بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين
رسالة محمد بن ابي بكر الى معاوية
أخرج العصامي في سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي ج 2 ص 4 قال :
كتب محمد إلى معاوية: من محمد بن أبي بكر، إلى الغاوي معاوية بن صخر، أما بعد، فإن الله بعظمته وسلطانه خلق خلقه بلا عبث منه، ولا ضعف في قوة، ولا حاجة به إلى خلقهم، ولكنه خلقهم عبيداً، وجعل منهم غوياً ورشيداً، وشقياً وسعيداً. اختار على علم واصطفى وانتخب منهم محمداً صلى الله عليه وسلم، فانتخبه بعلمه، واصطفاه لرسالته، وائتمنه على وحيه، وبعثه رسولاَ ودليلا؛ فكان أول من أجاب وأناب، وأذعن وصدق وأسلم - أخوه وابن عمه علي بن أبي طالب، صدقه بالغيب المكتوم، وآثره على كل حميم، ووقاه بنفسه كل هول، وحارب حربه وسالم سلمه، فلم يبرح مبتذلاَ لنفسه ساعات الليل بالخوف والخشوع والخضوع، حتى برز شارقاً لا نظير له ممن اتبعه، ولا مقارب له في فعله، وقد رأيتك تنال منه وأنت أنت، وهو هو؛ أصدق الناس نية، وأفضلهم ذرية، وخير الناس زوجة، وأفضل الناس ابن عم أخوه الساري بنفسه يوم مؤتة - قلت: يريد به جعفرَاً الطيار - رضي الله عنهما - وعمه سيد الشهداء يوم أحد، أبوه الذاب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن حوزته، وأنت اللعين ابن اللعين، لم تزل أنت وأبوك تبغيان لرسول الله صلى الله عليه وسلم الغوائل، وتجتهدان في إطفاء نور الله، وتجمعان على ذلك الجموع، وتبذلان فيه الأموال، وتؤلبان عليه القبائل، على ذلك مات أبوك، وعليه خليفته والشهيد عليك من تدني، ولجأ إليك من بقية الأحزاب ورؤساء النفاق، والشاهد لعلي أنصاره الذين ذكرهم بفضله، وأثنى عليهم من المهاجرين والأنصار، فهم معه كتائب وعصائب يرون الحق في اتباعه، والشقاء في خلافه، فكيف بك - لك الويل - تعدل نفسك بعلي؟ وهو وارث رسول الله صلى الله عليه وسلم ووليه، وأبو ولده، وأولى الناس به اتباعاً، وأقربهم به عهدَاً؛ يخبره بسره ويطلعه على أمره، وأنت عدوه؛ فتمتع في دُنياك ما استطعت بباطلك، وليمددك ابن العاصي في غوايتك، فإن أجلك قد انقضى، وكبرك قد دهى، ثم تبين لك لمن تكون العاقبة العليا، واعلم أنك إنما تكايد ربك الذي أمنت كيده، ويئست من روحه، فهو لك بالمرصاد، وأنت منه في غرة، وَالسلام على من اتبع الهدى.
المصدر
الكتاب : سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي
المؤلف : العصامي
عدد الأجزاء : 4
مصدر الكتاب : موقع الوراق
[ الكتاب مرقم آليا غير موافق للمطبوع ]
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين
رسالة محمد بن ابي بكر الى معاوية
أخرج العصامي في سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي ج 2 ص 4 قال :
كتب محمد إلى معاوية: من محمد بن أبي بكر، إلى الغاوي معاوية بن صخر، أما بعد، فإن الله بعظمته وسلطانه خلق خلقه بلا عبث منه، ولا ضعف في قوة، ولا حاجة به إلى خلقهم، ولكنه خلقهم عبيداً، وجعل منهم غوياً ورشيداً، وشقياً وسعيداً. اختار على علم واصطفى وانتخب منهم محمداً صلى الله عليه وسلم، فانتخبه بعلمه، واصطفاه لرسالته، وائتمنه على وحيه، وبعثه رسولاَ ودليلا؛ فكان أول من أجاب وأناب، وأذعن وصدق وأسلم - أخوه وابن عمه علي بن أبي طالب، صدقه بالغيب المكتوم، وآثره على كل حميم، ووقاه بنفسه كل هول، وحارب حربه وسالم سلمه، فلم يبرح مبتذلاَ لنفسه ساعات الليل بالخوف والخشوع والخضوع، حتى برز شارقاً لا نظير له ممن اتبعه، ولا مقارب له في فعله، وقد رأيتك تنال منه وأنت أنت، وهو هو؛ أصدق الناس نية، وأفضلهم ذرية، وخير الناس زوجة، وأفضل الناس ابن عم أخوه الساري بنفسه يوم مؤتة - قلت: يريد به جعفرَاً الطيار - رضي الله عنهما - وعمه سيد الشهداء يوم أحد، أبوه الذاب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن حوزته، وأنت اللعين ابن اللعين، لم تزل أنت وأبوك تبغيان لرسول الله صلى الله عليه وسلم الغوائل، وتجتهدان في إطفاء نور الله، وتجمعان على ذلك الجموع، وتبذلان فيه الأموال، وتؤلبان عليه القبائل، على ذلك مات أبوك، وعليه خليفته والشهيد عليك من تدني، ولجأ إليك من بقية الأحزاب ورؤساء النفاق، والشاهد لعلي أنصاره الذين ذكرهم بفضله، وأثنى عليهم من المهاجرين والأنصار، فهم معه كتائب وعصائب يرون الحق في اتباعه، والشقاء في خلافه، فكيف بك - لك الويل - تعدل نفسك بعلي؟ وهو وارث رسول الله صلى الله عليه وسلم ووليه، وأبو ولده، وأولى الناس به اتباعاً، وأقربهم به عهدَاً؛ يخبره بسره ويطلعه على أمره، وأنت عدوه؛ فتمتع في دُنياك ما استطعت بباطلك، وليمددك ابن العاصي في غوايتك، فإن أجلك قد انقضى، وكبرك قد دهى، ثم تبين لك لمن تكون العاقبة العليا، واعلم أنك إنما تكايد ربك الذي أمنت كيده، ويئست من روحه، فهو لك بالمرصاد، وأنت منه في غرة، وَالسلام على من اتبع الهدى.
المصدر
الكتاب : سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي
المؤلف : العصامي
عدد الأجزاء : 4
مصدر الكتاب : موقع الوراق
[ الكتاب مرقم آليا غير موافق للمطبوع ]
تعليق