطيئة: وتعني الذَّنب غير المتعمّد، وقد تعني أحياناً الذَّنبَ الكبير، كما أشير إليها في آيتين في القرآن الكريم: ï´؟بَلى‏ مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحاطَتْ بِهِ خَطيئَتُهُ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فيها خالِدُون وقوله تعالى في سورة الحاقة: وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ فارتكاب الخطيئة يقطع على الإنسان طريقَ النَّجاة ويمنعُ حلول الأنوار الإلهية في قلبه. فالخطيئة إذاً، هي حالةٌ تحصلُ للإنسان نتيجةَ اقترافه الذَّنب فتمنعه من بلوغ سبيل النَّجاة وتحجبُ نفوذَ أنوار الهداية إلى قبله.
        8- الفسق: ويعني في الأصل خروج نوى التَّمر عن قشوره، وهو كنايةٌ عن خروج المذنب عن طريق الطَّاعة والعبوديَّة لله سبحانه وتعالى. أي أنَّ الفاسق قد انتهكَ حرمةَ الأوامر الإلهيَّة، وفي النتيجة يبقى هذا المذنبُ عارياً وبدون حصنٍ يحصِّنه وحافظٍ يحفظه، كما في قوله تعالى إِلاَّ إِبْليسَ كانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّه
        9- الفساد: ويعني الخروج عن حد الاعتدال، ونتيجته الضياع وتبذير القوى، ويضاده الصلاح، ويستعمل ذلك في النفس والبدن والأشياء الخارجة عن


        الاستقامة، كما في قوله تعالى: وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللهُ لاَ يُحِبُّ الْفَسَادَ
        10- الفجور: ومعناه شقّ الشيء شقّاً واسعاً. والفجور يعني تمزّق ستار الحياء والسمعة والدين، وعاقبته الافتضاح، كما في قوله تعالى: كَلاَ إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ
        11- المنكر: وأصله من الإنكار بمعنى غير المعروف وضدّه العرفان. وذلك لكون الذنب غير مأنوس لدى الفطرة والعقل السليم، بل يعدّانه قبيحاً أجنبياً، كما في قوله تعالى:وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ
        12- الفاحشة: هي الكلامُ والعملُ القبيحُ الذي لا شكَّ في قُبحه. وقد تستعمل بمعنى العمل الشَّديد القبح، وبمعنى العار، والتضجّر. كما في قوله تعالى: ï´؟إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ
        13- الخبط: ومعناه عدم التعادل والتوازن في القيام والقعود، وكأن المذنب يتحرّك حركات غير موزونة ولا معقولة يتبعها خمول وانحطاط. كما في قوله تعالى: يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَس
        14- الشر: ومعناه كل شيء قبيح يرفضه الناس، والعكس منه اصطلاح الخير، بمعنى العمل المحبوب لدى الناس، وكأن الذنب هو على خلاف الفطرة والإحساس الداخلي للبشر. وهذا الاصطلاح يستعمل غالباً في مورد البلاء والنوائب، ويستعمل أحياناً في مورد الذنب، حيث ورد في قوله تعالى بمعنى الذنب: ï´؟وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ
        15- اللّمم: وهو على وزن قلم بمعنى القرب من الذَّنب، وبمعنى الأشياء القليلة أيضاً. ويستعمل في الذُّنوب الصغيرة، ووردت في قوله تعالى: الَّذينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ إِلاَّ اللَّم


        16- الوِزْرُ: ومعناه الثِّقلُ ويأتي أكثر الأحيان بمعنى تحمُّل ذنوب الآخرين. فالوزير يطلق على من يتحمّل عبءَ الحكومة الثَّقيل، والمذنب غافلٌ عن أنَّه سيحملُ على عاتقه حِمْلاً ثقيلاً، كما في قوله تعالى: لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَ
        17- الحِنْث: على وزن جنس وأصله التمايل والانحراف نحو الباطل، وأكثر ما تستعمل هذه الكلمة للذنوب الناتجة من عدم الوفاء بالوعد، ونقض العهد بعد الالتزام به، التي تعدّ من الذنوب الكبيرة. كما في قوله تعالى: وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيم
        18- الحَوب: الحوب بمعنى الإثم، فالجامع لما يطلق على الخطيئة والإثم يقال له: حِبتَ بكذا، أي أثِمت، وفي الدعاء "ربّ تقبّل توبتي واغفر حوبتي"، وفي كتاب الله العزيز: ï´؟وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَهُمْ إِلى‏ أَمْوالِكُمْ إِنَّهُ كانَ حُوباً كَبيرا

        وجاء في الروايات استعمالات أخرى للذُّنوب مثل: الجريرة، الجناية، الزلَّة، العثرة، والعيب و...
        التعديل الأخير تم بواسطة ابو محمد الذهبي; الساعة 24-08-2015, 09:19 PM.

        تعليق


        • #14
          أقسام الذُّنوب وأنواعها:
          الكبائر والصغائر:
          لقد قسّم القرآن الكريم والروايات الشريفة الذنوب إلى نوعين هما: الكبائر والصغائر.
          ويدلُّ على صحّة هذا التقسيم الآية الشريفة التالية، في قوله تعالى:؟إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُ
          يستفاد من الآية أن الكبائر يقابلها ما هو أدنى منها رتبةً أي الصَّغائر، فالمنهي عنها هي المعاصي صغائرُ وكبائرُ، وأمَّا السيِّئات فهي الصَّغائر لمناسبة المقابلة بينها وبين الكبائر. وكبر المعصية إنّما يتحقّق بأهمية النهي عنها إذا قيس إلى النهي المتعلّق بغيرها، ولا يخلو قوله تعالىى؟مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُïمن دلالة على ذلك.



          وقوله تعالى: ï´؟الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلاَ اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرة´؟اللَّمَم عبارة عن الصغائر أو نوع خاص منها.

          رُوي عن الإمام الصَّادق عليه السلام: (في تفسير الآية) قال: "الفواحش: الزِّنا والسّرقة، واللمم: الرّجل يلمّ بالذَّنب فيستغفر اللهَ منه. قلت: بين الضَّلال والكفر منزلة"فقال: ما أكثر عرى الإيمان
          فاللِّمَم هو ما يلم به العبد من ذنوبٍ صغيرةٍ بجهالةٍ ثمَّ يندمُ ويستغفرُ ويتوبُ فيُغفَرُ له.
          ويدلّ على ذلك قوله تعالى: ï´؟وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً إِلاَ أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداًï´
          ومن مجموع هذه الآيات يظهر لنا أن الذنوب على نوعين: صغيرة وكبيرة، بالرغم من أن كل ذنب مخالف للأوامر الإلهية يعتبر كبيراً وثقيلاً، ولكن هذا الموضوع لا ينافي كون بعض الذنوب من حيث آثارها الوخيمةُ أكبر من البعض الآخر، وبالتالي يمكن لنا تقسيمها إلى كبيرة وصغيرة.

