اللهم صل على محمد وآل محمد
هو ( أن جميع شهداء أهل البيت في كربلاء وعددهم 28 شهيداً من بني هاشم هم من نسل رجل واحد فقط وهو أبو طالب عليه السلام )* ، وأبو طالب هو واحد من عشرة إخوة أولدهم عبدالمطلب وهم : *( أبوطالب ، عبدالله ، الحارث ، الحمزة ، العباس ، الزبير ، الحجل ، المقرم ، ضرار ، أبو لهب )* ، وللبعض من هؤلاء الأخوة التسعة أعمام النبي (ص) عشرات الأبناء ومئات الأحفاد كالعباس ، إلا أنه لم يشارك أحد من أبنائهم على الإطلاق مع الإمام الحسين في كربلاء ، مضافٱ إليهم أختهم ( صفية ) بنت عبدالمطلب عمة النبي وأمير المؤمنين وزوجة العوام بن خويلد أخو السيدة خديجة وأم الزبير بن العوام والد الزبيريين والذي لم يشارك أيضا منهم فردٱ واحدٱ ٫ فهل الصدفة ساقت إلى ذلك أم هو التخطيط والحكمة الإلهية أرادت ذلك أن يتفرد هذا البيت بكل المناقب ، فأي منقبة هذه التي نالها أبو طالب سلام الله عليه .
فبهذا السر الجديد المكتشف يكون مؤمن قريش ( أبو طالب ) وكأنه الحاضر الغائب يوم عاشوراء في كربلاء ، وبمعنى آخر أن كربلاء تجسدت في شخص واحد وهو شيخ البطحاء أبو طالب ، وأن أبا طالب قد مثّل كربلاء بأجمعها ، فأصبحت كربلاء منه وهو منها ، وهذه خصيصة لم ينلها أحد غيره من بني هاشم .
كما أنه لا يخفى على البصير اللبيب أن أبا طالب هو من تكفل بتربية وحماية النبي (ص) حتى إظهار دينه ، كذلك يكون بذلك النسل المشارك في كربلاء قد حفظ الدين من الاندثار في كربلاء ، فيكون بذلك نال الحسنيين في حفظ الدين في بدايته وحين لثمه من قبل الطغاة والظالمين يوم كربلاء ، فمن مثله وقد استشهد جميع أحفاده في أفضل معركة حصلت على وجه الأرض ، وشهداؤها أفضل الشهداء لم يسبقهم سابق لا قبلهم ولا بعدهم ، حينما وسمهم الإمام الحسين بهذا الوسام العالي والرفيع : ( إني لا أعلم أصحاباً خيراً من أصحابي ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بيتي ) .
ألم يقل النبي (ص) : ( لو ولد أبو طالب الناس كلهم لولدهم شجعاناً ) ، للتو قد عرفنا معنى مقولة النبي هذه ، فأي ملحمة وشجاعة قدمها أحفاده في كربلاء ، فكأنه هو من أسسها وهندسها وأشرف عليها وأعد هؤلاء الفتية لمثل هذا اليوم ليحفظ الدين من طمس معالمه , كذلك قوله ( ص) في عقيل : إني أحب عقيل حبين حبٱ له وحبٱ لحب أبي طالب إياه وأن ولده مقتول في نصرة الحسين ) .
فهذا الرجل الشامخ لا نسمع له ذكر في أيام عاشوراء ، والذي قدم كل ما يملك من مال وحماية وولد لله ثم للنبي الخاتم ، ولو من باب رد بعض الجميل له نظير ما قدمه نصرة للدين ولصاحب الدين ولحافظ الدين ، فهذا المربي يستحق منا مراجعة أنفسنا وتخصيص بعض مجالسنا للخوض في سيرته العطرة ، كما سمى النبي (ص) العام الذي توفي فيه هو والسيدة خديجة عام الحزن لما يكنه له من معزة .
فالمعروف أن أبا طالب قد أنجب أربعة أولاد من زوجته السيدة فاطمة بنت أسد هم : *( طالب ، عقيل ، جعفر ، علي )* والأول مات في حياة أبيه ولم يعقب ، أما الثلاثة فمن نسلهم أمتد نسل أبو طالب ، وهذا النسل هو المقصود هنا وهو من شارك في معركة كربلاء (28 شهيداً ) كلهم من صلب أولاده الثلاثة ، وقد جاؤوا على النحو التالي :
*أولاً
( عدد 16 شهيداً هم مجموع أولاد الإمام علي بن أبي طالب ) :
1 ــ الحسين بن علي بن أبي طالب .
2 ــ علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب .
3 ــ عبد الله الرضيع بن الحسين بن علي بن أبي طالب .
4 ــ العباس بن علي بن أبي طالب .
5 ــ عمرو بن علي بن أبي طالب .
6 ــ إبراهيم بن علي بن أبي طالب .
7 ــ عبد الله بن علي بن أبي طالب .
8 ــ جعفر بن علي بن أبي طالب .
9 ــ عثمان بن علي بن أبي طالب .
10 ــ محمد الأصغر بن علي بن أبي طالب .
11 ــ أبو بكر بن علي بن أبي طالب .
12 ــ القاسم بن الحسن بن علي بن أبي طالب .
13 ــ عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب .
14 ــ بشر بن الحسن بن علي بن أبي طالب .
15 ــ أحمد بن الحسن بن علي بن أبي طالب .
16 ــ عمرو بن الحسن بن علي بن أبي طالب .
*ثانــياً
(عدد 9 شهداء هم مجموع أولاد عقيل بن أبي طالب ) :
1 ــ مسلم بن عقيل بن أبي طالب .
2 ــ عون بن عقيل بن أبي طالب .
3 ـ عبد الرحمن بن عقيل بن أبي طالب .
4 ــ جعفر بن عقيل بن أبي طالب .
5 ــ عبد الله الأكبر بن عقيل بن أبي طالب .
6 ــ محمد بن أبي سعيد الأحول بن عقيل بن أبي طالب .
7 ــ جعفر بن محمد بن عقيل بن أبي طالب .
8 ــ محمد بن مسلم بن عقيل بن أبي طالب .
9 ــ عبد الله بن مسلم بن عقيل بن أبي طالب .
*ثــالــثـاً
( عدد 3 شهداء هم مجموع أولاد جعفر بن أبي طالب ) :
1 ــ عون بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب .
2 ــ محمد بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب .
3 ــ القاسم بن محمد بن جعفر بن أبي طالب .
#منقول: كربلاء نور لا يطفى.
تعليق