بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين
1 ـ عن حبة العرني قال: خرجت مع أمير المؤمنين عليه السلام إلى الظهر، فوقف بوادي السلام
كأنه مخاطب لاقوام، فقمت بقيامه حتى أعييت، ثم جلست حتى مللت، ثم قمت حتى نالني مثل
ما نالني أولا، ثم جلست حتى مللت ثم قمت وجمعت ردائي فقلت: يا أمير المؤمنين ! إني
قد أشفقت عليك من طول القيام فراحة ساعة، ثم طرحت الرداء ليجلس عليه، فقال لي: يا
حبة، إن هو إلا محادثة مؤمن أو مؤانسته. قال: قلت: يا أمير المؤمنين وإنهم لكذلك ؟
قال: نعم، ولو كشف لك لرأيتهم حلقا حلقا محتبين يتحادثون. فقلت: أجسام أم أرواح ؟
فقال: أرواح، وما من مؤمن يموت في بقعة من بقاع الارض إلا قيل لروحه: الحقي بوادي
السلام، وإنها لبقعة من جنة عدن.
2 ـ عن أبي بصير، عن أبي عبد
الله عليه السلام قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن أرواح المؤمنين فقال: في
حجرات في الجنة، يأكلون من طعامها، ويشربون من شرابها، ويقولون: ربنا أقم لنا
الساعة، وأنجز لنا ما وعدتنا، وألحق آخرنا بأولنا.
3 ـ عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الارواح في صفة الاجساد في شجرة
في الجنة تعارف وتسائل، فإذا قدمت الروح على الارواح تقول: دعوها فإنها قد أفلتت من
هول عظيم، ثم يسألونها: ما فعل فلان ؟ وما فعل فلان ؟ فإن قالت لهم، تركته حيا
ارتجوه، وإن قالت لهم: قد هلك قالوا: قد هوى هوى.
4 ـ عن أبي بصير، عن أبي عبد
الله عليه السلام قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن أرواح المؤمنين فقال: في
حجرات في الجنة، يأكلون من طعامها، ويشربون من شرابها، ويقولون: ربنا أقم لنا
الساعة .
5 ـ عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ذكر الارواح أرواح المؤمنين، فقال:
يلتقون، فقلت: يلتقون ؟
قال: يلتقون ويتساءلون ويتعارفون حتى إذا رأيته قلت: فلان .
أقول :
ويسلّط العلاّمة الشهيد « دستغيب » الضوء على ماهيّة هذا البدن المثالي في كتابه ( اُصول الدين ) بالقول : وجسدك أيضاً يكون جسداً مثالياً في عالم البرزخ ، يعني أنّه نفس هذا الجسد من حيث الشكل ، لكنه لا يكون ماديّاً ، بل يكون لطيفاً وألطف من الهواء ، بحيث لا يمنعه أي مانع ، فأينما يكون يمكنه أن يرى كلّ شيء فلا يقف الحائط مثلاً حائلاً أمام الرؤية . والإمام الصادق(عليه السلام) يقول :
لو رأيته ـ البدن المثالي ـ لقلت هو هو.
فلو أنَّكَ رأيت أباك في المنام فإنك تراه بنفس ذلك الجسد الدنيوي ، لكنَّ الجسم المادي له في القبر ، فهو الصورة والبدن المثالي له .
والبدن البرزخي له عين تشبه هذه العين أيضاً ، لكن ليس لها شحم ولا يصيبها الألم ، وبإمكانها أن ترى إلى قيام القيامة ، وتشاهد بصورة جيدة ، وليست مثل هذه العين التي تكون ضعيفة في بعض الأحيان ، وتحتاج إلى النظّارات .
وقد شبّه العلماء والمتكلمون البدن المثالي بالصورة التي تظهر في المرآة إلاّ أنه يحتوي على خاصيتين :
إحداهما : هو أنه قائم بذاته ، بحيث يكون مستقلاً في تحققه في الخارج وليس في المرآة .
والأُخرى : الإِدراك والشعور . فالبدن المثالي قائم بنفسه وذو شعور وإدراك .