          الذُّنوب كلُّها شديدة:
          روي عن الإمام الباقر عليه السلام: "الذّنوب كلّها شديدة، وأشدُّها ما ينبت عليه الّلحم والدَّم لأنَّه إمَّا مرحومٌ وإمَّا معذَّبٌ والجنَّة لا يدخلها إلا طيّب"

          فالذّنوب كلّها شديدةٌ أي بحسب ذواتها، لأنَّها مخالفةٌ للأوامر الإلهية وهذا هو وجه شدّتها وإن كان بعضها أشدّ من بعض، وأشدّها - حسب الرواية - ما ينبتُ عليه اللحم والدم الذي قد يشمل أكل الحرام والإصرار على المعصية من دون تكفيرها بالتوبة.

          لأن الإنسان المرحوم هو من كفّرت ذنوبه بالتوبة أو البلاء في الدنيا، ويقابله المعذّب وهو الذي لم تكفّر ذنوبه بأحد الوجوه المتقدّمة، والجنة لا يدخلها إلا طيّبٌ:



          أي طاهرٌ وخالصٌ من الذُّنوب

          وعليه فالذنوب كلّها شديدةٌ، وجميعها كبائر ولا فرق بينها من جهة مخالفة المولى سبحانه وتعالى، وإنّما الكبائر والصَّغائر هي أمورٌ نسبيةٌ لا ذاتيةٌ وإنما نُطلِقُ عليها لفظ الصغائر بالإضافة إلى ما هو أكبر منها ونطلق عليها لفظ الكبائر بالإضافة والنسبة إلى ما هو أصغر منها
          فالجرح بالنسبة إلى القتل صغيرةٌ، وبالنسبة إلى اللطم كبيرةٌ، والزنا بالنسبة إلى النظرة المحرَّمة كبيرةٌ

          وعليه يُفهم من الرواية المتقدِّمة ضرورة تجنُّب كل ذنب يُعلَم كونه ذنباً حسب ما نصَّت عليه الشريعة الإسلامية، بل ينبغي تجنُّب كلّ ما يُحتمل أنّه كذلك وذلك لعظمة مقام الله تعالى وحقّ طاعته، فإن الجرأة على ذاته المقدَّسة محتملة حتَّى مع وجود الاحتمال، فمن احتمل أن في الكأس خمراً فعليه عقلاً أن يمتنع من شربه لا لمفسدة الخمر وضرره فحسب، بل لعظمة الله ووجوب طاعته في كل الموارد المحتملة.

          محقّرات الذنوب:
          للشيطان أبوابٌ كثيرةٌ ومداخل مختلفةٌ يأتي منها ابن آدم ويستدرجه إلى المعاصي، وإنَّ أكثر بابٍ يتسلَّلُ منه إلى قلوب الناس هو باب احتقار الذُّنوب واستصغارها من قبلهم، وذلك بعد أن ييأس الشيطان من إسقاطهم في كبائر الذنوب يسعى جاهداً لإيقاعهم في الصغائر؛ بل قد يصرُّون عليها، لأنّها بحسب تصنيفهم من صغائر الذنوب. لكنّه لو علم مدى خطورتها عليهم لما وقعوا فيها ولما أصرّوا عليها، روي عن رسول الله صلى الله عليه واله أنه قال: "لا تنظروا إلى صغر الذنب، ولكن انظروا إلى من اجترأتم

          وروي عن الإمام الصادق عليه السلام: "اتقوا المحقّرات من الذنوب فإنها لا تغفر، قلت: (أي الراوي): وما المحقّرات؟ قال: الرجل يذنب الذنب


          فيقول: طوبى لي لم يكن لي غير ذلك. وروي عن الإمام الباقر عليه السلام: "اتقوّا المحقّرات من الذنوب فإن لها طالب
          وروي عن النبي الأعظم صلى الله عليه واله في وصيته لأبي ذر (رضوان الله عليه): "يا أبا ذر: إنّ الرجل ليعمل الحسنة فيتكل عليها، ويعمل المحقّرات حتَّى يأتي الله وهو عليه غضبان، وإنّ الرجل ليعمل السيئة فيفرق منها يأتي آمناً يوم القيامة"

          فالمحقّرات من الذُّنوب هي الذُّنوب التي يحتقرها الإنسان ويستصغرها، ويستهين بها، ويقول حسب ما ورد في بعض الروايات "أُذنِب وأَستغفر"، والله تعالى يقول: ï´؟وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِين
          فالذي يحقّر ذنبه ويستسهل أمره، ألا يدري أن الذنب مهما كان صغيراً أو حقيراً فإنَّه من حيث كونه معصيةً لله العظيم فإنه يُعد أمراً عظيماً، فلا ينبغي للمؤمن أن يحقّر شيئاً من الذنوب فقد لا يُغفر له بسبب تحقيره واستخفافه بها.

          والصغيرة قد تقترن بقلّة الحياء وعدم المبالاة بها، وترك الخوف والاستهانة بالله العظيم والإصرار عليها، وهذا بالمناسبة ما يمنع من شمول الشَّفاعة للمذنب، فتتحول هذه الصغيرة إلى كبيرةٍ من الكبائر كما صرّحت الروايات



          المفاهيم الرئيسة
          1. الغاية من التكليف الإلهي وبعثة الأنبياء والرُّسل مبشرين ومنذرين للنَّاس هي تحقيقُ الكمال الروحيّ والنَّفسي للإنسان، وإنشاء المجتمع الإسلامي الفاضل.
          2. ركَّزت الشريعة الإسلامية على موضوع اجتناب الذُّنوب لكي لا يؤدِّي ذلك إلى انغماس الإنسان في مستنقع الرَّذيلة وبالتالي حرمانه من فرصة التكامل.
          3. الذنب هو مخالفةُ الأوامر الإلهيَّة الواردة في الشَّريعة الإسلاميَّة والتي يعاقب عليها الباري عزّ وجل.
          4. المصطلحات التي وردت في القرآن الكريم حول الذَّنب وأقسامه متعدّدةٌ ومتنوِّعةٌ، وكلُّ مصطلحٍ يكشف عن بُعدٍ من الأبعاد الخاصَّة للذَّنب وعن آثاره السيئة.
          5. قسّم القرآن الكريم والنصوص الشريفة الذنوب إلى كبائر و يقابلها ما هو أدنى منها رتبةً وهي الصَّغائر وكلاهما ورد النهي عنهما.
          6. الذّنوب في الحقيقة كلّها كبائر ولا فرق بينها من جهة مخالفة المولى سبحانه وتعالى، وإنّما الكبائر والصَّغائر هي أمورٌ نسبيةٌ، وإنما نُطلِقُ عليها لفظ الصغائر بالإضافة إلى ما هو أكبر منها.
          التعديل الأخير تم بواسطة ابو محمد الذهبي; الساعة 24-08-2015, 09:33 PM.

