عبادة النبي محمد
( صلى الله عليه وآله وسلم )
في غار حراء...
كانت عند العرب بقايا من الحنيفية ، التي ورثوها من دين النبي إبراهيم ( عليه السلام ) ، فكانوا - مع ما هم عليه من الشرك - يتمسكون بأمور صحيحة ، توارثها الأبناء عن الآباء .
وكان بعضهم أكثر تمسكاً بها من بعض ، بل كانت قِلَّة منهم تعاف وترفض ما كان عليه قومها من الشرك ، وعبادة الأوثان ، وأكل الميتة ، ووأد البنات ، ونحو ذلك من العادات التي لم يأذن بها الله ، ولم يأت بها شرع حنيف .
وكان من تلك الطائفة ورقة بن نوفل ، وزيد بن نفيل ، ورسولنا (
) .
والذي أمتاز عن غيره بإعتزاله (
) الناس للتعبُّد ، والتفكُّر في غار حِرَاء ، فما هو خبره (
) في هذا الشأن ؟ ، هذا ما سنقف عليه في المقال التالي :
كان النبي (
) يتأمَّل منذ صغره ، ما كان عليه قومه من العبادات الباطلة ، والأوهام الزائفة ، التي لم تجد سبيلاً إلى نفسه ، ولم تلقَ قبولاً في عقله .
وذلك بسبب ما أحاطه الله من رعاية ، وعناية ، لم تكن لغيره (
) من البشر ، فبقيت فطرته على صفائها ، تنفر من كل شيء غير ما فطرت عليه .
التعبد في الغار :
هذا الحال الذي كان عليه
(
) دفع به إلى إعتزال قومه ، وما يعبدون من دون الله ، وحبَّب الله إليه عبادته بعيداً عن أعين قومه ، وما كانوا عليه من عبادات باطلة ، وأوهام زائفة .
فكان (
) يأخذ طعامه ، وشرابه ، ويذهب إلى غار حِرَاء ، كما ثبت في الحديث المُتَّفَق عليه ، أنه (
) قال : ( جاورت بِحِرَاء شهراً ) .
وحِراء هو غار صغير ، في جبل النور ، على بعد ميلين من مكة ، فكان (
) يقيم فيه الأيام والليالي ذوات العدد .....
فيقضي (
) وقته في عبادة ربه ، والتفكَّر فيما حوله ، من مشاهد الكون ، وهو غير مطمئن لما عليه قومه من عقائد الشرك الباطلة ، والتصورات الواهية ، ولكن ليس بين يديه (
) طريق واضح ، ولا منهج مُحدَّد ، يطمئِنُّ إليه ويرضاه .
وكان اختياره لهذه العزلة ، والانقطاع عن الناس بعض الوقت ، من الأسباب التي هيَّأها الله تعالى له ، لِيعدَّه لما ينتظره من الأمر العظيم ، والمهمّة الكبيرة التي سيقوم بها ، وهي إبلاغ رسالة الله تعالى للناس أجمعين .
واقتضت حكمة الله تعالى أن يكون أول ما نَزَّل عليه (
) الوحيَ في هذا الغار .
فهذا ما كان من أمر تعبده
(
) ، وإعتزاله قومه ، وما كانوا عليه من العبادات والعادات .
وقد أحاطه الله سبحانه بعنايته ورعايته ، وهيَّأ له الأسباب التي تعدّه لحمل الرسالة للعالمين .
وهو (
) في حالِهِ التي ذكرنا ينطبق عليه ، قوله تعالى في حق موسى ( عليه السلام ) :
( وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي ) .
إنّه الإعداد لأمر عظيم ، تنوء الجبال بحمله ، إنها الأمانة التي كان يُعدُّ (
) لحملها إلى الناس أجمعين ، ليكون عليهم شهيداً يوم القيامة ، تحقيقاً لقوله تعالى :
( وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلاءِ ) .
صفجزاه الله عن أمته ، وعن العالمين خير الجزاء ، وجمعنا معه (ص ) تحت ظِلِّه ، يوم لا ظِلَّ إلا ظله .. سورة النحل .
( صلى الله عليه وآله وسلم )
في غار حراء...
كانت عند العرب بقايا من الحنيفية ، التي ورثوها من دين النبي إبراهيم ( عليه السلام ) ، فكانوا - مع ما هم عليه من الشرك - يتمسكون بأمور صحيحة ، توارثها الأبناء عن الآباء .
وكان بعضهم أكثر تمسكاً بها من بعض ، بل كانت قِلَّة منهم تعاف وترفض ما كان عليه قومها من الشرك ، وعبادة الأوثان ، وأكل الميتة ، ووأد البنات ، ونحو ذلك من العادات التي لم يأذن بها الله ، ولم يأت بها شرع حنيف .
وكان من تلك الطائفة ورقة بن نوفل ، وزيد بن نفيل ، ورسولنا (

والذي أمتاز عن غيره بإعتزاله (


كان النبي (

وذلك بسبب ما أحاطه الله من رعاية ، وعناية ، لم تكن لغيره (

التعبد في الغار :
هذا الحال الذي كان عليه
(

فكان (


وحِراء هو غار صغير ، في جبل النور ، على بعد ميلين من مكة ، فكان (

فيقضي (


وكان اختياره لهذه العزلة ، والانقطاع عن الناس بعض الوقت ، من الأسباب التي هيَّأها الله تعالى له ، لِيعدَّه لما ينتظره من الأمر العظيم ، والمهمّة الكبيرة التي سيقوم بها ، وهي إبلاغ رسالة الله تعالى للناس أجمعين .
واقتضت حكمة الله تعالى أن يكون أول ما نَزَّل عليه (

فهذا ما كان من أمر تعبده
(

وقد أحاطه الله سبحانه بعنايته ورعايته ، وهيَّأ له الأسباب التي تعدّه لحمل الرسالة للعالمين .
وهو (

( وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي ) .
إنّه الإعداد لأمر عظيم ، تنوء الجبال بحمله ، إنها الأمانة التي كان يُعدُّ (

( وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلاءِ ) .
صفجزاه الله عن أمته ، وعن العالمين خير الجزاء ، وجمعنا معه (ص ) تحت ظِلِّه ، يوم لا ظِلَّ إلا ظله .. سورة النحل .
تعليق