ومثال ذلك ما نشاهده في المنام حيث نستطيع أن نطوي المسافات البعيدة في لحظة واحدة ، ونكون في مكة أو مشهد مثلاً ، وتوجد في ذلك العالم أنواع المأكولات واالمشروبات والمناظر الجميلة والخلاّبة ، والنغمات البديعة ، بحيث لا يطيقها أحد من أهل الدنيا ، وتعيش الأرواح متنعمة في ذلك البدن المثالي من كلّ تلك النعم
وقال الشيخ المفيد في أجوبة المسائل السراوية ج 1 ص 63
« وأمّا كيفيَّة عذاب الكافر في قبره ، ونعيم المؤمن فيه ، فإنَّ الأَثر أيضاً قد ورد بأنَّ الله تعالى يجعل روح المؤمن في قالب مثل قالبه في الدنيا في جنّة من جنّاته يُنَعِّمه فيها إلى يوم الساعة ، فإذا نُفخَ في الصور أنشأ جسده الذي بَليَ في التراب وتمزَّق ، ثمَّ أعاده إليه ، وحشره إلى الموقف ، وأمَرَ به إلى جنّة الخُلد ، فلا يزال منعّماً ببقاء الله عزَّ وجلَّ .
غير أنَّ جسده الذي يُعاد فيه لا يكون على تركيبه في الدنيا ، بل يُعَدِّلُ طباعه ، ويُحَسِّنُ صورته ، فلا يهرم مَعَ تعديل الطباع ، ولا يمسّه نصبٌ في الجنّة ولا لغوب ، والكافر يُجعل في قالب كقالبه في الدنيا في محلِّ عذاب يُعاقب فيه ، ونار يعذَّب بها حتى الساعة ، ثم يُنْشَأ جسده الذي فارقه في القبر ، ويُعاد إليه ، ثم يعذّب به في الآخرة عذاب الأبد ، ويُركّب أيضاً جسده تركيباً لا يفنى معه .
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين
1 ـ عن حبة العرني قال: خرجت مع أمير المؤمنين عليه السلام إلى الظهر، فوقف بوادي السلام
كأنه مخاطب لاقوام، فقمت بقيامه حتى أعييت، ثم جلست حتى مللت، ثم قمت حتى نالني مثل
ما نالني أولا، ثم جلست حتى مللت ثم قمت وجمعت ردائي فقلت: يا أمير المؤمنين ! إني
قد أشفقت عليك من طول القيام فراحة ساعة، ثم طرحت الرداء ليجلس عليه، فقال لي: يا
حبة، إن هو إلا محادثة مؤمن أو مؤانسته. قال: قلت: يا أمير المؤمنين وإنهم لكذلك ؟
قال: نعم، ولو كشف لك لرأيتهم حلقا حلقا محتبين يتحادثون. فقلت: أجسام أم أرواح ؟
فقال: أرواح، وما من مؤمن يموت في بقعة من بقاع الارض إلا قيل لروحه: الحقي بوادي
السلام، وإنها لبقعة من جنة عدن.
2 ـ عن أبي بصير، عن أبي عبد
الله عليه السلام قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن أرواح المؤمنين فقال: في
حجرات في الجنة، يأكلون من طعامها، ويشربون من شرابها، ويقولون: ربنا أقم لنا
الساعة، وأنجز لنا ما وعدتنا، وألحق آخرنا بأولنا.
3 ـ عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الارواح في صفة الاجساد في شجرة
في الجنة تعارف وتسائل، فإذا قدمت الروح على الارواح تقول: دعوها فإنها قد أفلتت من
هول عظيم، ثم يسألونها: ما فعل فلان ؟ وما فعل فلان ؟ فإن قالت لهم، تركته حيا
ارتجوه، وإن قالت لهم: قد هلك قالوا: قد هوى هوى.
4 ـ عن أبي بصير، عن أبي عبد
الله عليه السلام قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن أرواح المؤمنين فقال: في
حجرات في الجنة، يأكلون من طعامها، ويشربون من شرابها، ويقولون: ربنا أقم لنا
الساعة .