          تعليق


          • #15
            شكرا لكم اختنا المشرفه الغاليه \سرور فاطمه\على حسن اختيار هذا الموضوع الهام والحساس جدا في حياة كل مؤمن ومؤمنه\اضافة لما ذكره الاخوه والاخوات نذكر بعض الامور التاليه\1 من الامور المهمه لثني الانسان المسلم عن الذنب والمعصيه هي التناهي عن الذنوب والعاصي\وهذا الامر هو مرتبط بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر\وكما قال الرسول الاكرم محمد صلى الله عليه واله وسلم\كيف بكم اذا تركتم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بل كيف بكم اذا امرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف سيولى عليكم شراركم وتدعون فلا يستجاب لكم\صدق رسول الله صلى الله عليه واله وسلم\ومن هذا الحديث ندرك موضوع التناهي عن الذنوب والمعاصي فيما بيننا كل حسب مكانته من الاب الى الاخ والى رجل الدين والى الصديق المخلص كل حسب تمكنه من ابداء النصيحه او النهي عن الذنب او المعصيه وتبدء من العائله ورب العائله وتنتهي بالمجتمع الاسلامي عموما\ ولاكن للاسف لم نلاحض في ايامنا هذه تناهي عن منكر اونصيحه الا ماندر\فنحن نعرف السارق ولانقول له نهي ونعرف الظالم ولانقول له انت ظالم ونعرف الفاسق ولانقول له انت فاسق \وهذا يجعل ذنب المذنب منا كانه لم يفعل شيئا لانه لم ينبه ولم يوبخ ولم ينصح \فاصبح الذنب والمعصيه والفعل القبيح وكانه مقبول في المجتمع وكما قال خاتم الانبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه واله وسلم\ياتي زمان على امتي يرون الحق باطلا والباطل حقا قيل كيف يارسول الله قال لكثرة الباطل وقلة الحق\صدق رسول الله صلى الله عليه واله وسلم\واخيرا يجب علينا محاسبة انفسنا اولا ومن نتولى ثانيا وننصح من نستطيع ثالثا\شكرا للاخت المشرفه الغاليه وشكرا لكل الاصدقاء الذين شاركو في هذا الموضوع وكفانا الله واياكم شر الذنوب والمعاصي بحق محمد وال محمد

            تعليق


            • #16
              السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
              نشكر الأخت المتألقه(ام ساره) بأختيار كل جديد ومفيد ونشكر الأخت (سرور فاطمه)كاتبه الموضوع جعلها في ميزان حسناتكم
              الذّنوب :هي سبب تعاسة الإنسان في حياته الدنيا، وهلاكه في الآخرة، حيث أنّ الإنسان الذي تكثر ذنوبه لا يلقى التوفيق من الله تعالى، فيفشل في حياته الدنيويّة، ويعاني من مشاكل ضيق الصدر، والإنسان ذو العقل السليم يسعى دائماً للخلاص من هذه الذّنوب، لينال بذلك رضا الله تعالى والتوفيق والسداد في حياته، وعظيم الجنة في الآخرة باذن الله، فإن كنت أذنبت في يوم من الأيام وارتكبت معصية فلا تيأس من رحمة الله، فيقول تعالى: "وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ "، فباب التوبة مفتوح دائماً أمام العبد المؤمن، بل إن الله تعالى يحب المؤمن الذي يعترف بذنبه ولا يتمادى فيه، وإنّما يسارع إلى طلب المغفرة من الله تعالى، وتعويض ما اقترفه من ذنب بحسنات وأعمال صالحة، وهنا بعض الطرق التي يمحو الله تعالى بها الذّنوب، والتي لا بد أن تواظب عليها لتحصل على مغفرة من الله وأجر كريم:
              أولاً: التّوبة، فكما نعلم بأن التّوبة إلى الله تعالى هي بداية التّقبل عنده، فالله يحب المؤمن التائب المتضرّع الراجي الرّحمة، والتوبة هي فرض على كل مؤمن، بأن يعود إلى الله تعالى ويعترف بذنبه وأن يقلع عنه فوراً، ويرجو في قرارة نفسه التوفيق من الله تعالى في الإبتعاد عن هذا الذنب، وأن يجاهد نفسه على ذلك، فلذلك لابد أن تكون التوبة توبة نصوح لا يتبعها إقتراف للذنب أو إستصغار له.
              ثانياً: الاستغفار، بالاستغفار يطلب المؤمن من الله تعالى المغفرة وأن يعفو له تقصيره في عبادة أو ارتكابه لذنب، ويكون هذا الطلب صادقاً يشمل القلب واللسان والجوارح، فما التوبة الا دليل على أن العبد عاد إلى الله تعالى راجياً رحمته ورضاه، وما الإستغفار إلا إعتراف بالذّنب وطلب من الله تعالى أن يمحوه ويبدله الحسنات، كما أنّ القلب يطمئن بالإستغفار، وينشرح الصدر وينجلي الهم، وبالإستغفار ينشغل اللّسان بالطّاعة بدلاً من حديث اللّهو من غيبة ونميمة والذي يترتب عليه المعاصي.
              ثالثاً: الإكثار من الحسنات، فالحسنات تمحو السيئات كبيرها وصغيرها، ولكن يجب الملائمة بين حجم السيئة والحسنة التي يتبعها بها، فالسيئة الكبيرة يجب إتباعها بحسنة كبيرة لتزيلها، ومن الوسائل التي يمكن بها جمع الحسنات، قراءة القرآن، وذكر الله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، والمشاركة في نشر الخير أو في بناء مسجد، فمن رحمة الله تعالى بنا أنّه جعل باب جمع الحسنات واسع جداً، إلى حد أن إبتسامتك في وجه أخيك صدقة.
              رابعاً: الأذى الذي يلقاه المؤمن: فالابتلاءات التي يتعرّض لها الإنسان المؤمن في حياته الدنيا هي إختبار من الله تعالى لمدى صبره وإحتسابه الأمر عند الله، فعندما يصبر الإنسان على البلاء ويوكل أمره إلى الله تعالى فإن الله يجزيه بخير الجزاء ويبدله بدل صبره حسنات تمحو سيئاته.
              وأخيراً فإن كل إبن آدم خطاء، ولكن خير الخطائين التوابين، وباب التوبة مفتوح دائماً، والله يحب أن يرجع إليه عبده، فسارع في التوبة إلى الله وبذل الجهود للخلاص من الذّنوب التي إرتكبتها في الماضي، لعل الله يتقبلك مع عباده الصالحين
              محاسبه النفس {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (53) سورة يوسف، فحريّ بمن كان له قلب و القى السمع و هو شهيد أن يراقب هذه النفس حتى لا تهلكه في الدنيا و الآخرة. و حتى لا تبعده عن هدفه الأصلي و هو التقرب من الله سبحانه و تعالى و مجاورة المعصومين عليهم السلام في دار الخلود و لا يمكن مراقبة هذه النفس إلا بمحاسبتها يومياً. و الأيام تمر علينا مرّ السحاب، و إذا مضت حملنا خيرها و وزرها إلى يوم الحساب. فلتخفف من وزرها قدر الإمكان و لنحاسب أنفسنا قبل فوات الأوان على ذنوب لا نستطيع تحمل تبعاتها و لنتق الله {... إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } (13) سورة الزمر. و ذلك بالاختلاء بالله سبحانه و تعالى في إحدى ساعات اليوم التي يفضل أن تكون الساعة التي يختم بها المرء يومه أي فترة ما قبل النوم فيسترجع أعماله و ينظر فيها فإن كان فيها خير حمد الله عليه و استزاد منه و إن كان فيها شر استغفر الله عليه و أدى حقوقه و عاهد نفسه على عدم الرجوع إلى مثله
              إنّ الإنسان منا يعيش في هذه الدنيا كعابرِ سبيلٍ مرَّ على بلدةٍ غريبةٍ، ويريد أن يُكمِلَ طريقه، فيأخذُ منها ما يحتاجه للمسير، ولا يزيدُ على ذلك، وهكذا الدنيا، لا بدّ أن نأخذ منها ما يعيننا على الدار الآخرة، لا أن نغرق فيها وفي شهواتها ومعاصيها، فهذا انشغال عن الغاية بالوسيلة، فالوسيلة لو لم تؤدي إلى الغاية، فلا حاجة لنا بها.




              تعليق


              • #17
                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                موضوع جميل كالعادة فدائما اجد ان الاعضاء لهم ثقافة عالية بكتابة المواضيع او حتى الاختيار وهذا يدل على الثقافة ...
                سوف ارد على سؤالك أختى زهراء حكمت وهو كيف لنا أن نحصن أنفسنا من الذنوب
                أجد ان الشيء الوحيد الذي يبعدنا عن الذنوب هو دفع الصدقة كل صباح
                والصلاة على محمد وال محمد
                وان نكون مخلصين بالعبادة لله تعالى وليس رياء
                أختكم مها الصائغ

                تعليق


                • #18
                  المشاركة الأصلية بواسطة مقدمة البرنامج مشاهدة المشاركة

                  عضو نشيط
                  الحالة :
                  رقم العضوية : 186903
                  تاريخ التسجيل : 23-02-2015
                  الجنسية : العراق
                  الجنـس : أنثى
                  المشاركات : 128
                  التقييم : 10




                  اعز ما يملك الانسان





                  كم نحرص على الاشياء التي نقتنيها بالاخص اذا كانت ثمينة..

                  ونحفظها بعيدا من التلوث او التلف ...

                  فلماذا لا نحرص على انفسنا من ان تلوثها الذنوب..

                  اليست النفس هي اعز ما يملك الانسان؟

                  اليست هي الشيء الوحيد الذي لايستطيع ان يُشترى بالمال؟

                  اذن لماذا نهملها كل هذا الاهمال؟

                  قال الشاعر:

                  والنفسُ كالطفلِ إن تهمله شبَّ على *** حبَّ الرضاع وإن تفطمه ينفطم



                  وقال اخر



                  دَقَّاتُ قلبِ المرءِ قائلة ٌ له: إنَّ الحياة َ دقائقٌ وثواني
                  فارفع لنفسك بعدَ موتكَ ذكرها فالذكرُ للإنسان عُمرٌ ثاني
                  **************************
                  ****************
                  ***********

                  اللهم صل على محمد وال محمد


                  مساءٌ جميل ونفحات جود عطرة ننقلها من قلبنا لقلوبكم الكريمة الطيبة من جديد

                  مع محوركم الاسبوعي المبارك

                  والذي سيحملنا ويحملكم لخفايا النفس وطياتها وحسابها


                  وكذلك علاج تلوثها بالذنوب والخطايا

                  كل ذلك سيكون مع كاتبته العزيزة الغالية (سرور فاطمة )

                  التي نأمل ادارتها الاروع له ...


                  لنكون وأياها قريبين من نبض نفوسكم الزاكية وارواحكم الراقية

                  فكونوا معنا ....









                  المشاركة الأصلية بواسطة مقدمة البرنامج مشاهدة المشاركة
                  اللهم صل على محمد وال محمد


                  من مدة كان دخولنا لجوانب اجتماعية واخلاقية لكن

                  احببت ان ادخل لجانب روحاني مهم والخسارة فيه لاتقدر بثمن ....

                  الا وهو خسارة النفس وانجرارها وراء الذنوب والخطايا

                  فأعمالنا واعتقاداتنا واقوالنا هي طرق وصولنا لنجاة الدنيا والاخرة بصلاحها يصلح حالنا


                  وبفساد انفسنا وابتعادنا عن الحق يفسُد مآلنا ....

                  وسابدأ ببعض الاسئلة واقول :

                  كيف نحصن انفسنا من الذنوب ؟؟؟وان اذنبنا كيف نحاسبها ؟؟؟؟

                  هنالك من لايكترث ابدااا لذنوبه ويقول لم اعمل شيئا


                  وتلك حريتي فانا لااضر احدااا


                  كيف نجيب على هكذا اسئلة


                  سانتظركم جميعا بحوارنا البناء ....