5 ـ عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ذكر الارواح أرواح المؤمنين، فقال:
يلتقون، فقلت: يلتقون ؟
قال: يلتقون ويتساءلون ويتعارفون حتى إذا رأيته قلت: فلان .
أقول :
ويسلّط العلاّمة الشهيد « دستغيب » الضوء على ماهيّة هذا البدن المثالي في كتابه ( اُصول الدين ) بالقول : وجسدك أيضاً يكون جسداً مثالياً في عالم البرزخ ، يعني أنّه نفس هذا الجسد من حيث الشكل ، لكنه لا يكون ماديّاً ، بل يكون لطيفاً وألطف من الهواء ، بحيث لا يمنعه أي مانع ، فأينما يكون يمكنه أن يرى كلّ شيء فلا يقف الحائط مثلاً حائلاً أمام الرؤية . والإمام الصادق(عليه السلام) يقول :
لو رأيته ـ البدن المثالي ـ لقلت هو هو.
فلو أنَّكَ رأيت أباك في المنام فإنك تراه بنفس ذلك الجسد الدنيوي ، لكنَّ الجسم المادي له في القبر ، فهو الصورة والبدن المثالي له .
والبدن البرزخي له عين تشبه هذه العين أيضاً ، لكن ليس لها شحم ولا يصيبها الألم ، وبإمكانها أن ترى إلى قيام القيامة ، وتشاهد بصورة جيدة ، وليست مثل هذه العين التي تكون ضعيفة في بعض الأحيان ، وتحتاج إلى النظّارات .
وقد شبّه العلماء والمتكلمون البدن المثالي بالصورة التي تظهر في المرآة إلاّ أنه يحتوي على خاصيتين :
إحداهما : هو أنه قائم بذاته ، بحيث يكون مستقلاً في تحققه في الخارج وليس في المرآة .
والأُخرى : الإِدراك والشعور . فالبدن المثالي قائم بنفسه وذو شعور وإدراك .
ومثال ذلك ما نشاهده في المنام حيث نستطيع أن نطوي المسافات البعيدة في لحظة واحدة ، ونكون في مكة أو مشهد مثلاً ، وتوجد في ذلك العالم أنواع المأكولات واالمشروبات والمناظر الجميلة والخلاّبة ، والنغمات البديعة ، بحيث لا يطيقها أحد من أهل الدنيا ، وتعيش الأرواح متنعمة في ذلك البدن المثالي من كلّ تلك النعم
وقال الشيخ المفيد في أجوبة المسائل السراوية ج 1 ص 63
« وأمّا كيفيَّة عذاب الكافر في قبره ، ونعيم المؤمن فيه ، فإنَّ الأَثر أيضاً قد ورد بأنَّ الله تعالى يجعل روح المؤمن في قالب مثل قالبه في الدنيا في جنّة من جنّاته يُنَعِّمه فيها إلى يوم الساعة ، فإذا نُفخَ في الصور أنشأ جسده الذي بَليَ في التراب وتمزَّق ، ثمَّ أعاده إليه ، وحشره إلى الموقف ، وأمَرَ به إلى جنّة الخُلد ، فلا يزال منعّماً ببقاء الله عزَّ وجلَّ .
غير أنَّ جسده الذي يُعاد فيه لا يكون على تركيبه في الدنيا ، بل يُعَدِّلُ طباعه ، ويُحَسِّنُ صورته ، فلا يهرم مَعَ تعديل الطباع ، ولا يمسّه نصبٌ في الجنّة ولا لغوب ، والكافر يُجعل في قالب كقالبه في الدنيا في محلِّ عذاب يُعاقب فيه ، ونار يعذَّب بها حتى الساعة ، ثم يُنْشَأ جسده الذي فارقه في القبر ، ويُعاد إليه ، ثم يعذّب به في الآخرة عذاب الأبد ، ويُركّب أيضاً جسده تركيباً لا يفنى معه .
تعليق