                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                  اختي الغالية ام سارة المبدعة التي لطالما تفاجِئنا باختياراتها

                  لا اخفيك اختي لم اتوقع ان يكون اختيارك لنشري في هذا المحور المبارك

                  الذي اتشرف فيه لانني سالتقي باخوتي واخواتي الذين قد لا تسنح لي الفرصة بمناقشتهم

                  والاستزادة من تجاربهم الا في هذا المحور المبارك

                  شكرا لك غاليتي واعذريني ان كنت تاخرت في الرد الا انني ساحاول ان اتواجد

                  على قدر استطاعتي

                  تعليق


                  • #19
                    المشاركة الأصلية بواسطة صادق مهدي حسن مشاهدة المشاركة
                    الأسباب الداخلية للذنوب
                    ضعف الإيمان:
                    إنَّ أهمَّ سببٍ من أسباب الوقوع في المعاصي هو ضعف الرَّادع الدِّيني عند الإنسان، أو ما يسمَّى بـ "ضعف الإيمان".
                    فالإيمان أمرٌ يقبل الزيادة أو النقصان، والشدّة أو الضعف، فنحن نشاهد في مجتمعنا كثيراً من النَّاس يشكون من قسوة قلوبهم، ومن قلّة خشوعهم في صلاتهم، ونرى من سلوكيَّات بعضهم غلبةَ حرصهم على الدُّنيا ويأسهم وقنوطهم وحزنهم في الظُّروف والمصائب القاسية، بالإضافة إلى الأنانيَّة والغرور والتعصُّب، إلى غيرها من الأمراض المتعدِّدة والتي ترجع إلى سببٍ واحدٍ وهو ضعفُ الإيمان، الذي يزدادُ ويشتدُّ عبر الطاعات وينقص ويضعف بالمعاصي، كما قال تعالى: ï´؟وَإِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إيماناً فَأَمَّا الَّذينَ آمَنُوا فَزادَتْهُمْ إيماناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ وَأَمَّا الَّذينَ في‏ قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ وَماتُوا وَهُمْ كافِرُونï´¾4. ولا شكّ أنّ هذا الضعف أو القوة في الإيمان لا يولد مع الإنسان ولا يُجبر عليه أحد، فهذا ينافي مبدأ الاختيار وعقيدة "أمر بين أمرين "التي تعني نفي الجبر والتفويض للنّاس، وإثبات اختيارية التكليف الذي تؤمن به مدرسة أهل البيت عليهم السلام.

                    فمن خلال هذا البيان نفهم أنّ هناك أسباباً تؤدّي إلى ضعف الإيمان، بل إلى تلاشيه في بعض الأحيان وكأنّه غير موجود.

                    من أسباب ضعف الإيمان:
                    إن أهم الأسباب المؤدّية إلى ضعف الإيمان هي:
                    1- الجهل وعدم المعرفة، فإنّها من أعظم أسباب ضعف الإيمان.
                    2- غلبةُ الهوى وطولُ الأمل، فغلبة الهوى تجعل الإنسان يميل إلى الشّهوات،
                    وطول الأمل ُينسيه الآخرة ويجذِبُه إلى الدُّنيا.
                    3- ارتكاب الكبائر والفواحش.
                    4- مصاحبة السفهاء والفجّار.
                    5- ارتياد أماكن المعصية.
                    6- ترك تعاهد القرآن وعدم الذهاب إلى المساجد والأماكن المقدَّسة.
                    7- ترك مجالسة العلماء وأهل العبادة.

                    وهناك أمور أخرى ذكرت في الروايات يؤدّي فقدانها أو نقصانها إلى ضعف الإيمان مّا يدفع بالإنسان إلى ارتكاب المعاصي، ومنها ما روي عن الإمام الصَّادق عليه السلام عن أبيه عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: "الإيمان له أركان أربعة: التوكُّل على الله، وتفويض الأمر إلى الله، والرضا بقضاء الله، والتسليم بأمر الله عز وجل"5.

                    وسُئِل إمامنا الصادق عليه السلام: بأيّ شيء يعلم المؤمن بأنه مؤمن؟ قال عليه السلام: "بالتَّسليم لله والرِّضا فيما ورد عليه من سرورٍ أو سخطٍ"6. فهذه الرِّوايات الشَّريفة وغيرها تشير بشكلٍ صريحٍ وواضحٍ إلى أنَّ للإيمان أركاناً، ومن المعلوم أنَّ الأركان هي الرَّكائز والأسس التي يُبتنى عليها الشّيء؛ فلو فُقِدت هذه الأركان أو بعضها تخلخل بنيان هذا الشيء وزال استقراره.

                    والإيمان محلّه وموطنه القلب، وهو نوعٌ من المعرفة القلبيَّة التي ينبغي أن تكون مصحوبةً بالعمل بالأركان، كما في الحديث المروي عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم أنّه قال: "الإيمان معرفة بالقلب وقول باللسان وعمل بالأركان"7، فمن أراد أن يرسِّخ إيمانه بالله ويحافظ عليه ويستكمله، يجب أن يرسّخ هذه الأركان في عقله وقلبه معاً، روي عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم أنّه قال: "لا يُكمِل عبدٌ الإيمانَ بالله حتَّى يكون فيه خمسُ خصالٍ: التوكّل على الله، والتّفويض إلى الله، والتّسليم
                    لأمر الله، والرِّضا بقضاء الله، والصّبر على بلاء الله، إنّه من أحبّ في الله، وأبغضَ في الله، وأعطى في الله، ومنعَ في الله، فقد استكمل الإيمان"8.
                    والأركان هي:
                    1- التوكّل على الله تعالى: وهو الاعتماد عليه والوثوق به في الرِّزق وغيره، وقطع تعلُّق القلب بغيره من الأسباب والمسبِّبات، وهذا يوجب قوّة الإيمان وثباته، وعكسه يوجب ضعف الإيمان وعدم استقراره، ولا يعني التوكّل الاستغناء عن السعي والأسباب المادية أبداً، بل هي من مقوِّمات التوكّل التي لا غنى عنها.
                    2- تفويض الأمر إلى الله تعالى: وذلك في دفع شرِّ الأعداء وكيد الخصماء ومكائد النَّفس ووساوس الشَّيطان.
                    3- الرضا بقضاء الله تعالى: وذلك في الشدّة والرخاء ونزول المصيبة والبلاء.
                    4- التسليم بأمر الله تعالى: والانقياد له في الشرائع والحدود وكل ما أنزله على رسوله صلى الله عليه واله وسلم، وهذا التسليم أصلٌ عظيمٌ لرسوخ الإيمان؛ إذ لو انتفى استولى ضدّه - وهو الشكّ - على القلب، والشكّ ينافي الإيمان، ويؤدِّي إلى ارتكاب المعاصي بلا أيّ رادع.

                    سيطرة القوى والغرائز الإنسانية:
                    نقصد بها مجموعة الغرائز والقوى الموجودة في باطن الإنسان التي إن لم يعرفها ولم يسعَ إلى تعديلها فإنها ستؤدّي به إلى هلاكه الحتمي، ووقوعه في المعاصي. فينبغي عليه أوّلاً معرفتها والسعي إلى تعديلها بمعنى إخراجها عن حدِّ الإفراط والتفريط؛ لأنّ عدم ذلك سيؤدّي إلى طغيانها وعدم استقرارها، وهو ما سيدفع بالإنسان إلى ارتكاب المعاصي.
                    إنّ هذه القوى الباطنية المودعة في الإنسان قد تؤثّر سلباً أو إيجاباً على سلوكه وعلاقته بالله تعالى، فالله تعالى أوجد في الإنسان "قوّة العقل" وأعطاها جنوداً، وأوجد فيه "قوّة الجهل"أيضاً وأعطاها جنوداً.

                    فالإنسان في حركته التصاعدية العقلية قد يصل إلى درجة أعلى من درجة الملائكة إذا ابتعد عن الذَّنب بإرادته واختياره وتحكيمه لعقله وسيطرته على غرائزه، وقد يصل في حركته التنازلية من خلال اتّباعه للشهوات إلى درجةٍ يصبح فيها كالأنعام، بل أضل سبيلاً، كما في قوله تعالى: ï´؟إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًاï´¾9، وما ذلك إلا لأنّه حكَّم هواه على عقله، واتَّبع غرائزه وشهواته النَّفسية.

                    روي عن أمير المؤمنين عليه السلام: "إنّ الله خصّ المَلَك بالعقل دون الشهوة والغضب. وخصّ الحيوانات بهما دونه، وشرّف الإنسان بإعطاء الجميع، فإن انقادت شهوته وغضبه لعقله صار أفضل من الملائكة؛ لوصوله إلى هذه المرتبة مع وجود المنازع، والملائكة ليس لهم مزاحم..."10.

                    وقد ذكر العلماء أنّ للنفس أربع قوى، هي: القوّة الشهوية، القوّة الغضبيّة، القوّة الوهميّة، القوة العاقلة.
                    أ. القوّة الشهويّة: وهي القوّة التي لا يصدر عنها إلا أفعال البهائم من عبوديّة الفرج والبطن والحرص على الجماع والأكل. وتوصف بالقوى البهيميّة؛ لوجودها الأصلي في البهائم، ومن خواصّها أنَّها تُنْزِل الإنسان إلى درجة الأنعام، إن لم يوجّهها ضمن الضوابط التي حدّدتها الشريعة. وهي من القوى العنيدة التي لا تهدأ بسرعة، وتقوم بعملين أساسيين، هما:

                    الأوّل: الأكل، وله فائدتان، هما:
                    1. حفظ البدن.
                    2. والمساعدة على الوصول إلى الكمالات المرتبطة بالنَّفس.

                    الثاني: الجماع، ولهذا العمل فائدتان أيضاً، هما:
                    1. حفظ النسل الإنساني واستمراره.
                    2. تحصيل الكمالات المرتبطة بالعفّة.

                    ب. القوة الغضبيّة: وهي القوّة التي تكون منشأً لصدور أفعال السباع من الغضب والبغضاء والتوثّب على النَّاس بأنواع الأذى. ولهذه القوة فائدة مهمّة وهي:
                    الدِّفاع، حيث تعتبر القوّة الغضبيَّة منشأ حصول الحميّة والغيرة لدى الإنسان. فالشَّجاعة التي تدفع إلى جهاد العدوّ هي من القوى الغضبيّة، التي تترفَّع من جهةٍ عن الجبن والخوف المذموم، وعن الذلّة والدناءة والضِعة، ومن جهةٍ أخرى تتريّث عن التهوّر والتعجُّل، وعن الكلمة التي لا تمرّ بتحليل الفكر الناضج. فإذا اعتدلت القوة الغضبيّة واتّسمت بالعقل كانت شجاعةً، وكانت صفةً شريفةً، وطاقةً نافعةً، روي عن الإمام علي عليه السلام أنّه قال: "السخاء والشجاعة غرائز شريفة، يضعها الله فيمن أحبّه وامتحنه"11.

                    وتمتاز القوّة الغضبيّة بأنّها قوّةٌ تهدأ بسرعةٍ بخلاف القوَّة الشَّهويّة، ومع أنَّها تمتازُ بشدَّتها من ناحيةٍ، لكنها سرعان ما تهدأ من ناحية أخرى.
                    ج. القوّة الوهميّة: وهي القوّة التي من شأنها استنباط وجوه المكر والحِيَل، والتوصّل إلى الأغراض بالتَّلبيس والخُدَعِ، فهي من أهمّ قوى الإنسان، بل إنّ قواه الأخرى تحت سلطان القوّة الوهميّة، ويمكن القول بأنها القوّة التي تحكم في غير المحسوسات بأحكام تناسبُ المحسوسات. ويضيف بعض العلماء قيد الشيطانية، أي القوّة الوهميّة الشيطانيّة، إشارةً إلى الأهواء النَّفسانيّة، وهي التي تحمل الإنسان على الجدال في الله وصفاته وأفعاله، وهي الباعثة للإنسان على منازعة النَّاس ومجاراتهم والمخاصمة معهم في كلِّ شيءٍ.فإن كانت هذه القوّة في خدمة القوّة الغضبيّة أصبح الإنسان جبّاراً في الأرض، وأمّا إذا كانت في خدمة القوّة الشهويّة فإنّها تهيّئ لها كلّ الوسائل والطرق التي توصلها إلى غرضها وهو تحصيل تلك الشهوة.


                    وأما إن كانت هذه القوّة في خدمة القوّة العاقلة، فإنّها سوف تبحث لها عن طرق الوصول إلى القرب الإلهي، وسُبُل الرقي في درجات الكمال.

                    د. القوّة العاقلة: بما أنّ القوى الثلاث، الشهويّة والغضبيّة والوهميّة، لا تميّز مفسدةً من مصلحةٍ، ولا حلالاً من حرامٍ، ولا ما يُبعِدُ عن الله ولا ما يقرّب إليه، احتاج الإنسانُ إلى ما يركن إليه في تحديد مصيره، فأوجد الله فيه القوّة العاقلة، وأوكل إليها القيامَ بهذا الدَّور المهمّ والخطير في مسيرة الإنسان نحو الحق تعالى12.

                    "فالقوّة العاقلة المدركة لحقائق الأشياء كما هي، وهي التي يتجلى فيها نور معرفة الله، ويشرق فيها ضوء كبريائه، وهو الذي يطّلِع على أسرار عالمي الخلق والأمر، وهذه القوّة من سنخ الجواهر القدسيّة، والأرواح المجرَّدة"13.

                    ولو حقّقنا ودقّقنا في معرفة الذَّنب لوجدنا أن كل الذّنوب سببها هذه القوى الثلاث (الشهوة، الغضب، الوهم)، لذلك يجب السيطرة عليها وتنظيمها وتوجيهها وأن لا نتركها في طريق الإفراط والتفريط فنقع في مستنقع الآثام والذّنوب.

                    مرض القلب:
                    روي عن الإمام الصَّادق عليه السلام: "ما من قلبٍ إلا وله أذنان: على أحدهما ملكٌ مُرشدٌ، وعلى الأخرى شيطانٌ مُفتِنٌ، هذا يأمره وهذا يزجره، الشَّيطان يأمره بالمعاصي، والملك يزجره عنها، وهو قول الله عزّ وجل: ï´؟...عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌï´¾14"15.
                    وعنه عليه السلام: "ما من مؤمنٍ إلا ولقلبه أذنان في جوفه: أذنٌ ينفثُ فيها الوسواس الخنَّاس، وأُذنٌ ينفث فيها الملك، فيؤيّد الله المؤمن بالملك، فذلك قوله: ï´؟وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُï´¾ 16"17.
                    وروي عنه عليه السلام أنه قال لسليمان بن خالد: "يا سليمان، إنّ لك قلباً ومسامع، وإنّ الله إذا أراد أن يهدي عبداً فتح مسامع قلبه، وإذا أراد به غير ذلك ختم مسامع قلبه، فلا يصلح أبداً، وهو قول الله تعالى: ï´؟أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَï´¾18 "19.

                    فهذه الرّوايات وغيرها - كما هو واضح - تشير إلى أنّ القلب هو مركز الأوامر والإدراك، فالقلب السَّليم الطَّاهر هو مركز الأفعال الحسنة. وعلى العكس من ذلك فالقلب غير السَّليم والمظلم هو مركز الأفعال الفاسدة، فمن أراد السَّير في طريق طاعة الله سبحانه وتعالى يجب أن يُطهِّرَ قلبه، ويحافظ على طهارته.

                    والأمراض التي تصيبُ القلبَ كثيرةٌ: كالشِّرك، والكفر، والحقد، والعجب، وسوء الظَّن، وقول السّوء، والتّهمة، والرّياء، وحبّ الجاه، وغيرها من الصِّفات السيِّئة.
                    وهي، أي الأمراض، كلّما ازدادت أدّت إلى اسوداد القلب وإصابته بالآفات، وإنّ الإيمان والعمل الصَّالح ينير القلبَ، ويدفع عنه الأمراض.
                    روي عن الإمام الباقر عليه السلام: "القلوب ثلاثة: قلبٌ منكوس لا يعي شيئاً من الخير، وهو قلب الكافر. وقلبٌ فيه نكتة سوداء فالخير والشر يعتلجان، فأيّهما كانت منه غلب عليه، وقلبٌ مفتوح فيه مصباح تزهر ولا يطفأ نوره إلى يوم القيامة، وهو قلب المؤمن"20.

                    فالقلب - حسب الحديث الشريف - ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
                    قلب الكافر: قلب انحرف عن فطرته فلا خير فيه، ولم يعد له هدف إلا الدُّنيا وأعرض عن ربه، فأصيب بالعمى وغشيته الظلمة.
                    المشاركة الأصلية بواسطة صادق مهدي حسن مشاهدة المشاركة
                    حجاب الذنوب والمعاصي
                    إذا كان الإنسان باحثاً عن الله بحكم فطرته، والأنبياء يسعون على الدوام إلى ربطه بخالقه وحثّه على التوجه إليه، فإنّ ما يحول بين الإنسان وبلوغ هذا الهدف السامي المنشود هو عصيانه لإرادة الله ومخالفته لحكمه. فالحقّ تعالى ولأجل إيصال الإنسان إلى مقام الخلافة الكبرى ï´؟إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً
                    ï´¾1، جعل له برنامج الشريعة الذي يضبط من خلاله شهواته ونزواته ويمكّنه من السيطرة على حاجاته، لتتفتح بعدها استعداداته الكامنة نحو الخير المطلق والجمال اللامتناهي. ففي الحديث القدسي أنّ الله عزّ وجلّ يقول: "يا ابن آدم: أنا غنيّ لا أفتقر، أطعني فيما أمرتك أجعلك غنياً لا تفتقر، يا ابن آدم أنا حيّ لا أموت أطعني فيما أمرتك أجعلك حياً لا تموت يا ابن آدم: أنا أقول للشي‏ء كن فيكون أطعني فيما أمرتك أجعلك تقول للشي‏ء كن فيكون"2.

                    هذا البرنامج الإلهي يهدف بالدرجة الأولى إلى تنظيم علاقة الإنسان بالملذّات والشهوات لأجل كفِّ النفس وكبح جماحها وانفلاتها، وبالدرجة الثانية إلى إبراز مكامن الجمال فيها من خلال العبادة والطاعة، لذا حذّر الباري جلّ وعلا من تعدّي
                    هذه الحدود الإلهية فقال: ï´؟تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَاï´¾3. لأنه عندما يخالف المرء هذا البرنامج، ويطلق العنان لشهواته، ويعصي خالقه، فإنّ الآثار السلبية لهذه المخالفة والعصيان ستبرز في النفس والقلب، وتلوّث باطن الإنسان، ما يمنع من بروز الجمال الحقيقيّ وسطوع أنوار الكمال فيه.

                    الآثار السلبية للذنوب

                    من آثار الذنوب السلبية أنها سببٌ في:
                    1- كدورة القلب وظلمته: وانسداد باب الفيض الإلهي عنه، فعن الإمام الباقر عليه السلام أنّه قال: "في القلب نكتة بيضاء، فإذا أذنب العبد خرج من تلك النكتة نقطة سوداء، فإذا تاب العبد زال ذلك السواد، وإذا تمادى في الذنوب زاد السواد حتى يغطي القلب كله، وعندها لا يعود صاحبه إلى خير أبداً. ثمّ تلا قوله تعالى:
                    ï´؟كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَï´¾4".

                    2- دخول النار: ï´؟وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ
                    ï´¾5.

                    3- عدم تقبّل الحقائق الإلهية: ï´؟ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِؤُون
                    ï´¾6.

                    4- قسوة القلب: فعن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: "ما جفّت الدموع إلَّا لقسوة القلوب، وما قست القلوب إلَّا لكثرة الذنوب"
                    7.
                    5- الحرمان من الخيرات: فعن الإمام الصادق عليه السلام قال: "إنَّ الله قضى قضاء حتما ألَّا ينعم على عبد بنعمة فيسلبها إياه حتّى يحدث العبد ذنباً يستحقّ بذلك النقمة"8.
                    6- تسلّط الأعداء على الإنسان: فعن إمامنا الصادق عليه السلام: "يقول الله عزّ وجلّ: إذا عصاني من عرفني، سلّطت عليه من لا يعرفني"9.

                    علاج الذنوب والمعاصي

                    فالعاصي بمعصيته كأنّه يقول لله الذي بيده كلّ خير: أنا لا أريدك! ومن هنا نفهم لماذا كانت الذنوب حجاباً بين الإنسان المذنب وكماله. ومن اللازم الالتفات إلى أنّ ترك الذنب هو أهون عملٍ يمكن أن يقوم به الإنسان. ولهذا جُعِل بالعموم على رأس المطالب الإلهية. ولعلّ هذا المعنى متضمنٌ في حديث أمير المؤمنين عليه السلام حينما يقول: "إنَّ ترك الذنب أهون من طلب التوبة"
                    10 لأنَّه عندما يصل الأمر بالإنسان من خلال التمادي في الذنوب إلى صيرورة المعصية ملكةً راسخة وعادةً مستحكمة في نفسه، فإنّ الإقلاع عنها يصبح أمراً في غاية الصعوبة. ولكن لا نقول مستحيلاً، لأنّ باب التوبة يبقى مفتوحاً أمام الإنسان، وعندما يقرّر الإنسان العودة إلى الله والرجوع إليه فسوف يجد رباً رحيماً تواباً غفوراً, ï´؟وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍï´¾11، ï´؟قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُï´¾12.
                    حجاب الهوى وحبّ النفس
                    الهوى هو حبّ الشيء والميل إليه والتعلّق به واشتهاؤه. وهوى النفس هو عبارة عن حبّ النفس وميل الإنسان إلى اتّباع الأوامر الصادرة عنها بدل اتّباع أوامر الله والالتزام بأحكامه.
                    فالأمر الصادر عن النفس إن كان خيراً ولم يكن في طاعة الله ولأهداف إلهية فهو مخالفٌ لإرادة الله وبالتالي باطل، وإن كان شراً فهو صادرٌ عن النفس الأمّارة بالسوء التي تأمر الإنسان بالسوء دائماً وتدفعه إلى معصية الرب ومخالفة أمره. وقد تحدث الله تعالى عن هذه الحقيقة وأشار إلى أن المتّبع لهواه في الحقيقة عابدٌ لغير الله ï´؟أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ
                    ï´¾13.

                    الآثار السلبية لاتّباع الهوى

                    المشكلة الكبرى في هذه التبعيّة للنفس تكمن في أنّها تضلّ الإنسان عن جادة الحقّ والصراط المستقيم، كما قال عزّ اسمه
                    ï´؟وَإِنَّ كَثِيرًا لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَï´¾14. والأخطر من ذلك أن اتّباع الهوى يصدّ عن سبيل الحقّ، ويحول دون الوصول إليه، وهل بعد سبيل الحقّ إلّا الضلال!؟ فعن أمير المؤمنين علي عليه السلام قال: "إنَّما أَخاف عليكم اثنتين‏, اتّباع الهوى وطول الأَمل، أَما اتّباع الهوى، فإنه يصَّد عن الحق، وأَمّا طول الأَمل فينسي الآخرة"15. لذا كان أمر الله وحكمه واضحاً وصريحاً بضرورة تجنّب هوى النفس وطاعتها، لأنَّها لن تورث الإنسان إلَّا العذاب والضلال ï´؟وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِï´¾16.
                    علاج اتّباع الهوى
                    المؤمن الواعي والصادق يكفيه أن يعرف الأضرار والمساوئ الناجمة عن اتّباع الهوى وحبّ النفس، وما وعد الله به الذين يخافونه في الغيب من الجنان، حتى يقلع عنه ï´؟وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىï´¾17. فإذا كان اتّباع الهوى دعوةً لاتّباع أوامر النفس على حساب أوامر الحق وإرادته، فإنّ العلاج يكمن في أمرٍ واحد هو مخالفة هذه الأوامر النابعة من النفس والاحتكام عوضاً عنها إلى أحكام الشريعة في كافّة شؤون حياتنا لأنه ï´؟وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَï´¾18، وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: "خالف نفسك تستقم"19. فمخالفة النفس وإشغالها دائماً بالطاعات والواجبات الشرعيَّة بحيث لا يعود لها أي فرصةٍ لتلبية الأهواء والشهوات يشكّلان السبيل الوحيد للتكامل والرقيّ الإنساني، كما أنّ معاشرة الصالحين وترك صحبة رفاق السوء لها الأثر الأكبر في توجيه الإنسان نحو معالي الأخلاق وعدم التلوّث في مستنقع الرذائل.

                    اهلا اخي الكريم ماشاءلله عليك اخي

                    لم تدع شاردة او واردة الا وذكرتها

                    ما اروع هذا التفصيل الذي يبرهن لنا مدى حرصك على تقديم

                    كل شيء متميز ونافع وملم بالموضوع من كل جوانبه

                    نسأل الله لنا ولكم العافية والمعافاة في الدنيا والاخرة

                    بورك فيكم اخي الكريم

                    تعليق


                    • #20
                      المشاركة الأصلية بواسطة ام التقى مشاهدة المشاركة
                      اشكركم العزيزه ام ساره على هذا الاختيار الموقق للغاليه سرور فاطمه .... اهم شئ لتجنب الذنوب هي المحاسبه والمراقبه للنفس ...فالمحاسبه....هي محاسبه النفس كل يوم بما عملته من الطاعات والمبرات او اقترفته من المعاصي والاثام فإن رجحت كفة الطاعات على المعاصي والحسنات على السيئات فعلى المحاسب ان يشكر الله تعالى على ما وفقه اليه وشرفه به من جميل طاعته وشرف رضاه وان رجحت المعاصي فعليه ان يؤدب نفسه بالتأنيب والتأديب على شذوذها وانحرافها عن طاعة الله تعالى
                      المشاركة الأصلية بواسطة ام التقى مشاهدة المشاركة
                      اما المراقبه فهي ضبط النفس وصيانتها عن الاخلال بالواجبات ومقارفة المحرمات وجدير بالعاقل المستنير بالايمان واليقين ان يروض نفسه على المحاسبة والمراقبه فأنها امارة بالسوء متى ما اهملت زاغت عن الحق وانجرفت في الشهوات والاثام واودت صاحبها في مهاوي الشقاء والهلاك ومتى اخذت بالتوجيه والتهذيب اشرقت بالفضائل وازدهرت بالمكارم وسمت بصاحبها نحو السعادة

                      اهلا بالاخت الغالية ام التقى

                      نعم اختي على الانسان ان لايكتفي بان يجتنب الذنوب ويكتفي بذلك

                      بل عليه ان يراقب نفسه ويحاسبها ويراقبها مراقبة شديدة ليتسنى له

                      السيطرة عليها وبالتالي التحكم بها من ان يقودها الهوى والشيطان

                      شكرا لك غاليتي بورك فيك

                      تعليق

                      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                      حفظ-تلقائي
                      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                      x
                      يعمل...
                      X